السبت، 1 يوليو 2017

ق. ق. الحب هو الاقوى / بقلم الشاعر كمال حمدي // العراق

قصة قصيرة 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الحب هو الاقوى
تمر اللحظات موحشة حزينة..يرتدي المكان حُلة ليلٍ كالح..مذ تركته وحيداً رهين الوحشةِ والعزلة.. بات عاجزاً عن القيام باي عمل او نشاط داخل منزله الصغير..صار اسيراً لغرفته ووحدته..ما كان ليصدق ان رفيقة دربه حبيبته وشريكة عمره تهجره لسبب يراه تافها.. 
كانت متابعاتها لتلك القناة التلفزيونية المشؤومة ومحاضرات ذلك الشيخ المسموم..بالغ الأثر في تغيير تفكيرها وحتى نمط سلوكها وتصرفها داخل البيت رغم انها تمتلك عقلية متنورة منفتحة.. كانت تقرأ الكثير من الكتب العلمية والادبية..وكان لتقارب وجهات نظرنا وثقافتنا قبل الزواج دورا في نمو الحب الذي جمعنا..لكن يبدو ان عقدة المذهبية والطائفية تسري في عروقها..معذورة طبعاً فهنالك الملايين اكثر منها تطرفاً وعنجهية..اللعنة..!!
عيبها انها تتأثر بسرعة..
نعم لا انكر..لا انكر اننا كنا نختلف في امور كثيرة.. لكن الحب كان اقوى..ازدان فينا وكبرنا تحت خيمته..
لن انسى لحظة اللقاء الاولى..آه
انت واعٍ ومثقف...!
هل انت منتمٍ لجهةٍ سياسية ما..؟؟
لا لا اكره السياسة..
فقط اهتمُ بالادب والفن..لستُ منتمياً لا لحزب ولا لطائفة ولا ولا..
انت يساري طبعاً...
نعم...
المهم
يساري..يميني..شمالي جنوبي...انا احبك...!...احبك..مهما كنت..
كانت تحبني الى الحد الذي جعلها تهتم بكل رغباتي واهتماماتي..حتى وان خرجتْ عن رضاها. في كل صباح ترفع صوت المذياع لتسمعني اغاني فيروز.. ونشرة اخبار الثامنة بينما اعتدتُ البقاء في سريري بينا تقوم هي في تهيئة وجبة الفطور قبل ذهابي الى عملي.. 
كان يوماً قائظاً..عدت فيه متعباً مثقلاً بالهواجس.. حين دخولي باحة الدار..واقترابي من غرفة الاستقبال.. سمعتُ صوتاً.. شممتُ رائحة البخور..
عطراً هو عطرها..يا ترى من يكون..؟؟
منْ هناك؟؟ 
انا انا..!
هااا..متى عدتِ؟ 
من كم ساعة..
الحمد لله...
شلونك بغيابي...؟؟
تبهذلت طبعاً..!
ادري بيك ما تدبر شي..
هههه ليش رجعتِ؟؟ 
هاااا ما تريدني ارجع..؟؟
لا لا هههههه سؤال بريء والله.. 
احب بيتي.. واحبك..!
انتم عندي اهم من كل شيء..
احنا اكبر من ان يفرقنا مذهب او طائفة.. عرفت الان ان الحب اقوى من
كل شيء...
تدري..؟؟ 
خير.. شكو؟؟ 
مشتاقة اسمع الشيخ.. 
ااوووووه.. هم رجعنا؟!!؟
مشتاقة للشيخ امام..!! اسمع اغانيه الرائعة....ههههه..
ايه...!! ايام حلوة..! كانت
يلا،، روح غير ملابسك.. لما اصب الغدا.
......... ..........
كمال حمد

حجرث اللقاء / بقلم الشاعرة : جميلة بلطي عطوي // تونس

........حجرُ اللّقاء.......
قالتْ: مَنْ يُعيدُ إِليَّ
دِفْءَ الشّمسِ وسِحْرَ القمرْ؟
مَنْ على ضِفافِ أَوْدِيّتي
يّزْرعُ البَهْجةّ
رَيّا تَضُوعُ بعِطرِ الزّهرْ؟
مّنْ يُشذّبُ الأشواكَ فيّّ
يقتلِعُ مِنْ خاصرتِي
المُدَى تسْتَعرْ...
إِليْهَا مَدَّ النّجمُ شُعاعاً...
في سُوَيْداءِ حُزْنها 
رَسَمَ بَسمةً...
أَوْقَدَ شَمعةً...
قَالَ: لا تأْسَيْ صَديقَتِي...
مِنْ قُمْقُمِ الوجعِ ستُفلتِين...
محفَّةً صَهوَةَ الفَرحِ تَرْكبِين...
فِي أُذنكِ سيَهمسُ الغدُ
نَشْوان بِلَحنِ الوتَرْ.....
تَأمّلي...هُناك....
أَسْرابُ النّجُومِ تُناغيك...
إلَى حيَاضِكِ تهْفو كلُّ الكواكبِ...
تَحلُمُ أنْ تَكونَ علَى شُطآنكِ 
أفْلاكًا...
تَنْثُرُ في حجْرِِ اللّقاءِ
دُرَرْ...
تَمَعّني...هَذَا الصّيَاحُ
عَليكِ يُطلُّ...يُومئُ
أَنِ افْتحي ذراعَيْكِ...
لَمْلِمِي فَيْض الضّياء...
معَهُ ابتهلِي للقَدرْ..
بَاركِي مِيلادَ الحُلمِ...
حقِيقَة تَمْلأُ الدّنيا
عِبَرْ...
تَسْقيكِ الرّحيقّ زُلالاً...
بهِ تثْملُ السُّهولُ...
خضْرةٌ تُزَيِنُ هضأبَكِ ...وِهادَكِ...
ربيعٌ ...ربيبُ مطرْ...
فصلُ سيلبِسُكِ تاجَ الحيَاةِ...
لَكِ على أَدْواحهِ تَهْزجُ الكائناتُ
تغنّي...
ميسِي يَا حالمةً بالجمالِ...
هَا هُمُ الأوفياءُ يردّون اعتبَاركِ ..
يُدوّنُون على جَبِينِ الكونِ
رُقيّ البشرْ.
جميلة بلطي عطوي 
تونس...26/ 6/ 2017

خيوط مغيب / بقلم الشاعر : صاحب الغرابي // العراق

(خيوطٌ مَغيب)
على ضفافِ بُحَيرَةٍ 
طافِحَةٍ
بَريقُ ضَوءٍ متموجِ
آثارُ فأسٍ
في تجاعيدِ عمرِ
عنادُ مسافاتٍ
لاهثةٍ
وَميضُ حسٌ
خفيُّ
إنها تَمتَمةٌ قَنديلٌ
حزينٌ
وَسَطَ ضَبابَ شطآنٌ
كثيفٌ
عِندَ خيوطَ مَغيب
راحَ يَفتَرِشُ ليلاً
جَديباً.
صاحب الغرابي
العراق

بقايا // بقلم الشاعر : عزيز السوداني // العراق

على بقايا رصيفٍ
أكلت جوانبَه الأحزانُ
يرتدي معطفاً
يقيه لسعاتِ شمسِ الصيفِ
يتكأُ على بقايا حجارةٍ
مرَّ العيدُ
ولم يأتِ بالظلِّ معَه
أكلتهُ الحربُ
في بوّاباتِ الحدودِ
......................
عزيز السوداني
العراق

حكاية : بقلم الشاعر / صباح الهاشمي // العراق

حكاية.....صباح الهاشمي العراق
اخيرا......هاانا وانت 
لاح لي طولك بقوام ممشوق
وانا يدنيني اليك وله الشوق
تعتريني قشعريرة .......
تكاد اطرافي تتركني راكضتا اليك
تسبقني حروفي مهرولتا نحو اذنيك
تحكي اليك حكاية
من اول السطر لاخر البداية
تتسكع بغيرك الشجون نكاية
والقلب يرسل عويله بين يديك
ناسك انا واوقفتني اجراس محرابك
هل اعود ام افتح بابك
اقراء من اول حرف في كتابك 
ترانيم هواك في هواك
تمسك اذيال قميصي زفرات شذاك
والحناء.....تلف اطراف اناملي .......واياك
حمرة الشمس تعانق اطراف شعرك 
وامواج البحر تمتثل لامرك
وعيناي تنظر نحوك 
هلا حزمت امرك 
وتلفت خلفك ....اني 
اتوق لعناقك...صباح الهاشمي العراق 2017/6/30

مناجاة الخيال / بقلم الشاعر : حسن محمد حسن الزيرجاوي / العراق

.....مناجاة الخيال
.................. حسن محمد حسن / العراق
أيمسي الهوى
بشرعك حراما؟
وأنا من هام بك
شبابا و فطاما؟
أناجيك في خيالي 
وأستحضرك صورا
وأهذب برياضك
دون خطاما
أعيش نشوانا
مع طيفك وحيرتي
وأبعث مع تنهيدي
أحر سلاما
أذا ما نظرت لعينيك 
ساعة اللقى
تتحاور مقلنا
بأروع كلاما
يا سهر الليلي
وهذياني بصحوي
ويا طيفا يستبيحني
بعز المناما
تجفل أشواقي 
أليك باحثة
وتعود مجهضة
منك حطاما
أمحرم أحتوي
قوامك بحنايا 
أضلعي و
أضمه الى روحي
حنانا و هياما؟
نرشف الغرام
كندي بكرم
تعتق لكأسينا
والكأس مداما
دعينا نعدوا 
في الحلم دنيا
نسابق بفرح
ريحا و رياما
نلهو في الدنا
كصبيان حارة
خصام يوما
و أخر وئاما
وأذا بلغ شوقنا
أخر المدى
نتحمل نتائج فعلنا 
والملاما
يا منية أحلامي
وبركان شوقي
أيكون المثوى
بأحضانك ختاما؟
في30/ 6 / 2017
حسن محمد حسن

مدينتي : سبات خريف / بقلم د. المفرجي الحسيني / العراق

مدينـــــــــــــتي: ســـــــــــبات خريــــــــــــــــــــــف
------------------------------------
كتبت على ملاءة المشفى
وأغلفة الدواء
إصبعي ودمي
يرقد هنا المحموم بعشق الوطن
المشفى يثير الفوضى في ذاكرتي
ذبولي المجبول من أوجاعه يستعر
امتدت إلى أعماقي رجفة
ستمد في ظهري انحناءة ناسكٍ
يزول من قلبي الجنون مبكراً
أزج في المنفى بكذبةٍ
أحلامي الخرساء لعبٌ ودمى
يا ظلّي المخبوء
خلف وساوسي
غنّي لتهرب ً من شبح الفناء
بأهداب الحياة
أرقب موتي البطيء
مدينتي
أنتمي إليها
أعشقها
نسيمها
يداعب قلبي
رذاذ أمطارها
يغسل روحي
تهزمني
ضحكاتها
أرى بعيونها
أشباحٌ ترتعب
تحترق بنورها
أعلنت
هجرتي إليها في الخفاء
أصحو بلا مؤذن
على صفير القنابر
أتلمس جسدي
لا أدري هل أنَّ لي اسمٌ أو وطنٌ
حدثني عنك العندليب
قال : إنها الينبوع
الوردة التي لثم ثغرها
ماء الينابيع الصافية
أعرف إنك مدينة تحمل الحزن
جبلاً
اقتربي...
ظمّي وجهي بكفيك
ليضمنا عالم
تختفي فيه كل المسافات
دار الزمان بي
في هذا المكان
عابر سبيل أنا
من حولي زجاج مُظلم منثور!
منَ الصمت لغتي
وحيدٌ في عتمة الغياب
أنتِ معبودتي
ألقي
كنت عصياً
قانطاً ...
نهاري خاوٍ
كوني نجمة الصبح
في فضاء كوني القصيّ
مواعيدي فأنت
لُظاها يفور
أحدثها
تحدثني
تعلمني أشياء وأشياء
قلبي خالياً من أي شيء
عدا رغبة في شيء لا يفسر
كنت أسمع حفيفاً بلا غصون
شيئاً يتفتح في شراييني مثل الدبابيس
أحلام تراودني كل صباح
تجتاحني غمرة من الأعاصير
تحملني كعصفور في مخالب الصقور
أين ذهبتُ لست أدري
تلك التي هبّت على جسدي يوماً
كقفزات الحصان البري
ربما أطلت عليّ
من رغبتي بالحياة
قادتني مبكراً نحو الفطام
أو إني متيَّم بالأغاني
عطرها ينساب في الروح مثل النعاس
لا أتذكر إلاّ ذراعاها
تلتف من خلف الأحزان
دقات قلبها تنسل في فج الظلام
أين جسدي المضطرب كدقات الطبول
في فجوات الدخان الكثيف
شاخ ؟
اكتسحتهُ التجاعيد ؟!
ذاب مع دموع الشتاء؟
أعتقد لم يفِق بعدُ من سبات الخريف؟!
تناهى إلى سمعي
إنك تعشقين غيري
اعتكفت
عانيت ألم الأسر
قاسيت عذاب السجن
كتبت أبياتاً من الشعر
استهوتني
وغنيتها
تحت سكون الليل
يعلو أزيز مفزع
فوق البيوت
يهتز
أقام الشعب نصباً
للانتصار
يظن
سيخّلد ذكراه
يقترب العواء
يزيل نصب الانتصار
نصرنا يكفيه السفر
سأقتل مرتين
تُحمل عظامي إلى أمي
تضمها إلى صدرها
مثل طفل يتيم
تشمّها
ينهالُ دمعها
تصير شموعاً
تضيء ظلمة قبري
دياري قتلتني
أهالت فوق قبري
أهازيجها
أورق عظمي زهوراً
يستظل تحتها الأموات
جاءت ليلاً
تجلس عند شاهدي
شبحاً يناديها
في ظلمة اللحد أبكيها
عندما ووريتُ الثرى
أنكروني
*****
د. المفرجي الحسيني
مدينتي :سبات خريف
العراق/بغداد
30/6/2017
--------------------------

للعراق ، لاتقيموا عزاء / بقلم الشاعر : محمد ناصر شيخاوي / تونس

شعر : محمد الناصر شيخاوي >> تونس
---------- للعراق ، لا تقيموا عزاء -----------
يقول لي صديقي
معزيا في العراق :
قدر الله و ما شاء فعل
قلت : لا أقبل أبدا
عزاء في عراقي
يعاود البدر الظهور 
و إن كان لحين قد أفل
شعر : محمد الناصر شيخاوي

بغداد ونينوى / بقلم الشاعر : نصيف الشمري // العراق

بغداد و نينوى
مَلِكتا أحلامُنا، بغداد ونينوى، ابنتا ربيعُ الأوطانِ، صفحةٌ طوتها أناملكن الأسطورية، تأملن بعي
ونٍ تتقِدُ شوقاً، ليومٍ آتٍ، يوم سلام، سأتذكرُ مرارةَ أيامكنَّ التي مرت درساً، ابقن هادئاتٍ، وسأدع قلمي يكتبُ عن يومِ البدءِ؛ لجنونِ الغي، راياتٌ سوداء، تتوعدُ أحلامي كابوساً ببنادقٍ؛ سيوفٌ شوهت معالم الشجاعة، معاولُ حفرِ أساسُ بناءِ مدينتنا، بكت صدأ حديدها؛على تمثالٍ لا يملكُ الا اطلالة شجنٍ، مارسوا اللعبةَ بإتقان، لم يخفق قلبي، كان يُحَشِدُ نبضهُ عقلاً، كنبوءةِ شاعِرُنا السياب، قبل سنينٍ مات، (إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون، الشمس أجملُ ) الواضحون أنتم وهم تحت راياتِهُم يختبئون، انتهى شحنُ بطارية لعبتكم، يا سوى الروم، سنميل حيثُ شئنا؛ وعلى الجبينِ وهجُ نور
نصيف الشمري
العراق

صهيل / بقلم الشاعر : عبد الزهرة خالد // العراق

* صهيل رمالِ الرحيلِ
في هذا التيه الآتي
لتصحو مدامعُ العيونِ
تحت حوافرِ الخيالِ٠٠
* تصبّو الأحلامُ 
إلى جفونِ الأملِ
عندما أفلت نجومُ اللقاءِ
آناء الليلِ المخضّب بحنّاء الحنانِ٠٠ 
عبدالزهرة خالد

ابرياء / بقلم الشاعر : محمد النعماني // العراق

ابرياء
*********************** 
قمْ تيمم بتراب الفقراء
ايها اللص..... 
انت تأكل نار....حق الابرياء
قبلتك رمش الفقير 
تدّعي كفراً امير 
انت عند الله اصغر من حقير
شجرة آدم حق الابرياء
قمْ ....وصلًِّ
ثم اركع
تحت ظل ....رَث الرداء
انه صائماً طول العام يدمع
بثياب العطف يقنع
من قمامة 
كفركم في الليل يشبع
صهْ فدنيا الناس خيط 
لا يطول
ثم حول الفقراء
قمْ وطوف
فكما الحج 
ولا تحتاج للكعبه وصول 
***************** محمد النعماني / العراق

عندما ينطوي الحلم / بقلم الشاعرة المبدعة : ايمان ملال // الجزائر

عندما يطوى الحلم في حقيبة
غفوت ببرزخ الإرتجاء
ألتحف طلاسمي النحاسية 
السفرإليك معادلة متعددة المجاهيل نحواللاعالم 
تطويني الممرات الضبابية في اتجاه العدم 
أخلف ورائي جوارحي المهترئة بفعل أزمنة الريح 
أنسلخ من ظلالي بمدن اللاعودة 
أدركت عند اللحظة الهاربة 
أن السندباد فوتني في أسفاره
و شهرزاد لم تروي قصصا للملك 
حسناء نائمة محظورعلي قاطرة ا لحياة 
أقاسي نزف الأقدارو نزف تعاليك 
و أرغب في أ ن أخط على كف الحياة ورقة اعتزالي 
ليت العمر رحيلا لأوثقته إلى سحابة عابرة 
و تركته يغادر الزمن اللعين
ليت العمر رحيلا
لطويته بزجا جة وأركبته عنان البحر 
ليت العمر رحيلا 
لرتبته بحقيبة ورتلت عليه تعاويذ السفر 
و لعمري ذاك أرحم من المبيت 
على جمر الإنتظار
بمرافئ الأوهام أرتل آيات الاستجداء 
عسى الأقدار تجود يوما لحظات لقاء 
بقلم إيمان ملال ......الجزا ئر

الحية حية / ق . قصيرة / بقلم الاستاذ صالح هشام : المغرب

الحية حية /قصة قصيرة ٠
بقلم الاستاذ /صالح هشا م ٠
يجن الليل ، يتسع بؤبؤ عين القمر ،تتكسر أليافه الزجاجية ، فوق حاوية للقمامة قابعة هناك ، في رأس زقاق ضيق تشتم منه رائحة الرطوبة ،تلامس الشظايا الضوئية عيون القطط و الكلاب ، فتبرق بريق البرق ، تحت مصباح مشنوق في أعلى عمود النور كإجاصة ! 
تعزف الصراصير الساهرة معزوفة غربة الليل : إيقاع فوضوي غير مرتب ، تزيد من نشازه ،حرب القواطع والأنياب ،يختلط الهرير بالمواء ، والأنين بالهسيس المكتوم ! 
فجأة تسكن الحركة ، يتحرك السكون !
هناك قرب الحاوية :خخ ٠٠فف٠٠شش ٠٠خخ٠٠فف ٠٠شش !
أصوات غريبة ،عجيبة، مريبة ، يعقبها صراخ مخنوق ربما لكلب أو هر أو لقارض من القوارض الكبيرة .
خأخأة ٠٠٠ فأفأة ٠٠ شأشأة ٠٠ !
تشي بابتلاع شيء ، شيئا آخر ، صوت أشبه بشخير ميت يموت ،أو زفير محموم ، لا أحد يدرك حقيقته ! 
ربما لا شخير ، لا زفير٠٠ ولا أي شيء ،فقط تخيلات ضحلة ،من مخيلات فقيرة أتعبتها فوبيا الأصوات ،و لم تعد تميز ماهيتها ولمن تكون ! 
تعم الفوضى قمم الأشجار: هرج ومرج وصراع حول المبيت، قلق كبير يستنفر الأحياء في أحياء المدينة ! 
تخلو [تفلت ] من المارةتماما ، تتحول مدينة أشباح ٠٠ مدينة أرواح قادمة من زمن حلم شعبي ، لا يخضع لقوانين العلم: ، أفكار غيبية تخنق فيهم شرنقة تفكيك شفرات هذه الأصوت الليلية العجيبة، تنحبس أنفاس الناس ! 
يسد الليل عينا ،يفتح أخرى ، يفك عقال كائناته ،تهيم الهوام ،ترقص رقصة الانعتاق من ضوء النهار!
تصيخ حيطان [تفلت] السمع ، تكاد عشرات العيون تلفظها الشقوق :مرعوبة تقتفي أثر هذه [الخأخأة والفأفأة والشأشأة ]التي تحملها النسيمات الباردة ،فتتسلل عبر ثقوب البيوت الإسمنتية ! 
تتحول حاوية قمامتهم : سرا من الأسرار ،عالما مبهما غامضا ٠
لا أحد يجرؤ على كشف خفيه : سر محفوظ ،ربما تحرسه قوى عوالم سفلية خارجة عن قدرة الإدراك ، يتهيأ لهم أن من يتحدى الغيب و يركب عناده : دمه يباح ، تهدره الأشباح دون شك ، بين تلك الأرواح الهائمة ، : 
مفقود ٠٠مفقود٠٠ إلى أهله لن يعود !
هذه مغامرة تكسر الأضلاع ، تمزق الأوصال ،غير محسوبة العواقب : فهي انتهاك لحرمة معازل أهل المكان الخفية ! 
تلتصق أجساد هم بأجساد بعضهم حد الحلول ، ترقص كالأفاعي ، تتآزر لامتصاص برودة الخوف من غرابة أصوات خارقة ،تحل محل النباح والهرير !
ينبلج الفجر ، تعلن العتمة الرحيل : تسيل من الأبواب الأعناق بحذر شديد ، يقصد ون الحاوية ،يتفحصون المكان ، مسرح جريمة غامضة ، لا قاتل ، لا مقتول ٠٠ لاشيء ..لاشيء !
سائل لزج يميل إلى الصفرة ، أو بلون مشيمة أومخاط مسلول ،ينتشر هنا٠٠ هناك !
ثمة آثار مرسومة على التراب، أشكال هندسية ،شبيهة بحراشف السمك ٠٠ريش طيورمنتوف نتفا ، عظيمات صغيرة مدقوقة حد السحق ، أشياء أخرى لا تخلو من غرابة لم يميزوا نوعها وشكلها ، لكن الجريمة حاصلة لا محالة ،لكن من هو القاتل ؟ و أين هو القتيل ؟
