الأربعاء، 3 يوليو 2019

الجدار الوهمي // كُتبَ النص بمداد الشاعر // محمد علي الشعار // سوريا

الجدار الوهمي
تجاوزتُ الجدارَ ضُحى المنالِ
و وهماً طالما أزرى بحالي
وألقيتُ الشعاعَ إلى غريقٍ 
غريقِ النفسِ في بحرِ الليالي
أطلتُ أصابعي للبدرِ مهداً
فنامت فوق شُرفتهِ ظلالي
وقوَّستُ الحروفَ على المعاني
شحذتُ بقلبيَ الواريْ نصالي
أُعيرُ الفجرَ خيطاً من شجوني
ويشرقُ فوقَ أضلعهِ جلالي
غزلتُهما بقافيةٍ ورمشٍ
وثوبي يا حبيبَ الروحِ بالِ
مررتُ على النخيلِ بطرْفِ ساهٍ
ولم يخطرْ هوىً أبداَ ببالي
فقط أُصغي إلى راوٍ ومُوْرٍ
وجمري عن رمادِ النارِ سالِ
إلى أنْ باغتَ الصيادُ قلبي
وذُقتُ بمُرِّهِ حلوى وبالي
وغنى حول مبسمِها فراشٌ
ورفرفَتِ الطيورُ على الجبالِ
أمسُّ بآهها آهي رنيناً
ليرقى الكأسُ في شفةِ الثُمالِ
كذاكَ جرى بغُنَّتها أَغُنُّ
أضاع جنوبَه بعدَ الشَّمالِ
أتيتُ الشِعرَ من ريقٍ وحِبرٍ
تكاشفَ فيهما سِرُّ الجمالِ
أُثقِّبُ نايَ غيمٍ ظلَّ يهمي
وأسحبُ من لَهى بئري حِبالي
زهت ألوانُها بالخدِّ طيباً
أُعبي من فواكهِها سِلالي
وإن غافلتُ وجنتَها بلثمٍ
تقفَّى النحلُ في زهرٍ كمالي
سمعتُ الثغرَ يغزلُ بالحكايا
وما قالتْهُ سَوسنةٌ لخالِ
وياشوقاً أُسَفِّرُهُ بحُلْمي
على جُنحَيْكَ مبلولَ الوصالِ
ويا أُفقاً تبناهُ شراعي
بغيرِ الريحِ وجداَ لايُبالي
كفاكِ الشمعُ مِئذنةً لليلٍ
تعالَيْ خلفَ شاخصِها تعالَيْ
لماذا الحُبُّ يكوينا وننسى
أثارَ حفيظةَ الهاوي سُؤالي ؟!
تشُقُّ الماءَ سُفْني والفيافي
أُلمِّعُ في صواريها خيالي
إذا أحببتُ خاتمةَ الحبارى
فمالك يا هوى ليلى ومالي ؟!
أُطوِّرُ *جينةَ العشاقِ فناً
وهندسةُ الوراثةِ من مجالي
مقامُكَ في الغرامِ بأَلفِ قَصْرٍ
أنا عبدٌ وأنتَ عليَّ والِ .
محمد علي الشعار
7-8-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق