الأربعاء، 12 فبراير 2020

بين جبلين // بقلم عبد الزهرة خالد // البصرة : العراق



بين جيلين
بقلم :- عبدالزهرة خالد- البصرة
————
قبل أن أشرع بالنظر إلى السماءِ أبحث عن هلالٍ يشبهُ هلال العيد الصغير
كان في خلدي أن أعاتب النجمات عن طول شهر الصيام ولم يحضر لنا أحد على الموائد لبنًا وتمرًا وأقتصر الطعام على لون واحد كسرة خبز وسط ماء مملح بالعشقِ والولاء .
قبل أن أودع شيخوختي عليّ أن أراجع مذكراتي التي دونتها في خريف العمر تساقطت أوراق الحوادثِ تباعاً كلّما هبتْ نسمات النسيان ، لم أعالج في حينها اخضرار الذكريات وفيها لم أرَ راويةً تسقي سنديان الحسنات . كنتُ أحسب أفعالي فيها شيء من البطولة والافتخار لكن زادَ في طين نقشة هي أنها منسية للداني والقاصي خاصة للذين يتذوق طعم الحب بملعقة من ذهب يفرّ مترنحاً كأنه لا يحب العذارى و الثيبات على حدٍ سواء .
سجلت تأريخ ميلادي ومحله قبل أكثر من ستين عاماً بعدما ثبت اسمي في أعلى الهوية بجنس ذكر صنف الدم نوع من حروف الإنكليزية كأنّه الحرف الاول منها وسارت بيّ الأيام على متن قطار لا يعرف التأني .
تأوهات الزمن باتت واضحة وضحَ السطر الأخير ، الصخرة تسبح إلى سواحلِ القرنفل ، تحمل على رأسها ( طاسة ) الحناء ، تصبغ شفاه عالقة في آخر قبلة الوداع تغري به الرمال لتقضم أصابع الارتعاش حالما تكشف عن عورةِ الهذيان التي تبرهنها الرموش ذاتَ حلمٍ بليد .
لم يشأ الرحم أن يلد جيلاً يشبه أباه ولا المشيمة تقرّ بذنب عاطفتها بينما تهفو الروح في مسكنها الآيل إلى التجديد دون إذن ساكنيه ، يُقال والعهدة على ساعي البريد أن موظف الأحوال الشخصية سيمنح الوليد لقباً خلفَ اسمه المهوس في رقبة أبيه لذا ربما سيكون حتماً ابن أبيه كلّما تحدث التأريخ عنه أمامَ الأجيال القادمة . الجيل لا يشبهني أبداً لكنه تقارب ملامحه غصة أمه أثناء فترة الوحم بالقصب الأخضر المتجذر في مستنقعات الجنوب .
هكذا هو جنون تحول الزمان الذي بدأ برسم الأقمار بدلاً من التوقيتات الشرعية لمدينتنا . أعتقد سيفصل الجيلين فاصل من صلاة العصر أو تراويح الصيام في شهر بعدَ رمضان بأشهر معلومات.
جيل لا يعرف مثلي كيف يتعامل من أزيز الرصاص في ليلة معركة كان صديقه استشهد وآمره أسرّ ،
جيل يعرف كيف يكسب معركته الشرسة في خطوط البوبجي بينما أنا لا أفتهم كيف افتتاحية اللعبة . الفوارق عديدة لكنني أخشى أن أعدها وينعتني أحدهم بمتخلف أو مجنون . الجيلان كلاهما وقفا على قمة جبلين يفصلهما وادٍ عميق ، من سقط فيه هلك ..
……………١٠-٢-٢٠

للطفولة // والأمومة .. والأصالة.. للشاعرة خديجة الشقوري..

الى طفولتكما اشتاق
والى سحرها احن
بالامس القريب ... القريب جدا
كنتما ظلا طفلين شقيين
من شقاوتكما ارتشفت
وهج البقاء...وروح التحدي
لعيشه ...ومعايشته
بألوانه الصاخبة أضأت
عتمة المساءات
ونثرت رحيق أمل
أنرت به
منعطفات الحياة
وبه عطرت ضفافها
كيف مر الوقت... لا ادري
بسرعة انسابت لحظاته
بين غفوة ويقظة
يستطيل ظلكما ...
يطال ظلي
الى فيئه الآمن آويت
وبحضنكما الدافئ
استشعرت الأمن والامان