الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

قراءة في قصيدة : عندما يغرد الخوف // للشاعر حميد شغيدل // بقلم الاستاذ رباح الشمري // العراق

( قراءة في قصيدة عندما يغرد الخوف 000 للشاعر حميد شغيدل الشمري ) 
لست مبالغا إن قلت إن الشاعر كان يعنيني ويعنيك ويعنينا جميعا ! في هذا النص ...
فقد شد رحاله مسافرا في عمق موروثاتنا الفكرية ونزعاتنا الوجدانية عزف على أوتار خوفنا وأحزاننا فكان لحنه شجيا مواسيا تارة وواقعيا فاضحا تارة أخرى . ترددت في قراءة هذا النص كثيرا خوفا على خوفنا أن يتبدد و تسقط أسطورته . لقد امتشق شاعرنا عدسة يراعه وغاص في أعماقنا فأخذ يصور أحر خلجاتنا مستغرقا في دقة تصويره ومشاهده الشعرية ذات الأبعاد الثلاثية , الماضي ... الحاضر ...المستقبل ...
مما نتج عنها خاصية ما كان لها أن تمنح للخوف لولا صدق ودقة عملية البحث التي كان من ثمارها الأولى عنوان القصيدة أو عتبة النص وهي المشهد الأول في المسرح الشعري الذي نصبه الشمري ( عندما يغرد الخوف ) ومتى يغرد الخوف هذا التضاد الجميل الذي أتقنه الشاعر بين الشكل والمضمون بين مدمن أنهكه إدمانه حد الموت ومازال يتعاط تلك السيجارة اللعينة بشراهة ونهامة تحت شعار يكفي إنها تحترق من اجلي نعم لقد صرخ الخوف في صدورنا في أحلامنا في أيامنا وفي تراتيل الأمهات وأناشيد الأطفال وفي كل شيء حولنا . أما في المشهد الثاني حلق الشاعر في فضاء الجمال هاربا من الجمال ذاته يردد ترانيم الوداع وأي وداع ذلك الذي يحمل الإنسان على الرحيل إلى حيث تنتهي الحياة . لقد وظف الشاعر أدواته على أكمل وجه حتى لامس أوهامنا بكل مسمياتها وعناوينها استوقف لزمن ورجع بنا حيث الأزل حيث جذورنا الممتدة في أعماق صبرنا الذي عشقتاه كثيرا من دون أن نعرف لماذا ؟ لا اعلم لماذا وان اقرأ النص هممت لأكسر خضرمة أمي ( أم سبع عيون ) . وهنا تذكرت نظرية القرود الخمس وهي نظرية تشرح تجربة تأصيل و تجذير الخوف فمنذ قصة (السعلوة) وهي من أوائل الأساطير التي رافقت طفولتنا حتى زمن متعدد السعالوات وهو زماننا اليوم و لكنها سعلوات لاتصل حان تكون أسطورة لأنها بائسة تتاجر بقوت أبنائها وان لم تجده ابتلعت أبنائها ... لقد وفق الشاعر في إخراج مشاهده الشعرية بطريقة متناسقة متناغمة تنقلاته متقنة , تصويره العام ملائم جدا لتضاريس نصه فكان نصا يكمل بعضه بعضه فلسفته ونقده وتشخيصه لعلل واقعنا شفافة جدا ولكن أما آن الأوان ان نخاف من جهلنا من غيبوبتنا الثقافية واميتنا الفكرية بدلا من خوفنا من جماليات الحياة وأوهامنا الزائفة . عندما يغرد الخوف
.............. حميد شغيدل/// العراق
سرْ...بي
الى حيث الغيومْ
اني اخافُ 
كل.ُ شىء
حتى تغاريدُ البلابل.ِ
واكتمالُ البدر ِ
في وسطِ النجومْ
اني اخافُ عليكََ
من نفسي
وكمْ تطّّيرتُ
اذا ما مسَ هُدبكََِ رعشةٌ
اني الملمُ كل تعويذاتُ امي
اعلقها
حرزا 
تنوّر في لبابتكَََ 
وصارتْ نخلتي
فننا يُزار
الخوفُ فينا مجذرٌ
منذُ التتار
منذُ الحكاياتِ الغريبةْ
يوم كنا في الدثار
وسعال.ُ والدتي 
المحشرجُ في الرئاتْ
اخافُ ليلي والنهار
والشطِ والدارِ العتيقةِ 
والمناره
في اي ركنٍ من كياني
احطكَ
كل كياني مستباح.ْ 
على الطريق
تاللهِ
اني ضامئ
ياموطني
افرغ عليّ
من نهدكَ المملؤ صبرا
قطرةٌ عليْ اُّّفيق
يا موطني اني اخافُ عليكََ
من صدعِ الزلازلِ والحريق
بالرغمِ اني لمْ ارى منكَ 
سوى الخوفُ المميتْ
وبيتنا الخربِ العتيق
( حواسمٌ)1
رسمت ْعلى جدرانهِ 
،(سعلوة)2
1(حواسم) مصطلح محلي عراقي للساكنين تجاوزا
.2 (سعلوه )حيوان خرافي يسكن الشواطي ياكل كل شئ واسمه العربي (سعلاة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق