عيْناها والليْل
ليلٌ
فقَدَ في عيونِ التُّعساءِ فجرَه . . .
لا يستحييَ لظلامِهِ أنْ يتعرّى
جمراً
يقطّرُني على جليدِ صَبْر
صفقةً
لا تُرَد . . .
لا فرقَ بينَ غالبٍ ومغلوب . . .
أرقاً
تشتتُهُ الوسادةُ
فتلمُّهُ أصابعُ الظّلام . . .
. . . . .
انفتلَ شيطانُ الشّعرِ عن تيْهِ غُوايتِه . . .
ما تركَهُ
لا يبني بيتَ غزلٍ
ينعشُ ذابلاً في عروقِ امرأة . . .
انصرفتُ
لأرى أنّي مُدمَجٌ
فلا خلاصَ لنهرٍ من ضَفاف . . .
. . . . .
أيَّتُها المُتسربلةُ بثيابِ الشّرق . . .
لا تزوري نوافذي
اغلقتُها بلوحٍ سومريّ . . .
على شمعةٍ من ظلام
أقرأُ زَمَني المُتآكل . . .
النّواسيّ
يسكبُ ليلَهُ بكأسٍ
يضاجعُ فيهِ غانياتِ قصائدِه . . .
بساخنِ استفهامٍ
يشوي به وجهَ النّظّام *. . .
لكنّ ليلي صريعٌ بقدَحِ ماءٍ بارد
تُثملُهُ قافيةٌ عاريةٌ
يطاردُها ابنُ مردان** بنَزَقِ شيخٍ في صباه
يتّقدُ عندَهُ رمادٌ مفجوع
ربَما هي لحظةٌ
استنسختْ كُلَّ السنين
لا همَّ أنْ يأتيَ غدُهُا بلا عينيْن !
. . . . .
مرساي
جنةٌ بلا أبواب
تحملُني كفُّ سندباد . . .
ليسَ لي من بقعةٍ أُخرى
أُبعثرُ روحي حروفاً
أجمعُها كحلاً لعينيْها
لعلَّ مرودَها يثيبُ رحلتي الطّويلة . . .
مُتعباً
ألقى أوديسيوسُ بقاياه
ما كانَ غيرُ هواها مجدافاً لشاطئ
هيَ فيه . . .
. . . . .
أيُّها الباكي على بقايا طَلَل
أدركتُ ليلَكَ
كيفَ يمتدُّ بداخلِكَ بحراً
تُفصّلُهُ ما يُخْفيكَ . . .
تنسلُّ لمُطفلٍ
يلهو رضيعُها بتمائمِه . . .
لكنَّ ليْلي إخشيديّ
لا فرارَ من سوادِه
أتقطّعُ فيهِ بين عبسٍ وذُبيان . . .
لا عاصمَ غيرُ حَبْلٍ
شدّني لأوروك . . .
شدّكَ ليَذبُل . . .
سبقتُكَ على ظهرِ سفينة . . .
وجئتَ بعدي بمنجردٍ
ليومٍ لا صحوَ فيه . . .
. . . . .
إيهٍ
أُوديب
اشتريتَ ليلاً بدونِ آخر . . .
دفنْتَ كُلَّ ألوانِ القَزحِ بقبرٍ واحد
بصقتَ على ما كانَ لكَ فيهِ عرش . . .
دُميْتَ . . .
الجروحُ لا تنام
قد تستغفلُها شاردة
لكنَّها
تتعافى
كُلّما ذُكِرتْ . . .
تنزفُ
حينَ تُوقظُ أمسَها آهةٌ مُتمرّدة . . .
دوْنَكَ ليلاً
يسقيني مما لبرومثيوس أوصتْ به الآلهةُ . . .
. . . . .
ماذا أدعوني بعد ؟
وأنا لا أمنعُها دمعةً أنْ تراها عيون . . .
أتنفسُكِ حياةً في قبضةِ جلّاد . . .
شعراً
يبري جَلَدَ مَنْ أثقلَ عليهِ خاتمةُ أمرِه . . .
أتلاشى في موجةٍ غضوب
غريقاً
بعينيْهِ
تجمُلُ كثبانٌ
تستعطفُ صفعَ الرّيح . . .
فهلاّ تنفّسَ ليْلي عن خيْطٍ أبيض !
. . . . .
ماذا ؟
قلقٌ أوسعُ من خوف . . .
إنْ تسبقنَي حقائبُ السّفر . . .
لاشكّ
أنّي مُسافر
أتعبَني السّفرُ في داخلي إليك . . .
أنشطرُ . . .
أتكوّرُ . . .
أنبعجُ . . .
في كُلِّ الأحوالِ
لا أكونُ أنا !!
. . . . .
واهاً
أيُّها الملتَصقُ بفجرِ الطّين
أرأيتَ ظلّكَ الممشوقَ على قِباءِ الكوْن ؟
ما لقلبِكَ أذْ أمسى زورقاً صغيراً
ينوءُ بعينيْن ناعستيْن من أوروك ؟
أنتَ مُصابٌ بداءٍ
لا تعرفُهُ إلآ مَنْ هيَ هوَ !
. . . . .
قفْ أيُّها القدرُ
إنَّك في حضرةِ مجنونٍ
يرى موتَهُ رشفةَ شاي . . .
ويحَ
النّوارسُ عن شواطئِها بعيداً
تموت . . .
استجارَ توبةُ*** من قلبهِ بقبرِه . . .
لم أطرقْ بابَ ابنِ المُلوّحِ
فقدْ وجدتْهُ مفتوحاً !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
تشرين ثان / ١٧
* هو إبراهيم بن سيّار بن هانئ النظّام البصري، وُلد في البصرة، عام 160هـ تتلمذ في الاعتزال على يد أبي الهذيل العلّاف، ثم انفرد عنه وكوّن له مذهباً خاصاً (النظّامية)، وكان أستاذ الجاحظ. وهو الذي يخاطبه ابو نواس في همزيته الرائعة :
فقل لمن يدعي في العلمِ فلسفةً
حفظتَ شيئاً وغابتْ عنك أشياءُ
** هوالشاعر العراقي المعروف حسين مردان المشهور بديوانه (قصائد عارية) .
*** صاحب ليلى الأخيلية .
ليلٌ
فقَدَ في عيونِ التُّعساءِ فجرَه . . .
لا يستحييَ لظلامِهِ أنْ يتعرّى
جمراً
يقطّرُني على جليدِ صَبْر
صفقةً
لا تُرَد . . .
لا فرقَ بينَ غالبٍ ومغلوب . . .
أرقاً
تشتتُهُ الوسادةُ
فتلمُّهُ أصابعُ الظّلام . . .
. . . . .
انفتلَ شيطانُ الشّعرِ عن تيْهِ غُوايتِه . . .
ما تركَهُ
لا يبني بيتَ غزلٍ
ينعشُ ذابلاً في عروقِ امرأة . . .
انصرفتُ
لأرى أنّي مُدمَجٌ
فلا خلاصَ لنهرٍ من ضَفاف . . .
. . . . .
أيَّتُها المُتسربلةُ بثيابِ الشّرق . . .
لا تزوري نوافذي
اغلقتُها بلوحٍ سومريّ . . .
على شمعةٍ من ظلام
أقرأُ زَمَني المُتآكل . . .
النّواسيّ
يسكبُ ليلَهُ بكأسٍ
يضاجعُ فيهِ غانياتِ قصائدِه . . .
بساخنِ استفهامٍ
يشوي به وجهَ النّظّام *. . .
لكنّ ليلي صريعٌ بقدَحِ ماءٍ بارد
تُثملُهُ قافيةٌ عاريةٌ
يطاردُها ابنُ مردان** بنَزَقِ شيخٍ في صباه
يتّقدُ عندَهُ رمادٌ مفجوع
ربَما هي لحظةٌ
استنسختْ كُلَّ السنين
لا همَّ أنْ يأتيَ غدُهُا بلا عينيْن !
. . . . .
مرساي
جنةٌ بلا أبواب
تحملُني كفُّ سندباد . . .
ليسَ لي من بقعةٍ أُخرى
أُبعثرُ روحي حروفاً
أجمعُها كحلاً لعينيْها
لعلَّ مرودَها يثيبُ رحلتي الطّويلة . . .
