دراستي الموجزة عن نص الشاعر السوري حهاد صباهي ( العشق المسجون ) :
النص :
*****
كلُّ سجونِ العالمِ
نُحبَسُ بداخلها
إلا أنتِ
سجنكِ في داخليْ جنةْ
لايسكنها
إلا أنتِ
سجنكِ في داخلي حلماً
يأخذني الى دنيا
أجملُ مافيها
أنتِ
قبلكِ
ماعرفتُ طعمَ الهالِ والقهوةْ
ولاوضعتُ في دفتري زهرةْ
ولا لمستُ من النساءِ
سوى يدِ أمي أقبلها
وأسرقُ من روعتها نظرةْ
قبلكِ
ماعرفتُ أن الدنيا يمكنُ أن تضيقْ
ولابكيتُ لفراقِ حبيبةٍ أو صديقْ
ولاشعرتُ بما يعانيه عاشقٌ غريقْ
قبلكِ
ماسمعتُ من الغناءِ
سوى أناشيدِ الوطنْ
ولا كتبتُ الشعرَ
أو صاحبتُ الليلَ والنجومَ والسهر
كانت
أصابعكِ للإشارةِ والكتابةْ
وشفتاكِ للسؤالِ والإجابةْ
وعيناكِ للصحو والنومِ والرتابةْ
كانت
الورودُ في نظري
مجموعةَ ألوانْ
والعطورُ برائحتها
شتاءً وأقحوان
وبلقائكِ
كبرتُ آلافَ السنينْ
واكتشفتُ أسرارَ وخفايا العاشقينْ
اكتشفتُ الفرقَ بين القبلةِ على الشفاهِ
والقبلةِ على الجبينْ
بلقائكِ
تعودتُ أن أسهرَ الليلَ
والناسُ نيامْ
أحلمُ أن أمتلكَ
جناحي حمامْ
أطيرُ بهما إليكِ
وفي قلبي هيامْ
وعندكِ
بدأ العمرُ بعد طولِ غيابْ
عيناكِ الحورُ للمتعةِ والنظرْ
وشعركِ الحريرُ يحميكِ من البرد والمطرْ
شفتاكِ كبرعمِ وردٍ للشغبِ مع القمرْ
وأصابعكِ للعزفِ على الوترْ
عندكِ
بدأ الكونُ بالتناغمِ والإنسجامْ
تشابكت أصابعُنا والتحمت شفاهُنا
وتاهت العيونُ بداخلنا
أسكرها عشقٌ ووئامْ
عندكِ
للقهوةِ من رضابِ ثغركِ
مذاقٌ غريبْ
وللسهرِ مع طيفكِ
شعورٌ عجيبْ
عندكِ
حيثُ الخلقُ والولادةْ
عندكِ
الوضوءُ والصلاةُ والعبادةْ
عندكِ
لايموتُ الشهيدْ
ولايبكي الوليدْ
ولايُقطَعُ الوريدْ
عندكِ
بيوتُ الحمامْ
والقسوةُ منامْ
والعشقُ مُدامْ
عندكِ
ينزعُ الشيخُ عن رأسه العمامةْ
ولايجدُ القسُّ من عناقِكِ ملامةْ
ولاحرجٌ على العاشقِ أن يطبعَ قبلةً
على جيدكِ علامةْ
عندكِ
أضعُ قلبي
بين يديكِ أمانةْ
مصابٌ بمرضٍ
قيلَ إنه عشقٌ
وفي عالمنا
صار العشقُ خيانةً
وملامةْ
سجنكِ في داخلي جنّةْ
وسجنُ العالمً مهانةٌ
وندامةْ
....................
الدراسة الموجزة :
********
النص يستحق دراسة منكاملة لعمق معانية وغنى دلالات اشاراته ، وبعيد مراميه التي تنطوي عليها مرسلاته ، ولكن ضيق الوقت اضطرني لتقديم هذه الدراسة التحلية الموجزة على ان افرغ له وقتا قي اقرب فرصة / قبلك = اشارة عدمية / نفي الوجود الملموس للمتكلم / الشاعر ( الشاهد النص : حروف النفي ما ، لا ، المؤكدة بالتكرار ) وهي ا شارة مركبة = قبل/ ظرفية زمكانية + ضمير متصل للمخاطبة / كِ ، المح الشاعر الى دلالتها ( اعني المخاطبة ) في مطلع النص / ويمكن ادخاله ضمن مفهوم العتبة هنا ) على انها / سجن اعتباري وجداني
(سجنكِ في داخليْ جنةْ ) و( حلم ) فأي سجن يعطي من الدلالات عكس مدلوله المعروف لغوياً ؟ هذه تعدّ نوطئة مفتاحية للمعنى النهائي
كانت = فعل الكينونة والوجود الحسي / الخلق ( معنوي / مادي ) ، الشواهد :
(أصابعكِ للإشارةِ والكتابةْ )/ الاصابع اداة الفعل والتكوين ، الاشارة = التاكيد على موجود محسوس ( مشار اليه ) / الكتابة = الفكر / المقاربة = خلق/ تكوين موجود عاقل
( وشفتاكِ للسؤالِ والإجابةْ ) / الشفة = اداة النطق ( ترجمة التفكير الى اشارات دلالية مفهومة ) / السؤال = البحث عن معنى (فهم ) الاشياء والظواهر / الاجابة = تحقيق ذلك الفهم لدى السائل / المقاربة = صاحبة ( الكاف ) قامت بفعل التكوين / الخلق للمخاطِب / الشاعر ، لكن الفعل هنا منقوص غير منجز بالكامل / وضع البنة الاولى لتكوين ذلك الموجود
وزمن الفعل ( كان ) ماضٍ مستمر الاثر للحاضر / فالاشارات اعلاه ( اصابع ... الى / الاجابة ) لاتتوقف دلالاتها الفعلية عند زمن محدد (اي ان فعلها في الاشياء مستمر زمانياً )
بلقائك = التلاقح التكويني لموجود عاقل ، [ الفاعل المكوِّن / المخاطبة + المكوَّن / المخاطِب = وجودا كامل التكوين والصفات الحية ،عاقل ، بدلالة الاشارات ( كبرتُ اكتشفتُ ، تعودتُ ، أسهرَ ،أحلمُ ، أمتلك ،أطيرُ ) فهذه اشارات لكائن حي عاقل / انسان
عندك = اشارة ظرفية زمكانية مقابلة للاولى ( قبلك ) فهي محددة للمكان ( الحضن ) ، والزمان ( الاتصال ) ، وهما المجالان الحيويان لولادة ذلك الانسان / الشاهد / ( بدأ العمرُ بعد طولِ غيابْ ) و (بدأ الكونُ بالتناغمِ والإنسجامْ ) و( حيثُ الخلقُ والولادةْ / كان الافضل غدم ذكر هذه العبارة لان الشاعر كشف ما المفروض ان يكتشفه القارئ مما اضعف من قوة اشارة المرسلة النصية )
وباقي النص يدور حول هذا الاثر ومن تجميع معاني الاشارات اعلاه نتعرف على ( المخاطبة ) فهي = البلاد / الوطن
الذي نحمله في اعماقنا اينما رمت بنا محطات الغربة ، يسجننا بين حدود عشقنا اياه ، ولايغادر نبضنا وفكرنا مهما تقادم زمن ( تهجيرنا ) عنه ،
باسم عبدالكريم الفضلي
النص :
*****
كلُّ سجونِ العالمِ
نُحبَسُ بداخلها
إلا أنتِ
سجنكِ في داخليْ جنةْ
لايسكنها
إلا أنتِ
سجنكِ في داخلي حلماً
يأخذني الى دنيا
أجملُ مافيها
أنتِ
قبلكِ
ماعرفتُ طعمَ الهالِ والقهوةْ
ولاوضعتُ في دفتري زهرةْ
ولا لمستُ من النساءِ
سوى يدِ أمي أقبلها
وأسرقُ من روعتها نظرةْ
قبلكِ
ماعرفتُ أن الدنيا يمكنُ أن تضيقْ
ولابكيتُ لفراقِ حبيبةٍ أو صديقْ
ولاشعرتُ بما يعانيه عاشقٌ غريقْ
قبلكِ
ماسمعتُ من الغناءِ
سوى أناشيدِ الوطنْ
ولا كتبتُ الشعرَ
أو صاحبتُ الليلَ والنجومَ والسهر
كانت
أصابعكِ للإشارةِ والكتابةْ
وشفتاكِ للسؤالِ والإجابةْ
وعيناكِ للصحو والنومِ والرتابةْ
كانت
الورودُ في نظري
مجموعةَ ألوانْ
والعطورُ برائحتها
شتاءً وأقحوان
وبلقائكِ
كبرتُ آلافَ السنينْ
واكتشفتُ أسرارَ وخفايا العاشقينْ
اكتشفتُ الفرقَ بين القبلةِ على الشفاهِ
والقبلةِ على الجبينْ
بلقائكِ
تعودتُ أن أسهرَ الليلَ
والناسُ نيامْ
أحلمُ أن أمتلكَ
جناحي حمامْ
أطيرُ بهما إليكِ
وفي قلبي هيامْ
وعندكِ
بدأ العمرُ بعد طولِ غيابْ
عيناكِ الحورُ للمتعةِ والنظرْ
وشعركِ الحريرُ يحميكِ من البرد والمطرْ
شفتاكِ كبرعمِ وردٍ للشغبِ مع القمرْ
وأصابعكِ للعزفِ على الوترْ
عندكِ
بدأ الكونُ بالتناغمِ والإنسجامْ
تشابكت أصابعُنا والتحمت شفاهُنا
وتاهت العيونُ بداخلنا
أسكرها عشقٌ ووئامْ
عندكِ
للقهوةِ من رضابِ ثغركِ
مذاقٌ غريبْ
وللسهرِ مع طيفكِ
شعورٌ عجيبْ
عندكِ
حيثُ الخلقُ والولادةْ
عندكِ
الوضوءُ والصلاةُ والعبادةْ
عندكِ
لايموتُ الشهيدْ
ولايبكي الوليدْ
ولايُقطَعُ الوريدْ
عندكِ
بيوتُ الحمامْ
والقسوةُ منامْ
والعشقُ مُدامْ
عندكِ
ينزعُ الشيخُ عن رأسه العمامةْ
ولايجدُ القسُّ من عناقِكِ ملامةْ
ولاحرجٌ على العاشقِ أن يطبعَ قبلةً
على جيدكِ علامةْ
عندكِ
أضعُ قلبي
بين يديكِ أمانةْ
مصابٌ بمرضٍ
قيلَ إنه عشقٌ
وفي عالمنا
صار العشقُ خيانةً
وملامةْ
سجنكِ في داخلي جنّةْ
وسجنُ العالمً مهانةٌ
وندامةْ
....................
الدراسة الموجزة :
********
النص يستحق دراسة منكاملة لعمق معانية وغنى دلالات اشاراته ، وبعيد مراميه التي تنطوي عليها مرسلاته ، ولكن ضيق الوقت اضطرني لتقديم هذه الدراسة التحلية الموجزة على ان افرغ له وقتا قي اقرب فرصة / قبلك = اشارة عدمية / نفي الوجود الملموس للمتكلم / الشاعر ( الشاهد النص : حروف النفي ما ، لا ، المؤكدة بالتكرار ) وهي ا شارة مركبة = قبل/ ظرفية زمكانية + ضمير متصل للمخاطبة / كِ ، المح الشاعر الى دلالتها ( اعني المخاطبة ) في مطلع النص / ويمكن ادخاله ضمن مفهوم العتبة هنا ) على انها / سجن اعتباري وجداني
(سجنكِ في داخليْ جنةْ ) و( حلم ) فأي سجن يعطي من الدلالات عكس مدلوله المعروف لغوياً ؟ هذه تعدّ نوطئة مفتاحية للمعنى النهائي
كانت = فعل الكينونة والوجود الحسي / الخلق ( معنوي / مادي ) ، الشواهد :
(أصابعكِ للإشارةِ والكتابةْ )/ الاصابع اداة الفعل والتكوين ، الاشارة = التاكيد على موجود محسوس ( مشار اليه ) / الكتابة = الفكر / المقاربة = خلق/ تكوين موجود عاقل
( وشفتاكِ للسؤالِ والإجابةْ ) / الشفة = اداة النطق ( ترجمة التفكير الى اشارات دلالية مفهومة ) / السؤال = البحث عن معنى (فهم ) الاشياء والظواهر / الاجابة = تحقيق ذلك الفهم لدى السائل / المقاربة = صاحبة ( الكاف ) قامت بفعل التكوين / الخلق للمخاطِب / الشاعر ، لكن الفعل هنا منقوص غير منجز بالكامل / وضع البنة الاولى لتكوين ذلك الموجود
وزمن الفعل ( كان ) ماضٍ مستمر الاثر للحاضر / فالاشارات اعلاه ( اصابع ... الى / الاجابة ) لاتتوقف دلالاتها الفعلية عند زمن محدد (اي ان فعلها في الاشياء مستمر زمانياً )
بلقائك = التلاقح التكويني لموجود عاقل ، [ الفاعل المكوِّن / المخاطبة + المكوَّن / المخاطِب = وجودا كامل التكوين والصفات الحية ،عاقل ، بدلالة الاشارات ( كبرتُ اكتشفتُ ، تعودتُ ، أسهرَ ،أحلمُ ، أمتلك ،أطيرُ ) فهذه اشارات لكائن حي عاقل / انسان
عندك = اشارة ظرفية زمكانية مقابلة للاولى ( قبلك ) فهي محددة للمكان ( الحضن ) ، والزمان ( الاتصال ) ، وهما المجالان الحيويان لولادة ذلك الانسان / الشاهد / ( بدأ العمرُ بعد طولِ غيابْ ) و (بدأ الكونُ بالتناغمِ والإنسجامْ ) و( حيثُ الخلقُ والولادةْ / كان الافضل غدم ذكر هذه العبارة لان الشاعر كشف ما المفروض ان يكتشفه القارئ مما اضعف من قوة اشارة المرسلة النصية )
وباقي النص يدور حول هذا الاثر ومن تجميع معاني الاشارات اعلاه نتعرف على ( المخاطبة ) فهي = البلاد / الوطن
الذي نحمله في اعماقنا اينما رمت بنا محطات الغربة ، يسجننا بين حدود عشقنا اياه ، ولايغادر نبضنا وفكرنا مهما تقادم زمن ( تهجيرنا ) عنه ،
باسم عبدالكريم الفضلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق