الأربعاء، 29 يونيو 2016

قبلة عتاب / للاديب مصطفى بلعوام / المغرب

قبلة عتاب...
/-
سألتني من وراء قبلة المساء
تهت
وتاهت قِبلة الضياء 
ورأيت لساني يجترح حروفا
أنا أنا
خلفي حروف ألقاب 
أختزن قلبا بدون أعقاب
تاريخي دخنته
حلما 
ووطنا يشرئب بلا أبواب 
على نخب كأس
يرتج على عناب.،

شأن ثقافي / هل أصبح الإسلام مدعاة للتطرف حقا / بقلم د محمد القصاص / العراق

هل أصبح الإسلام مدعاة للتطرفِ حقا ؟؟
بقلم الدكتور محمد القصاص
أن من المؤسف ، أن نرى الإسلام الحنيف وقد أصبح متهما بالتطرف والغلو والإرهاب ، بعد انحراف أبنائه عن جادة الصواب ، وراحوا يحللون ويحرمون على هواهم ، يبيحون القتل والاغتصاب ، ويبيحون الدمار بكل أشكاله وألوانه البغيضة .
فمتى أبيح لمثل هؤلاء الطغاة أن يكونوا هم المدافعون عن الإسلام والمسلمين ؟ ومن أعطاهم الولاية على المسلمين وهم قتلة مجرمون رعاع .
كنت أستمع صدفة إلى إحدى المحطات الفضائية ، فاستمعت إلى أكثر من امرأة أزيدية من العراقيات وهي تدلي بشهادتها على ما صنعته داعش بالنساء الأزيديات من تنكيل وتشريد وقتل واغتصاب وبيع وشراء لهؤلاء النسوة في سوق النخاسة تارة ، وإهداء إلى قادة داعش للتمتع بهنّ تارة أخرى .
كانت شهادات يندى لها الجبين ، لأنها تعكس عن الإسلام وأهله صورا قبيحة بل وقبيحة جدا ، ولن يتبادر إلى أذهان العالم في الغرب والشرق ، بأن مثل هذه ا لسلوكيات ليست من سلوكيات الإسلام ولم تكن أبدا مما أمر به الله ورسوله ، بل إنها سلوكيات تعكس تصرفات خاصة لعصابة ضالة لا علاقة لها بالإسلام ، لقد أساءت إلى الإسلام وأهله ، وادَّعت لنفسها ما لم يرد بأي دين سماوي ، لقد جاءوا بالإفك المبين ، وأصبح الإسلام بنظر العالم دين بطش وإرهاب واغتيال وقطع للرؤوس والأعناق ، وتقطيع الأرجل والأيادي واللعب بها على مرأى من البشر الذين لم يكونوا قد رأوا مثل ذلك من قبل ، فأصبح الإسلام الحنيف مرهون بسلوكيات مثل هؤلاء الإرهابيين الخارجين على القانون . 
لم يكن الإسلام هذا الدين السمح ، ليكون يوما دينا أو معتقدا تحميه فئة ضالة أو حزب أو عصابة إجرامية أو تنظيم .. الإسلام هو دين أنزل للبشرية كافة ، فأصبح ملكا للجميع ، وليس لفئة أن تدعيه لنفسها دون الأخرى ، والكل هنا مسئول عن حمايته ، ولكن بصوره الجميلة ، التي كانت فيما بعد سببا في دخول الكثير من الشعوب فيه طواعية بلا إرغام ولا سيف ولا إكراه .
إن الغزو الفكري الغربي والذي أسهم كثيرا بانحراف أهل الإسلام عن جادة الصواب ، وكان سببا في تطرف الكثير من الفئات الضالة التي ابتعدت عن هذا المعتقد ، وأصبحت تسوق أفكارها الهدامة كما تسوق لها من مواخير الغرب . حتى أصبح الإسلام في نظر الشعوب التي ليس لها علاقة بالفكر ، دينا يمثل التطرف والإرهاب ، حتى أصبحت كلمة جهاد في قاموس الفكر المتطرف كلمة نابية ، تعني الكثير من معاني القتل والإجرام والتطرف والدمار .
إن منظمة العالم الإسلامي بكل أطيافها ، أصبحت تمالئ الغرب بادعاءاته الكاذبة الزائفة ، وراحت تساعد على إلغاء كلمة الجهاد من قواميسنا ، ومن مقررات طلابنا ، تجنبا لانتقادات الصهاينة وتلبية لدعواتهم الحمقاء بأن الجهاد يدعو إلى التطرف والغلو ، وقد نجحت فعلا في تشويه صورة الجهاد تشويها بالغا بنظر الأديان الأخرى ، وكان على منظمة العالم الإسلامي أن تثبت وجودها فعلا ، وأن تهب للدفاع صورة الإسلام المشرقة التي لا تعترف بالتطرف ولا بالقتل ولا بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد ، وعليها أن تعد الدعاة القادرين على دحض تلك الافتراءات ، وتنقية صور الإسلام السمح لدى أصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى .
إن الجهاد كان وما زال فرض عين على كل مسلم ومسلمة ، ما دام أن شبرا واحدا من أرض الإسلام محتل أو مغتصب ، فكيف إن كانت فلسطين كلها مغتصبة ومحتلة على أيدي الصهاينة ، فهل يرضى المسلمون والإسلام باغتصاب فلسطين .
أعلم بأن التسرع في اتخاذ القرارات الخطيرة قد ينقلب إلى ما لا نريد ، وقد قال تعالى في كتابه العزيز : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ، ترهبون به عدو الله وعدوكم ، فاستخدمت الآية في غير محلها وحرفت عن مسارها الصحيح ، وما زلنا نعي ونعلم بأن التسرع بمقاتلة الصهاينة في القرن الماضي مع عدم وجود التكافؤ فيما بيننا وبينهم أدى إلى انهزامنا أمام عصابات جبانة شرّ هزيمة ، ولكن الذنب كان بالتأكيد هو ذنب بعض القادة العرب الذين لم يُعِدُّوا لتلك المعارك إعدادا سليما ، بل لم يحظوا بتأييد الغرب واستمالتهم مع أنهم أصحاب حق وأرضهم محتلة ، فإسرائيل ذات الملايين من السكان المعدودين على أصابع اليد الواحدة بل وأقل من ذلك بكثير ، استطاعت أن تهزم جحافل العرب وجيوشها الجرارة في معارك ليست متكافئة في عام 67 و73 ، مما أسهم بهزائم الجيوش العربية الجرارة هزائم لن ينساها التاريخ ولا الأجيال التي عاصرتها ، فأصابت شعوبنا العربية بويلات ونكسات وخذلان لم يشهد التاريخ مثلها في القرن الماضي . 
إن تحولَ زمام الأمور ، بحيث أصبحت لغير أهلها في العقود الأخيرة من القرن الماضي ، آلت إلى ما آلت إليه من ضياع وتخلّفٍ وتردٍ للأوضاع ، ولقد أسهم في هذا التردي أيضا قيام بعض الحركات الإسلامية والأحزاب والتنظيمات السرية منها والعلنية في مختلف أقطارنا العربية التي راحت تعدُّ إلى انقلابات فاشلة على حكامها أحيانا ، حيث برزت من خلال تلكم التيارات جماعات تتصارع على الحكم قبل بلوغ كرسي الحكم ، ونتج عن تلك التصرفات ، الكثير من المؤامرات التي أشغلت بال قادة وحكام العرب ، حيث ثنتهم عن الهدف المنشود ، والذي يتمثل أولا بتحرير فلسطين ، ومن ثم التفكير بمستقبل وحضارة الشعوب العربية ، والعالم العربي بشكل عام ، من هنا جاءت مؤامرات الغرب ، فأوحت للزعماء والحكام العرب بأن لديهم من التنظيمات والأحزاب التي باتت تستعد لعمليات انقلاب كبرى قد تجري في أية لحظة ضد نظامهم . فاستطاعت بتلك التحذيرات الكاذبة وهي التي اخترعتها أصلا ، أن تجعل ما بين الحكام وشعوبهم هوة سحيقة وعدم اتزان فانعدمت بذلك الثقة ، وبات الحكام على أهبة الاستعداد للمواجهة دائما ، لكن تلك الإيحاءات استطاعت أن تنحرف بالمسار السياسي في معظم الأقطار العربية عن مسارها الصحيح ، فانشغل الحكام بمقاومة تلك التنظيمات التي استفحل خطرها فيما بعد ، وبعد أن أصبحت تزود بالمال والسلاح من لدن جهات أجنبية عملية للعدو الصهيوني ، فاشتدَّ عودُ بعض تلك التنظيمات والأحزاب والجماعات بحيث أصبحت تشكل خطرا على المسيرة الحضارية للأقطار العربية التي نشأت فيه ، بل وأصبحت بفكرها المتطرف ، تضع في أولوياتها فكرة تحرير الأقطار العربية من حكامها أولا ، ومن ثم التفرغ لمقارعة العدو الصهيوني من أجل تحرير فلسطين ، وكأن الطريق إلى فلسطين ، سيكون عبر الانقلاب على الحكام العرب أولا ..
إنني آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، ولكني والله لا استطيع الدخول بمؤامرة من شأنها إراقة دم إنسان مهما كان دينه ومذهبه ، وإني كنت دائما أردد قول الشاعر :
ولست أبالي إن أنا مت مسلما ... على أي جنب كان بالله مصرعي 
ولكني إن مِتُّ في جهاد حقيقي وفي قتال مع العدو المغتصب ، يكون الهدف منه تحرير الأقصى والمقدسات وأرض فلسطين الطاهرة من براثن الاحتلال والعدو الصهيوني فنعما هي شهادتي ، وأما أن أموت منتحرا مستخدما حزاما ناسفا أو سيارة مفخخة ، أو عبوة ناسفة ، أو في قتال مع بني جلدتي وعلى أرضي العربية فلا والله ، فبئس الموت والانتحار بتلك الصورة الإجرامية التي لا تمنحني وسام الشهادة بشرف ورجولة في ساح الوغى وعلى تراب فلسطين بأي حال من الأحوال .
والله من وراء القصد ،،،،

أمنيات الجياع / شعر للاستاذ عامر الساعدي / العراق

أمنيات الجياع
:::::::::::::::::::::
كالشريدِ وجهي شاحبا.. ومشاعري مصلوبةً على كرسي الحديد
مادام رأسي باقياً فأنا في عيش الرغيد
:
أفتشُ عني من أين أتيت
حيا أو ميتا .. أو أنني الآن أستيقظت
:
السنابل تفردُ صهيلها بأفواهِ الجياع
تشقُ جيب الموائد .. والحزن يرتدي عشرون عاما من السواد
:
لازلت في حلمي اللاعب الكوابيس
قد أكون جننت أو أنني فعلا جننت
:
لا تضحكوا .. لا تسخروا مني أنتم مجانين والفرق 
أنني دوما بالجنون هادر الضحك
:
ما شأني أن مات جيشا أو يزيد بين أصابعي دون اتهام
وأن كان جيشهم حاملا سيف الانتقام
:
أنا خارج لعبة التاريخ أعذروني ...مادام الهواء يمر برئتي بسلام
:
الفكرة أروضها مثل الدجاجة....بعد عاما أطعم بها فم الفقير
:
كفرتُ بالأحلام التي ضيعتها فوق السرير
واقتلعت نبات الخوف من الجذور ، صرت كالنسر لا ارضى بالقوارض 
:
رسمت بين السطور أنثى .. وأخرى ميسون تنثر شعرها ، بعدها صرخت بالموتى 
:
عند لجة التعب أسلخ جلد الأرض من كثرة التجوال .. وأظل مولعا بحلم طائر .. أو فانوس المساءات
:
في غربةِ الجسد أفهرس النهار والمساء ، وأمزق الصوت بلذة الغناء ، احفرُ في جذوع الأشجار موعد شيخوختي قبل بلوغي سن الرشد
:
الجسدُ مهلك بمسافةِ شبرٍ من القحطِ .. والنوارس تبحث عن متكئٍ لها فوق السفن الراسية بالوحل.

وردة لوتس / شعر للاستاذ حسين عنون / العراق

(( وردة لوتس ))
اشهد اني غير آبه باحد
سازرع في مكاني دمعة
او وردة لوتس
ثم افكر فيك
ربما اسكن قرب زهرتي
أو فكرتي 
و اغادر 
اغرس اسمك
ورقة بيضاء 
قرب مكان
سيكون وطن
لدموع أناس مروا
لوحوا لي من الجانب الاخر
لم يكونوا يبتسمون 
يحملون ازهارهم فوق رؤوسهم
يتركون الفرح في مخازن للحزن
ويرتدون ازياء الموتى في الشوارع 
مسرعين وكأن هناك امسية تعيدهم 
للحرب أو الحب وألحان لعازف اعمى
لم يراهم يغادرون اوتاره 
يحفرون خنادق وقبور 
لمن سيأتي 
شاعر او قاتل
يكتب لهم 
وطنه قصيدة
وقطعة من 
كتاب تاريخ
حسين عنون السلطاني

هلال العيد / شعر للاستاذ قاسم ذيب / العراق

هلال العيد ..
.......................
أنت ونظّارتيك اللواتي تعتلي 
حاجب القمر 
جعلتماني احسب أيام الهلال 
ليلة ليلة
حتى أكتملتُ
على حافة الأفق
هناك في البعيد
رماد بدر ..
.
أنا المتوسد ضريح الولي
باعتني الأيام
محض هباء
وسَقاني النهر عشو الليالي ..
.
أما نسير من جديد
وننشد النشيد
هلال عيد ...
29/6/2016 بغداد

الى إمرأة جانية / شعر الاستاذ صدام غازي محسن / العراق

الى امرأة جانية
-----------------------------------------------------------------
ب انتظار أجابة ما
والى حين أن أعثر على الرصاصة
لازال جسدي المسجى
تدور حوله الشبهات
كيف قتلت !
وأين الرصاصة ؟
و
الى حين
و
متى 
أن أعثر عليك
لا يوجد في ذهني سوى سؤال واحد
أين الرصاصة
عندها
هبيها لي 
بالمجان
أو
بالآجل
أو
صدقة جارية
ليكتمل المشهد
جسد مسجى 
تسكن فيه رصاصة
الفاعل أمرأة مهاجرة رغما عنها .
----------------------------------------------------------------------------------------- صدام غازي محسن

اية النسيان / شعر للاستاذ أحمد العلي / العراق

آيةُ النسيان 
....................................
أُعلّقُ
جرحي على حبل الليلِ
مُبلّلاً بوجعِ القصيدة
واِذ يحتشدُ الظّلامُ
يتثاءبُ الحرف المنكوبُ
على أعتاب انتظاركِ
وأنتِ .....
تُخاتلين البرق في المرايا
تُمرّغين وجه النّهار ِ
في وحل الغروب اللامتناهي
وأنا مشتعلٌ
في جنّتكِ الموعودة
أخصفُ من ورق الذّكرى
لأُواري سوءةَ الغياب
ومازلتِ ...
تُرتّلين آيةَ الغواية
في معبد الرّغبات
فقيلَ اهبطي
لكِ في أرض الخيبة متاعٌ
ولهُ في درء هواكِ سعةٌ
وطفقتُ ....
أرفأُ مدائني المنهوبةَ
بأبرةِ التعاويذ
وأنا أرتّلُ آيةَ النسيان

لعنة الجياع / للاستاذ عبد الزهرة دريوش / العراق

* لعنة الجياع *
( مهداة للاطفال سوريا ومن دمرتهم الحروب الرعناء )
* نامي جياع الشعب نامي *
حرستك ---------- !!
لاتخافي حلوتي سياتي الطعام
صومي وتذكري الله بسجودك والقيام
فقد ناموا حراسك ونشروا السلام !
داخل مملكة النمل وحول اسوار الرخام
ومن خلف تلك السور يرمون فتات الخبر
وبقايا الطعام -----
حلوتي سرقونا كلنا من كاس ماءِِ
وكسرة الخبزِ --
سرقوا منا العِظام
مِلوكنا جزاهم الله في شهر رمضان
يوزعون الغيث على الايتام
وباقي الوقت يصلون خلف الامام !
بالحاياهم الصفراء والسوداء
وبخطابهم الهمام ---
جزاهم الله * من سايكس بيكو * حررونا
وادخلونا عصبة الانتقام
حلوتي انا جائع كاََنت ---
لذا استانس الصيام
ليجمعنا الله يوم حشرِِ
ونلعن كل الُحُُكام
**************
عبد الزهره الاسدي
29/6/2016

مساءات رجل شرقي / للاستاذ رياض ماشي الفتلاوي / العراق

مساءات رجل شرقي
(22)
تأخذني المساءات الى تلك الأرصفة التي تحمل ضجيج الأمل بين الدموع المهاجرة على تلك الخدود الشاحبة رافعة كف الانتظار. جلس الحلم على دكة الامل يرسم ملامح الغد على قرطاس ملون. أخذني الفضول الى تلك السنين السابقة وجدت الامس لايشبه اليوم كتلك الماجنة الحمقاء حين لونت وجهها للنهار وأختطفها الليل بين أحضانه حيث الصبح ينتظرها تلد ذرية من نسل النبوة. فولدت افعى رقطاء تلتهم أحشاء الحلم....
(23)
لست أدري أي القرابين ترضي الرب حتى قداس اليتم لم يفك الرموز هناك على مائدة الهيكل قطعو العيد بسكينة المزامير وربطو كفوف النهار بسلسلة الظلام. جلست اعد النهارات الساقطة من قمة التاريخ وجدتها كجداول الحروف المتقاطعة ينسج مربعاتها القلم ويدور حول خصرها الشارع يبحث عن كلمة السر يبقى الحرف التاسع والعشرون والحرف الثلاثون بين الظل والخيمة.......

ندى القصيد / الاستاذة رجاء احمد امير / المغرب

**ندى القصيد***
"سرت 
كالشارد في ليله
اتفقد ندى القصيد
المتمرد
اهفو ولها 
لنيل صبابة الحرف
العاطر
كيف مضت بي
السنون
كقطاف زهر
متاكل
يحن لذكرى ذاك
الموعد
عبرت في انتشاء
مني
دروب الشعر
غراما ومطلبا
حتى اضحت بحار
الشعر تعلم فقدي
ولوعتي
وتتواثب في وجد
للارساء 
على مرافئ بوحي
المتدفق "
-بقلم رجاء احمد امير-/المغرب/.

شعر / للاستاذ نشأة ابو حمدان / سوريا

عَصَرْتُ روحي،
فإذا بكِ
سحابة بيضاءَ
تحجبينَ الشمسَ.
قطعتُ أوردتي،
فإذا بكِ
وردةً حمراءَ
تلونينَ دمي.
أغمضتُ عينيَّ
فإذا بكِ
حلمَ السنينْ
‫#‏نشأة‬

خريف المهرج / قصة قصيرة للاديب عبد الكريم الساعدي / العراق

خريف المهرج
اعتدت أنْ أكون حاضراً كما يشاء أنّ يراني الملك في بلاطه؛ أخفي صلعتي وبقية شعر متناثر للخلف بقبعة سخيفة، عليّ أن أصبغ وجهي باللون الأبيض، وأحيط عينيّ بكحل عريض، أرسم دائرة حمراء على أنفي الطويل، مرتدياً ثياباً ملونة فضفاضة؛ في حضرته أستبدل حزني بالضحك، أخفي خلف قناع الوهم وجهاً مكلّلاً بغار الدمع؛ لا أجيد سوى العزف على أوتار الجسد، من ايماءات، ورقص، أقفز كما القرد من مكان إلى آخر؛ أيامي كلّها خواء في خواء، هكذا رسمتني الأقدار مذ أتيت من العدم؛ سنواتي تجفّ، أنطفأ في بلاط الملك؛ فتؤسرني سخرية القدر، أصبحتُ غير مرغوب به، 
- لستَ سوى مهرج شاخ، عليك أن ترحل، قال كبير الخدم.
ألتحف غصّة، أحدّق في الحضور عن بعد قبل أن يرافقني الندم، أفرك عينيّ، أبتسم لغبائي، كنت أظنّ أنّي المهرج الوحيد في حضرته. في الطريق إلى ما تبقّى منّي، ثمة خطوات ضريرة، تطرق أبواب العطش إلى مرآة يستعصي عليها غياب وجه المهرج؛ تتناسل المسافة مخاوفَ، تنكمش الخطى عند مساء يشتعل بالقلق، ينبثق وجهي من طرف الغياب، ألاقيه عند ناصية مرآتي القديمة، أخلع قناع الذل، أفكّ أسره، عيناه غائرتان في محجرين تلفّهما العتمة، مُقعد عن المشي، يراوح مكانه، يضع كفّه على أنفه؛ حتى لا يستنشق رائحة الأصباغ الكريهة، يستدير صوب الشرفة، يكاد لا يرى سوى وجهٍ مكتسي بفوضى الألوان، أتوضأ بصراخه: 
- لماذا أغلقت مسارب النور، وأطفأت نهاراتي؟ 
أستعين بذكرياتي المنسيّه، أحاول أن أزيح الغبار عن عمائي، وأرتّق صمتي باعتذار شديد؛ لعلّه يخفّف من وطأة غضبه؛ كان الندم باذخاً بالحضور، لكن اللحظة مكتظّة بالضباب، أنثر انكساري أمام مرآتي الصدئة في حضرة وجهاً آخر، يرفض وجودي، يتهستر كلّما نظرت إليه:
- لِمَ آثرت تغييب ملامحي؟
- كنتَ حاضراً معي، لم تفصل بيننا الألون.
- لا تكذب، كنت تحمل وجهين، وجهاً خانعاً، وآخر احترفت نسيانه. 
أدسّ نفسي في معطف الصمت قليلاً، أتفادى النظر إليه خجلاً، كان كلّ شيء عارياً حدّ البياض، عليّ التعامل معه بحذر شديد؛ لأنّي مدرك تماماً أنّه عاش عمراً طويلاً يحلم بالشمس؛ تهفو نفسي لعناقه، أقترب منه، يرافقني ظلّ الأمس، أهدم أسوار العزلة، أتّكئ على عصا من حنين، قلت له:
- أنت واهم، لقد حملتك هماً يرافقني كما الظلّ، لا يزهر العمر إلّا بك. 
التفتَ إليّ، وقطف ملء العين دهشة:
- أيّ عمر هذا الذي تزهره العتمة؟ يبدو أنّك لا تعلم معنى الظلام.
زجاج النافذة يتضبضب بأنفاس الاختلاف، الشفاه تتصارخ:
- أعد لي القناع، فأنّي لم أعد قادراً على الرؤية.
كنت مجندلاً بالاستغراب، تلفّني الحيرة:
- استحلفك بأحلام الطفولة أن تخرج من هذه المرآة اللعينة، وترافقني متحرّراً من سجن الوهم. 
يترهل في القول، غير مبالٍ لتوسّلي و انكساري:
- نحن لا نتآلف، ولن نلتقي؛ لأنّك لم تدرك ألمي... أعد لي القناع.
أسقط من صبري الشاهق، أصرخ في وجه الاضطراب متحدياً: 
- سأثبت لك عكس ما ترى.
وفي لحظة لا نكهة لها، يتماثل للجنون، يتعثّر بوجهي الذي لم يعد مألوفاً لديه؛ متوهماً أنّي خرافة شائعة؛ فيمضي تاركاً خلفه ظلّاً يلهث بالجحود؛ الحدقات تترقرق بقليل من الغضب، كلّ شيء توقف عن الحركة، تبزغ من حنقي رجفة، تهشّم وجه المرآة الواهي، جبهتي تفترس شظاياها المتناثره، أنعطف نحو النافذة، أمشي على نثار الزجاج، أرفع رأسي، أشعر بألم شديد، وببرودة سائل لزج؛ كان الدم مدلوقًا على خدي، أحسّ بارتياح شديد لم ينغّصه شيء.

أبعديني / الاستاذ كريم خلف النصراوي / العراق

أبعديني
..........
أحضريني
وأمسحي رقم هاتفي
وأمسحيني
ودعيني أعيش جنوني
خارج الزمان القبيح
دعيني
وأبعدي عن ناظري
طيف هواك
أبعدي الشوق والحنين
أبعديني
فأنا عاشق من زمان قديم
أرسم الحب لوحة
كالظنون
وأنا حب ذاك الزمان العتيق
وأنا كتل من ياسمين
هل عدت صوب خوفك
من جديد
اركضي اركضي
كل حين
الحب يا أنت ليس أماني
الحب معركة كالجنون
ودعي خافقي من جديد نديا
ودعيه ثائرا لا يلين
أنت يا سيدتي حلم ولكن
لا تستفيقي من حلمك
لا تكوني
أميرة من ورد في كل ليل
وفي الصباح أميرة
من سكون
ها أنا عائد من جديد
وقد ملأت حقائبي بالشجون
كن كما تريد 
بوحا شفيفا
كن أيا فلب
عاشقا مفتون
كريم خلف النصراوي