أشراخ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
وحدكَ
تتعبّدُ خطاياكَ
تمضي في أرجاءِ الهروبِ
تسيّجُ خطوتكَ بالمديحِ
وتلعنُ قامةَ الدّربِ
عنقكَ تسبلهُ على سكينٍ
تنهمرُ ارتعاشاً
على حافةِ الجّرحِ
من دمكَ تعرّيتَ
صارَ اسمكَ ناصع الإنحناءِ
والرّيحُ على الجّمرِ
كَوَت انشداه الرّوح
رمّدتَ لهاثكَ
تبرّدتَ بالغبارِ
طوّحتَ بظهركَ للهاويةِ
وجئتَ بلا محيّا
سكنت وجهكَ السّهوبُ
بمقلتيكَ الجّحيمُ اختبأ
توزّعتَ على عنقكَ
شَربتَ الوريد
آلامكَ مضغتها
ورحتَ تجترَ الانكسار
عبثاً .. أن تختفي في جوفكَ
والنّبضُ بالرعدِ ينوء
وهذا الانكفاء نعشكَ
ترتدُّ .. من حيثُ الجّهات انغلقت
حاصرتكَ النّداءاتُ
الذكرياتُ مرايا
فأبصر ملامح منكَ .. تداعت
وهتافات كوّنها الاختناق
ماذا تقول ؟
وأنتَ من حاربَ الرّدّةِ
وشرّعَ التّحاورَ
كنتَ تستبق النّبعَ لاروائنا
لاحتضاننا تنافس الدّفء
وإذ نجوع
تصطاد لنا المستحيل
فمن علّمكَ الانطواء
لتلتفّ حولَ انكماشك ؟!
كيفَ اقتحمكَ الشّرود ؟
وأنتَ إذ تعتكف
تفاجئنا بالحلولِ
فهل ماتت نيّاتكَ
أم أفزعكَ التّرهل ؟!
ماأنتَ بالعبثي .. فتحيد
ما بالخائن أنتَ
فكن واضحاً للدّروبِ
انهج مسارَ الشّهيدِ
أَمِط لثامَ المخاوفِ
انهض من شتاتكَ
لا يريحكَ التّفرجُ
فانتفض من الهواجسِِ
جابه وجهكَ .. واشهر رؤاكَ
صرنا من أيادينا نرتعبُ
نتجسّسُ على خطانا كي لا تنفلت
حيارى نحنُ
بين تربّصنا والجنوحِ
بكاؤنا .. ماذا نسمّيهِ ؟!
والبلاد التي تلجُ المقابرَ
زوّدتنا بالوقتِ كي نفيق
كلّ هذا الضّياع .. لاختلافنا
على منصبٍ من فراغٍ
نتهمُ العابرينَ .. مخبرينَ
وننسى انقسامنا
جزّأتنا السّيادات
باسم التّطرفِ .. التّعقلِ
التّجدّدِ .. والثّباتِ
وقهقَهَ السّوطُ
الذي علينا يلتفّ أفعى
زغردَ الدّجى
فارتجل ميلادكَ الأبديّ
وحّد أصابعنا في الكفِّ
لنرسمَ خلاصَ البلادِ
لا رفيقٌ إلاّ أنتَ ..
لا أنصار إلاّ نحنُ
فانبثق من عنادنا
متوّجاً بالأفق *
مصطفى الحاج حسين .
حلب
شعر : مصطفى الحاج حسين .
وحدكَ
تتعبّدُ خطاياكَ
تمضي في أرجاءِ الهروبِ
تسيّجُ خطوتكَ بالمديحِ
وتلعنُ قامةَ الدّربِ
عنقكَ تسبلهُ على سكينٍ
تنهمرُ ارتعاشاً
على حافةِ الجّرحِ
من دمكَ تعرّيتَ
صارَ اسمكَ ناصع الإنحناءِ
والرّيحُ على الجّمرِ
كَوَت انشداه الرّوح
رمّدتَ لهاثكَ
تبرّدتَ بالغبارِ
طوّحتَ بظهركَ للهاويةِ
وجئتَ بلا محيّا
سكنت وجهكَ السّهوبُ
بمقلتيكَ الجّحيمُ اختبأ
توزّعتَ على عنقكَ
شَربتَ الوريد
آلامكَ مضغتها
ورحتَ تجترَ الانكسار
عبثاً .. أن تختفي في جوفكَ
والنّبضُ بالرعدِ ينوء
وهذا الانكفاء نعشكَ
ترتدُّ .. من حيثُ الجّهات انغلقت
حاصرتكَ النّداءاتُ
الذكرياتُ مرايا
فأبصر ملامح منكَ .. تداعت
وهتافات كوّنها الاختناق
ماذا تقول ؟
وأنتَ من حاربَ الرّدّةِ
وشرّعَ التّحاورَ
كنتَ تستبق النّبعَ لاروائنا
لاحتضاننا تنافس الدّفء
وإذ نجوع
تصطاد لنا المستحيل
فمن علّمكَ الانطواء
لتلتفّ حولَ انكماشك ؟!
كيفَ اقتحمكَ الشّرود ؟
وأنتَ إذ تعتكف
تفاجئنا بالحلولِ
فهل ماتت نيّاتكَ
أم أفزعكَ التّرهل ؟!
ماأنتَ بالعبثي .. فتحيد
ما بالخائن أنتَ
فكن واضحاً للدّروبِ
انهج مسارَ الشّهيدِ
أَمِط لثامَ المخاوفِ
انهض من شتاتكَ
لا يريحكَ التّفرجُ
فانتفض من الهواجسِِ
جابه وجهكَ .. واشهر رؤاكَ
صرنا من أيادينا نرتعبُ
نتجسّسُ على خطانا كي لا تنفلت
حيارى نحنُ
بين تربّصنا والجنوحِ
بكاؤنا .. ماذا نسمّيهِ ؟!
والبلاد التي تلجُ المقابرَ
زوّدتنا بالوقتِ كي نفيق
كلّ هذا الضّياع .. لاختلافنا
على منصبٍ من فراغٍ
نتهمُ العابرينَ .. مخبرينَ
وننسى انقسامنا
جزّأتنا السّيادات
باسم التّطرفِ .. التّعقلِ
التّجدّدِ .. والثّباتِ
وقهقَهَ السّوطُ
الذي علينا يلتفّ أفعى
زغردَ الدّجى
فارتجل ميلادكَ الأبديّ
وحّد أصابعنا في الكفِّ
لنرسمَ خلاصَ البلادِ
لا رفيقٌ إلاّ أنتَ ..
لا أنصار إلاّ نحنُ
فانبثق من عنادنا
متوّجاً بالأفق *
مصطفى الحاج حسين .
حلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق