السبت، 23 مارس 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // مرثية العبارة المنكوبة // كُتبَ النص بمداد الأستاذ : عبد الوهاب الجبوري // العراق

مرثية العبارة المنكوبة
****
عينان..
في جوف النهر الظمآن
إحداهما ....
تستل مواجع الأحزان
لم تبكِ وان ابكتنا
احرقتنا بدجلة ، رمتنا
بتميمة الغرق والفيضان
إحداهما ....
وردة أفلتت من يدي
آثرت ان ترشق سهامها
في عظامي ،
كل الذي حولها يفيض حزنا
وآلاماً وعصف زمان
زفرت بنا رياح الأمواج
كل موجة حلت ضفائرها
وباحت بسر العشق لأرواحنا
ثم راحت تساومنا
على أحبابنا
كي يكون الحلم بعيدا
والجرح بلا ذاكرة
سلبت منا فرحتنا ، وبراعمنا
ومن في القلب نهواه ويهوانا
واضحت تعتو وتمحق
وتخلط كل اسمٍ بصوت الريح
لتتركه يصارع الموت فيغرق
ونحن عند الضفاف
قلوب إلى الله تشتكي
رحمةً تواسينا
نبيت على ليل الهموم بحسرة
نطاوله صبرا
في دموع تترقرق
مدينة الحدباء قدرها
ان تتوارث النكبات ،
ليالي والام تلفها
في عصر النائبات
أمس بكينا دمارنا
وبعضنا الذين مازالوا
تحت الأنقاض
وأسماؤهم عندنا
بلون الرماد تناجبنا
واليوم نبكي عيونا
صيرتنا أيتاما ، يتخطفنا الطير
على أشجار الغابات موتاً
خطف منا فرحتنا باليوم الأول
من ربيع كنا ننتظره
طريقاً إلى شرفة متوردة
في دار الفجر تزهونا
إلى جنات الخلد ،
يا من قلوبنا
مازالت إليهم بالحب تخفق
رحم الله شهداء العبّارة
(أرواحهم في جوف طير)
في الجنان تُحلّق
عبدالوهاب الجبوري
الموصل في ٢٠١٩/٣/٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق