الثلاثاء، 26 مارس 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // قراءة في / ق. ق. ج. / أنتَ الرجل الأوحد : بقلم سهيلة حماد // تونس

قراءة في ق.ق.ج أنت الرجل الأوحد للدكتور Mokhtar Amin
===
======
النص:
ق . ق . ج / أنت الرجل الأوحد:
ــــــــــــــــ
صرخ بأعلى صوته متحديا الصوت المارق في أذن الموتى..
في هذه الساعة كانت آخر العجلات قد توقفت عن التفتيت، ورصفت الشوارع كلها بالأجساد، لكن الحقيقة لم يصرّح بها حتى قائد الحملة ومن فوقه المسؤول الكبير..
هذا العضو ظل باسقا.. منتصبا كوتد من حديد في تحدّ لم يعلن عن نفسه من قبل، كل العجلات التي مارست الدك، والعجن، والتفتيت لن تفلح في ثنيه أو ليّه..
عندما شاهد من علّ الرؤوس الحمراء الباسقة تشعّ وتستطيل؛ أصابه الخرس.
====
=======
القراءة :
ق ق ج : على غاية كبيرة من القوة .. ومن المعاني تلخص هزيمة أمة .....احترمت كل مقومات وشروط القصة القصيرة من حبكة وتكثيف وعقدة ودهشة وإبهار...
ققج تخفي وجعا ...كبيرا...وحسرة ...
و هزيمة شرقي ...ولكن في نفس الوقت عدم اعتراف شرقي بهزيمته ...شرقي حصر كنه الحياة وكينونتها في اختلافه ،ظانا بالوتد امتلاك العالم ...
ذاك الوتد، الواهي الذي به يتباهى، وظن أنه كما جاء في العنوان الرجل الأوحد .....
علم العالم جهلنا لسر الحياة، علم غباءنا للأسف، فدمرنا وداسنا، بعجلاته....عجلة الزمن... فتخلفنا.. وأتلفنا أعز ما نملك ...خرب اقتصادنا... لا لا بل خربنا اقتصادنا بأيادينا ....باستهلاكنا لنظريات مشخصة... الغاية منها كانت تقويض مجتمع، من الداخل بدؤوا بالأسرة، تحديد النسل.. بسبب العجز... نشروا أفلام ال.. . وفروا ....الڥياڨرا..... و المخدرات ....شلوا العقول والفكر والتفكير ....
تلاشت القيم وتبعثرت الديانات وتفككت االإلتزامات ... دسنا على ديننا على قيمنا، على عرضنا ...بددنا آمالنا... وأحلامنا..
.أفسدنا الزرع والحرث ...فصرنا عبيدا نحرث ننتظر البذور التي تنبت مرة واحدة ... من سيادتهم... بعد أن فرطنا في بذورنا الولادة... التي اشتروها بأبخس الأثمان ...خضبوا نسلهم، وجددوه بدمائنا ...
استدرجوا خيرة عقولنا.... فتحنا بيوتنا لأعدائنا ليمارسوا علينا أشنع الجرائم في حق تاريخنا، في حق عروبتنا في حق أنفسنا ....
فأصابه خرس..... الرجل الأوحد ....
فهل حقيقةالرجل الأوحد أصابه ....خرس؟؟؟...
آمل أن لا ....
علينا أن نلملم أنفسنا وأن نضمد جراحنا وأن نعيد ترتيب أوراقنا .....
وإن كان الوتد سر استمرار الحياة.... ولأهميته فقد نظمته الشرائع السماوية.. والأعراف... والقوانين الموضوعة.. إلا أن الفكر... والعقل والحكمة ... والتدبر...والتهيؤ هم سر المحافظة على حياة كريمة، محترمة، الكفيلين، الضامنين للسعادة المستديمة.... لا للفرد فحسب بل للمجتمع ...وللأمة بأسرها .... ليحق لنا بعدها الفخر والتباهي بوتد مسؤول محترم مبجل برجل أوحد حقا مدرك واع بالشرف بالعلم والمعرفة....
نص إبداعي باهر من العنوان إلى القفلة (لم أتمالك نفسي عند قراءته ساعة نشره ... لأنه لخص صرخة ووجع انتهت بخرس.. أمة نُكبت بسبب..... .)
منجز مدهش وعميق.....
قراءة انطباعية أولى .....كانت....
سوسة 23/11/2018
====
=======
ملحق
نص متشظ، يضمر أكثر مما يظهر، اعتمد الإيحاء واللعب على المفردات، والرموز، مما جعله قابل للتأويل. اتكأ على جمل فعلية مما ساعد على سرعة الإيقاع أما عن المشهدية فكانت بانورامية الأبعاد، تقنياتها عالية، حداثية. الزمن لديه تجاوز الاسترداد والاسترجاع إلى الإيقاع ...
العنوان: أنت الرجل الأوحد/ جملة إسمية في شكل خطاب تقريري موجّه إلى ضمير المخاطب أنت في المطلق...
السرد جاء بضمير الغائب ...أي هناك حياد ....
ولكن يقف وراءه الأنا المتمثل في القاص ....
إذا اكتملت الصورة صاروا ثلاثا (( أنا قاص)* أتستر وراء ضمير مستتر(هو)*، يتفاوض مع مخاطب، ب(أنت)* ...وهذا غريب )....
الأزمة تسبب فيها مجتمع.... أي" الأخلاق " الأنا الأعلى الضمير هذا الضمير أنا أنت هو هي نحن أنتم أنتن....
من أنتم؟؟؟؟
هكذا قالها قبل أن يخرس..... إلى الأبد.....يوم 23/10/2011
ق.ق.ج اعتنى بالوتد، تأرجح بين صرخة وخرس... تخللها دعسٌ صوِّر بعدسة ....سينمائية حديثة ...بكل أبعاد الصورة الحديثة ....
ق ق ج : توغلت في اللاوعي، إلى أن بان المستور المقنّع الحاضر باستمرار....بمبرر أو بدون مبرر...
هي كتابة واقعة في مواجهة بين ألهو (الأنا)* والآخر، والزائف المزيف، الأنا الأعلى، ذك الذي يحرصون على أن يكون معهم، وبينهم، وفي الحقيقة، هو أكثر ضيف غير مرغوب فيه ....
" ".كتابة صدامية "تحدث عنها (أقصد الكتابة الصدامية)* محمد رمصيص لأنها تتوغل في منطقة اللاوعي وتكشف المخفي من ثم تسقط القناع على المكبوت، لأنها تجعل الإنسان في مواجهة مباشرة مع عقده النفسية، والاجتماعية، وهذا ما يعني فضح الانسجام الزائف الوهمي، تجاه الأنا، والأنا الأعلى ، وتجعلنا نواجه القيم الاجتماعية المهترئة ...."
حسب فاطمة بن محمود في مقال عن القصة القصيرة جدا المغربية بين الكونية والخصوصية .
هنا أريد أن أفتح قوسا، للتذكير بتاريخ الققج، هذا القادم إلينا من وراء البحار تحديدا، من أمريكا اللاتينية، جنس تحدث عنه أرنست همنغواي، منذ سنة ١٩٢٥ تقريبا. جنس، ما انفك يفرض نفسه بين الأجناس الأدبية المتعارفة لدينا في المشرق والمغرب....
ولئن استسهله البعض، ولم ينجح فيه، إلا أن عددا من الكتاب أمثال الدكتور مختار أمين من مصر( الروائي والقاص المتخصص في السرد والنقد وله دراسات في هذا المجال صاحب هذه الق .ق .ج)* ، والدكتور حمد الحاجي من تونس، (الذي تخصص بامتياز في الثلاثيات)*، وكذلك رجاء البقالي من المغرب (في مجموعتها البعد الرابع)* ، وغيرهم كثيرون .... فقد استطاع هذا الجنس أن يُطبع بالخصوصية الذاتية، لكل هاته المجتمعات، العربية (الواقعة تحت مجهر الظلم والتظلّم)*، بعد تشرب المتخصّصين في هذا الجنس لواقعهم ولسعة معرفتهم....
نلاحظ في هذا الجنس الأدبي طغيان الأنا وهيمنته ... كعملية هروب من واقع مزر مرير .
فرار من أجل حلم، تقمص دور البطولة في عالمهم التخييلي ( اي عالم القصّ)*....حيث تضيق العبارة لفائدة الرؤيا، وعلى حسابها، تاركة المجال للقارئ أن يحلق بهم وبحلمهم ... على صهوة براق مع قارئ يقد معهم حكاية لا تعترف بالمكان والزمان من أجل حلم وواقع أفضل قد يتحقق يوما ما....
للنحلم معا ....
ولكن رجاءً من دون أن نخدش الحياء ....
رجاءً أسوقه إلى أصحاب الأقلام الهادفة...
حتى يكون الأدب أدبا....وتأدّبا ....
لا نستحي أن نقرأه لأبنائنا و لأحفادنا لنستمتع بينهم ومعهم ....كالنص الذي بين أيدينا....حيث تبرز جمالية الجملة الإنشائية والترميز بشكل راق احترم المتلقي والذائقة الأدبية....
بعيدا عن منطق الحلال.... والحرام.... والدين....
بل لكي نترك للقارئ مجالا للخيال..
ذلك أن صدمة مواجهة العُري المبتذل... إضافة إلى أنها تقتحم الفضاء الخاص للقارئ... فهي تسدل الستار على خياله .... تحد منه ...وقد تربك البعض ....
هذه وجهة نظري... واحترم وجهات النظر التي تخالفني وفي الاختلاف رحمة ....وفي الاختلاف تكامل ....
تحيتي وتقديري للجميع ....موصولا بصاحب النص الدكتور مختار
سهيلة بن حسين حرم حماد
الزهراء/ تونس 23/04/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق