الأحد، 12 أبريل 2020

السماءُ تبسطُ ظلّها // نص سردي تعبيري // بقلم الشاعر : عزيز السوداني // العراق

قصيدة سردية تعبيرية
السماءُ تبسطُ ظلّها
........................
قتامةُ المنظرِ تحتلُّ المشهدَ الملبّدَ بالأقاويلِ المنهمرةِ من شرفاتِ النفوسِ المُطلّةِ على ماضي الأغنياتِ، تتعلّلُ بالفراغِ تخطُّ على جدرانهِ أسماءً راحلةً، تفقدُ الأشياءُ بهجتها، غادرتها العصافيرُ المبتلّةُ بالذكرياتِ الى أقبيةِ القلقِ تبحثُ عن أملٍ يسامرُ وحشةَ الطريقِ، عن نورٍ يبدّدُ ظلمةَ المسافاتِ المتخلّلة أضلع النجوى، الكونُ يكتبُ قصةً أخرى يرسمُ معالمَ الطريقِ الى السماءِ، السماءُ تبسطُ ظلّها لمنْ يرومُ إقتناصَ اللحظة الكبرى................
......................
عزيز السوداني
العراق

هناك // بقلم الشاعر : عادل قاسم // العراق

هناك//
شعر: عادل قاسم
****
هُناكَ منذُ أَن أدْرَكتُ،
أنَّ لاريبَ في إندحارِها،
أَطْلَقتُ عِنانَ خِيولي للرّيح،
وَرِحتُ أسْتَرقُ السّمعَ،
لِتَرنيمَةِ ساحِرهْ،
تحمِلُها نسائِمُ تَشرين..
وحُوريَّاتُ البَحرِ أَلماكِرات،
أللَّواتي تَلَقَفْنَ ..
صدىً وَوجيف..
هَمَساتِ السِّندباد،
الذي يطوفُ البِحار..
والبَراريَ والسُدُمَ المُسافِره،
هُوَ لَم يَكُنْ على مَعْرِفَةٍ..
بِمَسالِكِ البَحر،
كَمَعرِفَتِهِ الباذِخهْ..
بمَجاهِل الأحلامِ الفضفاضةِ بِرونَقِها،
هناَك في الأقاصي التي ..
تُحَلِقُ فيها الكواكبُ،
وزَنابِقُ الخَيالْ،
ثمَّةُ كائِناتٌ شفيفةٌ ..
تأْتَلِقُ في الجُزرِ التي ..
اصْطَحَبه إليها القُرصان الظَّريف،
الموكلُ بحراسَتِهِ،
كانَ المَساءُ ..
ساطِعاً بِحُمْرَتهِ المُزْرقه،
ترسو على أَهدابهِ المَراكبُ،
وَكانَ عَليهِ، أَنْ يَدْرُكَ االصَّباحَ،
غيرَ أنَّ الزمانَ ..
فضفاض ،
يَسيلُ على خُدودِ النَهار،
وَهوَ يَتَداعى ..
كأرْجوحَةٍ من رَماد، ..
فَكُلَما إِضطَرَبَتْ الرياحُ،
إِنْزَلَقَ مِنْ على..
كُرْسيهِ الخَشَبي،
في وَحْشَتهِ ألصارِمهَْ

حفيف الشجر // بقلم الشاعر : عبد الكاظم الغليمي // العراق

حفيف الشجر(1)
واوراقه التي هتك حجابها
مارد غريب
جعلها كاعجاز نخل خاوية
(2)
كانت هنا قديستي
ترسم ملامح عشقنا
وتصوب سهام الحب
نحو القمر
وقد غاب واندثر خلف
الغيمة الماكرة
(3)
حقل القمح
يبتهج
اسنان المنجل
تكشر عن انيابها
ضحكة
اللقاء..

السبت، 11 أبريل 2020

شهقاتُ الرُّوح ... // بقلم الشاعر مصطفى الحاج حسين // سوريا

*
شهقاتُ الرُّوح ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
يُضيِّقُ عليَّ الحصارَ اسمُكِ
وأراهُ مكتوباً على حبلِ وريدِي
وينغرزُ في مسامِ أنفاسي
وينغرسُ شتائلَ نورٍ
على ضفافِ دمي
وجهُكِ ملتصقٌ بحنيني
ويدُكِ تمسكُ أشواقي
لا يفارقُني طيبُ ذكراكِ
يا أنتِ ..
يارموشَ باصرتي
وبوَّابةَ النّسمةِ
كم بداخلي أراكِ
توقدينَ شلّالاتِ نبضي
وتمسحينَ غبارَ الطّلعِ
عن شهقاتِ روحي
أحبُّكِ ..
وفي حبِّكِ يتوالدُ وجودي
وتزخرُ بحارُ الكلماتِ
أمواجَ بهاءٍ ونشوةٍ
سيطولُ مقامُكِ في كونِ
عالميَ السّرمدي
يا أفقَ عمري
ونجوى البوحِ
أحبُّكِ ..
وأشجارُ الأرضِ تدركُ
كم أحلِّقُ في فضاءِ عشقِكِ
حتى أنَّ القصيدةَ
تشاهدُ مدى تعلقي
وتتلمَّسُ النّجومُ حدودَ لهفتي
فلا تكوني في هذا المدى سرابي
ولا تكوني حلمي الذي تهالَكَ
ولا صحراءَ حنجرتي في رحيلي
يا ندى حلبَ المضطرمةِ
بالغيابِ *.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

قصة الاميرة // ققج : بقلم ميريام سما // سوريا

قصة الاميرة...ق .ق.
استطيع أن اسرق بعض وقت ...من يومك
أطل على محيطك بكل ما فيه،
اقفز.. ارقص.. احلق.. امرح.. على جزيرة حرفك،
احلم بانك ذلك العصفور الذي ايقظ الاميرة.
ميريام

*من بلادي.. // هايكو : بقلم الشاعر // توفيق ابو خميس ..

*من بلادي..
#Haïku
عَروسُ الشِّمال -
بِزَوالِ الغُمَّةِ تَنتَشِي
مُرُوجُ دَحْنون.
🍁
نَوْارِس -
يُعيدُ لِلحَيَاةِ حَيَاة
ثَغْرٌ بَاسِمٌ !
🍁
لَا غَرَابَة ،
بِكُلِّ يُسْرٍ تَخْطُو قَدَمَاي -
وَادِي القَمَر !

نحنُ الجنوبيين.. // بقلم الشاعر : ميثاق الحلفي // العراق

نحنُ الجنوبيين..
مولعونَ بالهندّسةِ...
نحبُّ أنْ تكونَ الامهات على شكلِ هرمٍ قائم الزاوية.!
والحبيبة....
على شكل دائرة لا نصفَ قطر فيها!
المسحاتُ...مستقيمةٌ
يستظل بها كفٌّ مخروطي ..
يُقبِلُ الطينُ والماءُ انامله...كلّما حان وقت الوضوء
نختارُ مقاساتِ الموتِ كما نشاء
وأشكال القبور...
كأن يموت صديق على جدار معيني في عشوائية يسكنها
وقبر بمساحة مترين ...بعدد اطفاله
فلا ضير َ أن يُدفنَ افقياً
او بمحاذاة دفتر الدّيون
مولعونَ.....
بقراءةِ الطالعِ ....
الطالع الذي يشبه اغنيةً مُكوّرةً
تُهدهدُ بها الام..مهدَ الصغير
ولعنةً لا تنتمي لسواتر الحروب..
نقبل القسمة على كلّ شيء
الحُب....
والحرب.....
والموت والبقاء ..دون باقٍ
نحنُ فلسفة.من نوع آخر
انبياء...
فاستمع الينا على صمت!
نأ تي على أرائك الانين...وفي التوابيت
وفي المساء ..حين تفرغ القدور...
نربط خيوط َ حتفنا..بنهايات طائرات الورق
لنقصَ على الاطفال اجمل الحكايات
مولعون بالوصف.. حد المجون
وافكارنا شعبيّةٌ ..حد الجنون
لا فرقَ أن نصفَ النّهدَ....او النّهر
طالما يصبان في ذات المنبع ...
فجأة....
ايقظني ولدي.....
بابا... مدرس الرياضيات.. في ذمة الله
ميثاق الحلفي / العراق / البصرة

رتوش ألم // بقلم الشاعر : عبد الزهرة خالد // العراق

رتوش ألم
————
حينما ينتهي زمن الحجر وتتنفس الرئتان حريق الأيام المتراكم فوق أزقة مدينتي ، تخيل لي حلم سباعي يحتاج إلى خدج الأملِ ورعاية ممرضة متمرسة في عناية الشمس ، ترتدي الثوب الأخضر المائل إلى عشب الرحمة ، كأنّ دجلةَ رجل مارد بيده عصا تشبهُ التي كانت في يد موسى وسيكون الفراتُ فانوسًا بيدِ بغداد ينتقل من ليلٍ إلى ليل ، يوقظُ حراس الحقول ليلملموا شتات الندى..
سمعتُ الجميع يتحدثون عن القنابل المسيلة للدموع أصبحتُ أجهزة للتنفس ، الخيم المنصوبة للمعتصمين تحولت إلى مستشفيات ، اليافطات كادتْ تتقطع إلى أوصال لتكون ضمادات ، ساحة التحرير منتزه يتنزه به التأريخ والتأريخ يرقصُ على هتافات النجمات ..
هكذا الذي يدور بين القضبان شعور قد يتنافى مع تعاليم الكتابةِ وعادات النشر ، لأنّكَ الغريب عن هذه الأرض ، فكرت أظلم التحقيق بأقلام مؤجرة ، وفوهات كاتمة للتعبير وتتوقف أجنحة الزمان لبرهة ..
عرفت أن الحجر كان مفيدًا للأنبياء حيث الإحصاء كان دقيقا ، الفحول والإناث وعرفوا عدد سيئاتهم ، كان منعشًا للعقل بعدما تجرع قنينة كاملة من سفن آب فالتفكير سهل جدا ليس كما نتصور ، تجأشت العبارات بغازات معدومة الشم والذوق على صليبٍ من أثداء ..
قد لا نصدق أنفسنا حينما توسوس بالحقيقةِ هناك شيء ما يوحد كل أجناس البشر ، سيتجمعون على سرير واحد ، لا يفرقهم المتحزبون المتأقلمون ، الله ! ما أنبل هذا الألم حيث وحدّ أصناف البشر ..
هكذا تكلم الحالمون بالشفاء ألا يكونوا عديمي الوباء والجائحة ترمي بشتى الأنواع من حجارة السجيل تنقلها الببغاوات على أخوة الشيطان ، التصوير بات عارٍ عن الصحة ، تلفيق وتشويش ، طالما هناك قطعان تؤوي الأعلاف بين أصوافها ، والذئاب يقتلهم الندمِ وتدميهم مخالب الخجل ..
قبل أن أكمل حديثي ،استوقف قلمي سؤال محير الجبال ، هل يتنافس الأنبياءُ على جمع اتباعهم عندما يبعثهم الباعث ..
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة /١٠-٤-٢٠

الجمعة، 10 أبريل 2020

شيبة والكنز // نص .. بقلم الشاعر // حسين جبار الشيخ محمد // العراق

شيبةَ والكنز
الظلُ الأزرقُ يسبحُ بالليلٍ الأسود
تحت القمرٍ السادرٍ في بحر النور
مسحوباً بمتاهته حتى البئرٍ المٌعتمٍ
في ليلٍ القومِ....يوم غٌراب الرحلةِ ألقى حكمته الأولى
الكلٌ سميعٌ القرصانٍ بِتَبَتُلهِ
في أُضحيةٍ الركبٍ المقتول في أولٍ كشفٍ للكنزِ المخبوءِ بسحتِ البئر
سجد القرصانٌ ملياً
مٌنقَطعِ من ساعاتّ بعبادته
يتراقصٌ في سجدتهٍ
برييٌ الكنز
يركعٌ محمودٌ القوةٍ في مكمنهٍ
والصحبٌ قيام
الكنزُ و والبيتٌ والناس
والطفلٌ قديماُ يكتبُ دعوته
تركضٌ أٌمٌ
تتلاقى أسرابٌ الطير
والمُقمرٌ يلقي كشف الكنز
لكنّ القرصان الأعور في مكمنه
بتشدٍقُ عمروٌ أو مروان
أو حتى السحليٌ بعبادته
ما ألقئ شيبةَ كشف الكنز لشيبتهٍ
لا حتى لعشيرته
زرع الكنز دثار الأمة
لكنّ الأعور قرصان الرحلة....
ردم البئر
إو إنّ البئر أٌجاجٌ
أو إنّ البئر بعيد
والكنزٌ المحميُ بشيبةَ يسرقهٌ الأعور..
تتلايى

كنوز لا ثمن لها // نص .. بقلم الشاعر // ستار العلي // العراق

كنوز لا ثمن لها
إنئى بنفسكَ عن إعصارِ الرغبةِ للمزيد
ذا زمنٌ يُوجِرُ قَّشَّها في حقولِ النفسِ
المصفرةَ بلَهيبِ الشمسِ
نحنُ نعيشُ زمنَ هيجانِ بحورِ الرغباتِ
تحررْ من دهاليزِ الحاجةِ التي لا تنتهي
ذي حياةٌ متعريةٌ من الاكتفاءِ
ثقبُ الحَاجةِ يتسعُ في سماءِ الحياةِ
تخففْ من اوزارِ الإمتلاكِ
النفسُ تتأججُ بإمتلاكِ المزيدِ
ذا حملٌ تنوءُ به الأرواحُ المسافرةَ
ألجمْ مشاعرَ الذئبِ الثائرةَ فيك
أغلقْ عينيكَ برهةً متاملا
وأنصتْ لصوتِ الروحِ
لا شيءٌ أهمَ
لا شيءٌ اروعَ من ذلكَ النسيمِ العذبَ
الهَّابَّ على وجهكَ كلَّ صباحٍ
تلكَ جوهرةٌ من كنوزِ الحياةِ
الزاخرةَ بالمتعِ البسيطةِ
المنتظرةَ تفتحُ براعمُ إحساسكَ
لتمنحكَ روعةَ احساسَ الحياةِ
كنْ فقيرا او غنيا
إكسبْ المالَ إنْ كان يمنحكَ روعةَ الحياةِ
إياك انْ يأسركَ في ملحمةِ البقاءِ
لا تأتيهِ وأنتَ تخوضُ عبابَ الحياةِ
لا تنسى اشياءا اخرى تُزيدُ الحياةَ بهجةً
الحبُّ يُلبِسُ الايامَ أفخمَ أزيائها
لحظاتُ الصداقةِ الصافيةَ بهجةٌ
شعوركَ انَّ لعمركَ أشجارا قطوفُها دانيةً بهجةٍ
إدراك جمالَ الاشياءِ في الشتاءِ أو الصيفِ بهجةً
إحساسُكَ بإفولِ الشمسِ في مَشهدِّ الغروبِ
يُّسيلُ ينابيَعَ البهجةِ في ارضِ روحكَ العطشى
بهجةٌ وفرحٌ أنْ تكتشفُ ان للحياةِ
خزائنا زاخرةً بالكنوزِ البسيطةِ التي لا يُّكافئُها ثمنٌ
تدعوكَ أنْ تخرجَ من منطقةِ الحيادِ
تُجازفُ بملاذكَ الآمنَ
أن تُخاطرَ بفقدِ شعورِ الرتابةِ
وتكسرُ حاجزَ الخوفِ من الفشلِ
وتفعلُ الاشياءَ بطرقٍ مختلفةٍ
لتكونَ الثمارُ بألوانِ قوسِ قَزحٍ
مُبهِجٌ مَشهدُّها في السماءِ
التي تُبللها بواكيرَ المَطرِ
ستار العلي
بلا تاريخ

الخميس، 9 أبريل 2020

ذِكْـرى عَـام // نص بقلم .. الشاعر / بشير عبد الماجد بشير // السودان

ذِكْـرى عَـام
*****
عَـامٌ مَـضى
وأَنا أَسـيرُ هَـواكِ ما سَئِمتْ خُـطايَ ..
دروبَ حُبِّكِ يا أَمـيرَهْ
عامٌ مضى والشَّوقُ ذَوَّبَ في مَحا جِرِنا
ضِياءَ الوَجْدِ فابْتهجتْ غَريـرَهْ
عامٌ مضى علَّمتُ فيهِ الـنَّجمَ ..
يَـحْلُـمُ بالجَبيرةِ والـحَريـرَةِ والضَّريـرَهْ
وسَكبتُ من روحـي على أَحلامِـهِ ...
وَهَـجَاً تَأَجَّـجُ فيهِ عاطفةُ جَـهيـرَهْ
عامٌ مـضى وأَنا حَـنينُ مشَـاعِـرٍ
ظَمأَى تبيتُ بِـحَيْرَةٍ ولْهَى حَسيـرَهْ
الـخاتـمُ السِّحريُّ بَـين أَنامِـلـي
والسِّندبادُ أَسيرُ رِحْـلتهِ الأَخـيـرَهْ
عامٌ مضى أَهـواكِ ..
ما غَـنَّيتُ إلاَّ للـفُتونِ...
طـغى وأَوْرَثني سَـعيـرهْ
عامٌ مضى يا بـهجةَ الأَعـوامِ
عَـرْ بَـدَ في دمي ..
حُبٌّ غَفَرتُ لهُ غُرورَهُ
عامٌ مضى ..
عـيناكِ بَـوحٌ واضِحُ الــــنَّبَرَاتِ
يـحمِلُني إِلـى دُنيا مُثيـرَهْ
دُنيا أَراكِ بِـها على دُنـيايَ ...
يـا دُنيايَ آسِـرَةً لَـها ولَـها أَسـيرهْ
دُنيا إِذا فَـكَّرْتُ كيف أَعـيشُها ..
بُـهِتَ الـخيالُ إِزاءَ أَجنحَةٍ كَسيرَهْ
دُنيا نَذوبُ معاً ..
على نارِ الـهوى فيها ..
وتلكَ مُـنىً نُـرَدِّدُها أَثـيـرَهْ
عامٌ مضى يا هِـنْـدُ .. واسْمُكِ في فَمي
أُغْـرودَةٌ في ثغرِ باسـمَةٍ غَـريـرَهْ
عامٌ مضى يا ليتَ أَعوامي جَـمـيــعَاً
كلُّها تَمضي على نَفْسِ الوَتيـرَهْ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغنية للمحبوب )

الأربعاء، 12 فبراير 2020

بين جبلين // بقلم عبد الزهرة خالد // البصرة : العراق



بين جيلين
بقلم :- عبدالزهرة خالد- البصرة
————
قبل أن أشرع بالنظر إلى السماءِ أبحث عن هلالٍ يشبهُ هلال العيد الصغير
كان في خلدي أن أعاتب النجمات عن طول شهر الصيام ولم يحضر لنا أحد على الموائد لبنًا وتمرًا وأقتصر الطعام على لون واحد كسرة خبز وسط ماء مملح بالعشقِ والولاء .
قبل أن أودع شيخوختي عليّ أن أراجع مذكراتي التي دونتها في خريف العمر تساقطت أوراق الحوادثِ تباعاً كلّما هبتْ نسمات النسيان ، لم أعالج في حينها اخضرار الذكريات وفيها لم أرَ راويةً تسقي سنديان الحسنات . كنتُ أحسب أفعالي فيها شيء من البطولة والافتخار لكن زادَ في طين نقشة هي أنها منسية للداني والقاصي خاصة للذين يتذوق طعم الحب بملعقة من ذهب يفرّ مترنحاً كأنه لا يحب العذارى و الثيبات على حدٍ سواء .
سجلت تأريخ ميلادي ومحله قبل أكثر من ستين عاماً بعدما ثبت اسمي في أعلى الهوية بجنس ذكر صنف الدم نوع من حروف الإنكليزية كأنّه الحرف الاول منها وسارت بيّ الأيام على متن قطار لا يعرف التأني .
تأوهات الزمن باتت واضحة وضحَ السطر الأخير ، الصخرة تسبح إلى سواحلِ القرنفل ، تحمل على رأسها ( طاسة ) الحناء ، تصبغ شفاه عالقة في آخر قبلة الوداع تغري به الرمال لتقضم أصابع الارتعاش حالما تكشف عن عورةِ الهذيان التي تبرهنها الرموش ذاتَ حلمٍ بليد .
لم يشأ الرحم أن يلد جيلاً يشبه أباه ولا المشيمة تقرّ بذنب عاطفتها بينما تهفو الروح في مسكنها الآيل إلى التجديد دون إذن ساكنيه ، يُقال والعهدة على ساعي البريد أن موظف الأحوال الشخصية سيمنح الوليد لقباً خلفَ اسمه المهوس في رقبة أبيه لذا ربما سيكون حتماً ابن أبيه كلّما تحدث التأريخ عنه أمامَ الأجيال القادمة . الجيل لا يشبهني أبداً لكنه تقارب ملامحه غصة أمه أثناء فترة الوحم بالقصب الأخضر المتجذر في مستنقعات الجنوب .
هكذا هو جنون تحول الزمان الذي بدأ برسم الأقمار بدلاً من التوقيتات الشرعية لمدينتنا . أعتقد سيفصل الجيلين فاصل من صلاة العصر أو تراويح الصيام في شهر بعدَ رمضان بأشهر معلومات.
جيل لا يعرف مثلي كيف يتعامل من أزيز الرصاص في ليلة معركة كان صديقه استشهد وآمره أسرّ ،
جيل يعرف كيف يكسب معركته الشرسة في خطوط البوبجي بينما أنا لا أفتهم كيف افتتاحية اللعبة . الفوارق عديدة لكنني أخشى أن أعدها وينعتني أحدهم بمتخلف أو مجنون . الجيلان كلاهما وقفا على قمة جبلين يفصلهما وادٍ عميق ، من سقط فيه هلك ..
……………١٠-٢-٢٠

للطفولة // والأمومة .. والأصالة.. للشاعرة خديجة الشقوري..

الى طفولتكما اشتاق
والى سحرها احن
بالامس القريب ... القريب جدا
كنتما ظلا طفلين شقيين
من شقاوتكما ارتشفت
وهج البقاء...وروح التحدي
لعيشه ...ومعايشته
بألوانه الصاخبة أضأت
عتمة المساءات
ونثرت رحيق أمل
أنرت به
منعطفات الحياة
وبه عطرت ضفافها
كيف مر الوقت... لا ادري
بسرعة انسابت لحظاته
بين غفوة ويقظة
يستطيل ظلكما ...
يطال ظلي
الى فيئه الآمن آويت
وبحضنكما الدافئ
استشعرت الأمن والامان