فراشةُ الربيعُ
سلامٌ لخديكِ وأنتِ تلامسين الورد فتلثمين عبق الرياحين ، يضوعُ المسكُ من ثناياكِ ليعطرَ أفقَ النهار بأريج ثغركِ الوضاء فتبتسمُ الأزهارُ ويُشفى قلبي من سقم الإنتظارِ منتشيآ برحيق شفتيكِ فهما كالعسلِ دواءُ الروحِ يميتني ثم يحييني ، أيتها الفراشةُ تعالي فأنا أسكنُ في كوخٍ بسيطٍ من سعف النخيلِ اقبعُ فيه منذ الاف السنين قد فتشتُ مرارآ عن مخرجٍ فلم أرَ سوى نهارٍ معتمٍ مظلمٍ شديدَ العتمةِ وليل تسوده خفافيش تكره النور ، لا بأس أسف منك فراشتي اخذني الوجع بعيدآ عنكِ ، اعتذرُ جدآ ساحاول نسيان ما حدث لن اعيد حديث الأمس ، لا لن أموت من الجاهل إذ جهل الربيع وما حمل من ورود وأزهار وينابيع محبة للحياة والبشر ! ها أنا أعود إليك فضميني بين جناحيكِ لنحلق معآ فوق البساتين وعند ضفاف الانهار ، حيث رمال الشواطئ تكون ولادة الأمل ، لنعيشَ بأحضان الشمسِ بسعادةٍ وفرحٍ ، قد ابتهجَ الكوخ الحزين بعد سنواته العجاف فأهلآ بإنثى المطر ، اليوم نبتتْ حشائش الحب فسما الربيعُ والنسيمُ يداعبُ القلبَ بكل شغفٍ .
علاء الدليمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق