من يحاكمُ الحاكم ؟!...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
على أيِّ جدارٍ
أسندُ غربتي ؟!
والسّحالي تستعمرُ بيتي !!
ومِن أيِّ جفافٍ أشربُ ؟!
والتّماسيحُ تعبثُ بأنهاري !!
ياوجعَ الرّوح
لمن أشكو موتي ؟!
ووطني تحوّلَ لمقبرةٍ جماعيّةٍ !!
قتلوا فرحةَ السّنابلِ
سرقوا ضوءَ الضّحكةِ
اغتصبوا إرادةَ السّنديانِ
أجبروا الماءَ على التّيبسِ
الهواءَ على الجّفافِ
صارت أشجارنا رماداً
فمن يحاكمُ الحاكمَ ؟!
ومن يحاسبُ الجّلادَ ؟!
وقد باعنا من يناصرنا
تخلى عنّا جنحنا
رأسُ السّوريّ مقابلَ شربةُ ماء
ياللعارِ ..
يامن بلا شرفٍ يحيونَ
ياللفضيحةِ ..
يامن تناسلوا من الرّذيلة
ياويلكم من الله
ياكفرة ..
ماذا فعلتم ببلادي ؟!
تركتم الشّيطان يتبوّأ عرشها
يستبدلُ سكانها بالقردة
هدّمَ فيها خصائص الحياة
وتركَ الموتَ
في أوصالها يسعى .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
عِنْدَ مُفْتَرقِ الهَديرِ...
على قَميصِ يُوسُفَ..
أنامِلُ حَرَقَها الشّوْقُ..
تساَقطَتْ رمادًا..
أيا زُليْخَةُ:لَمْلِمي حُطامَ جُرْحٍ
خزّنَ نشيجَ ذكْرى
اخْبِزِي الطّينَ في تنّورِ الصّبْر
أقْراصًا شقْراءَ
لا تتعجّلي..
"تأنّقي و تجمّلي"..
فالنّسْوةُ لمْ يقْطعْنَ أيْدي الانْتظارِ
بعْدُ..
أيا زُليْخَةُ..لا تيْأَسي
فإكسيرُ الشّبابِ نَمَا
بيْن الطّحالِبِ والصّخور
نبْتةً خضْراءَ عنيدةً..
على ضفّةِ مُغْتَسَلِ "أيّوبَ"
وشْمةً فريدةً على زِنْدِ الحقيقةِ
تشْهدُ على انْبثاقِ الدّهْشةِ
على انْثيالِ الذّهولِ والحكْمةِ
على تعثّرِ الزّمنِ في أذْيالِ الكِبّرِ
على شهْقةِ اللَحْظةِ
في حُنْجُوةِ الصِّبا..
والرّيحُ رخاءٌ صَبَا..
وسنابِلُ الأنينِ تنُوءُ بحَمْلِها..
تسْعاً وتسْعينَ لَهْفةً..
قَدَّهَا الصَّمْتُ "منْ دُبُرٍ"
والشمْسُ تقِفُ على ذيْلِ العِقابِ
تَتْلُو طُقُوسَ الانْتِقامِ..
فلا عَفْوَ ولا ثَوَاب..
تُسْقِطُ حِمَمَ العِشْقِ على..
جدائلِ النخيلِ المضفورةِ شيْبا..
و وَهْماً..
وبناتُ الرّبيعِ مصطَفَّاتٌ..
واجِماتٌ..منْتظِراتٌ
نجْمةً شارِدةً أوْ عبيراً يشُقُّ عصا التَّرْكيعِ
والتَّطْبيعِ..
أيا زُليْخَةُ..لا تغْرَقِي في لجَّةِ الملْحِ
فِنْجانُكِ مُتْرعٌ أمْواجًا..
اقْطِفِي سِرَّالبحْرِ المرْصود
بيْن أهْدابِ الخُرافاتِ
وطيَّاتِ الوجود..
الأصْدافُ تنبِضُ..
وجنينُ الحياةِ يصْرُخُ
طهِّرِي الحنينَ بما تحْمِلينَ منْ هديرٍ
ذاتَ شوْقٍ ..
ذاتَ شُرُوقٍ...
فاطمة سعْدالله/تونس
(15/8/2017)
/عودة/
أرسم طريقتي إليك
و قد انزلق عقلي عبر
التدبر يكرس حظوة
فاستقر المقياس بلا مساس
و قد قسم زمننا إلى فصول
أجس قول الحب
و في كرة وافقته
و أخرى وثقته
و قد تخللنا فراق
لا يلبث فينجلي حين أطوي المسافات
أجعلها دون الفرسخ أو قاب..
عزيزتي قد مرت بنا عجاف
و حق التمكن فلا ضير في تمنع
يزيد الوجد نشوة فرب
قصي إلى الفؤاد دني
و قد زرنا غبا نطلب حبا
عبدو الكسيري الكوشي
"الصور القديمة"
في غرفتي
الوحيدة
تبكي الصور
القديمة
المعلقة على جدران أوجاعنا
أنا ابكي ايضآ
حين أنظر اليها
أنها لا تشبهني كثيرآ
رغم ذلك أحس بأنني
أشبه برجل يحتضر..!!
يقوم بترتيب
آخر بيت يآويه.
خفق
لجرحك في ثغر اﻷهلة باسم
و رب قوافي الليل و النجم *حازم
تطير بجنحي السحاب الى المدى
و يزهر كف من خراجك دائم
فيا رب بارك باﻷحبة كلهم
أنا أنت و الحرف المبجل سالم
أنا صدف في الشط ينقذ نفسه
و *درك في لج البﻻغة عائم
زرعت بخضر الكتب بذرة عاشق
و فاضت بزرقاء اليراع مواسم
و هذي ضلوعي في التحايا يلفها
نخيل من الود الفراتي قائم
و خفق فراش باﻷريج معطر
تمر به صحوا و جفنك نائم
أراك على قدر احتراقي و دمعتي
فنصفك من شمس و نصفك غائم
و ما بين أفق ﻻمع في جبينه
و قطرة غيم تستشف عوالم
و يدخر الشوق القديم بريشه
فأكثر ذكراه بريدا حمائم
و تلك انثياﻻتي يكللها الندى
هوى ، عند غير الذائبين هزائم
و من كان ﻻ يسقى السراب بكأسه
مشى نحو حق ساطع وهو واهم
سأشعل بعد اليوم شمعي على الضحى
ليرتاح من اشعاع ليلي ﻻئم
لمست بأقراط الغصون أغانيا
و كاغت بأنسام الحفيف براعم
و من أين لي تاج تبرج بالسنى
تكسر من شوق إليه سﻻلم ؟!
يغيض على سطري المداد بجملة
و ليس لطوفان المشاعر عاصم
إذا فرق الله الظﻻل على النوى
تأزر بالنخل السماوي هائم
أخيط لأثواب المﻻك قوافيا
وخيطي حرير من دموعي ناعم
سآخذ من ليلي ليوسف قمحة
و عشرا لسجدات اللقا و هو حاكم .
محمد علي الشعار
3/9/2017
رفوف
••••
أفتحُ مشاجب العشقِ
لأركب أراجيحَ الطفولة
وعجلات المراهقة التي تتابع خطوط الشمس
وجدتُ
في الرفِ الأول من عمري
هلالاً خائباً لم تره عين ،
وفي الثاني بعد اكتمال سواد لحيتي
مسحتُ
دمعةً مترقرقة على خد يتيم ،
أما الثالث قبل وعكة قلب
أنزعُ
الثوب الحزين من كتفِ أمٍ ،
وفي الرف الأخير
أمشي
وحيداً على عكازٍ
مع سرايا الموت التي تمشي بانتظام
الى وادي السلام المكتظ بالغبار ،
سأغلق الباب وأسدل الستار
وأستلقي على سرير التمني
ربما يأتي عيد جديد أو عمر مديد....
———————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٤-٩-٢٠١٧
ملامح الغربة ...
.........../أدهام نمر حريز.
صورتي المنعكسة
تتراقص في قدحاً مهتز
طاولتي صفحات السنين
اتوسد حروفاً لن تجف
أغوص في محيط صاخب
كسحب عقيمة
احتجبت عن الرياح
السماء رمادية
نوافذي تغرق في العتمة
لحن حزين يوشح نفسي
ابعثر ما تبقى على راحتي
من أيام كاذبة
تقاسيم طريقي لغة مبهمة
لا تعشق الخطوات
كأوراق الاشجار احتضنت عروقها
بعد أن سئمت الارتفاع
خارطتي جدران المدينة البعيدة
امد نحوها حبالي المتقطعة
انسج حولها قصة وطن
ضاع في سفرٍ طويل
......./أدهام نمر حريز-بغداد 2017/8/30
رسالة من فوق الماء........
........،،،،،،،،،عذرا للاستعارة.من اسم قصيدة الشاعر العظيم نزار قباني
اكتب فوق الماء رسالة
والحزن بحار اسكبه
والمعشوقة دنيا
اكبر من كل الاحلام
اكتب مرثية عمر للقمر
....
اكتب والماء يجللني
والدمع غيوم تمطرني
والمحبوبة خلف جبال تنطرني
اكتب اغنية للامل
...
اكتب والماء يعلمني
والوجد بلاد ترفدني
والمحبوبة خلف قرون تنطرني
اكتب شعرا للمطر
.....
اكتب والماء يبللني
وتلعشق نهار يطردني
والمحبوبة فوق ليال تندهني
اكتب خجلا في ساحة ايامي
.....
اكتب والماء يجسدني
والفقد صحار تبغضني
والمعشوقة فوق سراب تكلؤني
اكتب سطرا يعرفني
....
اكتب والماء يكذبني
والعزم جدار يخنقني
والمقصودة سيف يذبحني
اكتب اني العاشق والجاني
....
بعد سني اخرج من عمري
اجد المظروف طريق
اجد الامواج تفيق
اجد الساحة مرعى
مرعى للقاصي والداني
اجد النهر يباب
اجد المحبوبة صخرا
والاشواق تراب...
أبدا لن أكون
...............
أبدا لن أكون
جارية فى قصر معاليك
انتهى عصر الجواري
ومات النخاس..
وأنت كما أنت..
تتوهم التغيير
دون أن تدري أنك غارق
فى عشق الأنا حتى أذنيك
تنصت إلى من ينافقونك من أجل مصالحهم ...
ويحملونك على الأعناق
أفق ياسيدي..
نتلهف بشغف إلى الدوران حول القمر
وأنت تحلم بالقصور والجواري..
ومزيدا من الحراس
إني بالفعل أشفق عليك
ماهكذا يكون الحب ياسيدي
الحب نسمات ملونه
على أجنحة الفراشات
الحب عزف عذب على أوتار الإحساس
حلم نحققه فى إنكار الذات
الحب أن اعشق حروفك
همساتك صراخك وصمتك
أن اتقبلك كما أنت
بكل التناقض والتضاد..
أن تكون سعادتك
محور اهتمامي
راحتك من سر ابتسامتي
وبريق عيني ومزيد من الحواس
ماتشعر به ياسيدي
هو حب الإمتلاك
وأنا ارفضه وإن اسكنني القصور...
لكنها قصور بلا نوافذ ولا أبواب..
كيف يدخلها الهواء؟.
خاطرة : هالة القمر
بقلم : صالح هشام
هالة القمر! هالة نور ونار تحيط بها جيوش العتمة. بتوجس لا تجرؤ على الاقتراب منها ! فالعتمة تخشى النور كما تخشى عقارب الصحراء ماء !
هالة القمر تمسح جسد تاريخ مسجى فوق بساط اللانهاية بخرقة حقيقة ، تحكي..و تراقب ذلك السجال الأبدي بين تناقضات الكون حياة و موتا ! تسرد لنا عبر مختلف الأزمنة و الأمكنة والعصور جدلية لامتناهية ، لكن هل تتوخى هالة القمر تجردا و موضوعية في كل ما تسرده ؟ أم أنها أيضا أصابها فيروس تزوير قاتل ،حولها عاشقة تاريخ أبيض نظيف ،فتلهث مع اللاهثين وراء ( تاريخ /مهزلة ) آه عفوا (مزبلة ) اعذروني لا عظمة في لساني فقد زل !
تحكي لنا حكاية ليست حكاية خوارق وأساطير ، فقط حكاية عصب الحياة وديدن الوجود : حكاية صراع أبدي بين النور والظلام ! بين الخير والشر ! بين الأمس واليوم ! بين الحب والكراهية !بين التعاسة والشقاء ! بين وبين ! بين وبين ، إلى أن يرث الله الأرص ومن عليها !
تخبو وتومض هالة القمر : تحمر ، تتورد ، فتخجل من الحديث عن تاريخ عربي مفصل على مقاسات خاصة : كله نظيف ، لا عيب فيه ، من خطيئة قابيل إلى جرائم (تأبط شرا ) وقتله المائة شخص إلى جرائم قادة ملوثة أيديهم بدماء محتجين في ساحات الاعتصامات طلبا للخبز وشئ من كرامة مصادرة ، في كل عواصم العرب التي اجتاحتها رياح ربيع الغضب ، غضب ساطع آت...آت..آت لا محالة )
لكن هذه سحابة صيف عابرة، لا يمكن أن تؤثر على نظافة تاريخنا العربي ،والذي يجرؤ على تدنيسه باسم الحرية تتلمس قفاه سيوف الفاتحين ومقصلات العصور الوسطى ، وعهر السياسيين في غفلة من الضمير البشري الضامر أصلا !
هالة القمر تتجاوز تاريخنا ، نتنفس الصعداء ، نشرب نخب نظافتنا، نفتخر بتاريخنا لا مكان فيه للأوساخ ،نحن منزهون عن الأوساخ ، نحب من الثوب الأبيض النظيف فهو اللباس و الكفن والعمامة ، البياض في ثقافتنا العربية رمز للطهر وصفاء النفس ، فلماذا لا يكون تاريخنا أكثر بياضا من لباسنا ؟
أن يكون صفحة بيضاء ،خالية من خربشات دعاة الحرية والخبز والكرامة ، فنحن نصنع التاريخ في مفهومنا ، لكن على مقاسنا ، وليسجل تاريخهم تاريخنا ، فنحن خيرأمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر !
دارة القمر تضيء ، تلمع ، جمالا ، تربت بنورها على ظهر ذلك الجبل الملتصق بناصية الأرض كالقرادة أبد الدهر ،تتربع عليه من القمة إلى الحضيض ، و تمسح عنه غبن ظلامنا و من على وجهه وشا ح سواد تاريخنا الأسود ! يسري نو رها في تلافيف سماء تلتقي زرقتها بزرقة البحر ، زرقة اللانهاية ، و يستحوذ عليها سواد الليل !
يبتعد القمر عن الأرض شيئا فشبيئا يتجاوز قمة الجبل بسلام كما تجاوز حكايته عن تاريخنا العربي : هالته كآلهة الجمال تغار منها الشمس ،و تخط جمال الجمال على جمال أديم السماء الجميل ، فلتجمع هذه الجيمات والميمات ربما تعطينا جملة مفيدة مجمجمة أو جمجمة تتكسر عظيماتها تحث طقطقة الأحذية البراقة ، جملة مجمجمة ربما تنجينا من حر السؤال وتحجر الجواب على الشفاه ، ولنتمتع بذلك النور عند مقدم قمر كل ليلة من ليالينا الطويلة الحافلة بالحكايا ! عند اكتمال هالة القمر ! يخجل القمر، فتتوقف شهرزاد عن حكيها ، ورقبتها لم تسلم بعد من حد صارم قهر الإنسان لأخيه الإنسان ، ربما سنستمتع بما تحكيه له و لنا عنا وعن تاريخنا ! ربما تساعدنا حكاياها على تشكيل وعي جديد ، وبناء تفكير يليق بدقة المرحلة !
هالة القمر : تجلي جمال الحقيقة في كل شيء ! فويق الجبل بضع مسافات ، تكتمل الدارة :غانية غجرية حوراء تفك عقال الحصان المجنح، البجاسوس حصان الشعراء فترميهم إلى التهلكة ، وتضفي عليهم لباس الزندقة حينا والمروق عن الملة والدين حينا آخر ، فيحرقون ويشنقون وتتمنع القصيدة على الجلاد وتستعصي على الموت !
هالة القمر ترسم أشكالا وأحجاما يتغنى بها الشعراء ! يهيم بها العشاق، فيفسرها ويستفيض في تفسيرها العلماء ،يقدسها أجدادنا !ونقدسها من بعدهم وإن اختلفنا عنهم في التفاسير، و اتفقنا معهم على أنها : مبدعة ، خلاقة ، صريحة ، شجاعة ! هالة القمر ستحكي لنا التاريخ ، ستمسح على وجهه بخرقة الحقيقة ،فهنيئا مريئا لك ،إلمعي كما يحلو لك وأومضي كما تشائين ،غوصي في صغائرهم ودناياهم وعدي خطاياهم ، إلا تاريخنا اتركيه ، لا تمسيه ، فهو غني عن حكاياتك وليس في حاجة إلى وميضك ، يا هالة القمر :
فنحن قوم ألوف الكلب ، هزيل البعير ، لكن بعيرنا محمر كدجاجة ، في بضع أكياس من أرز صيني ممتاز ، لكنه لا يكفي إلا شخصا واحدا ، وما يتبقى منه أولى به حاوية القمامة !
هالة القمر ترسم جلجامش ثلثاه آلهة وثلثه بشر : وحش يصارع وحشا بحثا عن السطوة والسلطة والخلود ،صراع الوحوش، و أنكيدو مجرد هشيم يابس تحت حوافر الوحوش ! جلجامش يهزم خمبابا ، جلجامش يقتل خمبابا ! أنكيدو شاهد عيان ، لم يشارك في اقتراف الجريمة، بريء من القتل ،براءة الذئب من دم يوسف ، لكنه لبس لباس القتل قهرا ، كلام جلجامش هو الكبير فكان المسكين المقتول،
ومن يتجرأ على أن يخالف ما يراه ، يعتقده، يحسه أو يقوله جلجامش ! يموت أنكيدو ، يفشل جلجامش في تحقيق الخلود تهزمه حية رقطاء ، يتفشى العداء بين الزواحف والبشر ! يسن قانون فناء البشرية ،عبء جديد على كاهل التاريخ إلا النظيف منه !
هالة القمر تحكي لنا حكاية جدلية الحاكم والمحكوم القوي والضعيف ،الفيل والنملة ! بو فسيو والسبع : وقد علمونا صغارا: "لا تحتقر كيد الضعيف ربما تموت الأفاعي بسموم العقارب" ، وعندما بلغنا سن الرشد علمتنا الحياة أن" البقاء للأقوى" وليس للأصلح ومن كل ماعلمونا تبرأت هالة القمر : ان بوفسيو طائر أصغر من حبة التين تحدى الأسد واحتل عرصة كان يستظل بظلها ، فنشبت بينهما حرب ضروس ، بين ذات الحوافر والاظلاف ، ومختلف الحشرات من ناموس و بعوض ، ومازالت الحرب قائمة إلى يومنا هذا .وما زالت هذه الكائنات المجهرية تستبيح جسد ملك الغابة ، وتفتض بكارة هيبته !
هالة القمر تحكي لنا أن :نيرون أحرق شعبه ،آه عفوا أحرق مدينته لكن فيها شعبه ، روما يلفها اللهب ! تستغيث ، بمن ؟! لا احد يسمع صراخها ، يغتصبها نيرون ! ومن بمقدوره سماع صرخات ضحايا نيرون ! فالخوف يأخذ منهم السمع والبصر ، إنه نيرون ! لكن من هو نيرون ؟
طاغية لم يحسن اختيار شعبه ، اختار الشعب الخطأ ، اللعبة الخطأ فهو يستحق كل شعوب الأرض، فيسحق كل شعوب الأرض فشعبه لا يستحقه، فليحرق هذا الشعب ! يختار غيره فالشعوب كثيرة ، إنها كالأحذية ، و الأحذية لها مقاسات ! ونيرون لا يختار إلا المقاس الذي يليق بقدمه المقدسة ؟ قدمه التي تسحق شعبه كالبعوضة ! الشعب كله لا يساوي فردة حذاء نيرون ! يحب ان يتمتع بشعبه الجديد ويمارس السلطة والتسلط ! القديم يشوش عليه ، فلتحرق المدينة عامرة لا خالية ، فلتحرق وفيها شعبها !
الشعوب كلها مضغة شوينكوم مستورد ، يسحقها الفكان ! يتعبان من المضع والطرطقة فترمى في مزبلة التاريخ ! مزبلة ملأى بشعوب ، رفضها حكامها ! لم يستسغها ذوق حكامها ! شعوب تحكي عن مآسيها هالة القمر !
هالة القمر شاهدة على جميع جرائم البشر ، تحكي عن حمق نيرون و سطوة الحجاج وشره بوكاسا ، وجنون هتلر ،شاهدة عن أول جريمة يرتكبها إنسان في حق أخيه الإنسان ، منذ هابيل وقابيل إلى محرقة روما، إلى محرقات البشر في القرن الواحد والعشرين :
جدلية جلاد و مجلود !
قاتل ومقتول!
ظالم مظلوم !
جدلية ستظل تحكي عنها هالة القمر إلى الأبد !
بقلم الأستاذ :صالح هشام / المغرب
مخيم أمسا/ تطوان 4/8/2015
اللـــــــــــــــيلة عـــــــــــــيد
-----------------
نامت عيون الجبناء
اطمئنوا للغزو للاحتلال
تيقنوا من خلو الشوارع من الأبناء الشرفاء
قتلى مهجرون محجوزون أسرى في غياهب السجون
لم تنم جراح الوطن المظلوم
استيقظت أطيافاً
ملائكة مملوءة العبرات على أشواك الورد وأغصانها الخضراء
يا وطني يقولون الليلة عيد
مازلنا أسرى في السجون
الشوارع الساحات حتى في البيوت
يا حبي الأول والأخير نعاني الغربة
وجع ذكريات الأيام
نمت الأدغال امتدت في حدائقك الغنَّاء
تغلّف الامواج الصفراء كل الاحياء
تفرقت أكفنا وأيدينا وأرواحنا
سُوِّيَت بعض سواقينا الأخرى
أغرقت في بحار الصمت
صرنا حلم من الماضي يا للشقاء للتعاسة للازدراء
بالأوهام نحيي الأيام الفواجع وأمسَنا التائه الضائع
نغني للبلوى نصفق لليل ونهتف للحضور
نهنئ عشاق جاءوا من وراء البحار
آه يا عازف العود العتيق معبود عصرٍ قد مات من الندم
في الأوهام غاصت قدماي في الأوحال
أرى صبي مأواه الأرصفة
جاء يعلن مدينتنا للبيع في المزاد العلني
مدينتنا من الفل والريحان
طيف من الاغتراب علَّمني أسرار الكره والمقت الحرام
شهب للطواغيت مشاعل للمساكين
موج أخضر
لا تأسى البحر الساجر أمواج لا تحصى
تُهدر تعلمنا الحكمة لليوم الموعود
لا تبتأس سأثأر دونك
فلا تخشَ بأس القوم الجبناء
*****
د.المفرجي الحسيني
الليلة عيد
28/8/2017
العراق/بغداد
لا تـــــــــــقبل الاعـــــــــذار
--------------------------
نسوك بالتوافه باعوك لا تقبل الاعذار
لا بعد اليوم من يفديك
وطن منسّي متروك على الرّف
مدن الغبار تبكيك ودمع البحر لا يكفي
احزان امي واختي اودعتها المآقي نضبت
تقطّعت حبال صوتي انهكني التعب
سلّة الهّم اثقلت هامي ما زلت
سفينتي تمخر عباب بحر العمر
باحثة عن مرسى شاطئيك
حزين حزن يعقوب اغسل الذنوب
هاجرت تركت الروح معلقة
قنديل بين كتفيك
عال كبرياء كالشمس في علياها
في حاضرك الأليم الحزين
لا كلام يشفيك يصبغون وجهك المليح بالدماء
منهم من لبس ثوب الاله وبعضهم عمائم شيوخ
كلهم تدحرجوا من خارج التاريخ
تسللوا اليك جبان كذاب صعلوك
ليت الرصاص يثقبني الف مرة
واقتل مثلها لينحر مغتصبك وغازيك
******
د.المفرجي الحسيني
لا تقبل الاعذار
العراق/بغداد
3/9/2017
قصيدة بعنوان : (سورة النسف 6- الجزء السادس)/ من ديوان : من قلب القبطان/ علاء طبال
...
#تمهيد : الوطن إما أمٌ رؤوم أو ماردٌ رجيم فالوطن أمٌ في بلادٍ لا تُعرف للشمولية و القهر و الظلم معانٍ لدى مواطنيها لكن الوطن ماردٌ في بلادٍ يرسف مواطنيها بأصفاد القهر و الظلم 1"كفرنسا عام 1796م التي غرقت بقلاقل الثورة الفرنسية الأولى الاجتماعية و السياسية فأغرقت معها مواطنيها و تعسفت في أحكامها عليهم فوصل بها الجور إلى الحكم على شقيٍ من أشقيائها بالسجن تسعة عشر عاماً و نيفاً لأنه سرق بعض أرغفة الخبز لإطعام سبعة أطفال, سرق بدافع من الإملاق, من الجوع, لم يسرق بدافع الاغتناء بل بدافع البقاء" فكان حرياً على المارد أن يسجن الحاكم و جلاوزته و زبانيته بدلاً من الجائع جان فالجان لأن السارق بدافع الجوع لا يسرق إلا إذا سدت كل منافذ الحياة دونه...... أجال جان فالجان بصره في السماء و قال : إلهي أنا لا أراك و لكنك ألا تراني ؟ ! !, من هنا فقط, فقط نفهم صياح 2"عبد الرزاق الجبران" : 3" و القلب و ليالي النهب و السلم و الحرب... إنه لألمٌ عظيم" و بكاه المر حينما زجر الأوطان : 4" لا تنصر وطناً يهزم الجياع".
سورية اليوم, فرنسا 1796م, لا فرق اختلفت الأسماء و الأزمان لكن تشابهت الآلام...
...
رتل سورة النسف على رأس الوثن
ليعود الوطن المخصي إلى منفى الوطن
...
قد هدني هذا الزمان و معصمي
معنى يترجم مفردات بكائي
سُرق الربيع و كل غصنٍ مورقٍ
عذاباتٌ تُساقُ من المآسي
ما زلت أشرب من دماء قصيدتي
و أصوغ حرفي من لهيب دمائي
أودعت فيها لوعتي و مواجعي
متجولٌ طيف الهموم بعالمي
و القيد يدمي و السجون توسعت
كم في الزمان معذبٌ و مشتتٌ
و لكم تبرأت من طهرها صلوات...
لا خير في وطنٍ بغير كرامةٍ
فالجهل خزيٌ و الخنوع ممات
و جعي يعذبني عليه فهل ترى
سأعيش أم سأموت بالحسرات
قد صدق من قال :
4" لا تنصر من الأوطان
وطناً يهزم الجوعان"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 : صفحة 10 من رواية البؤساء للعملاق الفرنسي فيكتور هوجو
2 : مفكر ديني عراقي, و مؤسس مشروع و مذهب الوجودية الإسلامية المتأثر بالوجودية الغربية و المبتعد عنها
3 : من كتابه : (جيندار)
4 : من كتابه : (لصوص الله : لإنقاذ اليوتوبيا الإسلامية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