الثلاثاء، 2 يونيو 2020

آيار // بقلم الشاعر : وسام هاني // العراق

آيار
تذكرني بك..
حين تدق الشمس..
نافذتي ..
وذلك الصوت..
الشفيف..
يهمس في أذني..
رغم المسافات..
وما بيننا الف بحر
من الأسرار .....
آيار
يا لوعتي..
فيك أوقد الشموع..
انه ميلاد حلمي..
لكني..
في منتصف الطريق..
أضعت بوصلتي..
اني الوك آخر..
ما تبقى من مدن..
الضياع ....
وسام الطائي*****

هيَّا ارقصي ياسالومي... // بقلم الشاعر : صاحب الغرابي // العراق



هيَّا ارقصي ياسالومي...
صاحب الغرابي...العراق
ربوة من ربيع
أوروك في البدء كانت الكلمة (1)
حضارة أمة ماقبل التاريخ
تمرع فيها براعم الزهر،وأفواج السانبل فالحياة
أسراب جراد أتت الحقول، والبيادر!
وها قد ترى تأوهات هابيل وهو يشكو...
أبناء تفرقوا كبنات نعش
لعب بهم الموج
مسافر أضاع بوصلته في فلوات الأرض
ما بال ياقوتة تخوض جوهر النار
هم يذيب لفائف القلوب
أليس الثمن على قدر أهله؟
ثَمَّة أحاجيّ طلاسم في غلس الليل (2)
دهاليز بعيدة الغوار
وها هو ذا رئة الزمان
جداول من الكوثر
رماد على رأس شاهقة !
من أين لي بالهدد ليرى الماء؟!
قد أبدى الصَّريح عن الرغوة (3)
عندما يرتدي الظلم لباس التقوى
تولد أكثر من فاجعة وأخرى ...
علام السير في أشواك بادية المحنة؟
نفخ في رماد
ضمير أعور وراءه أصابع الليل!!
الحيَّة لاتلد إلا حيَّة
هيَّا ارقصي يا سالومي (4)
لم يبق مايستر عورة !
فهيهات غبار الباطل ؛لايكدَّر وجه الحق
إنَّ لهذا اليوم له مابعده
في خاصرة الأفق غيث كأفواه القرب
كوّة تنهمر منها خصل الضياء
يا أنتَ
معك وحدك ستبقى الشعلة مضاءة.
........................................................................................
(1)أوروك: مدينة سومرية أثريةاسمها اليوم الوركاء تقع على بعد 15 كم شمال السماوة في العراق. هي المدينة التي شهدت ولادة الحروف الأولى، ونشأة النظام اللغوي السومري .
(2) غلس : سار «بغلس»، أي ظلمة آخر الليل،أحاجي :ألغاز.
(3)الصَّريح تحت الرَّغوة: تعبير عن ظهور حقيقة الأمر بعد ستره.
(4) سالومي :المرأة التي كان رقصها سبباً للإستشهاد يوحنا المعمدان(نبي الله يحيى (غ)

ما مِنٔ شيءٍ يَّميرُ قلبي // بقلم الشاعر : ستار العلي // العراق

ما مِنٔ شيءٍ يَّميرُ قلبي
في عالم حزين
منكفأ انكفاء النار تحت المطر
الوذ بصمت
مناجيا الاشجارُ والحجرُ
انتظرُ لحظةَ الانفجارِ
لأرمي اشياءا غصتْ بها اعماقي
على ورقٍ تناوشَ اطرافهُ لهبٌ مضى
طَمسَ الحزنُ قلبي
فوثبَ ذُكرُكَ على افكاري
تعال نجلسُ في صمتٍ ننسجُ افكارنا
كنسيجِ العنكبوتِ الشفافَ
حتى يُّلقيَّ الليلُ وشاحَه
ويُوريَّ الاشياءَ في الظلامِ
والنُزِّلُ مدرارا
والسنون عجافا
الهو بالحزنِ والنفسِ والحياةُ فراغّ
في الرتابةِ يصبحُ الألمُ عيدا
في غياهبِِّ اللونِ الواحدِ
تصبحُ الفوضى كرنفالا
وحين تكون القلوب مشوهه
يصبحُ القبحُ جمالا
و المُبصرونَ أكِفاءُ
والمَهرةُ غيرُ أكْفاءٍ
والجرحُ في الوجهِ وساما
والخائنُ مخلصا امينا
والبغايا عفيفاتٍ
حين يُخَّلُ الميزانَ
كل البضائعِ مزجاةً
تُشترى بذهبٍ كَذِّبْ
في عالم حزين اشكو بثي وحزني
وما من شيء يميرُ قلبي
ويُزيدُ سهمي كيَّلَ انملةٍ
وليس من قميصٍ يَّردُ لي بصري
وليس من عُبيدٍ اقعَ واهلي له ساجدينَ
في عالمٍ حزينٍ
مهشما كالؤلو المنثورِ
يَرفعُ القلبُ شِقيه
يتضرعُ النورَ من جديدٍ
يغسلُ الظلامَ الذي حاقَ بِنا
ويُخرجُ من اصلابنا طيرا ابابيلا
ترمينا بحبٌٍ سِجٔيلٍ
28/5/2020
ستار العلي

المواقيتُ حُبلى تنتظر // بقلم الشاعر : كامل عبد الحسين الكعبي // العراق

المواقيتُ حُبلىٰ تنتظر ..
...................................
ليسَ هذا أوان المطرِ فلا تُحمِّل الأشياءَ ما لا تحتمل دعِ الأرضَ تستجم بعدَ كُلِّ ذلكَ العناءِ واحفظْ سِرّ المناجلِ ريثما يحين الأجلُ ويستغيثُ البذارُ تنعّمْ بهذا السكونِ وامنحْ شَهَقاتِ الالتياعِ إجازةً مفتوحةً ولكنْ حذارِ أنْ ينهككَ الجزعُ أو تصطلي بنفثاتِ الوجعِ فالمركبُ غريق والسفرُ بعيد والمواقيتُ مصلوبة على جذوعِ الانتظارِ حتىٰ تتطهر الأطيافُ برمادِ الاحتراقِ وتكون قابَ قوسين أو أدنى من تلكَ السواقي العذبةِ فلا تستمطر الغمامَ ودعْ تلكَ الديمةَ الحُبلى تمتصّ رحيقَ بحارِ التوقِ رويداً رويداً لتنجبَ عراجينها تحتَ ظِلِّ السنا في فراديسِ الضياءِ لتندلقَ في الوجدِ تتفجر عُيونُ الشغفِ وتَنْبجس ينابيعُ النَهَمِ يا لَقطرات الندى عندَ الصباحِ وهيّ تتراقصُ علىٰ خدِّ الأزاهير وقدْ داعبها النسيمُ فتضوعتِ المخادعُ بذيّاكَ العِطرِ وتبدّدتْ جياثيمُ الرقادِ فلابُدّ أنْ يجذبكَ خيطُ الرجاءِ حاملاً أملاً وسنبلةً وبضعَ حبّات قمحٍ أنهكها الذبولُ ومزن خيرٍ يحملها السحابُ فتهمّ كوثراً لا يهدرُ إلاَّ ليسقي النفوسَ وينعشُ القلوبَ ويرصِّعُ الحياةَ عناقيدَ ضياءٍ يشعّ على دوالي الرُوحِ .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ

سرد تعبيري // في جيوب السهر // بقلم الشاعر : عزيز السوداني // العراق



سرد تعبيري
في جيوب السهر
....................
لم يتغيرْ شيء سوى أننا نبحث في الأمسِ البعيدِ عن الأشياء الصغيرةِ ونصنع منها إشتهاءاتٍ معبأةٍ بالقلقِ ندسّها في جيوبِ السهرِ، وكأنّ هذا الكون لا يتسع لشهقةِ حلمٍ كانَ يتنفس عطرَ وردةٍ عندما تومىءُ للشمسِ وتغازل خدَّها شفةُ النسيم.......
...........
عزيز السوداني
العراق
..........................
اللوحة للفنان العراقي القدير صالح بغدادي

الخميس، 28 مايو 2020

نوح الذكريات // كُتبَ النص بقلم الشاعر : عبد الحسين الشيخ علي // العراق

نوح الذكريات / عبد الحسين الشيخ علي / العراق
نوح الذكريات
في بِركة الليل المُسهَّد
وشجون النهار
وفيض الزمان البريء
في عين الضباب
وعرق المستنقعات
والقلب الذي حُبس في زنزانة
الموتى
حتى ألامس القريب يستفزون
المكان
ليتني أمسك بالرحيل
حين زج في رأسي الدوار
الذكريات الهابطة من مراياها القديمة
سرعان ما تبدو كحطام
كالأحلام حين أَسقُطُ في صحو العيون
فلا شفيع لي غير النشيج
ودمع يذرف من صدر تهجد
في الوجوه / حين زٌجت
في اللحود
ابحث عني في البكاء
كرماد أتساقط
وكأنني في النزع الأخير
ألتاع من غم يسايرني
وكأنني للدامعات مثل أجير
يرتقي الدمع إلى قمة الرأس
فيشتعل فيه المشيب
أو كالريح
حين تلبس أقنعة التراب
ترسو على وجه السماء
فلا حراك لها ولا انزياح
فتهجد الطلل البعيد
يرسل نجواه من الوريد
إلى الوريد
صمتٌ تسلل في محارب أطلالهم
ينموا فيكبر في أشداقهم
مثل الجليد
سأموت من ظمأ الفراق
إن لم يعودوا من جديد....

قلمي // كُتبَ النص بقلم الشاعر : جواد البصري // العراق

"قلمي"
يعرفني جيداً

أعرفه حدَّ الامتلاء
لا يفارقني..
صار ظلّي...
يسهر معي..
قبلي إلى التعب المضني
يمضي...
يسامرني بلا ملل
في كأس أخْيُلَتي
يدلو بمختلف الدلاء

إن داهمني الوسن
يُذَ كرُني بي
أتذكره وأنساني
لا ينام....
يصاهر الأرق
في غفلتي تنسج الظلماء
وحشتها...
أضوائه أُنسي ولغتي
أقرأ بعينيه صورتي
أرسم على شفتيه لساني
يعلم كل ما نبت في الورق
لا يفضخ الأسرار
ديدنه الحياء
يشُدَّني إلى الأحلام
يكُن لي الولاء
أفديه بالدماء
هو عندي أميرٌ من الأُمراء
لكنّه مسكين مثلي
دوماً مصاب بالإعياء
عليه أصابني القلق
يبكي معي!!
ما إن تُمسك في جنبيه
يداي...
أرجو الله أن
يخرجَ من هذا المأزق
لنركب قطار الزمن السريع
إلى حيث لا عودة
إلى الوراء
وأرَ البسمة مزروعة
على محياه ومحياي
دون جفاء
جواد البصري 📝

مُعَلّقٌ بين اثنتين // كُتبَ النص بقلم الشاعر : حسين جبار الشيخ محمد // العراق

مُعَلّقٌ بين اثنتين
هو صاحبي.. مُعَلّقٌ بين اثنتين.. سارَ طويلاً بين النور وبين العتمة...لم يَنَمْ في العتمةِ ولم يَتَمَتّعْ بالنور...مُوَزّعٌ بين الجبالِ وبين الوديان. لم تحملهُ القمةُ أبداً...هو لم يُدْركها ولم يَتَمَتّعْ بخُضرةِ الوادي.
مُعَلّقٌ على سطحٍ صخريٍ أملس...بين النهرِ الجاري وبين أرضٍ سوداء....لم يستمتعْ بموجٍ ولم يُبارحْ جفوة المكان...
مُعَلّقٌ بين لسانٍ مقطوع وبين طيرٍ صدّاح. .هو هكذا...بين الخيرِ وإنْ لم يَلْمَسْهُ وبين الشرِ وإنْ خافهُ...
بينَ قبوٍ رطبٍ وبين شمسٍ ضاحكةٍ.. .هو مُوَزّعٌ....جبلانِ يُمْسكانه...ذات الشمال وذات الجنوب... ذات شرقٍ وذات غرب...
نحو أعالٍ تبتسم ونحو هوةٍ تعبس ويتعالى صُراخُ ساكنيها...
هو مٌضَرّجٌ بدمٍ وإنْ لم يشتبك....

همسُ جَناح // كُتبَ النص بقلم الشاعر : محمد رشاد محمود // مصر

همسُ جَناح (محمد رشاد محمود)
(151): الجاهلُ والعالمُ .. كلاهما يحيا بما يأكلُ ، إلا أنَّ ثانيهما يتوقُ إلى أن يحيا بما لا يؤكَل.
........................................................................................................................................
(152): يتمنَّى الزارعُ أن تُمطرَ السماءُ أنهارًا ، ويشتهي الثعلبُ أن تُمطرَ أرانبَ، والكلبُ أن تسحَّ عظامًا، والقطُّ فئرانًا .
........................................................................................................................................
(153): بعضُ البُخلِ أشرفُ من الكرَمِ ، وبعضُ الكرَمِ ألأَمُ من البخل !
.........................................................................................................................................
(154): لا يملِكُ الغرابُ ، لا يَملكُ تغريدَ البلابل .
.........................................................................................................................................
(155): في الكونِ أصوات تُسمعُ بغيرِ أذُن ، وصور تُرى بغيرِ عينٍ وروائحُ تُشـمَّ بلا أنفٍ ، وأشياءُ تُلمسُ بغيرِ يدٍ ، وتُذاقُ بغيرِ لسانٍ ، ومعانٍ تُدرك بغيرِ المخِّ ، ولكن تُلقَّاها الرُّوحُ بغيرِ أداةٍ .
(محمد رشاد محمود)

نص : كُتبَ بقلم الشاعرة // خالدية ابو رومي عويس // فلسطين

بعض الأحيان يسرقني الحنين وبعضٌ من جنون ،
لصورة مع قط أبيض ،
لتسلق شجرة بعمر القضية ، لأعانق ذلك العصفور هناك ، لأنطلق كالسهم بين سهول بخضرة ونقاء قلوبٍ رحلت ليدثرها التراب ، فأقتطع بعضاً من لائحة موثق عليها بعض أسماء ،
وأتسلق جبل جرزيم أو عيبال وأصرخ هنا وطني ،
ليتردد صدى صوتي وكأنه ناقوس ،
صعوداً بكنيسة المهد فهناك ميلاد مسيح هو بأرضها مرهون فسلام عليه حين ولد وحين يموت وحين يبعث حيا ،
وأتوارى خلف سورٍ عتيق أركض خلف ظلي وأنا بظلي وظلاله مرهون ،
ولم يفتني سور عكا وأقتحم الهواء للبحر نزولا
القن الجرذان درساً ككقراصنة البحور أكون
وصولاً لغزة هاشم ،
فأجثو على ترابها وأقول أللهم نصرٌ مبين
خالدية ابو رومي.عويس

الاثنين، 25 مايو 2020

بيادر الجوى ..// سرد تعبيري // كُتبَ النص بقلم الشاعر: عدنان الريكاني // العراق

بيـــــــادر الجوى .. ( سردية تعبيرية )
============
عدنان الريكاني / 16/5/ 2020-
======================
يثاكل الروح لمعان اشرطة الهروب الى قاع مصروع، الخلود فيه أضغاث أحلام نادلة من برج الجوزاء، تحصد ثمارها بحرارة ضوء الشمس بعد الزوال،تسقي كؤوس المارة حنيناً، يراقص الأسودين ونصل سهام صدرها مشحوذة للأنزلاق في متون قصيدة راهفة المشاعر، أغتنمت من تعرجات خطوط فنجان قهوتي معزوفة النهار البليد ..
أما طوفان رشقات الأنظار فهي ساجدة بمحراب عينيها، تلتمس الأعذار لغياب دامت سويعات وضاعت من المجد سنين، ما أقساها بقامة كل رجفة منها تومئ لنبض الوريد، ترجل لأنك في عداد الموتى ولا يحمل نعشك على أكتاف طيور مهاجرة، تقتحم بيادر الجوى لتستر عري الجوع لديها، وتغتسل بهجيع الرياح بين مقلتي وسديم الكون الفضي يسامر شقاوتها في برزخ مميت.
****************************

الأحد، 24 مايو 2020

إلى /ــ المرأة القدس..! // كُتبَ النص بقلم : جاسم آل حمد الجياشي // العراق

إلى /.. المرأة القدس ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاسم آل حمد الجياشي
كميلة
أولُ شكلٍ هندسي
أكتشفتهُ
هوَ دورة
وجهكِ !!
وأول الالوان
عشقته عيناي هوَ
لونكِ
طالما تساءلت في سري
ياكميلة
هل أرتدى القمح
ثوبكِ؟
أو تراه أستعار العطر
منك
فتوهمتُ أن القمح
أنتِ ..!
كل الثغور باليات
الطعم
إلا ما لامس
ثغري
من رحيقٍ هوَ
ثغركِ
أتعلميــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
أن كل الالحان
نشاز ..!
إلا ما عزفتِ
من شجنٍ
- دللول ي الولد يبني -*
أولُ الخطوِ
مشيتُ اليكِِ
ياكميلة
وآخر الخطوِ يكون
نحوكِ ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ترنيمة الأم لوليدها حين ينام / باللهجة العراقية الدارجة

رئة الأنسام // كُتبَ النص بقلم الشاعر : عبد الوهاب الجبوري // العراق

رئة الأنسام
***
ما كانت صحبةُ القلبِ
همزةَ وصلٍ بالشوق تشجينا
كانت واحةَ طيبٍ بالعشق تروينا
ويح الزمان ، لَمْ تُبصر نواظره
كيف التنزه في الأحلام
بات وشماً لغربةٍ تشقينا
اليوم غابت شمسنا
وقد وهبتنا نفحَ ودِّ ،
يوقد لنا في وحشة الريح
دفئاً يواسينا
غابت شمسنا في الظهيرة
وفستانها الذهبي
مازال يهفهف
كما تهوى أراضينا
وصحراؤنا مازالت
تطل من شرفة ماضينا
تحلًم بأنفاسٍ باردةٍ
من عطر جداولنا
سحرُ عينيكِ يا مها
يستهوي قلوبنا
يتوسّد خفقانها رغداً يسلينا
فاتنة الزمان تحمل
قمراً بابليا في سنبلةٍ
من ذهبٍ مضفور
يُبحر شراعاً في عباب الشوق
كي تورق في نفوسنا
زنابق الأخاء
(تُطل من سفوحنا
على الدنى زيتونة خضراء)
حتى رأيت جناح الفجر
بالوجد يزهونا
أرسم مدينة فاضلة
يتعبد فيها الشعراء
كي تكون صحبة القلب
قافيةً نألفُ معناها
فلو بعدنا يوماً لوهبتها
شوقاً من رئة الأنسام يروينا
عبدالوهاب الجبوري
العراق في 2020/5/22

رحلة الحياة // كُتبَ النص بقلم الشاعر // عباس حسين العبودي // العراق

،،،رحلة الحياة،،،
رحلة هذي الحياة
وهي معبر للممات
فيها نأتي لارداء
نبدأ الرحلة حفاة
نقضي وطرا لاشعور
ثم نصحو من سبات
فيها نبقي ذكريات
يقتبس منها الرواة
خالد فيها الكريم
وهو قائد للأباة
ليس خافي بالانام
له معروفة سمات
لايزحزح كالجبال
عاش عنوان الثبات
لم يصب مرة برمح
أعيا بالعيش الرماة
أبتلى منه الكبار
وآكتوى حتى الهواة
نال بالدنيا صروح
وهي طودا للنجاة
يبقى منهال الجميع
حاز كل المكرمات..
.. عباس حسين العبودي..العراق...
23\5\2020...

نص // كُتبَ بقلم الشاعر // حمدي بو بكر // تونس

وأخيرا ...نطق القمر ...هطل المطر ...
فانسابت الكلمات تحفر في الصخر ...
ينبت في ثناياها الثمر ...تورق في محياها الشجر ...
نطق القمر ...
فتهاوت الهامات من عليائها تحني الرؤوس وتنكسر
وانثني العصفور يشدو طربا ....
وتعانق الورد انتشاء بموال القمر ...
قلت يا شحرورتي الغناء رفقا ...ان قلبي ينفطر
ان هذا العشق أقوى من تقاليد البشر
ووفاء خلته اليوم اندثر
قالت الشحرورة الغناء مهلا ...هذا فيض من محيط يحتدم
وأول الاعصار قطر ...ثم يغدو منهمر ...
لا يغرنك صمتي ..ان في صمتي لهيب يستعر
غير أني لم أجد قبلك قلبا يعتبر ...
أو صديقا مخلصا اشكوه غيلات القدر
أتظنني أرجوحة قدت بخيط من شعر ...؟
أنا لبوة ...أنا دوحة ...أنا درة بين الدرر
ووفاء قلبي لأميرتي فاق الخيال مع الفكر
هي عزوتي ...هي حضوتي ...هي غنوتي وقت الضجر
هي دمعتي ...هي بسمتي ...هي شمعتي ...
من نورها الوضاء أسترق النظر
ومضت أميرة في دلال هائل تختال ما بين البشر
.....حمدي بوبكر .............
موال القمر ....................

زمن الهلع // بقلم الشاعر : نصيف علي وهيب // العراق

زمن الهلع
للهلعِ زمنٌ مرسومٌ بأيادٍ، شاكست دقات القلب اضطراباً، اللامرئي لامرئي، والمرئي أنا، لِمَ الخوف إذن؟ رؤيايَّ، تنفذُ عمق الجمال، تستقطب كل الألوان، من سرق من لون الشمس طيفاً بعد المطر؟ أرى الغيوم، تتفرقُ بملالة، يقتنص شعاع الضوء حباتِ الغيثِ الراحلةِ ليبابٍ آخر، تصنع قوساً، تراهُ العيون بعيداً، أهيم به سرداً، فاكر لما الألوان بدت حلماً لخصبِ الأرضِ تمراً من عذقٍ في الأفواه، لا أحداً منا، يحبُ اليباب.
نصيف علي وهيب
العراق
202‪0/5/22

ذاكرةُ رجلٍ أشيبٌ // بقلم الشاعر : علاء الدليمي // العراق

ذاكرةُ رجلٍ أشيبٌ
الفراغاتُ الممتدة فوقَ خارطةِ أشلائي الممزقة تمضي وهي ضاحكةٌ حيثُ اللانهاية ، الدوائرُ المفرغة تدورُ رحاها حولَ ثقبٍ لا يفضي للنورِ ؛ إلا إذا دارتْ أجنحةُ الحقيقةِ عندَ فوهةِ العدم لتتوهجَ خزانةُ الذاكرةِ ، ذاكرةُ رجلٍ أشيبٌ تصلبتْ أوداجهُ وتناثرتْ أحلامهُ في دروبِ الخطوطِ البيانيةِ تلفظهُ الأقدارُ طولآ وعرضآ دونَ أنْ يجدَ شفرةَ الترميز لذاكرتهِ المعطوبةِ قبل الهجرةِ مع خيوطٍ بيضاء تضمدُ آخر شهقات الوجع .
علاء الدليمي

الخميس، 21 مايو 2020

المراهنة // بقلم الشاعر : عبد القادر الغريبل // تونس

المراهنة
على مشارف خط النهاية كانت كبوة حصاني على مضمار حلبة السباق، رهان خاسر.
المخاطرة
لحظة هجوم العدو ونحن محصنين في جوف خندق ،انكسر زناد بندقيتي فكانت طلقات العدو في مرمى أجساد رفقائي ، فقدت شرف حامي الوطن وضاع الوطن في مخاطرة
المجازفة.
حين بحت لها بما كتمته في قلبي، نظرت إلي من تحت أنفها بتعال سافر ،ضيعت كرامتي وفقدت وقاري بمجازفة.
عبدالقادرمحمدالغريب
ل

حُُلُُم // بقلم الشاعر : حسين جبار الشيخ محمد // العراق

حُُلُُم

أرَاهُ للمرةِ الأولى...غريباً سريعَ الكلام.. عمليُ يبدو أنهُ من أصحابِ السطوةِ...ملامحهُ كما تبدو مُرعبة. هو يملكُ ويملك.. لايتعبُ نفسه.....في ظهوره المفاجئ يَسّتَفزُّ فينا الكثير.. مانعتقده...ما تعارفنا عليه...يَلُفّهُ غرور...يَتَقَدّمُهُ استعلاء...يُخبرني على حينِ غرّة أنَّ ما تَبَقّى قليل...مسافةٌ لاتُقاس وبِرْهةٌ لاتُحَس...يُغَيّرُ سيرهُ فجأةً.. يدُهُ تَمْتَد...يأخذُ كتاباً ....يومياتي تُسْرَق.. بعضُ أحلامِ مكتوبة تختفي...مُجلد أنيق ممّا أعتزُ به يستولي عليه....بعضٌ من تاريخٍ أعتزُ به يُحرق. ثُمَ يتغير تارةً أخرى. أوراقك الهائلة مجاناً تضيع...هكذا يُخاطبُني.. ثروتكَ لا تُحصى.. هكذا يُخبرني..
ثم أكتشف أنّ أغطيتي الثمينة بين ما حاز عليه...سمعتهُ يقول.. هي كنز.. دثارُ الصحب...بل دثارُ الجميع....ماذا يجري
...هو يكتب.. شكلٌ لم أعهدْهُ.. خيوطُ حريرٍ تُشَكٍلُ أعذبَ الشعر....بل أنا أغزلُ منها أجملَ ما تعشقهُ العين وتلذُ الأذُن.. جمالٌ يُطلُ.. كُتبي.. أوراقي.. صُحُفي إين... أسماءٌ من عِشقنا تتوارى....صوتُ مذياعٍ بخترقُ الآفاق.. صوتٌ مُبهم...لا إحد يفهم.. تشويشٌ يلفُّ المحيط....كببرٌ يُقْتَلْ كما قيل...نهرٌ من الدمِ يجري.. هذا مابرويهِ الناس...سكينٌ حادة تقتٌلُ من حضر.. صاحبُ المذياع يموت..سرٌ يتفشّى أو موتٌ يتمشّى...ماذا...حُلُمٌ....سرابٌ....صوتُ المذياعِ يتوقف...

العشقُ النقي // بقلم الشاعر : محمد العبودي // العراق

العشقُ النقي....
ايُّ جُرْحٍ اصابني في هَواك
وَأيُّ دَمْعٍ في مُقلتيَّ نَدَاك
وَطني وإن لاحَتْ بيّ عَصاك
بلسمًا على جَسدِ عاشقٍ رِداك
خُذْ مَا تشاءُ مِنْ جَسَدي حتى رِضَاك
روحي وبدني قلبي وكياني فِدَاك
خُذْ مَا تشاءُ فكُلُ مَا لديَّ مِنْ غِناك
وَطني وإن جارَتْ حروبُ دهرٍ عُلاك
سَعيْتُ الى البيداء لِنيلِ الموت دونَ سِواك
عشقتُكَ مُذْ كُنْتُ طِفلًا العبُ في رُباك
سَهْمٌ اصابَ وراميه اشقى عِدَاك
قلبًا ذابَ دَهرًا في حِمَاك
وَطني رِفقًا بقلبٍ جميلًا يراك
رِفقًا بِشاعرٍ تُيمَ في سَنَاك
وَصَدَحَ صَوتُهُ حُبًا لِلقياك
وَطني حبًا لأرضكَ وَسَمَاك..................محمد العبودي

ملحمة الانسحاب // بقلم الشاعر : عبد الزهرة خالد // العراق

ملحمة الانسحاب
…………………………
لن تخمدَ جذوةُ الميول
وإن عصفت ألفُ ردة..
تعاندُ … وهي العريقةُ
في عمقِ المواقد ،
أنا وعيدانُ الثقاب
لنا ميثاقٌ أقبلُ وجهةَ النظر
مولعةً بكبريتِ الحزن
الذي يحرقُ الغائبَ والحاضر
متى ما تأتي الرجفةُ
تغطي عورةَ الفشل
بينما القلمُ مشغولٌ
بنبشِ الحروفِ من بين أسنانِ التغاضي ،
في بدايةِ إيماءةِ الحب
أنت كطلعٍ يلقّح الأزلَ
قبل موسمِ الانشطار ،
أنت كنبضةٍ تدّبُ في فؤادي
قبل أن يبدو على الجنين
حركةُ الاكتشاف ،
على حافةِ الإنكسارِ المدبب
تلتقي هناك
قصيدةٌ وامرأةٌ تشبهُ تاجَ السلاطين
وثالثهما دمعةٌ تخسرُ شرفةَ العنادِ ،
شلالٌ تهربُ من قامته السيولُ
إلى ضحالةِ القاع
ويجري الانصياعُ بأمانٍ نحو بركةِ السكون
طبيعي جدا تداعبها الأكفُ قبلَ شفاهِ الظمأ ،
وحيدٌ لا سائحٌ يحتفظُ بصورته معي
الوسيط بيننا سماحٌ واطئ الكلفة ،
أنا الهرمُ الذي لا قاعدة له ولا رأس
كحارسِ شعلةٍ في منارةِ الغربة
أنزلُ من القمةِ مجبراً
عندما يركلني الضياء ..
……………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١٧- ٥ -٢٠

مركبي والنور // بقلم الشاعرة : جميلة بلطي عطوي // تونس

...... مَركبِي والنّور ......
مرْكبي شراعُه منْ نور
دفّتُه تسبيحةٌ
تمخُرُ لُجّة الأشواق
ترومً نقطة البدْءِ
عشقُها الأزلْ
مركبي مشكاتُه نجمٌ
على السّارية ينقُشُ المسارْ
في الدّفّة ينثرُ البخورْ
مرْكبٌ ، شراعٌ ، دفّةٌ
والنّجمُ نبضُ فؤاد
ترتيلةُ صمتٍ في أذن المدَى
تهجّدٌ في محاريب الأبدْ
أحدٌ أحدْ
أحدٌ صَمدْ
صلواتٌ في فلك الأيّام أردّدُها
ينهلُها المحارْ
بها تهمسُ الحوريّات للموجِ
فيركعُ على الشّطآنْ
ويلهجُ الزّمانْ
القِبلةُ تستقبِلُ الدّعاءْ
تزرعُه في كلّ نبضةٍ
عتْقًا وشفاءْ
من ألأخمصِ إلى حَدِّ الرأسِ
فيضٌ من الذّكر يغمرُنِي
يغمرُ المَدى
ويلمعُ السّنا
يا مركبَ الرّوح اسْرحْ في رِحاب الحقّ
بلّغْنا شاطئ النّجاةِ
وحَقّقِ الرّضا.
تونس ... 15 / 5 / 2020
بقلمي ... جميلة بلطي عطوي

الأربعاء، 20 مايو 2020

حرب الروح // بقلم الشاعرة : زكية محمد ( جود الهمس ) المغرب

حرب الروح
خدعوك فقالوا هذا العالم الشاسع اصبح قرية صغيرة..حرة وغنية.. خدعوك بمرايا من نار تعكس الجمال المزيف بينما الروح النقية تعاني من ويلات الحرب السحرية..أجل هذه القرية الصغيرة عبارة عن سجون افتراضية يديرها مسخ مهوس بالكنز الأسود ...خارج اسوارها ارواح متمردة تحارب بكل شراسة كي تحرر الفكر من قيود العبودية...هي حرب غير علنية تشنها على بصرك كلما حدثتك مراياهم عن عالم ناعم تسوده الرحمة والمساواة ..عالم يطعم ارضه دماء اطفال أبرياء ويزكي الشح أوجاع الجياع المطرودين من موائد الاحسان ...خدعوك فقالوا لاحرب بعد اليوم...بل هي حرب الروح اندلعت ولاسلطان اليوم عليها ...اما ان تختار صحاري الحرية او تقبع في براري العبودية وبين ذاك وذاك ستظل الروح تحارب من اجل الخلاص او من اجل سراب الحرية.
زكية محمد
المغرب.

وكُلّي هاهُنا: بابل....! // بقلم الشاعر : د. وليد جاسم الزبيدي // العراق

وكُلّي هاهُنا: بابل....!
د. وليد جاسم الزبيدي/ العراق.
نصفي من الشامِ
ونصفٌ من هوى بغداد
وتحدوني
جِمالُ العُربِ أغنيةً
وشمعةُ ليلةِ الميلادْ..
وشرياني فُرات الخير
روحي نسمةٌ.. بردى
وطولي ظلّ (نيلُ) الشوق
إهراماتهُ.. ومدى..
وتاريخي هُمُ الفينيق
ومن (الأمازيغ) أوراقي
وفجري، (المسجد الأقصى)
وكفّي صمتُها (عشتار)
وعيني من شذى
بيروت و( الروشة)
وشِعْري مثلُ سور الصين
يحمي كلّ أسوارِ..
وكُلّي إنني: بابل..
وأحملُ للربيعِ
الزهرَ والمأوى
وأنّي لا أبيعُ الحبّ
كالمنّ وكا لسلوى
لأنّي رفقتي العشّاقْ
وأجمعُ هذهِ الأشواقْ
فنصفي في الهوى تونس،
وطنجة خافقُ الميعاد
وفي (السودان) ناياتي
وفي (الأردن) ساحاتي
وأهلي (نجد) و(اليمن)
وتزهو:
في دمي بغدادْ..!

الأسيادُ والعبيدُ // بقلم الشاعر : عادل قاسم // العراق

الأسيادُ والعبيدُ
عادل قاسم... من العراق
أيَّتُها العُيونُ المسمَّرةُ بالفراغِ
أيَّتُها الوجوهُ الذابلةُ المُعلَّقةُ
على سِراطِ الأرضِ
الحافلةِ بالوحوشِ
أيُّها المعذبونَ الذينَ تترنَّحونَ
في قَعرِ كُوزٍ لَمْ تُبقِ فيهِ الثعالبُ
قطْرةَ ماءٍ
أيها اللاهثونَ نحوَ تُخومِ البَحرِ
الغاباتُ احتَرَقَتْ،
الطيورُ والحَيواناتُ نَفقَتْ
وكلُّ شيءٍ يتنفسُ باتَ يختنِقُ
بحبلِ
الكراهيةِ والأحقادِ والمالِ
والطمعِ الذي صارَ
كعبةً للجميعِ
لاسفنَ هناكَ ولا مراكبَ
تَقلُّكُم لضفةٍ أكثرَ ضياءٍ
من هذهِ الشمسِ التي عفَّرَتْها
الحروبُ بالدُخانِ والدِماء
ولا أحدَ سيأتي
لم يعدْ للانتظارِ من معنىً
ها نحنُ نتضاءَلُ كلَّ يومٍ
حاملينَ وِزرَ خَطايانا
على أكتافِنا
لتكونَ أَكفاناً لنا ونحنُ
على مشارفِ المقابرِ التي
تَسعُ الأسيادَ والعَبيدَ

التكتيك الاسلامي الناجح في معركة نهاوند // بقلم د. صالح العطوان الحيالي // العراق

التكتيك الاسلامي الناجح في معركة نهاوند
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 14-5-2020
العباقرة في كل جيل.في كل زمان وفي كل مكان.هم أفراد قلائل بالنسبة إلى أعداد شعوبهم.ولكن التاريخ يشهد أن الجيل الذي رباه الرسول صلى الله عليه وسلم قد شهد من العبقرية أعلاها وأشملها وأكملها ومن هؤلاء، عمر بن الخطاب، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم أر عبقريًا يفري فريه).
أُطلق على معركة نهاوند اسم معركة فتح الفتوح، وهي واحدة من أشدّ المعارك التي وقعت بين المسلمين والفرس، حيث توجّه الجيش الإسلاميّ بقيادة النعمان بن مقرن إلى نهاوند؛ وذلك بعد تجمّع الجيش الفارسي في مدينة ماه، ويُذكر أنَّ الجيش الفارسي عسكر خارج مدينة نهاوند بقيادة الفيرزان، وقام النعمان بتشجيع جيشه وبدأ بالتكبير، حيث اتخذ المسلمين التكبير شعاراً لهم في حروبهم الفارسية؛ فالتكبير يُزلزل الأعاجم ويوقع الرعب في قلوبهم، وبعدها نشب قتال عنيف بين الطرفين، وبذل الجيش الإسلاميّ جهداً عظيماً في هذه المعركة، حتّى انسحب الجيش الفارسي وتحقّق النصر للمسلمين ومعركة نهاوند من المعارك الفاصلة في الفتح الإسلامي لفارس. وقعت في خلافة عمر بن الخطاب، سنة 21 هـ (642 م) وقيل سنة 18 أو 19 هـ قرب بلدة نهاوند في فارس، وانتصر فيها المسلمون انتصارًا كبيرًا بقيادة النعمان بن مقرن على الفرس الساسانيين، إلا أن النعمان قتل في المعركة. بانتصار المسلمين انتهى حكم الدولة الساسانية في إيران، بعد أن دام حكمها 416 عاما
أشعل ملك الفرس يزدجرد شرارة معركة نهاوند مع المسلمين، وكان ذلك بعد أن حقّق المسلمون عدداً من الانتصارات المتتالية في كلٍّ من القادسية والمدائن، وحشد جيوشه في منطقة نهاوند وعدّها بمثابة معركة تُحدّد مصير المسلمين، واستعدّ المسلمون لهذه المعركة بعد أن استشار الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسلمين، وأشاروا عليه بأن يبقى مع المسلمين ولا يُشارك بالمعركة، وأن يسلّم زمام أمور الجيش والمعركة لقائد كفء، فوقع الاختيار على النعمان بن مقرن رضي الله عنه وتوجّه إلى موقع المعركة ليلاقي صفوف جيوش الفرس هناك.
كان المسلمون قد انتصروا على جيوش الفرس في معارك عديدةٍ متتاليةٍ، وأضحوا يطاردون فلول تلك الجيوش دون أن يتركوا لها فرصةً لالتقاط أنفاسها، فمنذ انتصارهم السَّاحق في معركة القادسيَّة بالعراق حتَّى المعركة الحاسمة في نهاوند، مرَّت أربع سنوات كان المسلمون ينتقلون خلالها من نصرٍ إلى نصرٍ، وكانت تلك الجيوش تتابع تقدُّمها؛ لكي تقضي على ما تبقَّى من فلول جيوش الإِمبراطوريَّة الهرمة، لولا أنَّ أوامر الخليفة عمر ـ رضي الله عنه ـ كانت تقضي بالتَّوقُّف أمام جبال زغروس، وعدم تجاوزها، وذلك بغية إِعادة تنظيم الجيوش المنهكة من القتال المستمرِّ، وتنظيم إِدارة الأقاليم المفتوحة.
ولقد أثارت الهزائم المتتالية الَّتي ألحقها المسلمون بالفرس بعد القادسيَّة خاصَّةً حفيظتهم، وحنقهم، ولم تكن كافيةً على ما يبدو للقضاء نهائيَّاً على مقاومتهم، فكتب أمراؤهم، وقادتهم إِلى مليكهم (يزدجرد)، يستنهضونه للقتال من جديد، فعزم عليه، وأخذ يعدُّ العدَّة للعودة إِلى قتال المسلمين فيما تبقَّى له في بلاده من معاقل، ومعتصمات، فكتب إِلى أهل الجبال من الباب إِلى سجستان، فخراسان أن يتحرَّكوا للقاء المسلمين، وواعدهم جميعاً نهاوند، وكان قد وقع عليها الاختيار كمركزٍ أخيرٍ للمقاومة، وكميدانٍ للمعركة الحاسمة، فهي مدينةٌ منيعةٌ تحيط بها الجبال من كلِّ جانب، ولا يمكن الوصول إِليها إِلا عبر مسالك وعرةٍ صعبةٍ، وقد تحشَّد الفرس في هذه المدينة، واجتمع ليزدجرد فيها مئةٌ وخمسون ألف مقاتل: ثلاثون ألفاً من الباب إِلى حلوان، وستُّون ألفاً من خراسان إِلى حلوان، ومثلها من سجستان إِلى حلوان، فجعل يزدجرد عليهم الفيرزان قائداً.
كان سعد بن أبي وقَّاص في الكوفة حين علم بخبر الحشود الفارسيَّة، فكتب إِلى الخليفة عمر ينبئه بذلك، ويستأمره، شارحاً له الوضع من مختلف جوانبه، فجمع عمر في المدينة أهل الرَّأي والمشورة من المسلمين، واستشارهم في الأمر، ثمَّ قرَّر بعدها إِرسال جيش لقتال الفرس في معقلهم الأخير «نهاوند» وكان النُّعمان ابن مقرِّن المزني يومئذٍ عاملاً على كسكر، وكان قد كتب إِلى الخليفة كتاباً يقول له فيه: (مثلي ومثل كسكر كمثل رجلٍ شابٍّ إِلى جنبه مومسةٌ تلوَّن له، وتعطَّر، فأنشدك الله لما عزلتني عن كسكر، وبعثتني إِلى جيشٍ من جيوش المسلمين!).من هو النعمان بن مقرن
النعمان بن مقرن هو النعمان بن عمرو بن مقرن بن عائذ بن مزينة، أحد أبناء قبيلة مزينة التي كانت تسكن على مقربة من يثرب وبالتحديد على الطريق الممتدة ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد أسلم معه عشرة من إخوته وأربعمئة فارس، وشهد مع الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم جميع الغزوات، وساهم هو وقبيلته إسهامات مميزة في محاربة المرتدين عن الدين الإسلاميّ، وكانت غزوة الأحزاب أول مشاهده، كما شهد بيعة الرضوان، وشارك في حروب الردة التي وقعت في زمن أبي بكر رضي الله عنه، كما كان له مُشاركة في معركة القادسية، وهو أول شهيد في معركة نهاوند
شرع القعقاع في تنفيذ الخطَّة، ونجح نجاحاً رائعاً، وكانت مفاجأة الفرس مذهلةً عندما وجدوا أنفسهم، في اخر المطاف محاصرين بين قوات المسلمين الَّتي شرعت سيوفهم في حصد رقاب المشركين
واستشار عمر مجلس شوراه، وتقرَّر أن يتولَّى قيادة جيوش المسلمين في نهاوند النُّعمان بن مقرِّن، ووضع الخليفة خطَّةً لتعبئة جيش المسلمين على الشَّكل التَّالي:
النُّعمان بن مقرِّن المزني (والي كسكر) قائداً عامَّاً للجيش.
حذيفة بن اليمان قائداً لفرقة تعبَّأ من أهل الكوفة.
أبو موسى الأشعري (والي البصرة) قائداً لفرقة تعبَّأ من أهل البصرة.
عبد الله بن عمر (بن الخطاب): قائداً لفرقة تعبَّأ من المهاجرين، والأنصار.
سلمى بن القين، وحرملة بن مريطة، وزر بن كليب، والأسود بن ربيعة، وسواهم من قادة المسلمين في الأهواز وباقي بلاد فارس: احتياط، ومشاغلة للأعداء.
وكتب عمر إلى الولاة والقادة بتعليماته، واستطاع الفاروق أن يحشد جيشاً مقداره ثلاثين ألف مقاتل. وتحرَّك جيش الإِسلام بقيادة النُّعمان بن مقرِّن إِلى نهاوند، ووجدها محصَّنةً تحصيناً قويَّاً، وحولها خندقٌ عميقٌ، وأمام الخندق حسكٌ شائكٌ مربَّع الأضلاع، يثبت منه ضلعٌ في الأرض، وتظلُّ الأضلاع الثَّلاثة الباقية، أو اثنان منها على الأقل فوق سطحها؛ لتعيق تقدُّم المهاجمين، أو تؤذي خيالتهم بإِحداث ثقوب في حوافر جيادهم ممَّا يمنعها من متابعة الجري، أمَّا جيش الفرس داخل سور المدينة فكان على تعبئةٍ، وقد انضمَّ إِليه بنهاوند « كلُّ من غاب عن القادسيَّة »، وقد ركز الفيرزان رماته باتِّجاه محاور التَّقدُّم المحتملة للمسلمين كي يطالوا جندهم بنبالهم إِذا ما حاولوا التَّقدُّم، لقد اصطدمت خيول المسلمين بالحسك الشَّائك ثمَّ بالخندق فلم يستطيعوا اجتيازها، بينما تولَّى رماة الفرس رمي جند المسلمين الَّذين تمكَّنوا من الاقتراب من السُّور، واستمرَّ الأمر كذلك لمدَّة يومين، ورأى النُّعمان أن يجمع أركان الجيش الإِسلامي لتدارس الوضع معه، وخرجوا بنتيجة الاجتماع بالخطَّة التَّالية، وكان صاحبها طليحة بن خويلد الأسدي:
1 ـ تخرج خيول المسلمين، فتنشب القتال مع الفرس، وتستفزُّهم حتَّى تخرجهم من أسوارهم.
2 ـ إِذا خرجوا تقهقرت خيول المسلمين أمامهم يعتقدون تراجعها ضعفاً، ويطمعون بالنَّصر، فيلحقوا بها وهي تجري أمامهم.
3 ـ تستدرج خيول المسلمين المتظاهرة بالهزيمة، الفرس إِلى خارج أسوارهم ومواقعهم.
4 ـ يفاجىء المسلمون الَّذين يكونون قد كمنوا في أماكن محدَّدة، ومموَّهة الفرس المتدفقين خلف خيول المسلمين، ويطبقون عليهم، وهم بعيدون عن مراكزهم، وخنادقهم، وأسوارهم. وشرع النُّعمان لتنفيذ هذه الخطَّة، ووزع قواته فرقاً على الشَّكل التَّالي:
الفرقة الأولى: خيالة بقيادة القعقاع بن عمرو، ومهمَّتها تنفيذ عملية التَّضليل وفقاً للخطَّة المرسومة انفاً، واقتحام أسوار العدو، والاشتباك معه.
الفرقة الثَّانية: مشاة بقيادته هو، ومهمَّتها: التَّمركز في مواقع ثابتةٍ، ومموَّهةٍ بانتظار وصول الفرس إِليها حيث تنشب القتال معها في معركة جبهية.
الفرقة الثَّالثة: خيالة، وهي القوة الضَّاربة في الجيش، ومهمَّتها: التَّمركز في مواقع ثابتةٍ، ومموَّهةٍ، ثمَّ الهجوم على قوَّات العدوِّ من الجانبين.
وأمر النُّعمان المسلمين في كمائنهم (أن يلزموا الأرض، ولا يقاتلوهم حتَّى يأذن لهم)، والتزم المسلمون بالأمر ينتظرون إِشارة النُّعمان بالهجوم.
وقد تكلَّمت كتب التَّاريخ عن صبر النُّعمان بن مقرِّن، وحنكته المتميِّزة المتناهية في اختيار ساعة الهجوم، الَّتي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّها عند الزوال، وتفيؤ الأفياء، وهبوب الرِّياح.
وشرع القعقاع في تنفيذ الخطَّة، ونجح نجاحاً رائعاً، وكانت مفاجأة الفرس مذهلةً عندما وجدوا أنفسهم، في اخر المطاف محاصرين بين قوات المسلمين الَّتي شرعت سيوفهم في حصد رقاب المشركين، ولاذ المشركون بالفرار ليتحصَّنوا بخندقهم، وحصونهم إِلا أنَّهم وقعوا في خنادقهم، وفي الحسك الشَّائك، واستمرَّ المسلمون يطاردونهم، ويعملون سيوفهم في ظهورهم، وأقفيتهم، حتَّى سقط من الفرس ألوف في الخندق، واستطاع القعقاع أن يطارد الفيرزان فلحقه، وقضى عليه، ودخل المسلمون بعد هذه المعركة « نهاوند » ثمَّ همذان، ثمَّ انطلقوا بعد ذلك يستكملون فتح ما تبقَّى من بلاد فارس دون مقاومة تذكر، ولم يكن للفرس بعد نهاوند اجتماع، وملك المسلمون بلادهم، لذلك سمِّيت معركة نهاوند بفتح الفتوح. لقد ظهر فقه الفاروق في معركة نهاوند في عدَّة أمورٍ منها:
1 ـ التَّحشُّد ومنع العدو من التَّحشُّد:
حيث لم يكتفِ الخليفة عمر ـ رضي الله عنه ـ بأن أمر عمَّاله في الكوفة، والبصرة، والمسلمين في الجزيرة بالتَّحشُّد لقتال الفرس، بل أمر قادته في الأهواز، وباقي بلاد فارس أن يمنعوا العدو من التَّحشُّد، فكلَّف سلمى بن القين، وحرملة بن مريطة، وزر بن كليب، والأسود بن ربيعة، وسواهم أن يقيموا على حدود ما بين فارس، والأهواز، وأن يمنعوا الفرس من الانضمام إِلى الجيش المتحشِّد في نهاوند، وهكذا فقد أقام هؤلاء القادة في تخوم أصبهان، وفارس، وقطعوا الإِمداد عن نهاوند.
2 ـ تعيين القادة إِن مات قائد الجيوش:
كما فعل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة ـ (8 هـ/629 م) عندما أمَّر على المسلمين زيد بن حارثة، فإِن أصيب، فجعفر بن أبي طالب على النَّاس، فإِن أصيب جعفر؛ فعبد الله بن رواحة على النَّاس، كذلك فعل عمر الفاروق يوم نهاوند عندما أمَّر النُّعمان على المسلمين، فإِن حدث بالنُّعمان حدث، فعلى النَّاس حذيفة بن اليمان، فإِن حدث بحذيفة حدث فعلى النَّاس نعيم بن مقرن. وتميَّز النُّعمان بقيادته الرَّفيعة، والَّتي ظهرت في عدَّة أمورٍ:
أ ـ الاستطلاع قبل السَّير للقتال:
كلَّف النُّعمان قبل السَّير بجيشه نحو نهاوند ـ وكان على بُعد « بضعة وعشرين فرسخاً » منها ـ كلاًّ من طُليحة بن خويلد الأسدي، وعمرو بن أبي سلمى العنزي، وعمرو بن معد يكرب الزَّبيدي بالتَّقدُّم نحوها، واستطلاع الطَّريق الموصلة إِليها، ومعرفة ما إِذا كان من عدوٍّ بينه وبينها، فسار الثَّلاثة مقدار يومٍ وليلةٍ، ثمَّ عادوا ليبلِّغوا القائد العامَّ: أنَّ ليس بينه وبين نهاوند شيءٌ يكرهه، ولا أحد، فكانت هذه البعثة أشبه بما يعرف في عصرنا بالطَّليعة « أو المفرزة المتقدِّمة » الَّتي تسبق أيَّ جيشٍ لاستطلاع الطَّريق له قبل تقدُّمه، ومع ذلك أخذ النُّعمان كلَّ الاحتياطات الَّلازمة عند تحرُّكه بجيشه، فسار « على تعبئةٍ » كما يفترض أن يسير.
ب ـ عمليَّة التَّضليل:
وكانت « عمليَّة التَّضليل » الَّتي نفَّذها المسلمون في نهاوند من أروع المناورات العسكريَّة الَّتي يمكن أن ينفذها جيش في التَّاريخ القديم، والحديث، فعندما عجز المسلمون عن اقتحام أسوار المدينة المحصَّنة، والمحميَّة بالخندق المحيط بها، وبالحسك الشَّائك، وبالرُّماة المهرة، وقدَّروا: أنَّ الحصار سوف يستمرُّ طويلاً دون جدوى، طالما: أنَّ لدى الفرس المحاصرين داخل أسوار المدينة من الذَّخائر، والمؤن ما يكفيهم للمقاومة مدَّةً طويلةً؛ رأوا أن يعمدوا إلى الحيلة في استدراج العدوِّ، وإِخراجه من « جحوره » ومواقعه، لكي يقاتلوه خارج تلك الأسوار، فيكونون قد فرضوا عليه ميدان القتال الَّذي اختاروه بأنفسهم، وقد تمَّ ما قدَّره المسلمون تماماً، فاستدرج العدوُّ إلى مواقع حدَّدها المسلمون للقتال حيث كمنوا له، ثمَّ نازلوه في تلك المواقع جبهيَّاً، ومن كلِّ جانب، ففوجىء، ثمَّ ذعر، فأسقط في يده، وانهزم، وليس هناك من حيلةٍ أخرى يمكن أن يلجأ إِليها خصمٌ لإِحراج خصمه، وإِخراجه، والتَّغلُّب عليه أفضل من هذه الحيلة.
ج ـ اختيار ساعة الهجوم:
وقد تكلَّمت كتب التَّاريخ عن صبر النُّعمان بن مقرِّن، وحنكته المتميِّزة المتناهية في اختيار ساعة الهجوم، الَّتي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّها عند الزوال، وتفيؤ الأفياء، وهبوب الرِّياح.
لقد نال النُّعمان بن مقرن الشَّهادة في تلك المعركة الحاسمة، ووصل خبر النُّعمان إِلى أمير المؤمنين، فقال: « إِنَّا لله وإِنَّا إِليه راجعون » وبكى، ونشج، واشتدَّ حزنه، وسأل عن الشُّهداء، فسمِّي له أسماء لا يعرفها، فقال: أولئك المستضعفون من المسلمين، ولكنَّ الَّذي أكرمهم بالشَّهادة يعرف وجوههم، وأنسابهم، وما يصنع أولئك بمعرفة عمر؟، وممَّا يستحقُّ الذِّكر: أنَّ المسلمين عثروا في غنائم نهاوند على سفطينمملوءين جوهراً نفيساً من ذخائر كسرى فأرسلهما حذيفة أمير الجيش إِلى عمر مع السَّائب بن الأقرع، فلمَّا أوصلهما له؛ قال: « ضعها في بيت المال، والحقْ بجندك »، فركب راحلته، ورجع، فأرسل عمر وراءه رسولاً يخبُّ السَّير في أثره حتَّى لحقه بالكوفة فأرجعه. فلمَّا راه عمر قال: ما لي وللسَّائب، ما هو إِلا أن نمت اللَّيلة الَّتي خرجت فيها، فباتت الملائكة تسحبني إِلى السَّفطين يشتعلان ناراً ؟ يتوعَّدوني بالكيِّ إِن لم أقسمها، فخذهما عنِّي، وبعهما في أرزاق المسلمين. فبيعا بسوق الكوفة. فرضي الله عنك يا عمر! لقد سرت بسيرة نبيِّك، فعزَّزت، وأعززت الإِسلام، والمسلمين، اللَّهمَّ ألهمنا الاتِّباع، واكفنا شرَّ الابتداع! وبعد معركة نهاوند تسارع زعماء الفرس من همدان، وطبرستان، وأصبهان، وطلبوا الصُّلح
المصادر
1- ابن كثير، البداية والنهاية
2- تاريخ الطبري
3- علي محمد الصلابي، فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
4- ياسين سويد، الفن العسكري الإسلامي
5- تاريخ الصحابة
6- فتوحات العراق
7-تاريخ الخلفاء لأبي عبد الله محمد بن يزيد (ابن ماجة)
8-الصحابة لخليفة بن خياط
9-الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد .
10- الطبقات لخليفة بن خياط
12- التاريخ الكبير للبخاري

