الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

قراءة مختصرة في منجزات الشاعر : عادل نايف البعيني // سوريا : بقلم الشاعر عبد الزهرة خالد // العراق

قراءة مختصرة في منجزات الشاعر عادل نايف البعيني:-
عادل نايف البعيني
* إجازة في الأدب العربي ١٩٧٧
* دبلوم تأهيل تربوي ١٩٨٨
* مدرّس للأدب العربي منذ عام ١٩٦٨
* شاعر وكاتب لغوي وصحفي / لبناني - سوري
قبل الدخول في محراب الشعر والأدب للاستاذ عادل نايف البعيني عليّ أن أخلع كل عباءة جهلي وقبعة أميتي على العتبة ، وقبل أن أكون ناقداً عليّ الوضوء بندى الحروف أو التيمم بمعاني الكتب التي أتلوها بفاتحة الغلاف ثم أني سأشم رائحة سوريا ، سوريا عاصمة العصور والحقبات ،اشبعت الأمة العربية أدباً وثقافة وعلماً وتأريخاً وحضارة .
من هنا أحتاج الى أدوات لاستخراج الزبد من اللبن بعد رجه جيداً ولمدة طويلة تستنزف طاقتي وقوتي وتفكيري لأنني أمام عملاق في اللغة وأنا المبتدأ في كتابة النقد .
رغم أني لم أغامر في تجربة النقد الأدبي ولو في سلوكيتي شديد النقد للمجتمع والأفراد وخاصة السياسين منهم وسياسة الشعر. 
كالطفل أحاول هذه المرة أرتب حروفي لأتسلق جدران النقد الأملس الذي تساقط قبلي الكثير وربما أنا آخرهم ، في وقت سأدخل المجازفة الكبرى بالخوض في غمار كتابات تعود لعملاق في اللغة والأدب وقد يقصر الكاتب أو الباحث في تغطية منجزاته من الناحية الادبية والنفسية .
بالنظر لمشاغل الكسل وهموم الصبر على شكل أقراص يتناوله البال بصورة سرية خشية الحكم بالإعدام ، أستغل بعض اللحظات لتصفح صفحات منجزات شاعرنا القدير التي حلت علي ضيفاً بعدما غادرت سوريا الحياة سوريا الصمود لإجل البقاء ، كنت ولازلت أقنع أقلامي أن تبدأ بالكتابة أو الحديث عن سم،امق في علوم الأدب واللغة وصناعة الحروف العازفة لحن الحياة… 
قبل أن تطول علي المسافة ويقذفني مفترق الطريق لابد من أن أمسك بيدي المنجز الأول وأقلب صفحاته على مهل رغم أني أشعر بالفارق الكبير بين القراءة والكتابة لكني مجبر على أن أكتب بأمانة على ما أعرفه بدون تزويق أو تجميل طالما سأكون محافظاً على أصل الجوهر.
١-( أوعية الذاكرة ) 
المنجز الأول الذي تناولته قرائتي وجدت مفردات قد علقت على صفحاته البيض كما هي ، الغربة ، الغياب ، فقدان ، ألقاه ، الخارج مني ، ينمو الوجع كعشبِ رجاء ، أجعل من عظمي جسرَ عبورٍ ،
تسائل ، العناكب تستغيث ، الحصر …
تتلامس المفردات بإحساس الوحدة والغربة مع التضاريس المحيطة بالقلم تعطي حالة تأويل إدراكي وسط الحروف بين السطور…
القدرة في استدراج الانفعال الحسي في الشعر يستنهض اللاوعي في المداد والمحبرة حينما يصْب جم انبعاثات الأفق المطوية بسبب من سرابٍ يتعمق الذات في التوتر المكنون في ظروفٍ قد يرغب الشاعر في تسليط الضوء عليه بل يترك المصباح بيد المتلقي ليدرك ما خلف جدران التعتيم ومراقبة الدلالات بمنظار الشعور التلقائي.
٢-( النهر يقطر في فمي )
تغير المناخ كما تتغير موجات النهر ليبدأ في تكبير الأقفاص وتوسيع رقعة الحنين ليحلق فوق فضاء الحرية لوحده وتدور المفردات كرش الملح على جرح ناضج ف ( صباح ، أصيل ، السنونو ، جفاف ، فجوة ، عصافير ) في حين نغمة الصمت باتت تجتاح وحدته ويقض مضجع غربته فكره الذي يرغب في التحرر من الحصار.
الصهيل نسمعه في طيات المنجز ، خذني أماماً واتركِ الماضي ورائي ، غادرت ظلّه وتاهت فصوله .
مساحات الوجدان أخذت مكانها المناسب والشاسع في معاني الرؤى الخارجية والداخلية رغم انغلاق مسيرة الحياة [ كأي عربي ] خلف أبواب الواقع قد يستطيع التحكم في تدفق المشاهد والمشاعر في خطين متوازيين من خلال الأفكار الإيحائية وأصابع الإشارة .
٣-( أحلام وأشواك )
عند تصفح الديوان تجد كل الأحلام تسير فوق الأشواك نحو الخروج من بستان مهجور يحتوي على الكثير وهنا يتحدث أثناء العبور عن ضوءٍ على ثغر الجمال الذي يرسمه ذهنه خلف الأسوار ، لا يحرج أبداً حينما استخدم الوزن في قصائده لمقدرته حسب اختصاصه العلمي واللغوي فجعل من القافية والبحور موسيقى للنسائم ورعشة الورود من قرصة الندى .
وقد أخذت رنا صفحات الشكوى وهي تحرك بحار العينين ، ولم ينسى عروبته مستغرباً في صحوة العربي .
يستطيع أن يصير وجود نفسه رغم قاربه الذي يبعده عن ساحل الإنقاذ ليأخذه وسط الموج العنيف لإجل خلق أزمات نفسية مع كل ما يحيط به من ظروف سياسية واجتماعية لغاية أنه أصبح بامكانه أن يزيل كل الآهات والحسرة التي تتظاهر بين السطور على أن شيئاً لم يكن.
٤-( همس فوق ضفاف النور)
تساؤل محق
لماذا ياصديقي؟
لماذا كلما أحلم 
فأن الشاعر لازال يقطف من حقل الهوى عشباً لترعى أحلامه ، في حين تيقن أن ظله لا يشبهه ولو أنه يرنو الى حلمٍ جديد ، لم يحدد خياراته بل جعلها مفتوحة فأسرع في تدوين حجم الرّيحِ الذي يطرق باب الغيم لعل المجيب يفتح الغيث ممزوجاً بالأمل وتبدأ الحياة من جديد.
تعلو صيحاته وكلماته ظلت تصدح بوجود الأشياء في حياته التي باتت على محك مع منْ يأخذ اللب والجوهر وهو يسحب الحبل الى صدره كل ما أخذوا منه .
تحية وإجلال لأستاذنا القدير عادل نايف البعيني.
المعذرة إن فاتني شيء لمحاولتي أختصار الموضوع خشية الملل. 
——————-
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٦-١١-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق