الخميس، 21 مارس 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // عبق فلسطين : كُتبَ القصيد : بمداد الاستاذ عبد الوهاب الجبوري // العراق

عبق فلسطين
بما تألّقَ في مقلتيها
من وهجٍ
نجمةُ صبحٍ ، وبدر البدور
قالوا قد كساها سحرٌ
قلت وأطلالتها حُقّ لها
ان تتباهى بالحضور
منذ عهد بابل وأشور
لم يرث الأرض ،
إلا التي يطلّ في أرجائها
أقصانا الصبور
فلسطين ، توقدٌ الريح اصداء
لملحمةٍ نحن لها عبور
نتحمّم في عطرها العربي
كل يوم نقدم لها النذور
يا ويحَ من يدنّس القدس الطهور
يا ويح من يستبيح لنا الخدور
دماها الزكية ترفّ في الابد
على سدرةٍ طهور
لعيونها تبقى وحدتنا الظمأى
املاً ، وثورة تذكي الصدور
قدراً ، ومنارَ عدلٍ لن يجور
لا ترحم ضالاً يختصها بزور
فلسطين ، اذا عبقت قطرة منها
عطّرت كل البحور
عبد الوهاب الجبوري
٢٠١٩/٣/١٨

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // عوق الحرف : كُتبَ النص بمداد الشاعر : حسين جبار محمد // العراق

عوق الحرف
ترتعشُ الجملُةمشلولة
لا ينسابُ الحرف في اي سيول
غار كثيرا في وقفته
سئم النهر مساره....
..
لا يتمشى في اي الاهوال
لايحكي في اي الاحوال
تيبست الاوتار
تلاشت كل الانوال
..
في المنبر مخطولٌ سيده
يجترُ الجملة اصداء الاغلال
للاغلال قرونٌ للاغلال عيون
نامت في وقعته الأغوال
..
في الرقعة مكذوبٌ وقعٌ أنينه
يرتدُ حسيراً
لادمعة تسقيه
لا ضمّة حضنٍ لا رنّة اقوال
همّ صراخاُ هذا الحرف
لكنّ لسانا معقوداً بلهاةٍ يأبى
....
همّ بكاءاً هذا المسجون حسيراً
لكنَ الدمعة في غيبة إعصار جبين الساهم في الغيظ
.
همٍ زعيقاً هذا المعقوف كثيراً
لكنّ الوقعة أقوى
...
كان السير في صمت مواتٍ يرتدُ طويلاً
في كل تلاقٍ
أميالٌ من صمتٍ هال كثيرا
القى في الماء الساكن أحجاراُ
ما ولدت اي دوائر
بل ارست في رجعتها وسماتٍ تعجنها
الاحجار
رنّ كثيرا وقع تهجدها
في عوق الحرف تحدثت الاحجار
عن كل المتماثل في حمق الاهوال
في المتلاشي من غربة كل الاحوال
في عوق الحرف ....ضاعت بغداد ومكة
ضاعت بُصرى..وتضيع الاهرام..

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // صوت الحق : كلمات لعلماء غيرت مجرى التاريخ // بقلم د صالح العطوان الحيالي // العراق

صوت الحق: كلمات لعلماء غيرت مجرى التاريخ 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د . صالح العطوان الحيالي -العراق - 12-3-2019
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن الله لا يُسلِم الحق، ولكن يتركه ليبلوا غَيْرة الناس عليه فإذا لم يغاروا عليه غَارَ هو عليه"، ويقول أيضًا: "حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق"، فالحق أحق أن يتبع وكل يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم..
واﻷصل في الطريق إلى الله عدم التعلق باﻷشخاص مهما كانوا: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:144]، والمحن والشدائد والمواقف تفرز الرجال ومعادنهم ومبادئهم وكل من تساقط على الطريق وتجاوز الحق تجاوزه التاريخ، فيعرف الرجال بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال.
يقول الإمام العلامة ابن عقيل رحمه الله: "إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة"، وسئل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: كيف تعرف أهل الحق في زمن الفتن؟! فقال: "اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم".
ويحدد ابن تيمية أن وقوفك في صفوف الظالمين خيانة، ولو نطقت بآيات القرآن، فيقول رحمه الله: "إذا وجدتموني في صفوف التتار وفوق رأسي مصحفًا فاقتلوني"، وما كان الحق أوضح منه في يومٍ من الأيام مثلما هو الآن، ومَن اختلف فيه مع هذا الوضوح لو نزل عليه المسيخ الدجال غدًا، ربما لا يُفرِّق بينه وبين المسيح عيسى عليه السلام.
قال الفرزدق الشاعر المعروف للحسين بن علي عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم: "قلوبهم معك وأسيافهم عليك، والأمر ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء"، فقال الحسين رضي الله عنه: "صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو الـمستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته".
ومن يدعي الحياد فإنه متردد بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والخطأ والصواب؛ والخير والشر؛ والحياد في أمر الحق والباطل مسألة غير واردة إطلاقًا {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} [يونس من الآية:32].
فالمحايد شخص لم ينصر الباطل بشكل مباشر ولكنه خذل الحق وأعان عليه، وقلل سواده وأخر نصرته، وفتن أهله ولبس على الناس في أمره، وأضل نفسه وغيره ببعده عن جادة الطريق، ويقول الإمام ابن كثير رحمه الله: "الطعن بالمجاهدين من دلائل فسق الرجل".
وما بين خلع ثوب الذل وارتداء ثوب الحرية تظهر عورات الكثيرين.
ولا يخاف سماع صوت الحق إلا مَن كان على الباطل، ولا ينطق بالحق منافق أو ذليل، وسيأتي النصر بزمان ومكان وطريقة لا تخطر على قلب بشر مؤمنًا كان أو كافرًا: {ومَا يَعلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى للْبَشَرِ} [المدثر من الآية:31].
في زمن الظلمات، وأيام الفتن المدلهمات، يكون لصوت الحق، قيمة، ولصيحته في وجه الباطل أثر، فكم من كلمة حق غيرت مجرى التاريخ، وكم من موقف مشرف لعالم من علماء الأمة قد أزال ركام الباطل، إن قيمة الكلمة من العالم في زمن الفتنة قيمة لها وزنها، ولها صداها، ولها قوتها، بل لا أبالغ إن قلت أن الناس كلها تنتظر هذه الكلمة، لتستقوي بها بعد الله، وتكون لها بمثابة الزاد الذي يحركها، والنور الذي ينير لها الطريق، ولكنها فقط كلمة الحق التي تقال لله وبالله ومع الله، كلمة الحق التي في سبيلها يستعذب العالم البلاء، ومن أجلها يعاني أصناف الاستعداء، تأملوا أيها الأحبة كيف غيرت كلمات الحق من علماء الهدى وأئمة الدجى مجرى التاريخ، لم يغفلوا عن مهمتهم، ولم يعجزوا عنها، ولم يُؤْثروا فتن الدنيا، وملذاتها، وإنما صاحوا في وجه الباطل، ولم يخشوا في الله لومة لائم ...الحق أقوى من الباطل، وإن طال زمن الباطل، ومثل الحق فإن صوت الحق يبقى أقوى، ولهذا الصوت .ادعوكم أحبتي إلى هذه الرحلة الجميلة، نستذكر فيها صوت الحق من علماء الحق، لعلنا نتصبر بها على ما نحن فيه من واقع مرير نشكوا فيه من ندرة هؤلاء الأَعْلام وليس لي فيها إلا الجمع.فإلى صوت الحق: :
العز بن عبد السلام بائع الملوك والأمراء:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من مواقف العز بن عبد السلام الشهيرة والتي اصطدم فيها مع الصالح أيوب نفسه، أنه لما عاش في مصر اكتشف أن الولايات العامة والإمارة والمناصب الكبرى كلها للمماليك الذين اشتراهم نجم الدين أيوب قبل ذلك، ولذلك فهم في حكم الرقيق والعبيد، ولا يجوز لهم الولاية على الأحرار، فأصدر مباشرة فتواه بعدم جواز ولايتهم لأنهم من العبيد، واشتعلت مصر بغضب الأمراء الذين يتحكمون في كل المناصب الرفيعة، حتى كان نائب السلطان مباشرة من المماليك، وجاءوا إلى الشيخ العز بن عبد السلام، وحاولوا إقناعه بالتخلي عن هذه الفتوى، ثم حاولوا تهديده، ولكنه رفض كل هذا مع إنه قد جاء مصر بعد اضطهاد شديد في دمشق، ولكنه لا يجد في حياته بديلاً عن كلمة الحق، فرُفِعَ الأمرُ إلى الصالح أيوب، فاستغرب من كلام الشيخ، ورفضه، وقال إن هذا الأمر ليس من الشئون المسموح بالكلام فيها، فهنا وجد الشيخ العز بن عبد السلام أن كلامه لا يُسمع، فخلع نفسه من منصبه في القضاء، فهو لا يرضى أن يكون صورة مُفتٍ، وهو يعلم أن الله عز وجل سائله عن سكوته كما سيسأله عن كلامه، ومن هنا قرر العالم الورع أن يعزل نفسه من المنصب الرفيع، ومضحياً بالدنيا كلها، وركب الشيخ العز بن عبد السلام حماره، وأخذ أهله على حمار آخر، وببساطة قرر الخروج من القاهرة بالكلية، والاتجاه إلى إحدى القرى لينعزل فيها إذا كان لا يُسمع لفتواه. ولكن شعب مصر الأبي كان له رأي آخر.
لقد خرج خلف الشيخ العالم الآلاف من علماء مصر ومن صالحيها وتجارها ورجالها، بل خرج النساء والصبيان خلف الشيخ تأييداً له، وإنكاراً على مخالفيه.
ووصلت الأخبار إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب، فأسرع بنفسه خلف الشيخ العز بن عبد السلام واسترضاه، فما قبل إلا أن تنفذ فتواه، وقال له إن أردت أن يتولى هؤلاء الأمراء مناصبهم فلابد أن يباعوا أولاً، ثم يعتقهم الذي يشتريهم، ولما كان ثمن هؤلاء الأمراء قد دفع قبل ذلك من بيت مال المسلمين فلابد أن يرد الثمن إلى بيت مال المسلمين، ووافق الملك الصالح أيوب، وتولى الشيخ العزّ بن عبد السلام بنفسه عملية بيع الأمراء حتى لا يحدث نوع من التلاعب، وبدأ يعرض الأمراء واحداً بعد الآخر في مزاد، ويغالي في ثمنهم، ودخل الشعب في المزاد، حتى إذا ارتفع السعر جداً، دفعه الملك الصالح نجم الدين أيوب من ماله الخاص واشترى الأمير، ثم يعتقه بعد ذلك، ووضع المال في بيت مال المسلمين، وهكذا بيع كل الأمراء الذين يتولون أمور الوزارة والإمارة والجيش وغيرها.

الأحد، 17 مارس 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // قريض من قريح : كُتبَ القصيد / بمداد الشاعر : عبدو الكسيري الكوشي // المغرب

//قريض من قريح//
و لي عندك سقيفة
بسقط الفرى تنذلي
أ طفر الفلا يقرر؟
أم بجودها تنطلي
مبارك له روحها
في لواعج تحللي
كملح بحر أجج
أم سنة تلك تعتلي؟
أمداز عندي جنة
إذ فيها كلي المكلل
جعلت قمري لوحة
ألثمه كل صبح بالقبل
لعل الشوق يستقر
بفهم السطر الأشعل
ليني يا أنت بالمحمل
فسنة فينا وجدي الأول
عبدو الكسيري الكوشي

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // فراشةُ الربيع // كُتبَ النص بمداد الشاعر / علاء الدليمي : ابو مريم // العراق

فراشةُ الربيعُ
سلامٌ لخديكِ وأنتِ تلامسين الورد فتلثمين عبق الرياحين ، يضوعُ المسكُ من ثناياكِ ليعطرَ أفقَ النهار بأريج ثغركِ الوضاء فتبتسمُ الأزهارُ ويُشفى قلبي من سقم الإنتظارِ منتشيآ برحيق شفتيكِ فهما كالعسلِ دواءُ الروحِ يميتني ثم يحييني ، أيتها الفراشةُ تعالي فأنا أسكنُ في كوخٍ بسيطٍ من سعف النخيلِ اقبعُ فيه منذ الاف السنين قد فتشتُ مرارآ عن مخرجٍ فلم أرَ سوى نهارٍ معتمٍ مظلمٍ شديدَ العتمةِ وليل تسوده خفافيش تكره النور ، لا بأس أسف منك فراشتي اخذني الوجع بعيدآ عنكِ ، اعتذرُ جدآ ساحاول نسيان ما حدث لن اعيد حديث الأمس ، لا لن أموت من الجاهل إذ جهل الربيع وما حمل من ورود وأزهار وينابيع محبة للحياة والبشر ! ها أنا أعود إليك فضميني بين جناحيكِ لنحلق معآ فوق البساتين وعند ضفاف الانهار ، حيث رمال الشواطئ تكون ولادة الأمل ، لنعيشَ بأحضان الشمسِ بسعادةٍ وفرحٍ ، قد ابتهجَ الكوخ الحزين بعد سنواته العجاف فأهلآ بإنثى المطر ، اليوم نبتتْ حشائش الحب فسما الربيعُ والنسيمُ يداعبُ القلبَ بكل شغفٍ .
علاء الدليمي

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // مريم // كُتبَ النص بمداد الشاعر / محمد الزهراوي ابو نوفل // المغرب

مرْيَم ؟!..
واصِلي جَمالَكِ
الطّاغي يابَهِيّة.
أتعَقّبُكِ كمَجنون..
وَلا أطْماعَ لي.
مُتَبَعْثِراً تجْتاحُني
بسْمَتُكِ الْ ..
موناليزِيّةُ !
وَقَدْ لثَمْتُ في
الحُلْمِ كِبْرِياءَ..
عُلُوّ هامَتِكِ.
وَ دائِماً أرانِيَ أمْجُنُ
معَكِ في الوَهْمِ.
هَبيني الأمانَ كيْ
أصْبَأ عَلى..
يَدَيْكِ سيِّدتي !
الْخُزامى عِطْرُكِ..
كُل أشجانِكِ كُتُبٌ
وَكُلّ أحْلامكِ شِعْر.
وَعَلى أسْطُحِ مدُنٍ
غافِياتٍ في التّيهِ
تُطرِّزينَ بِماءِ
الذّهَبِ الأُغْنِياتِ.
أيّتُها المُهْرَةُ التّوّنسِسّةُ
الطّليقَةُ الطِّفْلَة .
لنْ أُفارِقَكِ في
واحِدَةٍ ولَنْ تَمْحُوَكِ
مِنّي الرّيحُ ذاتَ
رَحيلٍ وأنا أبْرَحُ
دونَكِ العَتَبة.
كمْ هِمْتُ ؟!..
يا هَمَجِيّةَ الدلال
والكحل والجَمالِ
لِأجْلُبَ لَكِ ..
خَواتِمَ الآسِ مِنْ
مَجاهِل الوِدْيان .
أنا الدّون كيشوط:
بِسَرْجي لَكِ ما
شِئْتِ مِنْ أنْجُمٍ..
ما شِئْتِ مِنْ
سَلامٍ وَكلامٍ وما
شِئْتِ مِن خيولٍ
وأنْهُرٍ وَبِحار.
أنْتِ ديرُ غُزْلانٍ
الْمَكانُ وَصَداهُ..
تُدْفِؤُني كَفُّكِ الْبارّةُ
عيْناكِ الوارِفَتانِ
وَجَمالُكِ القَرْطاجِيّ
حيْثُ لا امْرَأةٌ في
سَريرٍ أجْمَلُ مِنْك..
أنا أُسامِرُكِ غَيْباً
وَمِنْ حُضنِكِ في
خلوتي أُطِلُّ عَلى
مَدائِنِ التّاريخِ..
وَقدْ مَنَحْتُكِ عَبيرَ
وَرْدةٍ ورَسَمْتُكِ في
جِدارِيّةٍ تَنْزِلينَ
على درَجٍ بِقَدِّكِ
الشّريدِ في..
مَدارِكِ الْمَرْصودِ.
وتوّجْتُكِ بِابْتِسامَةٍ
فوْقَ الْجِبالِ كَلُؤْلُؤَةٍ
وَهَرّبْتُكِ في
الْقَلْبِ مُتوّجَةً
بِشَمْسٍ تَطْلعُ
وبقِلادَةٍ مِنْ
قَصائدِ عِشْق..
واسْترَحْتُ بكِ
عَلى كَتِف الوادي
كَما في..
ملْحَمَةِ حُبّ !
أيّتُها الوَرْدةُ
الاسْيانَةُ الطِّفْلَة..
كمْ فتَحْتُ عَليْكِ
باباً تِلْوَ بابٍ كَما
في أنْدَلُس..
وَكمْ وجَدْتُكِ أمامَ
الْمَرايا ساعَةَ الفَتْكِ
في غلالَةِ ضَوْءٍ
وصُغْتُ مِنْكِ امْرَأةً
وَسُرّةَ ياسَمينٍ..
منَحْتُكِ هِباتِ قُزَحٍ
أشْعارِيَ الزّرْفاءَ
وأغْرَيْتُ بِكِ..
عُشّاقَ الجَمالِ
وَفِتْيانَ الزّمانِ.
في بياضِكِ حَفَرْتُ
أشْجانَ شِعْري
مَنَحْتُكِ كُلَّ ما
أمْلِكُ مِنْ ظِلّ..
مَتََحْتُ مِنْ عَيْنَيْكِ
أجْمَلَ قَصائِدي..
وَ ها وَجْهُكِ
الْمُؤَطّرُ بِالْماءِ..
بِفَوْحِ الزّعْتَر وَالزّنبَقِ
البَرّي وَمشاتِلِ
الزّيْتونِ التّونُسِيِّ..
يا سَليلَةَ ياسَمينِ
قرْطاجَ الفيْجاءِ
قدْ تعرّى مِن
كُلِّ سوءٍ وأخذَني؟
لأنّك مَأْساتي
الدّهْرِيّةُ في ال ..
عِشْقِ وَأزَلِيَّتي !
محمد الزهراوي
أبو نوفل

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // ياحيرتي // كُتبَ النص بمداد الشاعر / كريم خلف النصراوي // العراق

يا حيرتي
............
في اي زاوية يكون
وكيف تقتله الظنون
وخطوك الرائع بعيد
وعمري البائس شريد
ما زال يبحث في جنون
عن عطرك الآخاذ
عن شفتيك
عن ما في خبايا الحضن
عن ما في العيون
في اي زاوية يكون
وقد ذهبت
وتركت لي وجعي
وصمتا مطبقا
قتل السكون
يا حيرتي
وضعف اجوبتي المخيف
في ان اكون ولا اكون
يا اين انت
يا سؤالي
فقط اجيبي
بعد ان ضاع الحنين
فقط اجيبي
كي اعد اتلمس الطرقات
في دربي الحزين
كريم خلف النصراوي

الجمعة، 15 مارس 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // يانار // كُتبَ القصيد بمداد الاستاذ // عبد الوهاب الجبوري // العراق

يا نار
***
(يا نارُ كوني برداً)
سأحرقُ كفنَ الرهانات
وانسجُ من شعري رماحاً
تشُقُّ سجوفَ المدلهمّاتِ
يا نارُ كوني يماماً
ساتسلّق سلماً ويدَين
اتسلّق باتجاه الضوء والعينين
اروي حكاية الاجيال
في مجدِ الحضاراتِ
فدجلةَ لم يغدر بعاشقٍ
ولم أرَ كمثلِه وفاءً
ولو تصفحتُ كل الروايات
يا نارُ كوني مراماً
سأمتطي صهوة الريح
فارساً لم يخنهُ الثبات
(نحن لا ندرك الشعوب
إن لم نكبّر الخطوات)
(يا نارُ كوني سلاماً)
سأغتنمُ فرص الحياةِ
وارسم في صفحة الصفصاف
بكل الالوان ،
مختومة بكل اللغات
قصة العاشقين لهذا البلد الامين
مأخوذ بسوسنة الحنين
لاخوةٍ يتحممون بعطر الجراحات
أقتنص السرور قبل الفوات
واشتل غصنَ زيتونٍ
بين بردى والنيلِ والفرات
عبدالوهاب الجبوري
٢٠١٩/٣/١٥

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // كؤوس الهوى // كُتبَ النص بمداد الشاعرة // نورة حلاب // لبنان

كوؤس الهوى ..
قال الطيف :
بالله عليك
تبسّمي حبيبتي ..
في عالمي الآخر انا
عمود من نور ،
فارغ جيوب القلب
أتسكع على شرفة الضجر
وأطل عليكِ ملوحاً
بقصبة وخيط وصنارة
لعلني اصطاد
كرز شفتيك ..
في عالم الإنتظار انا
تزفني الملائكة عريسا
للإجازة ،
فاهبط اليك بمظلتي
وشهر العسل طوّاف حولك
سبع مرات ،
اقرأ فيها التسابيح
ورد الأستغفار ،
واختمها
بالباقيات الصالحات
لعل الله يكرمني ،
فتبسّمي .
تُبا لهذا القلب يا ملهمتي
مذ هاجر من عينيك
لم يرحَمني .
لأجلها يعود اليوم اليك
كاشفا عن صدره
غجري العشق ،
في الساحات يتمايل
ويقرع الدفوف
لعلك تحنين
لفيض هذ الحب
يا حبيبتي .
آهِ لو تعلمين
كم يفتك بقلبي الشوق اليك
ايام كانت تشرق من شفتيك
الشمس مرتين ،
ويصير الهلال بدرا
بين طرفتين ،
واحصد مواسم الأقحوان
في دقيقتين .
ساحضّر لك الشاي الأخضر
واعدّ مشروب القرفة
والعسل والزنجبيل
أزين باوراق النعناع
وابادلك نخب قلبي
في كوؤس الهوى ..
بالله عليك
تبسّمي .
نوره حلاب/ لبنان

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // لصمتِ لعنة الشعراء // كُتبَ النص بمداد الشاعر // عبد الزهرة الاسدي // العراق

* لصمتِ لعنة الشعراء---- *
يا قاتلي الشوق يفَِقدُنا ألصَوابا
أنسيتَ
وَعدُكَ
فأثرتَ
الجوابا --؟
أم أسكرتَ ليلَك غارقا بالكرى
يسحنُ
الروحَ
ويسقيني
عذابا --- !
كم كنتَ لروحي نَغمَا خالدا
كمٌ وكمْ
كنت لي
عِطرا
وشرابا
أتذكرُ والذكريات مرٌ قاتلٌ
كيف
اللقاءُ
اليكَ
يُجابا
نعانقُ الازهارَ في اكمامِها
نجري ونمر حُ
فالمروجِ
شبابا
نلهو والمساءَ يقطرُ عطرهُ
الجدولُ
نايٌ
والغتاءُ
ربابا
زرني يا ايها القدر المحبب
عجل
أليَّ
واختصرَ
الجوابا
أم أني لازلتُ والحُلمُ يأخُذني
وكل
ما مر
سراباََ
وسرابا -------
****************
عبد الزهره الاسدي
14-3-2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // لو ... // كُتب القصيد بمداد الشاعرة // فاطمة محمود سعد الله // تونس

لو.....
لو كان بوح الحرف يُبْلِغ همستي
لكتبت في لوح الهوى أشجاني
ولقلت للشعر الخجول رذاذه
ليت السنابل ترتوي بحناني
ولقلت للدمع الحزين كشفتني
هلّا روَيْتَ من المنى بستاني
لتعودَ للغصن الكسير حياضُه
وتميلَ من فرحٍ به أغصاني
والحرفُ يرقص لهفةً ورشاقةً
كالطيْر يشدو ساحرا وجداني
والليلُ يدعوني لحضن نجومه
من فرط ما سعدتْ به أجفاني
ناديتُ أفراحي لتنبض في دمي
وأذبتُ كلّ الحبّ في شرياني
وشْوشْتُ في أذن القريظ بهمسة
بل عزفة من أعذب الالحان
يا أيها الشعر المسافر في غدي
تستشرف الأحلام في الأكوان
يا أيها الفجرُ المضيء لغربتي
قمرا ينير معارجي و كياني
كن بلسما للقلب كن لحشاشتي
مزنا هطولا غاسلا أشجاني
فاطمة سعدالله// 4/2/2019 (البحر الكامل)

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // إليكَ الملتجأ // كُتبَ النص بمداد // الشاعر عبد الزهرة خالد // العراق

إليك الملتجأ
————
سأكملُ ليلتي 
بعدما أتناولُ طيفكَ كمنطادٍ للتحليق
ثمّ أتشبثُ باسمك ضدّ السقوط 
وهزات الكابوسِ الأسود ،
لأني أتعاطى ذكراك
بشكلٍ رهيب
كلماتي الجائرةُ تلقي القبضَ على دمعاتي
أمامَ صغارِ العباراتِ فأصابعُ الحيرة
تخنقُ حنجرةَ الوجع ، الألمُ يدور
من ضلعٍ إلى صدرٍ منخور .
تعودتُ
رضاعةَ خيالِك من أثداءِ الدنيا
وأشمُّ من بوابةِ المدينةِ أنفاسك ،
ألتقطٌ حبّاتِ ذكراك
كحمامةٍ في بستانِ الماضي
أحيا من بعدك على رتابةِ الخضوع ،
أو كفلاحٍ أقطفُ ما ينضجُ من طلعِ آهاتي
وأقتاتُ على ملامحِ المرايا وقتَ السبات
ينعشني وجهك في رؤيا الليالي
هنا وحدي … أنا شيخٌ كبير
تسقطني وعورةُ الهموم
خيطٌ رفيعٌ من حبّك يؤذيني
إلى منْ ألتجأ ؟
أنت الساكنُ في أحشائي
إن كانَ الغيابُ هو حبسي
وحبال البعدِ هي مشنقتي
إلى قلمي المجيء
وأنا الشاكي ..
—————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١٥-٣-٢٠١٩

السبت، 9 مارس 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // قراءة في قصة قصيرة للكاتب : عبد الكريم الساعدي / بعد عشرين عاماً / العراق / بقلم الناقدة سهيلة حماد / تونس

قراءة :
في قصة قصيرة للقاص، عبدالكريم الساعدي ،
"بعد عشرين عاماً"
بعد /قبل في بعد بانورامي يتجاوز الزمن، ويؤسس إلى ما بعد الحداثة ....
النص إشراقة، تتجدد مع كل قراءة، كانتصار الزمان على بائعة الهوى، سلمى، التي سكنت ذكرى ذكراها ذاكرة صاحبها، فكانت سماءً مدرارا، لصور احتفظ بها، أسير جنون عشق ووجد، لصاحبة مجد، مضت وشاخت، وما شاخت، وإن طرق الباب بعد عشرين عاما، ف"القبل"، حاضرة مباشرة في الاستهلال، استدلالا، على عدم الاعتراف بمضي العشرين عاما، والعشق ظل خارج الزمان، وإن استحضر اليل والصباح والأيام الخوالي، والأمس مذيلة بفجر.
" الساعة واحدة بعد منتصف الليل"، إشارة إلى أن ساعة الزمن، توقفت، وكأن الحواس غامت، واختنقت الأنفاس وسرت قشعريرة غيبت الزمان، من أجل استرجاع ساعة عشق، لاستعادة "أنفاسه التي تركها فوق جدائلها"، لاسترداد" رعشة " هزه الشوق إليها ليشرق وجهها من خلف الباب مهما كان، فهي سلمى الفاتنة قبل أن يطرق بابها طرق باب قلبه فإذا بالماضي يسطع في ارتعاشة ....
نص به من الجمال والتكنيك ما يجعلنا ننبهر ونحيي صاحبه لسلاسة السرد ورشاقته ....تشويقا.حبكة وابهارا...
اهتم بالزمن، إيقاعا و استردادا ، كما اهتم بالقبل والبعد في أبعاد بانورامية تفتح على ما بعد الحداثة ...
كما اهتم بالذاكرة والنسيان
و بتأثر الجسد بالزمن ....
بعد عشرين عاما قصة مستوحاة من قصيدة قرأها قبل عشرين عاما .........ما رأيكم؟؟؟؟؟
سهيلة بن حسين حرم حماد
======
=========
القصة:
بعد عشرين عاماً*
قبل الكأس الأخيرة قال النادل:
- لم يبقَ غيرك في الحانة.
حدّقت في الساعة المعلّقة على الجدار، كانت تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل. يحاصرني القلق في ظلّ حواس غائمة، فلا باب أطرقه ولا صباح ينقذني. أختنق بأنفاسي المتقطّعة وبسعالي الجاف، تعتريني رعشة مزدحمة بتساؤلات غير واضحة " إلى أين سأذهب وكلّ الذين عرفتهم قد رحلوا؟". سألت النادل عن بائعة الهوى "سلمى: "
- هل ما زالت تقطن الزقاق؟ ترتسم الدهشة على ملامحه. يقترب منّي، يهمس في أذني:
- نعم، لكنّها شاخت وما عادت تلك الزهرة الفواحة التي تجذب عشاقها.
لا أدري لماذا ذكرتها الآن. أكرع كأسي، أخرج مسرعاً، أحثّ الخطى إليها، غير مبالٍ بالمطر. كنت وحدي أسير في الزقاق، يسبقني ظلّي إليها، سألت نفسي كيف ستكون بعد عشرين عاماً؟ يخفق قلبي شوقاً للأيام الخوالي " مهما تكن فهي سلمى الفاتنة... ألم تذكر ضحكتها وغنجها الآسر؟"... يا لك من قلب! أبعد الشيب تحنّ وتخفق لتلك الأيام؟
أحاول أن أستمطر ذاكرتي، لعلّي أقتنص ملامحها بعد هذا الفراق الطويل، سأراها كما الأمس مترعة بالضياء، أغنية تقطر ندى، تقاسمني حلكة الليل، سأستعيد أنفاسي التي تركتها فوق جدائلها عند ليلة بحّت بها مواويل الفجر، وألثم عنقها بلهفة عاشق مجنون، وأملأ جرتي من خمرها المشعشعة.
وقبل أن أطرق بابها ارتجفت ضلوعي لتطرق باب القلب، فإذا بالماضي بكامل أرقه يسطع في ارتعاشة دقّاته المتوالية على باب سلمى:
- من الطارق؟
- أنا...
- من أنت؟ وماذا تريد في مثل هذا الوقت؟
- سلام عليك يا سلمى، لقد هزّني الشوق إليك، ألا تفتحين...؟
- صوتك ليس غريباً عنّي، انتظر دقيقة واحدة.
وانتظرت عشرين عاماً أخرى؛ ليشرق وجهها من خلف الباب.
----------------------------------------------------------
*القصة مستوحاة من قصيدة قرأتها قبل عشرين عاماً.
القاص عبدالكريم الساعدي