سرد تعبيري : خلينا في البيت // بقلم الشاعر : عزيز السوداني // العراق

سرد تعبيري
خلينا في البيت
...................
وها نحنُ في البيتِ نُسرجُ ضجيجَ الفراغِ المتيبّسِ ونرحل في عالمٍ واسعٍ إختزلتهُ الأقلامُ الى قطعةٍ صغيرةٍ يضمّها كفٌّ ويسيرُ بها حيث يشاء، وننسجُ من هذه الحريةِ أسراباً من مرايا السهرِ، في هذا العالمِ بعيداً عن النجومِ لا نكترثُ للظلمةِ أو نبحث عن قمرٍ فضيٍّ يسامرُ وحشةَ الطريق، وأمسى لدينا من الصبرِ ما يكسرُ شوكةَ مدينةٍ كاملةٍ باقتحامِ الحروفِ، وعلى الرغمِ من أنّكِ معي أبحثُ عنكِ في زوايا التأمّلِ وأطالع في عينيكِ كتابَ الوجودِ، أبحثُ في دمي عن مرفأٍ للسكونِ أُلقي فيه ما تبقّى من رحيقِ الاعوامِ أشدّ به أزرَ الحكاية.....
........................
عزيز السوداني
العراق
.....................
اللوحة للفنان العراقي القدير صالح بغدادي

الأحد، 17 مايو 2020

مُباحٌ // بقلم الشاعر : علاء الدليمي // العراق

مباحٌ
القفزُ من الشباكِ
في فضاءِ مداراتكِ
للأرتماسِ في حبكِ
بينَ الضرورةِ والحرجِ
تتصاعدُ أعمدةُ الأشتياقِ
لترسمكِ قوسَ قزحٍ
يعانقُ السماءَ
************
مباحٌ
تقبيلُ طيفكِ
النومُ على الجبينِ الأيسرِ
حيثُ تسكنينَ شغافَ القلبِ
فلا حرجٌ على المرضى
وأنا مريضُ هواكِ
**************
مباحٌ
المضمضةُ في نهارِ الصومِ
الغسلُ مرتين أو ثلاث
السفرُ هروبآ للأفطارِ
والهروبِ بينَ سوادِ عينيكِ
***************
مباحٌ
النظرُ للأشياءِ
لعيون الأرضِ
للتفكرِ في الجنةِ والنارِ
لكتابةِ الشعرِ
لقراءةِ الأذكارِ
والجلوسِ بينَ ذراعيكِ
بكلَّ أدبٍ ووقار
علاء الدليمي

طويت الصحف // بقلم الكاتب : عبد المجيد الديهي // مصر



بقلم الكاتب / عبد المجيد الديّهي
......................................
طويت الصحف ؛
....................................


إِذَا مَا أَرَدْتَ
مِنَ الله أمْرَاً فهَيِّأ
فيِّ الرَّحَبِ صَدى بالقلبِ تَلْقَاهُ
فَخضُوعُ
القلبِ للرَحْمّنِ رِضَا
عَلىَّ الْعَبْدِ مِنْهُ وَالرَّحْمَة مُنْتَهَاهُ
وَأمْسِّكْ
لِسَانَكَ عَنِ الزَّللِ صِدْقاً
فَالإخْلَاصُ فَيْضُ كَرَمٍ مِنْ هُدَاهُ
وَإذَا مَا جَفَّ
حِبْرُ الْقَلمِ بِصَمْتِهِ
فحَسبُكَ الفُؤادُ تَلْبِيَةَ لنبلِ مُنَاهُ
وَارضَّى
بِقَدَرٍ كُتِبَ عَليْكَ أجَلاً
فإيمَانِيَاتُ الغَيْبِ مِنْ نَفْحِ تَقْوَاهُ
وَمَا قَد
تَكَسَّرَتْ بَيْنَ الأنَامِل أقلامٌ
وَمَا حُجِبَتْ أقْوَالٌ بِسجلِ رُؤْيَاهُ
فَلَقَدْ
طُوِيَتْ الصُّحفُ بِحِكْمَتِهِ
وَالحَرْفُ كُنْ فيِّ إنتِظَارِ رِضَاهُ
وَضَوْضَاءُ
التلاحُمِ صَوْتٌ نَائمٌ
أيْقَظَتْهُ أنْوَارُ جَلال حُسْن سَنَاهُ
فَيَا أيُّهَا
التقيّ أبْشِر وَدَعْ عَنْكَ
شَيْطَانَ الْهَوَّى وَغُرْبَة مَاتَخْشَاه
وَلاتَقْلَق
مِنْ غَيْبٍ فَالكوْنُ بِأسْرِهِ
مُتَعَلِقٌ بالْحِكْمَةِ وَفيِّ قَبْضَةِ يَدَاهُ
................................................
بقلم الكاتب / عبد المجيد الديّهي
من ديوان ( روحانيات إيمانية )
...............................................