شغلهم الشاغل :هذا الزفير و الشخيركل ليلة ،أحاديث ساخنة، تجد مرتعها في تجمعات النساء وحتى الرجال أمام الأبواب ، وتتحول جدالا عدوانيا في مقاهي المدينة ،فتفتح الشهية لأسطرة هذا الحدث المبهم !
أسئلة عريضة ، تقتل فيهم الرغبة في الكشف عن الأسباب والمسببات:
لماذا تنفق القطط و الكلاب ؟
لماذا تكاد تنقرض القوارض ؟ 
لماذا الشخير والزفير كل ليلة ؟ 
لماذا حراشف السمك بعيدا عن البحر والنهر ؟ 
يضع النادل براد شاي منعنع أمام رواد المقهى ، و يفسر هذا اللغز ببلادته المعهودة : 
- إنها عروس البحر ،تأكل قططكم وكلابكم يا جماعة ! 
يفرغ أحدهم كوب الشاي في معدته دفعة واحدة ويرد عليه بسخرية ، تنتزع ضحكات من الجماعة :
- ههه ! وهل ترضى عروس البحر بأكل لحم القطط والكلاب؟
-لكنكم تقولون : هناك آثارحراشف ٠
-ومن أين ستأتي عروس البحر يا عريض القفا ؟ هههه ٠٠هههه٠٠ ههههه !
يمسح آخر جغرافية وجه النادل المحمرحرجا وخجلا بنظرة استهزاء وشماتة :
-هه يا جماعة،المسكين يدمن على قراءة غرائب ((أليس في بلاد العجائب ).
يغوصون في نوبة ضحك ساخر ، تحدث الكراسي تحت مؤخراتهم ، طقطقة 
و صريرا مزعجا :
ينسحب النادل مهزوما متأففا، تمطره سخريتهم ؟ 
تعم فوضى الحديث فضاء المقهى :
-يا جماعة ،عدونا خفي ،هذا وقت جد لا هزل ، هذه حراشف حية ضخمة ، لاحراشف عروس بحر ، ولا عروس نهر ولا عروس بر،ذكية و أذكى منكم لا تترك أثرا لضحاياها !
يضعون كؤوسهم فوق المائدة، وينصتون باهتمام :
-هي قوة خفية يهابها الإنسان ،منذ عهد الكنعانيين!
يعلق آخر واثقا من صحة معرفتة :
-ولكنها تزين هامة الآلهة ورؤوس الملوك ، ترمز للقوة والذكاء منذ عهد الفراعنة ٠ ما كنا لنموت لولاها ، أ لم تسرق خلود آدم في الجنة ؟ ألم تسرق عشبة خلود جلجامش سليل الوركاء ؟ أليست شيطان خطيئة الشجرة المحرمة؟ إنها عدوة الإنسان أبد الدهر يا ناس !
-يا جماعة ! السم قتله و اجب و لو كان على قبر النبي! اقتلوا الحية،رأس الحية، إنها قاتل صامت لا يحدث غبار! 
هذه الليلة نتربص بها ،ونتغذى بها قبل أن تتعشى بأطفالنا عندما تأتي على آخر كلب أو قط أو فأر ؟ 
يسود صمت ثقيل ، يتأرجح بين الرفض والقبول !
يتبرأ أحدهم من هذا الرأي ويعتبره انتحارا : 
-رأي غير محسوب العواقب ،يا جماعة ،عظامي رخوة ،لا تحتمل العصر ، وهي لا تقتل ضحاياها إلا عصرا حتى الاختناق، والمغامرة دفع النفس إلى التهلكة ! 
بعد تردد كبير يقول كبيرهم :
-ولا أنا يا سادة ، لي صغار أعولهم ، لست [سميح الشجاع ] دعوني أروي لكم حكايته من البداية إلى النهاية !
يحتد صرير الكراسي الملتصقة بالمؤخرات : 
-يا هذا ! والله لقد شوقتنا ،من هو (سميح الشجاع ) هذا ؟ 
-إذن هاتوني راداراتكم اللعينة : 
في غابر الزمن ، في مكان ما من أرض الشام ، بين سوريا و العراق ،كانت حية عظيمة ،ذات رؤوس سبعة كل رأس أشبه برأس التنين أو رأس العنقاء ،تنفخ نارا فتحرق نعم الناس و أنعامهم، تسكن مغارة سحرية كبيرة، كثيرة المتاهات ، متعددة المداخل والمخارج ، تبتلع كل من يقترب منها في مضغة واحدة ، من حجيج وعابري سبيل يطلبون هذه المغارة هروبا من حر الشمس ، وقر البرد ٠
سمع سميح بأمر هذه الحية ،وكان شابا ،جميلا ، خلوقا ، شجاعا ، يهابه ملوك الجن الأخضر، ويحترمه قومه ،يقرر ببسالة : أن يستأصل شرها و يحد من سطوتها بحد سيفه !
تفتح الدهشة الأفواه ، تجحظ العيون ، تكاد تنط من المحاجر:
- وماذا بعد يا رجل ؟ تهمنا النهاية لا البداية فالأمور، دوما بالنهايات لا بالبدايات و بالعواقب تذكر،و بالخواتم تعتبر!
-لا تتعجلوا أموركم يا سادة ،فمن تعجلها مات : 
لم يكن يحتاج إلى[ سانشا ] ، أو [عمر العيار ] أو [شيبوب]حمل[ سميح الشجاع] رمحا قديما ، وسيفا ، وامتطى صهوة حصان أعجف، نحيف ، وقصد بلاد الشام ، لمقارعة الحية ذات الرؤوس السبعة ،بعد مسيرة العام ،وصل سميح ، وخاض المعركة : مستمدا قوته من عزمه وعزيمته ،يقطع رأسا ، فتنبت مكانها رأس أخرى ، أكثر قوة ومكرا وضراوة !
ظل يقطع الرؤوس والرؤوس تنبت قيل :سبعة أيام ، سبعة شهور، سبعة أعوام، سبعة قرون ، الزمن كله ٠
لا أدري يا سادة ! ربما مازال [سميح الشجاع ] يجز الرؤوس وأخرى تنبت وتنمو كخلايا السرطان أبد الدهر !
-هذه أحاديث كتب صفراء قديمة :حيتنا برأس واحدة ، ما أكثركم رعونة و جبنا يا جماعة !
[دون /سرفنتيس ] حارب الرمال ، حارب طواحين الهواء ، برمح صدئ ، و مطية جوعى ، يريد تغيير صورة العالم ، وأنتم عاجزون عن محاربة حنش صغير ،يبتلع قططكم وكلابكم كل يوم ،و هو في طريقه لعصر صغاركم حتى الموت ٠ ولم لا ؟ فالدورعليكم آت أنتم أيضا ،يا كبارنا !
يقول آخر،يغوص في أريكة جلدية حتى الكتفين :
-ومن قال لك بأنها برأس واحدة ؟ فقد تكون بسبعة رؤوس ،فهل نجح [سميح الشجاع]هذا في دحر شر هذه الحية ؟ وهل نجح دون كيشوت في تغيير صورة العالم ؟ لا هذا ، ولا ذاك نجح، إنها مجرد أحلام ومحاولات ! 
بصوت جهوري، قوي ،يشي بشجاعة صاحبه : 
-هؤلاء ،حاولوا ،سواء نجحوا أو فشلوا ، فهم ناجحون ! 
حيتكم مجرد حنش ،لا يرقى إلى مراتب الحيات الكبيرة ،ربما تسلل في شحنة أخشاب ، قادمة من جبال [ أزرو ] إلى فرن حومتنا ،ربما لم ينتبه له سائق الشاحنة و لا مساعده ! فماذا قررتم يا جماعة ؟
أنقتلها أم نتركها حرة ،تعيث فسادا في البلاد و العباد و تفتك بالخف والظلف 
و تدمر السلالة ؟
نظرات حائرة متوجسة ،لا تعرف ماذا تقدم و ما ذا تؤخر٠ لتوه بدأ النادل يلملم الكراسي والموائد ، ويستعد للإغلاق ٠
وهم يهمون بإخلاء المقهى : 
-سنحارب هذه الحية الملعونة ، لكن ، بعد معرفة عدد رؤوسها ، وطبيعة كل رأس ، ربما تكون عصابة من رؤوس تنانين ، تنفث نارا فتحرقنا جميعا ، بعدما نتأكد من صلابة سيوفنا و قوة رماحنا ، ونعد لها العدة حتى لا نخسر المعركة !
ويستمر الشخير والزفير يحبسان الأنفاس !
وتستمرمحنة الكلاب والقطط والقوارض! 
ويستمر الخوف والرعب يعم كل الدروب ! 
وتظل الحية حية تحيى بينهم ، تعصر وتخنق وتقتل و تدمر و المعصور أطفال صغارقريبا،قريبا جدا ،و سيأتي الدور على الكبارلا محالة ،لا أحد يفلت من بين فكيها و جبروت عضلاتها !
وتستمر بينهم الحية حية ! ويراوح الخوف مكانه في النفوس ٠ 
____للتوضيح ____
[تفلت ]: مدينة صغيرة في شرق الرباط٠
[ أزرو] : من أجمل مدن الاطلس قرب افران ٠ 
بقلم الاستاذ صالح هشام! 
الاحد 29 يناير 2017!