مُتعباً
ألقى أوديسيوسُ بقاياه
ما كانَ غيرُ هواها مجدافاً لشاطئ
هيَ فيه . . .
. . . . .
أيُّها الباكي على بقايا طَلَل
أدركتُ ليلَكَ
كيفَ يمتدُّ بداخلِكَ بحراً
تُفصّلُهُ ما يُخْفيكَ . . .
تنسلُّ لمُطفلٍ
يلهو رضيعُها بتمائمِه . . .
لكنَّ ليْلي إخشيديّ
لا فرارَ من سوادِه
أتقطّعُ فيهِ بين عبسٍ وذُبيان . . .
لا عاصمَ غيرُ حَبْلٍ
شدّني لأوروك . . .
شدّكَ ليَذبُل . . .
سبقتُكَ على ظهرِ سفينة . . .
وجئتَ بعدي بمنجردٍ
ليومٍ لا صحوَ فيه . . .
. . . . .
إيهٍ
أُوديب
اشتريتَ ليلاً بدونِ آخر . . .
دفنْتَ كُلَّ ألوانِ القَزحِ بقبرٍ واحد
بصقتَ على ما كانَ لكَ فيهِ عرش . . .
دُميْتَ . . .
الجروحُ لا تنام
قد تستغفلُها شاردة
لكنَّها
تتعافى
كُلّما ذُكِرتْ . . .
تنزفُ
حينَ تُوقظُ أمسَها آهةٌ مُتمرّدة . . .
دوْنَكَ ليلاً
يسقيني مما لبرومثيوس أوصتْ به الآلهةُ . . .
. . . . .
ماذا أدعوني بعد ؟
وأنا لا أمنعُها دمعةً أنْ تراها عيون . . .
أتنفسُكِ حياةً في قبضةِ جلّاد . . .
شعراً
يبري جَلَدَ مَنْ أثقلَ عليهِ خاتمةُ أمرِه . . .
أتلاشى في موجةٍ غضوب
غريقاً
بعينيْهِ
تجمُلُ كثبانٌ
تستعطفُ صفعَ الرّيح . . .
فهلاّ تنفّسَ ليْلي عن خيْطٍ أبيض !
. . . . .
ماذا ؟
قلقٌ أوسعُ من خوف . . .
إنْ تسبقنَي حقائبُ السّفر . . .
لاشكّ
أنّي مُسافر
أتعبَني السّفرُ في داخلي إليك . . .
أنشطرُ . . .
أتكوّرُ . . .
أنبعجُ . . .
في كُلِّ الأحوالِ
لا أكونُ أنا !!
. . . . .
واهاً
أيُّها الملتَصقُ بفجرِ الطّين
أرأيتَ ظلّكَ الممشوقَ على قِباءِ الكوْن ؟
ما لقلبِكَ أذْ أمسى زورقاً صغيراً
ينوءُ بعينيْن ناعستيْن من أوروك ؟
أنتَ مُصابٌ بداءٍ
لا تعرفُهُ إلآ مَنْ هيَ هوَ !
. . . . .
قفْ أيُّها القدرُ
إنَّك في حضرةِ مجنونٍ
يرى موتَهُ رشفةَ شاي . . .
ويحَ
النّوارسُ عن شواطئِها بعيداً
تموت . . .
استجارَ توبةُ*** من قلبهِ بقبرِه . . .
لم أطرقْ بابَ ابنِ المُلوّحِ
فقدْ وجدتْهُ مفتوحاً !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
تشرين ثان / ١٧
* هو إبراهيم بن سيّار بن هانئ النظّام البصري، وُلد في البصرة، عام 160هـ تتلمذ في الاعتزال على يد أبي الهذيل العلّاف، ثم انفرد عنه وكوّن له مذهباً خاصاً (النظّامية)، وكان أستاذ الجاحظ. وهو الذي يخاطبه ابو نواس في همزيته الرائعة :
فقل لمن يدعي في العلمِ فلسفةً
حفظتَ شيئاً وغابتْ عنك أشياءُ
** هوالشاعر العراقي المعروف حسين مردان المشهور بديوانه (قصائد عارية) .
*** صاحب ليلى الأخيلية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق