الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // الوجه الآخر // قصة قصيرة // بقلم : حسين الباز // المغرب

قصة قصيرة: [الوجه الآخر..!]
ينظر إلى المرآة، يرى وجه العشيقة، تمد يدها نحوه، وتهمس له: _أعشقك،أحبك، ضمني إلى صدرك...
وتختفي...!
يكسر المرآة، يلبس وجهها، يحس بشعورها، يتحدث بحديثها، يحلم بحلمها، لم تك تتمنى سوى قبلة...
_هل أنا أنت.؟ (يصرخ)...
..أراك الآن، وأنت تغتسلين، و أنت تلبسين، وتتمددين فوق السرير وترتلين آيات العشق، وتكتبين قصصا للحب قبل و بعد النوم..!
..و أراني بوجهك أنثى تتراقص دلالا، خوفامن الشوق، من الحرمان، من الوداع، من العذاب،، وأضحك منك ومني..!
_هل للحب وجهان؟ (العاشق و العاشقة)
بوجهان يتساءلان، هناك طرق للتلذذ بالحرمان تحتاج للتمرين، لترويض القلب بدل الهجر و الصد..!
يراها تضع وجهها على صدره وتدخن سيجارة، تنفض بدخانها مآثم السنين، تبتسم بعد بكاء مطرا، تسقيه، ترويه...
_هل هذا حلم أم واقع؟ أم ما بينهما؟
وهل هذا المضي قدما؟... أم دبرا!؟
تساءل العاشق بوجه آخر لها، وهو لا يدري أنه هي...!
_حسين الباز/المغرب_

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // حدٌ باردٌ // للشاعرة : أشهيبة فاطمة الزهراء

حدٌ باردٌ
بأوراقَ مبعثرة،
ضحكاتُ أشجار خريفية،
تنادي بببحة غامضة
على ما تبقى من أغنياتْ.. 
تُغدق رعشتها بسؤالٍ
يتفجر كحب بائد.....
ينحني.
ف. الزهراء اشهيبة.
و ستزهر حتما... أصر و بعنفوان نكاية في تهدل تفاصيل وطن.

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والادب // روعة التنحي // للشاعر : أحمد بياض // المغرب

روعة التنحي*****
ريح مساء أملس
على صدر الليل
والمسافات الراقدات 
تحت الغسق......
تعب لجام السير‚
بحر المدن في أسابيع الرمل
والراقدون
تحت الغشاوة وظل التراب
أعين غبار متلهفة .......
والعرافة
تقرأ مفتاح السير
في الظلمات الخافتة
على هشاشة الضوء........
غائبون
وراء المعسكرات الخلفية
تيمم الفكرة
على سحابة لازوردية
مُُثقلة الجراح
تشق الحروف
الكلمات المنسية
في رفات الضيم........
حرف لاجئ
من تسمية السؤال‚
نقير التلاوة
من أعماق الرحم‚
وبوصلة الدمى لا تستريح..........
على الأمواج الرافضة
لهلال الدمع
الكلمة قربانا
في مغازلة الأشياء........
قالت:
أكتبني
فموتي في فناء البلوغ
والترجي على غيمة الروح......
قلت لها:
كتبناك
وما محا الشوق سواك
ذ بياض أحمد/ المغرب/

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // نص // للشاعر : أحمد بوحاجب // تونس

تَحِنُّ جَوَارِحِي لِلِقَاءِ حُبٍّ
حَنِينَ طُفُولَتِي لِشَذَا الرِّيَاضِ
فَأَهْمِسُ شَادِيًا بِنَقاءِ حُلْمٍ
أَرَاهُ بِصَحْوَتِي طَيْفَ الغِمَاضِ

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // لاكسر للأوطان // للشاعرة : جميلة بلطي عطوي // تونس

......لا كَسْر للأوطان......
مِنْ حلكة الأشْجان
تنبجسُ الرُّؤى
تَحُطّ الرّحالَ في الأمدِ 
نورٌ والمَرايا مَشاعِل
في صفحةِ الأحلام تحجزُ مقعدِي
هذا البياضُ الباهرُ يأسرُ ناظِري
ريحُ الياسمين تُغرينِي
والطّلُّ قهوةٌ
فناجينُ أنسٍ تهوّنُ ليل المُسهَّد
أشدُّ خطايَ
واللّقاءُ هَا هُنا صُدَف المسيرِ
دون موعدِ
ساقيةٌ على جنباتها يميسُ الوردُ
زاهيا
توّارٌ يُباهي خُدودَ العذارَى
على شَفَا الوعد ينداحُ دون تردّدِ
له الشّمسُ تُرخِي في الأعالي
ودادَها
تُشاكسُ ظلَّ النّخل
على وجهِ الغديرِ تطبعُ قُبلةً
فيهتزُّ قلبُ الماءِ
حَبابٌ كما الأطواق تلبسُه الشّطآن
تُجلي خوافيها دون تردّدِ
يا بَصَري السّارح في جَمال رياضِها
هلّا رسمتَ لوحة العشقِ
هلّا علّقتَ على صدر النّخيل صبابتي
دمٌ في الثّرى يسْرِي
يُوقظُ بهجتِي
يُخاتِلُ اليومَ الهارب للغدِ
رؤيا أوطان أرومُ وِصالها
كما الطّير يُهاجرُ
ثمّ يعودُ
يُرتّبُ عُشّهُ
والغابُ مشتاقٌ للبعثِ للتّجدّدِ
للحلمِ الآبق مِنْ وطنِ الشّقاء
صراعُ الدُّجى للفجر
معركةُ البقاء
والشّمسُ تُذيبُ الصّقيع
فيزهرُ نرجسٌ
يُغرّدُ حسّونٌ..بلدِي
آهٍ يا بلدِي
لا سَوط يُضني ظَهرَ مَنْ لبسَ الرّجاء
لا كَسْر للأوطانِ يا كلَّ َردِيء.
تونس.....9/ 10 / 2018
بقلمي....جميلة بلطي عطوي

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // الهايكو // للشاعرة : مريم محمد التمسماني // المغرب

الهايكو
الوداع
يرفض الوداع
نوافذ مغلقة
ذكريات
كفن ابيض
يسجى الشهيد
قبلة الوداع
وجع الوداع
عيون العاشقين
احلام اليقظة
عند الوداع
عش العصافير
بداية النهايات
حرارة الوداع
اغرقتها الزغاريد
عرس شهيد
محطة القطار
يتزاحم المسافرون
لغو الوداع
ينتحب الكفن
غصن الزيتون
لحظة الوداع
على اعتاب الوداع
احلام مبتورة
تعاند
صفير الوداع
يسكن المقبرة
موت على موت
على رغم الوداع
تتعالى الضحكات
امل اللقاء
على وابل المطر
يغتسل الوداع
قلوب حائرة
يكابد الوداع
طفل يتيم
أب شهيد
وداع في وداع
يموت الرفاق
حياة تستمر
يركض العمر
مهرولا بلا استئذان
قهر الوداع
رفقا بالقوارير
اجمل الوصايا
حجة الوداع
بعد الوداع
ذبلت الورود
و القصائد
نوار الشمس
زادها الخريف ذبولا
وداعا ايها الصيف
امواج هاربة
تتأهب للوداع
صفعة أخرى
وداع حزين
لا تدعه يرحل
وجه ابي
يودعان بعضهما
الليل و النهار
دون اللقاء
ضجيج الاحزان
تأبى الوداع
خيبة
امام البحر
مد وجزر
حكايات الوداع
في ظلمة الليل
قمر وجل
صدمة الوداع
على جدار الصالة
صورة امي
غصة الوداع
يتلون الطريق
بكل اوجاعي
قبلة الوداع
في غياب الشمس
يطل النورس
ينعي الوداع
الى اين تمضين
يا أوراق الخريف
مهلا ايها الوداع
بقلمي
مريم محمد المهدي التمسماني
طنجة المغرب

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // سواقي // للشاعر : حسين جبار محمد // العراق

سواقي
الوقفة بين الحلم المكسور وبين النهر المجدول.....سواق
يجري فيها حرف منزلق من قمّة هول القول
حتى المتسرب من وديان اللحظة
ما كان الحرف المنزلق ربانا في النهر المجدول
إذ يطرقه الزورق
مكسور المجذاف خجول
والساقية الأولى
طار بها عتم اليوم
إذ مزّق في دهر النوم كل دفاترها
أحراش النهر
أجراس الغيبة
في عز ضمور القوم
إذ جلس الضب فوق الألباب وفوق الأبصار
وصادر في الغيّ كل المنسدل
من غنج السمراء في سالف موج الفتنة
يوم الأنهار ظفائر
في عصر الضب،
بعنا المترامي والمتلاقي من أجنحة النهر
كل قوادمه
عمق سواقيه...

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // حَبلُ الود // للشاعر : مصطفى الحاج حسين // سوريا

حَبلُ الودِّ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أُسَاوِمُ صديقي
على حقِّي بالتَّنَفُّسِ
وعلى أن تَطَأ قدمايَ
الأرضَ
وعلى أن أرعى
شتائلَ الوردِ في دفتري
أُسَاوِمُهُ
على غيمةٍ تُظَلِّلُ دمعي
على نوعِّ السُّكِّينِ
التي سَتَجِزُّ أحلامي
صديقي
يَهتَمُّ بشأنِ مِشنَقَتي
يريدُ حبلاً غَلِيظاً
على جُذعِ الغُربَةِ
يُرِيدُ أن يَدفُنَ صوتي
تحتَ أحجارِ مِنبَرِهِ
ويُرِيدُ التقَاطَ الصُّوَرِ
لابتسامتي
وَهِيَ تَتَلَوَّى بنيرانِ سُخطِهِ
صديقي
الذي شَارَكتُهُ خُبزَ النَّدى
وأطعَمتُهُ حلوى الضَّوءِ
وَسَقَيتُهُ من ينابيعِ أغنياتي
صارَ حَارِسَاً على الوطنِ
اعتلى رايةَ الياسمينِ
وأصدَرَ أوامرَهُ بِنَزعِ اسمي
من سُجِلَّاتِ النَّشِيدِ الوطنيِّ
صادرَ هَوِيَّتِي
وأبجَدِيَّتي
ورماني بحُضنِ العَدَمِ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // منفيون // للشاعرة : زينب القرقوري

منفيون
هناك حيث النسوة
يغزلن الوقت
هناك حيث الأسئلة 
استفاقت مثل شمس
مخضبة بالحناء. .
وطن بلا قلب
يهوى الصمت
هناك في قرى المنفى
كبر الحنين. .
منذ عشرين عاما
خلف العبرات. .
مطرودا
بعكاز اللعنات
بين النوم والوهم
تموت الفراشات
تعود الخطيئة
إلى الرصيف
تدنس العقول
تنفث السموم
الريح تتلو الرحيل
هناك حيث
تعطلت البئر
يستقيظ الليل
بعد وليمة للفقراء
أنا المنفي يا وطني
أخيط من الحزن
أكفانا تدثرني
هناك حيث
سقطت لغتي
عن حرب وحرب
وهذا الطفل اليتيم
يقلب الفراغ
كطير
فر من القفص
عن امرأة
يئن صدرها
تتلو ما تيسر
من سورة الخوف
تصلي كل فجر
بملاءة بيضاء
هناك حيث
الفجر يعانق الشمس. .
معلنا ميلاد
الياسمين
وشقائق النعمان
للحرية
للإنسان
أغنية إفريقية
بجميع الألحان
لكل المنسيين
خلف القضبان. ..

الاثنين، 22 أكتوبر 2018

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // للشاعرة : مريم تمسماني // المغرب

استغرب
ان تكون أصل الحكاية
فيها بعض التهريج
وضحك على الذقون
نقاش تافه
وكومة من الاوراق
داخل مكتب باذخ...
باذخ القسوة...
دولاب فارغ
الا من الحقيقة....
و الحقيقة
تختفي داخل الرفوف
وفوق الجدار....
لازال صوت الموسيقى
يتناغم مع صوت المنشار....
الوقت ليس من ذهب
ذهب الجراح بالجريج
وقطع الاوصال.....
منشار كاذب
يتبرأ من القتل
والقتيل خاب ظنه
في القبيلة....
رجل مريض
لازال يبحث عن دواء مرضه
ينتقل من مقر العمل
مسرح الجريمة
الى بيت الفار
الى المطار
لا حقيقة هنا ولا هناك
كل يدلو بدلوه
سيناريو غير محبوك
خرج ...قبع
عشرون دقيقة
وفي اليوم السابع عشر
وفي منتصف الليل
صدر في الجريدة الرسمية
ان خادم البيت
قد اعتقل تمانية عشر
من الفاسدين المارقين
و الخارجين عن الطاعة
واسدل ستار اسود
على مسرح الجريمة
في انتظار فصل آخر
من العم الاشقر
في تغاريده وشطحاته

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // الوفاء : الخبز والملح بين الاوفياء / بقلم : د صالح العطوان الحيالي // العراق

الوفاء " الخبز والملح بين الاوفياء"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 17-10-2017
من قصص السلف والاجداد التي كلها دروس وعبر قصة جميلة رائعة تتحدث عن الوفاء وصيانة العهد والحفاظ على العهد واليكم هذه القصة
دخل رجل غريب والغريب هو ليس من اهل المنطقة الى مطعم في الشام وطلب رغيف خبز اكل نصفه وترك النصف الأخر وخرج وفي كل يوم كان يفعل ذلك فانتبه اليه رجل شامي فسأله بكل ادب لماذا تأكل نصف الرغيف وتترك نصفه في كل يوم ومن اين انت فقال الرجل انا من بغداد ودرت بلادا ولم اجد من يحفظ الخبز والملح فانا اكل نصف الرغيف ولا اجد من يستأهل ان يأكل نصفه الثاني قال له الرجل الشامي انت اليوم مدعو عندي على وجبة غداء وجاء الموعد وكان الشامي يعيش في بيته مع امه وابنة عمه التي يحبها وعلى وشك الزواج بها وطرق البغدادي الباب ففتحت ابنة عم الشامي ففتن بها البغدادي وبعد الغداء قال البغدادي للشامي اريدان استحلفك بالخبز والملح ان لأترد طلبي من الفتاة التي فتحت الباب قال ابنة عمي فقال اريد الزواج منها فقال الشامي هي لك.
سافر البغدادي مع عروسه ليعيشا في بغداد. ماتت ام الشامي واصبح حاله في فقر وضعف ماديمما اضطره الى بيع بيته ليأكل بثمنه وقلت النقود ولم يبق إلا شيء يسير فقرر ان يسافر الى صديقه في بغداد وحين وصل بغداد سال عن صديقه وجائته الاخبار والمعلومات ان صديقه البغدادي اصبح من اغنياء بغداد ولديه قصر فيها فتوجه لقصره وطلب من الخادمة مقابلة صديقه فعادت الخادمة تحمل كيسا من النقود الذهبية وأعطته اياه فقال لها انا اريد مقابلة صديقي ورمى بكيس النقود فانفرطت الليرات الذهبية على الأرض وذهب وفي عينيه دمعة كبيرة .......
و علم الشامي ان نقوده على وشك النفاذ ولم يعد معه ثمن العودة للشام وأصبح ينام في المساجد فأتاه رجل كبير وسأله عن حاله فقال اني لا اجد قوت يومي فقال له الرجل لم لا تعمل في التجارة وبدأ الرجل يعلمه التجارة وإسرارها والأسواق وكل شيء يفيده في عمله الى ان اصبح الشامي في ثلاث سنوات من العمل الدؤوب من اثرياء بغداد وبنى قصرا لم تشهد بغداد مثله جاءت امرأة كبيرة وطلبت من الشامي ان تعمل على خدمته في القصر مقابل معيشتها فوافق وكانت له اما حقيقة ثم قالت له ان هناك فتاة فقيرة تريد العمل معي في القصر فوافق بقلبه الطيب المعتاد وبدأت المرأة تزين الفتاة وتلبسها الثياب الجميلة الى ان تعلق بها الشامي وطلب الزواج منها وسهلت له الامور المرأة الكبيرة وحدد موعد الزفاف في بغداد .....
دخل الرجل البغدادي قصر الرجل الشامي فقال له الشامي اتيت لزيارتك فبعثت خادمتك بكيس النقود وكأني متسول والآن ماذا تريد
قال له البغدادي اني نظرت من شباك القصر فوجدت حالك التي اتيت بها
فأرسلت لك النقود لتصلح بها حالك امام ابنة عمك التي زوجتني اياها وأنت تحبها وحين وجدت ان كرامتك قد ابت عليك اخذ النقود احترت ماذا افعل من اجلك فهل تعلم من الرجل الكبير الذي علمك التجارة انه أبي والمرأة التي تخدمك في بيتك هي أمي وأنا اليوم اتيتك لأحضر عرس أختي ثم اشار بيده فدخلت ابنة عم الشامي تجر في يدها طفل وطفلة واقتربت من ابن عمها الشامي وجلست عند قدميه وجاءت العروس جلست قربها وجلس الرجل البغدادي معهم فجلس الشامي معهم وأخرج البغدادي من جيبه نصف رغيف وقسمه على الجميع فأكلوه .... انه الخبز والملح !
إن من الأخلاق الحميدة أن لا نرمي حجراً في البئر الذي شربنا منه

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // موت الماء // للشاعر : د المفرجي الحسيني // العراق

مــــــوت المـــــــاء
-----------------------------
قرية أسكنها على ضفاف دجلة الخير، يمتد شريط من الغاب عامرة بأشجارها في ما مضى، واليوم تبدو كالحة على هياكلها الخشبية، الصيف جاء مبكراً بقي طويلاً كفيفاً كوباء خبيث، نهر كان عاتياً أصبح جزراً رملية صغيرة، تزحف على الأطراف والصدر والبطن كمرض الجذام
والماء يتلوى بألم بين هذه الكثبان، يريد التملص والتحرر ليعاود انسيابه الخيّر، النهر يواصل تراجعه ويسري ماؤه ببطء شديد مثل قطرات الماء المغذي لعليل في السرير يحتضر، عويل النساء وبكاء الأطفال امتزج مع صياح الدجاج وديكها وهديل الحمام الخافت الذابل وتغريد البلابل الخافت، تبحث عن قطرة ماء، الناس «يمشون سكارى وما هم بسكارى» كأن هذا آخر عهدهم بالدنيا، خرج الناس جميعاً إلى فضاء واسعٍ رحبٍ بصوت واحد مجلجل رفعوا أيديهم إلى السماء بالدعاء ومكثوا طويلاً بالدعاء، استجاب القدر لاح البرق وطربت السماء رفعوا وجوههم يريدون تقديم أنفسهم قرابين للسماء ومعطاءها، اختفت الجزر الرملية سارت الموجات ضاحكة مبتسمة كأنها تُلوِّح للنساء للأطفال فرحاً لعطاء السماء، الذي منعه البشر!!
**********
د.المفرجي الحسيني
موت الماء
20/10/2018

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // ذكرى // للشاعر : بشير عبد الماجد بشير // السودان

ذكرى عام
*****
عَـامٌ مَـضى وأَنا أَسـيرُ هَواكِ ما
سَئِمتْ خُـطاي َدروبَ حُبِّكِ يا أَمـيرَهْ
عامٌ مضى والشَّوقُ ذَوَّبَ
في مَحاجِرِنا ضِياءَ الوَجْد
ِ فابْتهجتْ غَريـرَهْ
عامٌ مضى علَّمتُ فيهِ النَّجمَ يحلم
بالجَبيرةِ والحَريرَةِ والضَّريرَهْ
وسَكبتُ من روحـي على أَحلامِـهِ
وَهَـجَاً تَأَجَّـجُ فيهِ عاطفةُ جَـهيـرَهْ
عامٌ مـضى وأَنا حَـنينُ مشَـاعِـرٍ
ظَمأَى تبيتُ بِـحَيْرَةٍ ولْهَى حَسيـرَهْ
الـخاتـمُ السِّحريُّ بَـين أَنامِـلـي
والسِّندبادُ أَسيرُ رِحْـلتهِ الأَخـيـرَهْ
عامٌ مضى أَهـواكِ ما غَـنَّيتُ إلاَّ
للـفُتونِ طـغى وأَوْرَثني سَـعيـرهْ
عامٌ مضى يا بهجةَ الأَعـوامِ عَرْبَدَ
في دمي حُبٌّ غَفَرتُ لهُ غُرورَهُ
عامٌ مضى عيناكِ بَوحٌ
واضِحُ الـنَّبَرَاتِ
يـحمِلُني إِلـى دُنيا مُثيـرَهْ
دُنيا أَراكِ بِـها على دُنيايَ
يـا دُنيايَ آسِـرَةً لَها ولَها أَسـيرهْ
دُنيا إِذا فَـكَّرْتُ كيف أَعـيشُها
بُـهِتَ الخيالُ إِزاءَ أَجنحَةٍ كَسيرَهْ
دُنيا نَذوبُ معاً على نارِ الهوى فيها
وتلكَ مُـنىً نُـرَدِّدُها أَثـيـرَهْ
عامٌ مضى يا هِنْدُ .. واسْمُكِ في فَمي
أُغْـرودَةٌ في ثغرِ باسـمَةٍ غَـريـرَهْ
عامٌ مضى يا ليتَ أَعوامي جَـمـيـعَاً
كلُّها تَمضي على نَفْسِ الوَتيـرَهْ .
***
بشير عبدالماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغنية للمحبوب )