الأحد، 19 نوفمبر 2017

مصرع أنكيدو // للشاعر د. عبد الجبار الفياض // العراق

مصرع انكيدو
كلكامش 
أيُّها الممتَدُ فيكَ رجوعاً 
بينَ تحتٍ وفوق 
تورّمتْ قدماه تيْهاً . . . 
كيفً لعُشبةٍ أنْ تُنبتَكَ باسقةً 
يقطفُ ثمارَها سحابٌ مَعتوه . . . 
عسيْتَ أنْ تجني الثُريّا 
فجنيْتَ تفاحةَ آدم . . .
ارتفعْتَ 
فتدليْت 
الجماجمُ هي 
ما استبطنَتْها خيوطٌ من نور . . .
وإلآ 
فكُراتٌ
تقاذفُها أرجلُ الصِبيةِ في شوارعِ المدينة . . .
أليستِ المرأةُ هي العُشبةُ التي تريد !
. . . . .
أيُّها الملكُ المُبتلى بثلثِهِ الآدميّ
تواريْتَ خلفَكَ بوجهٍ لا يرى غيرَ سواه . . .
ما شئتَ كان 
على فراشِ عُرس 
يراكَ ما يراهُ صغارٌ 
تُذبَحُ دُمُاهُم يومَ عيدِهم 
أولاً 
أنتَ 
قبلَ كُلِّ عاشق 
بعدَكَ المفجوعُ 
يأتي صاغراً 
ليرى حرثَهُ داستْهُ خيلُكَ بعبثِ الغُزاة . . .
زهواً
الفحلُ الأولُ 
أنت !
. . . . .
دماءٌ 
خارطةُ شهوةٍ 
تتسعُ باتساعِ الخوْف 
لا تتوقفُ إلآ عند هشيم . . . 
الآلهةَ 
تدنتْ لوحلٍ هو فيه . . .
معابدُها 
تغصُّ باكتافِ ضارعينَ بعيونٍ فارغة
لا يُريدونَ لبطونٍهم أنْ تجوع . . .
أيُّها الملكُ المُصابُ به
تعساً لارتقاءٍ على سلمِ لحمٍ بشريّ . . .
ليتَكَ تراكَ في عيونِ التُّعساء
سخفاءٌ خلّدَهم التاريخ !
. . . . .
واهاً انكيدو
رأيتُك هزيلاً 
تمددُ بُعداً
يرتَد . . .
غلبتْكَ صفرةُ موت
اتكأتَ على وهمِكَ وحيداً 
تفزعُ من حسيسِ الفناء . . . 
ما كانَ لكَ أنْ تكونَ صدى 
عدواً لأعشاشٍ
لسنبلةٍ حُبلى
حاطبَ ليلٍ بفأسٍ أعمى . . .
أنتَ
لا تكونُ إلآ أنتَ أمامَ القَدَر . . . 
. . . . .
كيفَ غرقتَ في مُحاقِ كلكامش ؟
سهماً لا يعصي وترَ قوس 
لأيةِ طريدة . . . 
فكنتَ الطّريدةَ الأخيرة . . . 
صورةً 
انكسرَ فيها الضّوء 
مرآةً عمياء . . .
بكى كلكامش 
ولطالما فُصّلتْ من البُكاءٍ أقنعة
دموعُ التّماسيحٍ ابتسامةٌ لصيْدٍ جديد !
. . . . . 
أنكيدو
انتعلتَ خوفَكً يوماً 
خياراً 
لا يتشظّى 
مُتمرّداً
كسرتَ قرنَ ثورٍ الآلهة . . .
أهدوكَ قبراً 
لكنْ
في جيبكَ قبر 
لم يفقدْ حبلَهُ السّريّ بعد 
تدخرُهُ 
حتى لا يمننُ عليكَ أحد . . .
إيّاكَ 
ما نسيَتْ ناياتُ الرّعاة 
فهي تعزُفُكَ لحناً 
تراهُ دافقَ ماء . . . 
. . . . .
إيهٍ 
ذا القَرْن
تشابهَ البقر . . .
صُنعَتْ بعدَكَ قرون
تشابكتْ على فيء مُباح
أيشخصُ قَرْنُ طينٍ تحتَ وابلِ المطر ؟
وِلِدتْ للخوارِ لغةٌ مُغلقة . . .
وأُغلقتْ كُلُّ قواميسِ اللغة !
. . . . .
ما خلّفتِ العُشبةُ سوى دماء 
عملةٍ رخيصةٍ لشراءِ عَرْش !
أفرغَ الصبرُ جوعَهُ على بيوتِ الطّين . . . 
ربَما يخضرُّ جدْب 
تيبّستْ شفتاه 
يختفي بطولِهِ يومٌ بألف 
لن تدمعَ بعدُ للمهواتِ عين . . .
خلا من سوادهِ وجهُ الأرض
المناجلُ 
توقظُ الفجرَ لصلاةِ الحصاد !
. . . . .
عبد الجبار الفياض 
نوفمبر / ١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق