الاثنين، 22 يوليو 2019

الرجوع // كُتبَ النص بمداد الشاعر // عبد الزهرة خالد // العراق

الرجوع
—————
ينظّمُ إنسكابُ الضوءِ
وجهَ اللّيلِ الكئيبِ ويروي عطشَ الغيوم ،
من سماتِ الوهجِ أنّه لا يعبث بالورد
لا يأبه بحزمةِ العبير
على خطاه أخاديدُ تعرفُ مواقعَ الشّروقِ ،
هاجرِ الأدبُ صحبةَ التدوينِ
مذ كان الزمنُ يعرفُ مدى الظهيرة
بالعودِ الثابتِ أمام الكوخِ البسيطِ الخالي
من حلمٍ يهادنُ ثوبَ الغجري
الذي يزينُ الأرداف
على حصيرِ سمرٍ يواسي فراشةً
يدهسها الضياءُ وينقذها الرحيقُ
من طوفانِ رّيحٍ يصفعُ الوجوهَ
للرجوعِ إلى ما هو عليه ..
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٠-٧-٢٠١٩

أحلى من الشعر // كُتبَ النص بمداد الشاعر// بشير عبد الماجد بشير // السودان

أحْلَى من الشِّعْـر
***********
تغيبينَ يوماً ..
تغيبُ جميع المسَرَّات عنِّي
وأبدو حزيناً .. كئيباً ..
ويفضَحُ حُبِّي اضطرابي ..
وهذا القَلقْ .
ويحْتَدِمُ الشَّوقُ .. يطغى .. يثورُ
وتبكي الأنامل تهفو لفيض حنانٍ ..
كعِطْرٍ مُثيرٍ .. أنيقٍ .. عليها انْسَكَبْ .
تغيبينَ عنِّي ألوذُ بِشِعْري
تريني قوافيهِ أنَّكِ أحلى من الشِّعرِ
مهما أذابَ من السِّحْرِ فوق الورَقْ .
فأينَ من الشِّعْرِ .. وَمْضُ العُيون ..
يُدّنْدِنُ لحناً يبوحُ بكلِّ ألذي ..
ليسَ يَقْوَى عليهِ الكلامُ ..
ويبدي العجبْ .
وأين من الشِّعرِ ذاكَ الجمالُ الفريدُ
تَغَنَّي بِوجْهِكِ كلَّ أغاني الرَّبيعِ
وأهدَى لخَدَيكِ ورداً عبقْ .
وأينَ من الشِّعرِ إيقاعُ ثغرٍ ضحوكٍ ..
إذا انْسابَ .. شَعَّت بروقٌ ..
وذابتْ قُلوبٌ ..
ورَنَّ بِسَمْعي رَنينُ الذهبْ .
وأينَ من الشِّعرِ هذي الحياةُ ..
إذا جئتِ – لوَّنها الحُبُّ ..أهدى إليها ..
من الخُلدِ كلَّ جمالٍ وسِحْرٍ سَرقْ .
وأين من الشِّعْرِ كونُكِ قُرْبي
كباقة وَرْدٍ أحاولُ فيها ..
قِراءَةَ شِعْرٍ نَدِيَّ الحروف ..
سَخِيَّ الطرَب .
ومن أين للشعرِ .. لا أينَ للشِّعرِ ..
إنْ غِبْتِ يوماً ورامَ يُصَوِّرُ ..
ذاك البهاءَ .. وذاكَ المُحيَّا كَسَاهُ الألقْ
تغيبينَ عَنِّيَ يوماً ..
تَغيب شُموسُ ابْتِهاجي
ويَنْضَبُ زيتُ سِراجي
وأَشقَى وأَلقَى من الوَجْدِ كلَّ التَّعَبْ
تغيبينَ كيفَ .. ؟
وقلبي أسيرُ يديكِ ..
وأنتِ تُحِبِّينَ مثلي ..
ومنْكِ شَهيدٌ عليكِ ..
إذا ما بَنَانٌ نَطَقْ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( كتاب الوهم )

فلسطين والأراذل // كُتبَ النص بمداد الشاعر// فراس المصطفى // سوريا

فلسطين والأراذل
/ فراس المصطفى / سوريا
................................
يا أباطرة العرب..
يا ذراريّاً بصبغتها الهجينة..
كفّنتُمُ الضّمائر..
فاخضموا الأشواك في الحظائر..
بعد وأدكُمُ القضيّة..
قُصورُكُم.. ودولاراتكُم..
لا حجّ في مصارفها
إلّا إلى صدر عاهرةٍ يهوديّة..
إذرفي يا أُمّتي..
واجهشي.. بل واندُبي..
ففلسطينُ قيّدها الأراذل
بأصفادٍ همجيّةٍ دمويّة..
وأنصاف الرّجال أهدوها لقاتل..
في محافل الماسون..
وفي أرباض جامعةٍ
يُقالُ بأنّها عُروبيّة..
فلسطين.. يا بيلسانة الإله..
أضحت وقائعنا من رزئك..
مسلوبة الرّداء والهويّة..
..................................

جولة مع شوقي // كُتبَ النص بمداد الشاعر // نصيف علي الشمري // العراق

جولة مع شوقي
الأفكارُ الموزونةُ على رتابةِ الحياة، لا تهتمُ لحفظِ بيتِ شعرٍ ذي حكمة، التجوالُ بلا هدفٍ، تجزئةُ الزمنِ في لحظات، أحتاجُها حياةً فوقَ السطر، الشعرُ يحفظُ الكلماتِ من الضياع، المشاعرُ لهيبٌ لسعادة، المحفوظةُ على السطرِ قصصٌ بنهايتين، سأنتقي منها الأسعد، الأختيارُ لحظةٌ فاصلة، الأطلالُ الموزونةُ على كتفي ميزانِ الروح، تساوتْ في قلبِ الشرق، تذوقتُ ثِمارَها بوحاً، من حدائقِ خيالِها العذب، سأنتمي مشتاقاً كالعيون، لهذا الطل وذاك الذي، توارى هدماً .
نصيف علي وهيب 
العراق 
2019/7/20

طفلٌ يتيم // كُتبَ النص بمداد الشاعر // جواد البصري // العراق


طفلٌ يتيم؟؟
**
أين أنتم؟؟
يا أوتاد الحضارة
الأرض تصرخ:!
كنوزي بين مخالب الشياطين
وعذبُ مائيَّ للسماء سحابة غيم
وأحشائي شرايين لعروقِ الباسقات
مَنْ ينصِفُني؟؟
من شُحاذٍ متنمرين
**
آهٍ..
يا متكأي
كم أوغلتْ في حَزِّ رأسك
مواعيدهم..
وأنصال السكاكين
**
متى؟؟تنجلي غبرةُ
صوتك الخافت
عن مضاجع النشوة
وتهزّ رأس السيف
في نحور المتشدقين
**
أنتَ
أيها العابث كما الخريف
في سنين العمر
ما زال هناك فوق النخلِ
عصافير الدوري تزقزق
وتطير...
وفراشٌ حالمٌ في الحقل كثير
سَيعيدون الحياة إلى الفصول
وترجع إلى سابق عهدها
النواعير تدور
......................
جواد البصري 

ثقوب الخريف // كُتبَ النص بمداد الشاعر // وسام هاني الطائي // العراق

(ثقوب الخريف)
يسامرني الوجع ..
يغفو ..
على فنجان ..
قهوتي !!
أرتشف الليل ..
صديدا !!..
على شفتي ..
يوردني شلالات ..
عتمه . .
أختلس النظر ..
من ثقوب ..
الخريف ..
ما زالت أشجار ..
الكروم ..
تورق في ..
الضفة الأخرى ..
وسا******م الطائي 

نص // كُتبَ بمداد الشاعر : مهدي سهم الربيعي // العراق



كياني يذوي ..
كغصنٍ حُرِمَ من الري ..
تتناوله فؤوسُ الرجالِ ..
لصنعِ لوحٍ في تابوتٍ ..
قد لا أكون حياً
بعدَ ساعةٍ ..
لأشهدَ مراسمَ التشييعِ ..
الشبيهةِ ..
بحفلٍ ماجن ..

الخميس، 4 يوليو 2019

فوضى ليل // كًتبَ النص بمداد الشاعرة // رند الربيعي // العراق

فوضى ليل
.
تحت ازميل حضورك ،
تستطيلُ النظراتُ،
تتكورُ ...
تتربعُ ابتسامةً
على عرشِ المسافاتِ،
ضجيجٌ صامتُ
يقبعُ في المقابرِ
باجسادٍ غَضَّةٍ
اصابعٌ مكتظةٌ بكَ
وحدهُ الفرحُ يتسكعُ
في التهميشِ
صدّقْ أو .. لا تصدِّقُ،
كلُّ المتاريسِ ترفضُ الإطاحةَ بجمهوريةِ الوجعِ،
فوضى ليلٍ
ارتبُها على سلّمِ مُوسيقى
أضلاع قمرٍ
اقشره على مهل
وجهُكَ معجزتي
انفاسُكَ...
هشيمُ زِجاجٍ،
في رئتي!
رند الربيعي

الأربعاء، 3 يوليو 2019

سلوا الهيجاء // كُتبَ القصيد بمداد // الشاعر // شرف محمد الشمري // اليمن

( سلوا الهيجاء)
أنا يمنيُّ لليمن انتسابي
إليها كل ودِّي وانجذابي
على قمم الذرى هامات شعبي
اليماني الحرُّ في عالي السحابِ
لنا في صفحة التأريخ معنى
أطحنا بالخطوب وبالصعابِ
ومنَّا في مفاخرنا اعتزازٌ
نحبِّذه ونشمخ كالهضابِ
إذا جار الزمان بنا فإنَّا
نموت ولا نلوذ إلى الكلابِ
سلوا الهيجاء عنَّا إن أردتم
ترون الصدق في لهب الحرابِ
فسيروا وارحلوا عنها فما في
بلاد الطهر حظٌّ للذبابِ
………… .
شرف محمد الشمري
اليمن
2019/6/26م

نغم اسم غيدائي // كُتبَ القصيد // بمداد الشاعر : عدنان الحسيني // العراق

♡((نغم اسم غيدائي))
ايها الساقي اليك الكأس عني
نغم اسم غيدائي شنف اذني
*** 
ايها العازف كرر العزف لنا
لاسمع الجلاس فيها اخر لحني
***
هي من تمنحني نظم القوافي
اكتب شعرا به يشدو المغني
***
غرتي انت أسباب بقائي
ولولاك حل مواراتي ودفني
***
ما حاجة لي رمت قضاها
سوى اراك فانت غاية شأني
***
هيا ياسلوتي يكفيك غنجا"
اسرعي نحوي دون ريث اوتأني
***
فتحت اذرعي مشتاقا" اليك
هلمي طفلة تغفو بحضني
***
اعلم ان الفراق عبء ثقيل
مثلما هدك ذا هو هدني
***
لا تخشي بعد الان رقيب
ابعدته هيا ادن مني ادن
***
واطبقي فاهك الوردي بفيه
فياما من نار شوق نقذني
بقلم عدنان الحسيني
2019/6/25م
نهار يوم الثلاثاء الساعة 11:50/ العراق / بابل

الذوق والذائقة الجمالية العربية // وجهة نظر نقدية // بقلم القاص والناقد // صالح هشام // المغرب

الذوق والذائقة الجمالية العربية ٠
وجهة نظر نقدية / صالح هشام٠
قبل أن أتطرق إلى موضوع الذائقة الجمالية، أرى أنه من المفيد جدا أن أعرج على التعريف بمفهوم الذائقة: فهي اسم فاعل من الفعل (ذاق ، يذوق ) وهي قوة تمييز طبعية بين طبائع الأشياء وتذوقها، سواء كان ذلك سلبيا أو إيجابيا، سواء تميزت هذه الأشياء بالمرارة أو الحلاوة، بالقبح أو الجمال، ومنه (كل نفس ذائقة الموت) فالذوق- إذن - ليس مقصورا على الجانب الجمالي فقط في هذه الأشياء المتذوقة٠ وهذه القدرة على التمييز لا تقتصر على الإنسان فحسب، وإنما تتعلق بباقي الكائنات الحية الأخرى من طيرأو حيوان، إذ هي بدورها تستسيغ الحسن فتعشقه وتقبل عليه، كالعيس تبالغ في المشي طربا على إيقاع الحادي، والأغنام تبالغ في الرعي مستعذبة شبابة الراعي، لكنها تخاف قرع الشنان فتنفر وتفر منه٠
وقد أسندت الذائقة إلى الجمال على سبيل النسب، إذ تصبح من خلاله جزء من الجمال، على مستوى هذا التركيب، والأولى في اعتقادي أن تسند إلى الجمال على سبيل الفاعلية ( ذائقة الجمال ) فيسند اسم الفاعل إلى مفعوله٠ وأما الجمال فهو كل ما يمكن أن يثير في النفس رعشة القبول والاستحسان، وتحقيق الإدهاش حد الشعور باللذة، وإن يبقى مفهوم الجمال من المفاهيم المعقدة جدا، إذ يرقى إلى مستوى أعلى درجات القيم الإنسانية ( كالحق، والعدل، والحرية، والخير)٠ ولا يقتصر الجمال على المدرك بالحواس الخمسة تذوقا، وإنما كل ما من شأنه خلق لذة الإعجاب والرضى، من أفعال وسلوكات وتصرفات تجاه النفس و الآخر٠ لا أريد أن أنجرف في الحديث عن الجمال بمفهومه الصوفي الذي يرقى إلى الكمال، وإنما سأتطرق إليه كجمال عرضي متبدل، و متغير٠ والمتحكم في الإحساس والشعور به هو تلك الظروف والملابسات اللحظية غير التابثة٠ فما تراه جميلا في وقت من الأوقات قد لا تستسيغه، في أوقات أخرى٠ فمفهومه يبدو نسبيا، وتذوق الجمال هو ذلك الإحساس الجميل، كالشعور بلذة خمرة بدون خمر، أو لذة طرب بدون مطرب ، سواء كان مدركا بالحواس الخمسة: من لمس وشم وبصر و ذوق وسمع وغيرها، فقد يتذوق الجمال المدرك بالعقل كذلك، في المواضيع الفنية والفكرية والسلوكية٠ ومادام الشعور بالجمال، يكاد يكون غريزيا في الكائن الحي، تحكمه هذه القوة والقدرة على التمييز بين القبيح والحسن، بين الجيد والرديء، فإنه يستوجب تهييء البيئة المناسبة التي تساعد على تنمية هذا الذوق والإحساس بالجمال٠
فالذائقة الجمالية مثلها مثل الجمرة التي تكون مشتعلة، لكنها سرعان ما تخبو وتنطفيء، إذا ما كانت بذرة زرعت في بيئة فاسدة، لا تساعد على صقل وتهذيب هذه الذائقة٠ وهذا ما سنراه في محاورهذا الموضوع:
إن الله سبحانه وتعالى خلق الجمال في كل شيء، في كل مظاهر الحياة بدء من تغريد البلبل فوق الفنن، إلى خرير الساقية، وحفيف القش الذي يتلاعب به نسيم الصباح، إلى ظلام الليل وإطلالة القمر، إلى وميض البرق وقعقعة الرعد، فأينما تولي وجهك إلا وتجد الجمال في أبهى تجلياته لا تحده حدود٠ لكن للتفاعل مع هذا الجمال المتجلي في مظاهر الطبيعة والفكرة العلمية، والصورة الشعرية، والايقاع الموسيقي، واللوحة الزيتية، لا بد من تربية الإنسان / المتلقي على هذا الشعور الرائع الذي يبعث الحياة في النفس، والإحساس بجمال هذه المظاهر، وما دامت الذائقة وتذوق الجمال قدرة غريزية تمييزية في الإنسان، فالبيئة المناسبة الخالية نسبيا من الأدران والأمراض الاجتماعية، تساهم بشكل أو بآخر في تنمية هذه الذائقة وصقلها وتدريبها، وإن كانت ذائقة شخصية كبصمات الأصابع لا يمكن أن يشترك فيها اثنان أبدا، فهذا الإحساس بجمال الأشياء من حولنا كفيل بجعل الإنسان قادرا على وضع ذاته في مكانته الإنسانية، وفي أرقى مراتبها العليا التي متعه الله سبحانه وتعالى بها وجعله في أحسن تقويم، إذ يتجاوز ذلك الإحساس الغريزي الذي قد يشترك فيه مع باقي الكائنات الحية الأخرى، في برها وبحرها وسمائها وأرضها، وهذه البيئة المناسبة التي تساعد على تنمية الذائقة الجمالية والشعور والإحساس بكل ما هو جميل، تستوجب احترام كل ما هو جميل في هذا الكون الجميل، وهذا لن يتأتى لنا إلا إذا ربينا النشء على حب الجمال، ورسخنا في ذهنه أن الله سبحانه وتعالى (جميل ويحب الجمال )٠
فمنذ صغر الطفل ونعومة أظافره، نكون ملزمين بتربيته على احترام المحيط الذي يعيش فيه: فيستطيبه ويشعر بجماله، ولعل الإحساس بهذا الجمال يجعله أكثر حرصا وحفاظا عليه، لأنه يحس أنه منه، بدء من البيت إلى المدرسة إلى الشارع٠ فنربي أذنه على أن يطرب لإيقاع خرير الماء، فيحترم النهر، وحفيف الأوراق فيقدس الشجرة، وأن يستطيب رائحة الزهرة في الحديقة، فيحنو عليها ويهتم بها، وهذا -بشكل أو بآخر- سينعكس إيجابا على سلوكاته وتصرفاته وطرق احترامه غيره، فننجح في تكوين الإنسان الذي يحترم الطبيعة، ويتذوق جمالها فيعشقها٠ فنحصنه من الأذى بكل أنواعه لنفسه ولغيره، وكما نربيه على تذوق جمال مظاهر الطبيعة، نربيه كذلك على تذوق واحترام الفكرة، وتذوق جمال الكلمة الراقية بدء من السطر الشعري إلى النتفة إلى القصيدة٠
ولعل التربية على التذوق وتنمية الذائقة الجمالية، تذكي في روحه حب النقد 
وإبداء الرأي الحر، والاستقلال بالشخصية، والتفاعل الإيجابي مع كل ما يشعر به من جمال المحسوسات والمعقولات٠ والمقصود بتهييء البيئة المناسبة، يتجلى في التركيز بصفة خاصة على مدرسة فنانة تحب الفن وجميلة تعشق الجمال، وترسخه كمبدأ من مباديء هذا الجيل المتعطش للتربية على القيم العليا، هذا الجيل الذي نمده بأسباب القدرة على التمييز واستساغة الجمال وتذوقه، مدرسة تفكر فيه كإنسان له ما يحب وله ما يكره، لا أن نحشوه بذلك الكم الهائل من المعارف والمعلومات التي سرعان ما يطويها النسيان فلا تترك في نفسه أثرا يذكر٠
ولكن -للأسف- فإن فاقد الشيء لا يعطيه، ففي أغلب المجتمعات العربية نجد أن المدرسة فاقدة لأهلية التربية على الذوق السليم والذائقة الجمالية، ولا أرجع سبب هذا إلى ضعف ذائقة الساهرين على حقل تربية الأجيال، وإنما مرده بالأساس لضعف مقررات مدرسية قررت (بضم القاف) دون أن تهتم بميولات الأجيال الناشئة، هذه المقررات التي تكتفي بممارسة سلطة الحشو والتلقين٠ وهذا لا يمكنه -بأي حال من الأحوال- أن يساعد على تربية الجيل على حب الجمال واحترام مظاهره، أوعلى أن ينمي فيه روح التذوق، في غياب هامش معقول من الحرية الشخصية للطفل في اختياراته واحترام ما يحب وما يتذوق٠ إننا نلمس في أغلب مدارس المجتمعات العربية افتقارا يكاد يكون مطلقا للحوافز والدوافع التي تساعد هذا النشء على تنمية ميولاته الفنية، إذ نكاد نقصي من مقرراتنا الدراسية : التربية الموسيقية، أوالتربية التشكيلية، أوالأنشطة المسرحية وغيرها، وفي أحسن الأحوال إذا اعتمد ذلك فإنه يكون بشكل جد خجول، إذ تعتبر هذه المواد تكميلية أو من الكماليات، دون أن يضع المقرر( بضم الميم ) في ذهنه أن هذه المواد من الحاجيات التي ينتفع بها النشء، شأنها في ذلك شأن الماء والهواء، وشخصية الإنسان تتكامل بماهو مادي وما هوروحي، فلا يعقل تغليب جانب على آخر٠
فهذا الخلل الكبيرعلى مستوى المنظومة التربوية العربية لا يمكنه أن يساهم في صقل ذائقة الجيل الجمالية، والتي تكون أصلا متضعضعة، إن لم نقل منعدمة نظرا لغياب الدعم الأسري، وتفشي الإهمال في الوسط المدرسي الحاضر في التربية، ويتجلى ذلك في الأوساط التقليدية المحافظة التي ما تزال تعتبر الدندنة الموسيقية سوء أدب أوقلة حياء٠ فتكون ميولات الطفل الجمالية تحوم في الأرض وما يلقن له يرفرفرف في السماء، فتعوق هذه التناقضات التربية الصحيحة التي تكون قادرة على تكوين شخصية إنسان سوي فاعل ومتفاعل وعاشق المحيط الذي يعيش فيه٠
فمن خلال هذا النوع من التربية نجهز على اختياراته، ونمارس عليه القمع والتسلط، ونحن نجهل أو نتجاهل أن ( لكل عصر رجاله ) ولكل شخص ذائقته الجمالية الخاصة٠ فلنسلحه بالمباديء والأسس التربوية الأولية ونتركه يبحر في هذا العالم اللامتناهي، يحدد ما يستحسنه وما يرفضه، لكن دون أن نهمل المراقبة التربوية الصارمة٠
فالتربية التي لا تنبني على أسس ميولات الطفل الذوقية مع توفير هامش الحرية التي تمكنه من التفاعل الإيجابي مع محيطه، لا يمكن أن ننتظر منها المساهمة في تربية الذوق والذائقة الجمالية لهذا الجيل الذي أصبحت تربيته تخضع للسرعة و المكننة الآلية لا أقل ولا أكثر٠يقول أحد الحكماء: للجمال مصدران،المرأة والطبيعة٠ ففي الطبيعة تتجلى كل مظاهر الجمال، التي تشعرالمتلقي المتذوق بلذة جمالها، وقد لا تكون له يد في ذلك، والمرأة رمز لجمال خلق الله سبحانه وتعالى في مخلوقه الذي فضله عن سائر الكائنات، وقلده زمام أمور الدين والدنيا، وجعله خليفة له في الأرض، وأنزله منزلة كرامة وعزة، لا منزلة مذلة وعقاب كما يعتقد البعض، لكن لا بد من التساؤل : ما هي انعكاسات الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية على مجتمعاتنا العربية في الوقت الراهن؟ وما هو تأثير هذا الواقع العربي المثخن بالجراح على التربية الذوقية بصفة خاصة؟
إن مجتمعاتنا العربية وبدون استثناء، تمر بظروف تاريخية عصيبة جدا منذ فترة طويلة، فهي تعاني من ويلات الحروب، والتشتت والتشرذم، وتحت وطأة هذه الظروف القاسية دمر هذان المصدران للجمال، فالطبيعة تحترق، وتتشظى مظاهر جمالها تحت رحمة وابل القنابل العنقودية، وأزيز الطائرات، وزمجرة الدبابات، والمرأة رمز جمال الإنسان، تتشظى أشلاء في كل لحظة وحين، تحت سقف بيتها، فهذا الوضع سيساهم -حتما- بشكل كبير في إقبارالذائقة الجمالية، وقتل الشعور بالجمال في نفس هذا الإنسان العربي صغيره وكبيره، شيبه وشبابه، فكيف ننتظر من طفل صغير تساوى عنده الدم بجرعة الماء، أن يحس بجمال الشجرة، والقذيفة الطائشة تقتلعها من الجذور؟ كيف لهذا الطفل وحتى هذا الكبير أن يتذوق حلاوة الحياة ومنزله ينهد فوق رأسه في كل لحظة وحين، فيرى أجساد أبنائه الممزقة يمتصها غبار منزله المنهار، وهو نفسه يشعر بأنه مشروع قبر مجهول آجلا أو عاجلا، فالذي يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، قد تموت فيه الذائقة الفنية و يخنق في نفسه التذوق الجمالي للأشياء من حوله، فكسرة خبزه تفقد طعمها، وإن كانت تملأ معدته، وتحفظه من الموت جوعا إلى حين٠
هذا – في نظري - واقع الذائقة الجمالية عند الإنسان العربي، الذي أصبح مجبرا على تصنع هذه الذائقة، وممارسة نفاق تذوقي للجمال في كل شيء، وحتى في حياته الأسرية٠ فالذي يقطر قلبه دما لا يمكن أبدا أن تقطر شفتاه عسلا، فهذا الواقع الآسن يدمر إنسانية الإنسان، ويشيؤه شيئا بلا قيمة تذكر، فيحول فيه الشعور بالجمال رغبة أكيدة في موت سريع، يتوخى منه الخلاص من كابوس تتساوي فيه ألوان قوس قزح في بؤبؤ عينيه، ويختلط عليه صراخ الصغير بولولة أمه٠ فهذا الإنسان العربي المغلوب على أمره، تصبح ذائقته الجمالية - بهذا المفهوم- من الكماليات، ومن المفاهيم المتجاوزة، لا من الحاجيات التي ينتفع بها، لأنه فقد خاصية من خصائصه الإنسانية التي تميزه على الحيوان، ألا وهي خاصية الذوق والذائقة، والإحساس بجمال الحياة وروعة الطبيعة، وجلال الملكوت اللامتناهي٠ 
لكن ربما يمكنه أن يتذوق ملوحة البحر، وسيتذوق سمك القرش ملوحة لحمه، وهو في تغريبته الهلالية هروبا من موت مفترض، إلى موت محتوم، تستوي فيه صفحة الماء فوق رأسه ورؤوس صغاره٠
فالإنسان كما هو معروف ابن بيئته تؤثر فيه ويؤثر فيها، وتتحكم في كل مقوماته النفسية، وذائقته الجمالية ليست بمنأى عن هذا التأثير والتأثر، سواء كان سلبيا أو إيجابيا، وهو في هذا العالم الذي يغلي كالمرجل على صفيح ساخن، تتشظى الذائقة الجمالية، وتخرج عن طوع هذا الإنسان التائه في يم من الضجيج، الذي يفقد كل الأشياء طعمها، فيمارس - مجبرا لا مخيرا- التكلف والتصنع في ممارسة نفاق التذوق الجمالي٠ 
وقد تنعدم أسباب الذائقة الجمالية في هذه البيئة التي تكاد تكسرالرقبة بسرعتها وصخبها وضجيجها، فيتظاهر بهذه الخاصية التي أصبحنا نفتقدها، حيث تساوى كل شيء، وفقد الجمال جمال بريقه، فلم يعد لنا الوقت الكافي لتذوق جمال ما يحيط بنا، فتتكسر الذائقة الجمالية على محراب هذا الضجيج والصخب، وعلى أنقاضها تظهر ذائقة جمالية لا ذائقة لها، ذائقة مزيفة توحي بواقع مزيف في كل مظاهره وسلوكات أفراده، فهذه المرأة لم تعد مصدرا من مصادر الجمال، فقد تم تشييئها، وأصبحت تملأ الإعلانات الإشهارية المنشورة على قارعة الطريق، وتجوب صورها -عارية أو شبه عارية - القنوات الفضائية العالمية باسم روح العصر والحداثة، فيضيع تأثير جمالها في النفس، ويفقد إنسان العصر الحديث الإحساس بجمالها، كما يفقد الإحساس والشعور بجمال مظاهر الطبيعة من حوله، والتي فقدت -بدورها- كل مقوماتها الجمالية، ورتابة طلوع الشمس -حتما- تحطم الإدهاش والغرابة، وتقتل الشعور بلذة الرؤية٠
الاثنين ٢٨نونبر ٢٠١٦

خيبات متكررة // كُتبَ النص بمداد الشاعر // صادق الدفتري // العراق

خيبات متكررة....
--------------- ----------- ------
توجعني
الصفحة الأخيرة
في الكتب...
بيضاء عارية..
كمن حاولت
ان تنجب
مرارا ً....!!
وبعد عناء
اجهضت
رقما ً في
اسفلها...
وخيبتها المتكررة تكاد
تقتلها
فالوجع كبير...

من وصايا النعامة التوافقية لولي عهدها يُنتخب بالأغلبية // كُتبَ النص بمداد الشاعر // باسم الفضلي العراقي // العراق

( من وصايا النعامة التوافقية لوليِّ عهدها يُنتخب بالأغلبية )
توطئة :
يُجمع المحقِّقون المواظبون على دعوتهم ، على أنه يتم العثورعلى كامل الوصية ، كل اربعة اعوام ، موشوماً تحت جلد غمامة معصومة ، تنهمر ذهباً على من يفوز بها ، في اقتراع احتكار المطر.
.................................... ( يمكن الإطمئنان لصحتها كونها متواترة لفظاً )
هذا مما سرَّبه خلسةً* كاتمُ اسرار الكتلة الأكبر من متن الوصية مقابل وعد بمنصبٍ خاص :
قُدِّسَ سرُّ...... بذار .... الأمـــــــــــــــــــــــــــــــــــل .....
... في ...... صناديق ....... القحــــــــــــــــــــــــل ....
لتورق ......جنانُ......... وعود ...............الكتل .....
......عبيرَ..... ضحكاتِ ............... الاسل .....
تصدحُ ... ملءَ ....... بيادر ...... الرجاء .. ...
.......فتزقزق...... اغنيات .... شذاء .... الدغل ...
.......... وِسعَ ....... قلب .......... الوادي ...
ويينغ .......السغب ..... على ...مبسم ... دجلة .....
... هديلَ ..... هشيم ...... يغال ........... القُبَل...
...على ............... ثغر ....... الفرت ....
.... فما ....من .....رحيق .....خلا .... الوجل.
........يلون ........مواسم.... ..الجدب ...
في...افقِ... المُقل .. / الكلمات المفقودة مكتوبة بالحبر السري
.....
مما يرد في اوراق اقتراع يتم الغاؤها شرعاً :
كأسهم ... تبحث عن نخب جديد
خلف ابوابٍي .... الارتدَتْ اصداء الغياب
....فالخطى المسروقةُ الشوارع
.......تـ
...........ـمـ
.....................ـحـ
................................ـو قسماتِ الاياب
..... كلما تعثرت
بموائد الكتل المرقمَّةِ البطون ...فتلفظها
على ارصفة القوائم ألتسرِّحُ ... شعرها المستعار
.....على جدران ...مدن الغبار ....
أليتناسل
في جحور ذاكرتها ... نعيق الزمن
.... المنحور ...
................لا غير
بصاق المنابر
... يملأ وجوه علامات الاستفهام
الفارغة الاصداء
....سوى
من وقع انفاس نتنة التسبيح ..
.... مع دورة مواسم الحصاد ....ينبعثون
هم .......
ذاتهم ...
لاغيرهم ..
من احشاء
عتمةِ الجدراااااااااااااااان الخضراء
يخلعون
ارثَ
عريهم / قُدست اسمالُ القبل
و .............
يلبسون
جلدَ
احلامي
الضاوية
ليصلّوا
بخشوووووووووووووووووع
... في
مواخير
عفتهم ............ يفرشونها بالبخور
.....................يعطرونها
................... بآيات فجرٍي البنفسجي ..
.. و.... يرتلوني ... كلهم ....ذاتهم .... لاغيرهم ...
في مذبح استغفارهم .؟.؟. مني ...........
- باسم عبد الكريم العراقي -

* قَصِـيْدَتِي مَقْبَـرَتِي ...* // كُتبَ النص بمداد الشاعر // مصطفى الحاج حسين // سوريا

* قَصِـيْدَتِي مَقْبَـرَتِي ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أُعَمِّـرُ لِقَصِيْدَتِي أَجْنِحَـةً
لِكَيْ تَغُوْصَ فِيْ لُجَجِ الرُّوْحِ
مِنْ دُوْنِ أَنْ تُطَارِدَها
أَشْوَاكُ العَتَـمةِ
أَوْ يُهَاجِمـَهـا غُبـَارُ القُلُوْبِ
وَلِكَيْ لَاْ تُعْتَقَل َ
على حَواجُزِ الصَّقِيْعِ
قَصِيْدَتِي هَمْـسُ اْحتِـرَاقِي
وَأَنِيْنُ يَنَـابِيْـعِي
أَكْتُـبُ ضِحكَتِي على بوَّابَـةِ الشُّطْآنِ
وأرْسـُـمُ طُفُوْلَتِي على حَـائِطِ
الحِـرمـَانِ
وَأُشْعِلُ صَرْخَتِي على مَوَاقِدِ
النِّسْـيَانِ
أَنَا أُضَلِّلُ الْجِهَاتَ عَنْ مَوَاعِدِي
وَأُخَادِعُ السَّمـاءَ
حِيْنَ أَمُـرُّ مِنْ تَحْتِ الظِّلالِ
لِأُهَرِّبَ خُـيُوْلَ قَصِيْدَتِي
إلى أُفُقٍ لا تَحـُـدَّهُ أَسـْوَار ٌ
أَبْحَثُ عَنْ فَضَاءٍ لا يَتَسَلَّقُـهُ
اخْتِنَـاق ٌ
وَعَنْ بَحْـرٍ لا يَغْـدُرُ أَمْوَاجَهُ
قَصِيْدَتِي لا تَأْمَنُ لِلْدَفـَاتِرِ
لِتَسْتَلْقِيَ عَلَى أَسْطُرِهَـا
وَلَاْ تُسَلِّـمُ عُنُقَـهَا لِلأَقـْلامِ
لِتَخُطَّ شُمُوْسَـها
وَأَكْثَرَ مَا يُرْعِبُهَا التَّصْفِيْقُ الحَادُّ
إنَّهَا تَأْنَسُ لِأَجْنِحَةِ الفَرَاشَاتِ
وَلِأَثـْوَابِ النَّدى المُزَرْكَشَةِ
وَأصَابِعِ الصَّدَى الحَالِمَاتِ
أَكْتُـبُهَا على أَوْرَاقِ الفَجْرِ المُتَفَتِّقِ
حِيْنَ يَنَامُ الكَلَامُ الغَبِيُّ
وَيَسْتَيْقِظُ شَغَفُ الدَّمِ
في عُرُوْقِ الحَنِيْنِ
قَصِـيْدَتِي مَخْبَئِيَ السُّرِّيّ ُ
حينَ تُحَاصِرُنِي الدروبُ
وَخَنَاجِرُ الأَصْدِقَـاءِ تَهْتِفُ بِاسْمِي
قَصـِيْدَتِي مَقْبـَرَتِي
يَوْمَ الأَغْـرَابُ الذِّئَـابُ
يَمْتَطُوْنَ لُغَتِي
فِيْ سُـوْقِ السِّيَاسَةِ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

حبر الأمة وترجمان القرآن واول مؤرخ في الاسلام " عبد الله بن عباس" بقلم د. صالح العطوان الحيالي // العراق

حبر الامة وترجمان القران واول مؤرخ في الاسلام " عبد الله بن عباس "
ـــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق 17-6- 2019
ذكرت السيرة النبويّة العديد من المواقف المشرفة للصحابة رضوان الله عليهم فجعل النبي عليه الصلاة والسلام جيلهم أعظم جيل على مرِّ الزمان فقال صلّى الله عليه وسلّم:"خير القرون قرني ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم"، وهذا دليل على عظمة مكانة الصحابة لتحلّيهم بأخلاق الإسلام، فميّزهم الله بأن بشّر قسمًا منهم بالجنة، وكان من بينهم الصحابي عبدالله بن عبّاس الذي كان دائم الرفقة للنبي فتخلّق بأخلاقه وروى عنه العديد من الأحاديث عندما كان صغيرًا كان النبي عليه الصلاة والسلام يُقرّبه منه ويُربّت على كتفه ويقول: "اللهمَّ فقه في الدين وعلّمه التأويل"
كان الرسول عليه الصلاة والسلام دائم الدعاء لابن عباس بأن يملأه الله علماً ويجعله من عباده الصالحين، وعند وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان عمر ابن عباس لا يزيد عن خمسة عشرة سنة، وقد روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما يقارب 1660 حديثاً أثبت صحتها كل من البخاري ومسلم، فقد كان ملازماً للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث كان يُعدُّ للرسول ماء الوضوء إذا أراد أن يتوضأ، ويصلّي خلفه، ويصاحبه عند السفر، فأصبح مثل ظله.كان ابن عباس ذو منزلة قريبة ومحبّباً لدى كل من أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان بن عفان الذي ولاه على إمامة الحج في عام خمسة وثلاثين للهجرة، كما ولّاه علي بن أبي طالب على البصرة لِما كان يشهد له بأنه فقيه وأكثر الناس اتّباعاً لسنّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم.عندما بعثَ الله سيّدنا مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام برسالة الإسلام جعلَ معهُ رِجالاً ينصرونَ دعوته كما كانَ معَ الأنبياء السابقين حواريون وأتباع، وهؤلاء هُم الصحابة الكِرام الذين حملوا همَّ الدعوة إلى الله وهمَّ الجِهاد في سبيله، وقد تحمّل كِبار الصحابة رضيَ الله عنهُم وخُصوصاً السابقينَ منهُم إلى الإسلام أذىً عظيماً، وذلكَ في بداية الدعوة إلى دينِ الله، وبعدَ أن اشتدَّ الأذى وبلغَ أقصاه هاجرَ هؤلاء الصحابة إلى المدينة المُنوّرة فلُقبوا بالمُهاجرين، واستقبلهُم في المدينة المنوّرة كِبار الصحابة من أهل المدينة وهُم الذين ناصروا هؤلاء المُهاجرين فلُقبوا بالأنصار، وفي هذا المقال سنتحدّث عن سيرة أحد هؤلاء الصحابة الكِرام رضيَ الله عنهُم أجمعين، ومِن الذينَ هاجروا من مكّة المُكرّمة إلى المدينة المنوّرة وهوَ الصحابيّ الجليل عبد الله بن عباس رضيَ اللهُ عنهُما.
حَبْر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان ابن ثلاث عشرة سنة إذ تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان أبيض طويلاً مشربًا صفرة، جسيمًا وسيمًا، صبيح الوجه، فصيحًا.
علمه ومجالسه
ــــــــــــــــــــ قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: كان ابن عباس رضي الله عنه قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبقه، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه، وحلم ونسب ونائل، وما رأيت أحدًا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أفقه في رأي منه، ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن ولا بحساب ولا بفريضة منه، ولا أثقب رأيًا فيما احتيج إليه منه، ولقد كان يجلس يومًا ولا يذكر فيه إلا الفقه، ويومًا التأويل، ويومًا المغازي، ويومًا الشعر، ويومًا أيام العرب، ولا رأيت عالمًا قَطُّ جلس إليه إلا خضع له، وما رأيت سائلاً قط سأله إلا وجد عنده علمًا.وعن أبي صالح قال: لقد رأيت من ابن عباس رضي الله عنه مجلسًا لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها به الفخر؛ لقد رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق، فما كان أحد يقدر على أن يجيء ولا يذهب.
تهيء لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته هيأ إليها ما لم يتهيأ لغيرها من المدن في شتى أرجاء المعمورة، إذ صارت مهبط الوحي، وصلة الأرض بالسماء، وحاضرة الإسلام الأولى، وسكنها جيل فريد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما شهد العالم مثله في سموه ورفعة أخلاقه، وكيف لا ؟! وقد رباه الرسول صلى الله عليه وسلم وصنعه على عينه، حتى صار أفراده مصابيح هدىً تضيء للناس.
وقد قدر لهذا الجيل أن يشهد بنفسه الأحداث التاريخية التي وقعت عند بزوغ الإسلام – حيث كانت المدينة مسرحاً لأكثرها – فحكاها كما شاهدها لمن خلفه دون زيادة أو نقصان، مستشعراً في ذلك المسئولية الملقاة على عاتقه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح ابن حبان: "من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار "، وواضعاً نصب عينيه حديث نبينا صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، وعلى أيدي هؤلاء وضعت النواة الأولى لمدرسة المدينة التاريخية، حيث كان لها بذلك ما يميزها على غيرها من المدارس التاريخية الأخرى.وكان على رأس هؤلاء الصحابة الأجلاء الذين خدموا التاريخ في بدايته عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، والذي تنوعت معارفه وتعددت حتى شملت سائر العلوم الإسلامية من تفسير وحديث وفقه ولغة وتاريخ ومغازٍ حتى سمي "البحر" لغزارة علمه، وانتهت إليه الرياسة في الفتوى والتفسير.
قال عطاء: ما رأيت أكرم من مجلس ابن عباس، أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كأنه في واد واسع، وبلغ من منزلته ومكانته أن الخليفتين عمر وعثمان رضى الله عنهما كانا يدعوانه ليشير عليهما مع أهل بدر -رغم حداثة سنه- ولا غرو فقد أصابته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " وفي رواية أخرى "وعلمه الحكمة".
أما الدليل على أنه كان للتاريخ عنده حظه ونصيبه فهو قول عبيد الله بن عتبة : "كان ابن عباس يجلس يوماً ما يذكر فيه إلا الفقه، ويوماً التأويل، ويوماً المغازي، ويوماً الشعر، ويوماً أيام العرب" وقول الواقدي: "حدثني فائد مولى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن جدته سلمى قالت: رأيت عبد الله بن عباس معه ألواح، يكتب عليها شيئاً من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم". ويقول ابن عباس نفسه: "كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، فأسألهم عن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نزل من القرآن في ذلك".
وقول عطاء : "كان ناس يأتون ابن عباس للشعر، وناس للأنساب، وناس لأيام العرب ووقائعها، فما منهم من صنف إلا يقبل عليه بما شاء".
وقد وردت إلينا عن ابن عباس مرويات تاريخية كثيرة عند ابن إسحاق والواقدي وابن سعد والطبري، تظهر لنا مدى الحس التاريخي المبكر لديه، وتؤكد لنا صحة ما قيل عنه.
وقد تناولت هذه المرويات: نشأة الكون، وعمر الأرض، وخلق الليل والنهار، وابتداء الخلق، وسلطان إبليس في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام، وقصة خلق آدم عليه السلام، وقصة هبوط آدم وحواء إلى الأرض، وبداية ظهور عبادة الأصنام، وقصة نوح عليه السلام، وحاله مع قومه، وخبر الطوفان، وعدد من نجا معه، وتفرق أولاده في الأرض. وقصة إبراهيم عليه السلام مع النمرود (الملك الذي حآجه) وأخباره مع قومه، ونقل إبراهيم هاجر وإسماعيل عليهما السلام إلى مكة، وبناء إبراهيم وإسماعيل البيت الحرام، ودعوة إبراهيم الناس إلى الحج، وقصة نذر إبراهيم ذبح إسماعيل عليهما السلام، وميلاد إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، وقصة لوط عليه السلام مع قومه، وقصة يوسف عليه السلام، وقصة موسى عليه السلام، مع الخضر، وقصة موسى مع فرعون، وعبور بني إسرائيل البحر وإغراق فرعون، وقصة قارون مع موسى عليه السلام، وظهور العمالقة على بني إسرائيل.
وقصة سليمان عليه السلام، وحمل مريم بالمسيح عليهما السلام، وقصة بني إسرائيل مع يحيى بن زكريا، وقصة أصحاب الكهف، وهذه الأخبار لم يتناولها ابن عباس لذاتها، وإنما من خلال تفسيره للآيات القرآنية التي أشارت إليها.
كما ورد عنه أيضاً بعض الأخبار التي تتحدث عن تاريخ العرب قبل الإسلام، مثل أخباره عن ملوك حمير باليمن، وغلبة الحبشة على اليمن، ومحاولة ملكهم صرف الناس العرب عن الحج إلى مكة إلى كنيسته التي بناها، وبعض الأخبار عن سيرة رسول الله مثل: حادث ميلاده صلى الله عليه وسلم، وضم أبي طالب رسول الله إليه بعد وفاة عبد المطلب، وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بخديجة بنت خويلد، ونزول الوحي عليه وهو في سن الأربعين. وإعلان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة الله بعد أن نزل عليه من القرآن {وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ} [الشعراء:214]، وموقف أبي لهب من إعلان الدعوة، وجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم في بيته على مأدبة طعام لدعوتهم إلى الله، ومحاولة قريش إغراء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمال والملك ليتخلى عن دعوته، وما كان يلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من إيذاء المشركين له، وتاريخ هجرته.كما تحدث عن بعض الغزوات والسرايا مثل: سرية نخلة، وغزوة بدر، وقصة مقتل كعب بن الأشرف اليهودي؛ بسبب تحريضه المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغزوة أحد، وحمراء الأسد، وحصار بني النضير، وصلح الحديبية، وفتح مكة، وغزوة حنين.كما ورد عنه بعض المرويات عن أحداث وقعت في عصر الخلفاء الراشدين مثل خبر وقوع عبد الله بن حذافة في أسر الروم، ومقتل الخليفة عثمان بن عفان على أيدي السبئية. ومروياته حول هذا الأمر تبين إعظامه لمقتل عثمان رضي الله عنه، حتى قال: "لو أن الناس أجمعوا على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رمي قوم لوط" كما أنها ترد على من زعم أن علياً رضي بقتل عثمان أو لم ينكره فقال : "أشهد على علي أنه قال في قتل عثمان: لقد نهيت عنه، ولقد كنت كارهاً، ولكني غُلبت"، وليس هناك شهادة تعلو فوق شهادة ابن عباس في هذا الأمر فقد كان من أقرب الناس إلى علي، وأعلمهم به.هذا وقد ساعدت معرفة ابن عباس الواسعة بالتفسير، وأسباب نزول الآيات في أن يدعم أكثر مروياته التاريخية بالآيات القرآنية التي لها صلة بالحادثة، أو مرتبطة بها مثل قوله : هذه الآيات نزلت في بني قينقاع {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُ‌وا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُ‌ونَ إِلَىٰ جَهَنَّم وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران:12].
ومثل قوله عن الآية {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ...}[النحل:126] قال : نزلت لما قتل حمزة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لئن أظفرنا الله عليهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب". وعن قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا...} [آل عمران:169] قال : نزلت لما أصيب أصحاب الرجيع، وقال فيهم رجال من المنافقين: يا ويح هؤلاء الذين هلكوا، لا هم قعدوا في أهليهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم، وهكذا نرى ذلك في كثير من مروياته عن غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وابن عباس بهذا الفعل قد أكد منذ وقت مبكر على أن علم التاريخ هو جزء من الثقافة الإسلامية، وينبغي ألا يدرس بمنأى عنها، وسلك هذا المنهج بعده واتبعه كل من كتب في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامي من الكتاب الأوائل، لكن مع انضمام الإخباريين إلى ساحة الكتابة التاريخية، وحصر غاية التاريخ في كثير من الأحيان على مجرد جمع الأخبار وتدوينها ضعفت صلة التاريخ شيئا فشيئا بسائر فروع العلوم الإسلامية.ورغم عظم دور ابن عباس في مجال الرواية التاريخية إلا أنه لا يمكن التسيلم بصحة كل ما نسب إليه من المرويات التاريخية؛ لأن شخصيته من الشخصيات التي استغلها الوضاعون لمكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب، ومن جانب آخر لأنه كان من نسله الخلفاء العباسيون الذين كان يتقرب إليهم مرضى القلوب بكثرة المروي عن جدهم، ليس في التاريخ فحسب، وإنما في كثير من الفنون حتى قال الشافعي: "لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث" رغم أنه لا تكاد تخلو آية من القرآن إلا ويورد له فيها قول، وهذا يدل على مدى ما كان يختلقه الوضاعون وينسبونه إليه.
هذا في مجال الحديث والتفسير، فإذا ما جئنا إلى التاريخ الذي هو مجال بحثنا، وجدنا روايات متعددة منسوبة إليه ولا يمكن التسليم بصحتها، مثال ذلك ما ذكره السيوطي في الخصائص عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس أنه قال "قال عبد المطلب: قدمنا إلى اليمن في رحلة الشتاء فنزلت على حبر من اليهود، فقال رجل من أهل الزبور: ممن الرجل؟ قلت: من قريش، قال: من أيهم؟ قلت: من بني هشام، قال: أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قلت: نعم، ما لم يكن عورة، قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه، ثم نظر في الأخرى فقال: أشهد أن في إحدى يديك مُلكاً وفي الأخرى نبوة. وإنا نجد ذلك في بني زهرة ولست أدري ما علاقة النبوة بالأنف، ولو سلمنا جدلاً أن الكتب السابقة بشرت بذلك، فهل في الكتب السابقة أن عبد المطلب وابنه عبد الله سيتزوجان من بني زهرة؟! وهل فيها ما يبشر أو يشير إلى ملك بني العباس ؟! أظن ذلك من القصص التي وضعها القصاصون بعد استقرار الخلافة العباسية.وأعجب من ذلك ما أورده السيوطي منسوباً إليه أنه "كان من دلالات حمل رسول الله أن كل دابة كانت لقريش نطقت تلك الليلة، وقالت حمل برسول الله – ورب الكعبة – وهو إمام الدنيا وسراج أهلها، ولم تبق كاهنة في قريش، ولا في قبيلة من قبائل العرب إلا حجبت عن صاحبها، وانتزع علم الكهنة منها.. وسرت وحوش المشرق إلى وحوش المغرب بالبشارات، وكذلك أهل البحار"
ومن ذلك أيضاً الروايات التي وردت حول النزاع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما – والتي تبرز ابن عباس دائماً على أنه صاحب الرأي السديد، وأن علياً ما أحاطت به الشدائد إلا لمخالفته رأي ابن عباس رضي الله عنهما انظر مثلاً في رواية الطبري عن خروج عائشة رضي الله عنها إلى البصرة دون الكوفة، وفرح علي لذلك، فقال ابن عباس: "إن الذي سرك من ذلك ليسوءني، إن الكوفة فسطاط فيه أعلام من أعلام الكوفة"
وعند التحكيم يقول -أي ابن عباس- قبح الله رأي أبي موسى، حذرته وأمرته بالرأي فما عقل، ومثل قوله لعلي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين، أنت رجل شجاع لست بأرب الحرب، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الحرب خدعة.... " أما والله لإن أطعتني لأصدرن بهم بعد ورود، ولأتركنهم في دبر الأرض، لا يعرفون ما كان في وجهها، في غير نقصان عليك ولا إثم..... فقال علي : يابن عباس لست من هنياتك وهنيات معاوية في شيء وقد يكون في هذه المرويات بعض الصحة، ولكنها أخذت طابع المبالغة، وعلى كل حال فإنه رغم الشكوك التي دارت حول بعض مرويات ابن عباس، وما لفقه أو نسبه له الوضاعون، فإن ذلك لا يقلل من مكانته الريادية في هذا الفن.خاصة أن النقاد قد اتبعوا سلسلة رواته، فعدلوا بعضاً، وجرحوا بعضاً حتى يكون القارئ على بينة، وحتى لا يقف وقفة المرتاب تجاه مروياته، فقالوا مثلاً : طريق معاوية بن صالح عن علي بن طلحة عن ابن عباس من أجود الطرق عنه، إذ اعتمد عليها البخاري، وكذلك ابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن المنذر ومسلم. وطريق عبد الملك بن جريج عن ابن عباس تحتاج إلى دقة في البحث ليعرف الصحيح منها والسقيم
وطريق الضحاك بن مزاحم الهلالي عن ابن عباس غير مرضية وطريق محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أوهى طرقه، فإذا انضم إلى ذلك محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب.
تتلمذ أبن عباس على يد علي بن أبي طالب وأبي بن كعب وعمر بن الخطاب وغيرهم من كبار الصحابة الذين سار على نهجهم وغرف من بحور علمهم.
هذا وقد تتلمذ على يد بن عباس كثير من التابعين الذين كان لهم دور كبير في نمو وازدهار الدراسات التاريخية مثل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير وغيرهم.
ولكن اشتهر من بين تلاميذ ابن عباس الذين سبق ذكرهم رجلان كان لهما عناية خاصة بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحداث التاريخ الإسلامي في عصر الخلفاء الراشدين وهما: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير بن العوام.
ومن ابرز تلاميذه ايضا كان عكرمة والأعرج وسعيد بن جبير وطاووس الذي قال عن عبد الله: "أدركت سبعين شيخًا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى -يقصد ابن عباس- فاستغنيت به عنهم
ألقاب عبد الله بن عباس
لشدّة ذكاء ابن عباس وقوّة ذاكرته وكثير علمه فقد لُقّب بالعديد من الألقاب مثل:
حبر الأمة.
ترجمان القرآن؛ لتفسيره وتوضيحه للقرآن الكريم.
فتى الكهول والذي أطلقه عليه عمر بن الخطاب لكثرة علمه.
توفي رضي الله عنه في الطائف وعمره إحدى وسبعين سنة عام ثمانية وستين الهجري

في صورة القلعة // كُتبَ النص بمداد الشاعر // حسين جبار محمد // العراق

في صورة القلعة
في المبهمِ من صورتها
كان اللونُ سواداُ
ينبت من عتمته جذرُ النار
سلّمنا في العودةِ سيف الدار
أغلقنا الباب بيسرٍ
لكنّ المزلاجَ في منعرج الدرب
ما كان لنا أن نخرج من دهليز الجهل
كنا في الليل بعشو الطرقات
كنا في الصبحِ بنعاسٍ يحكمنا
في الظهر ..لانلجُ الأنوار
...
سيرتنا دلو السقّاء
مثقوب القعرِ
توقُ وجه أماسينا
الثعلبُ في الزحفِ رقيب
الأعمى في النوم الحامي
الأعرجُ في السبق بسير..

وضى الليل // كُتبَ النص بمداد الشاعرة // رند الربيعي // العراق

وضى ليل
.
تحت ازميل حضورك ،
تستطيلُ النظراتُ،
تتكورُ ...
تتربعُ ابتسامةً
على عرشِ المسافاتِ،
ضجيجٌ صامتُ
يقبعُ في المقابرِ
باجسادٍ غَضَّةٍ
اصابعٌ مكتظةٌ بكَ
وحدهُ الفرحُ يتسكعُ
في التهميشِ
صدّقْ أو .. لا تصدِّقُ،
كلُّ المتاريسِ ترفضُ الإطاحةَ بجمهوريةِ الوجعِ،
فوضى ليلٍ
ارتبُها على سلّمِ مُوسيقى
أضلاع قمرٍ
اقشره على مهل
وجهُكَ معجزتي
انفاسُكَ...
هشيمُ زِجاجٍ،
في رئتي!
رند الربيعي

زراعة أمريكية // كُتب النص بمداد الاستاذ // رعد دواي الطائي // العراق

زراعة أمريكية
------------------
بذرة شيطان...
زرعوها في ارض السواد..
وسقوها بماء الزناة...
فأنبتت شجرة ملعونة...
مدت أغصانها القبيحة... كالاخطبوط.
ليبدأ عصر الظلام...
حيث الحكم للجرذان...
والسيادة للخفافيش والغربان .
ثم هم أنفسهم عادوا...
بعد عقود من الزمن...
لقلع شجرتهم التي كانت تحتضر .
غير أنهم هذه المرة جاءوا...
بأشجار شتى كاملة النمو .
ولم ينسوا أن يحملوا معهم...
خفافيش وغربان جديدة...
بيضاء ، وسوداء ، وحتى حمراء ...
لتناسب الموضة...
في زمن القرية الصغيرة !.
رعد دواي الطائي
من كتابي تجليات السماء والإتسان / 2014

ومضة // كُتبت بمداد الشاعر // توفيق أبو خميس

حَالِمٌ بِالعَوْدَةِ ،
مَا زَالَ جَدِّي هُنَاك -
أَصَبَعَهُ المَبْتُور ..!

الجدار الوهمي // كُتبَ النص بمداد الشاعر // محمد علي الشعار // سوريا

الجدار الوهمي
تجاوزتُ الجدارَ ضُحى المنالِ
و وهماً طالما أزرى بحالي
وألقيتُ الشعاعَ إلى غريقٍ 
غريقِ النفسِ في بحرِ الليالي
أطلتُ أصابعي للبدرِ مهداً
فنامت فوق شُرفتهِ ظلالي
وقوَّستُ الحروفَ على المعاني
شحذتُ بقلبيَ الواريْ نصالي
أُعيرُ الفجرَ خيطاً من شجوني
ويشرقُ فوقَ أضلعهِ جلالي
غزلتُهما بقافيةٍ ورمشٍ
وثوبي يا حبيبَ الروحِ بالِ
مررتُ على النخيلِ بطرْفِ ساهٍ
ولم يخطرْ هوىً أبداَ ببالي
فقط أُصغي إلى راوٍ ومُوْرٍ
وجمري عن رمادِ النارِ سالِ
إلى أنْ باغتَ الصيادُ قلبي
وذُقتُ بمُرِّهِ حلوى وبالي
وغنى حول مبسمِها فراشٌ
ورفرفَتِ الطيورُ على الجبالِ
أمسُّ بآهها آهي رنيناً
ليرقى الكأسُ في شفةِ الثُمالِ
كذاكَ جرى بغُنَّتها أَغُنُّ
أضاع جنوبَه بعدَ الشَّمالِ
أتيتُ الشِعرَ من ريقٍ وحِبرٍ
تكاشفَ فيهما سِرُّ الجمالِ
أُثقِّبُ نايَ غيمٍ ظلَّ يهمي
وأسحبُ من لَهى بئري حِبالي
زهت ألوانُها بالخدِّ طيباً
أُعبي من فواكهِها سِلالي
وإن غافلتُ وجنتَها بلثمٍ
تقفَّى النحلُ في زهرٍ كمالي
سمعتُ الثغرَ يغزلُ بالحكايا
وما قالتْهُ سَوسنةٌ لخالِ
وياشوقاً أُسَفِّرُهُ بحُلْمي
على جُنحَيْكَ مبلولَ الوصالِ
ويا أُفقاً تبناهُ شراعي
بغيرِ الريحِ وجداَ لايُبالي
كفاكِ الشمعُ مِئذنةً لليلٍ
تعالَيْ خلفَ شاخصِها تعالَيْ
لماذا الحُبُّ يكوينا وننسى
أثارَ حفيظةَ الهاوي سُؤالي ؟!
تشُقُّ الماءَ سُفْني والفيافي
أُلمِّعُ في صواريها خيالي
إذا أحببتُ خاتمةَ الحبارى
فمالك يا هوى ليلى ومالي ؟!
أُطوِّرُ *جينةَ العشاقِ فناً
وهندسةُ الوراثةِ من مجالي
مقامُكَ في الغرامِ بأَلفِ قَصْرٍ
أنا عبدٌ وأنتَ عليَّ والِ .
محمد علي الشعار
7-8-2018

قيامات ... // كُتبَ النص بمداد الشاعر // د. وليد عيسى موسى // العراق

..قيامات ...........
.......................................................
( 1 )
........
أخون أي شىء 
أخون كل شىء
إلا هواك ..
وألضمير ..
وألعرض وألوطن .
(2 )
...............................
نام ألغريق عمقه ..
لم تسعف ألتعويذة ..
فراقهِ ِلم يكمل الحجاب
لم ينفعه ..
حتى دعاء أُمه ..
من بعد ان قد أقلع
لم يحفظ ..
ولم يقف بصفه .
تبدد ما قد بقي من حظه ..
مابين ماء قد سكن وبين ناب
وحلمه ألبسيط حدا لم يسفر عن أيها شفاعة
مخلفا للقاع وهو يغص .. فقاعة ...
نهاية مهولة ألبشاعة ..
من وحشة مريرة بفاعه .
( 3 )
.........................
ألصولجان قد رفع ..
وأبعد ألعصابة
عن عينه ألمصابة..
عصابة ألجلد ألعتيقة
ألتي وضع تخفيا عن أعين ألرقابة
وقف كما كان وقف كلقطة معادة
*معلمي نيرو ن سيد ألمهابة
قد أوجز ألرسالة
إن شئت تعتلي منصة ألخطابة
عليك قبلا تغسل قاني ألدم كل ألقدم
ثم تضع لاترفع عن راسك ألعمامة ..
تشير للعلامة
لساعة ألقبامة .
تبت يد وألف تب
من جعل ألباطل ركن أساس من أُسس ألعبادة .