الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

مداد الازمنة // للشاعر د. مجيد محسن الدخيلي // العراق

مداد الازمنة
هنا نتق الطوب على هامات الرمل
وعلت قبضات الصلب مدن القير
فتفيض حتى اللحظة عيونا
وحروفا ونساءً يملكن الروح
ويحلقن بين ثنايا قلوب العشق الحرى
ورجال تحملهم عربات الريح الى الاصقاع
ونثار المعرفة الاولى صغار الضوء
تنبت بين شغاف الارض الحبلى بالبركات..
هنا رائحة الخبز
و سنين الريح تهفهف
بأعراف دهور الاقداس
واغان الابكار الجذلى تنهد
فتميل رؤوس البردي
وتكركر اطراف الهور
يدغدغها دبيب المدنِ المثقلة بالأعذاق
وينتق من طوفان الظلمات فنار البركات
فتمالىء كل عيون الحب
شآبيب الضوء المندلق على موج الليل
ورعاف جراح الجمر عيونا
تتوقد عزا وحياةً
ينذر بين سواقي الغرين
ويصير زهورَا حمرا
تشرّع للشمس اكف الضوع
وتحنوفي خلوات العشق
وحين تدور رحى الغضب
تكون صهيلا وحمحة
وسارية للمجد
تتناثر بين جوانبها الاقمار
وتخفق رايات الاسفار خلودا
من سومر بابل اكد اشور
حتى تخوم الازل
اذ القت عشتار عباءتها
ومدت كفيها الى وهج وسامتك
فصرت حقولا للحكمة
والقيت غلالات الذهب على الصحراء
فصارت رطبا قمحا
ورجالا يلون عنان البحر
ومدت كفيها الى وهج وسامتك
فصرت حقولا للحكمة
والقيت غلالات الذهب على الصحراء
فصارت رطبا قمحا
ورجالا يلون عنان البحر
فيفيضون على الفلوات
قوافل تحمل امتعة الالق
وتضيء اصابعهم فوق اديم الظلمة شمعاََ
ًوتسيل بين دياجير الموت
وبابل ارقها الوجد عاشقة
تكفكف دمع النور
حين تدفق بين ازقتها رسل الرب
و فرات العافية يغمر كل عروق الطلع
فيشدّ السعف اكف النخل
يتضرع ذلاَ للرب
ويندلق من اثداء التمر عسل التعب
هنا اكتنز وقار الحكمة
فالقيت على مدن الوحشة ظلال الانس
وخبا كل سعار الألم وعواء خلوات الليل
واللحظة يقطّع اوصال الصمت
زفير الحسرات
وينهمر حريق الغدر 
بين ثنايا الروح
تتدفق فيك ابوتك
من فجر السلالات وحتى الان
فتحنو على جسد بض صار نثارا
وارصفة بللها الدم
ويتامى الغيث على الطرقات
تطوف بهامتك الشم
فتصرخ متى الطوفان
متى الطوفان متى الـ..
دون مجيب
من ينصرك وجدب المنتفعين جحوداَ 
في حومات الخبث...
وعبّاد العصبيات
وثفنات الكذب عقارب
لكزت جوادك تغذ خطاه الى القربان
فصرت وروداَ في القلبِ.
متى الطوفان؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق