قصيدة بعنوان : (سورة النسف 6- الجزء السادس)/ من ديوان : من قلب القبطان/ علاء طبال
...
#تمهيد : الوطن إما أمٌ رؤوم أو ماردٌ رجيم فالوطن أمٌ في بلادٍ لا تُعرف للشمولية و القهر و الظلم معانٍ لدى مواطنيها لكن الوطن ماردٌ في بلادٍ يرسف مواطنيها بأصفاد القهر و الظلم 1"كفرنسا عام 1796م التي غرقت بقلاقل الثورة الفرنسية الأولى الاجتماعية و السياسية فأغرقت معها مواطنيها و تعسفت في أحكامها عليهم فوصل بها الجور إلى الحكم على شقيٍ من أشقيائها بالسجن تسعة عشر عاماً و نيفاً لأنه سرق بعض أرغفة الخبز لإطعام سبعة أطفال, سرق بدافع من الإملاق, من الجوع, لم يسرق بدافع الاغتناء بل بدافع البقاء" فكان حرياً على المارد أن يسجن الحاكم و جلاوزته و زبانيته بدلاً من الجائع جان فالجان لأن السارق بدافع الجوع لا يسرق إلا إذا سدت كل منافذ الحياة دونه...... أجال جان فالجان بصره في السماء و قال : إلهي أنا لا أراك و لكنك ألا تراني ؟ ! !, من هنا فقط, فقط نفهم صياح 2"عبد الرزاق الجبران" : 3" و القلب و ليالي النهب و السلم و الحرب... إنه لألمٌ عظيم" و بكاه المر حينما زجر الأوطان : 4" لا تنصر وطناً يهزم الجياع".
سورية اليوم, فرنسا 1796م, لا فرق اختلفت الأسماء و الأزمان لكن تشابهت الآلام...
...
رتل سورة النسف على رأس الوثن
ليعود الوطن المخصي إلى منفى الوطن
...
قد هدني هذا الزمان و معصمي
معنى يترجم مفردات بكائي
سُرق الربيع و كل غصنٍ مورقٍ
عذاباتٌ تُساقُ من المآسي
ما زلت أشرب من دماء قصيدتي
و أصوغ حرفي من لهيب دمائي
أودعت فيها لوعتي و مواجعي
متجولٌ طيف الهموم بعالمي
و القيد يدمي و السجون توسعت
كم في الزمان معذبٌ و مشتتٌ
و لكم تبرأت من طهرها صلوات...
لا خير في وطنٍ بغير كرامةٍ
فالجهل خزيٌ و الخنوع ممات
و جعي يعذبني عليه فهل ترى
سأعيش أم سأموت بالحسرات
قد صدق من قال :
4" لا تنصر من الأوطان
وطناً يهزم الجوعان"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 : صفحة 10 من رواية البؤساء للعملاق الفرنسي فيكتور هوجو
2 : مفكر ديني عراقي, و مؤسس مشروع و مذهب الوجودية الإسلامية المتأثر بالوجودية الغربية و المبتعد عنها
3 : من كتابه : (جيندار)
4 : من كتابه : (لصوص الله : لإنقاذ اليوتوبيا الإسلامية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...
#تمهيد : الوطن إما أمٌ رؤوم أو ماردٌ رجيم فالوطن أمٌ في بلادٍ لا تُعرف للشمولية و القهر و الظلم معانٍ لدى مواطنيها لكن الوطن ماردٌ في بلادٍ يرسف مواطنيها بأصفاد القهر و الظلم 1"كفرنسا عام 1796م التي غرقت بقلاقل الثورة الفرنسية الأولى الاجتماعية و السياسية فأغرقت معها مواطنيها و تعسفت في أحكامها عليهم فوصل بها الجور إلى الحكم على شقيٍ من أشقيائها بالسجن تسعة عشر عاماً و نيفاً لأنه سرق بعض أرغفة الخبز لإطعام سبعة أطفال, سرق بدافع من الإملاق, من الجوع, لم يسرق بدافع الاغتناء بل بدافع البقاء" فكان حرياً على المارد أن يسجن الحاكم و جلاوزته و زبانيته بدلاً من الجائع جان فالجان لأن السارق بدافع الجوع لا يسرق إلا إذا سدت كل منافذ الحياة دونه...... أجال جان فالجان بصره في السماء و قال : إلهي أنا لا أراك و لكنك ألا تراني ؟ ! !, من هنا فقط, فقط نفهم صياح 2"عبد الرزاق الجبران" : 3" و القلب و ليالي النهب و السلم و الحرب... إنه لألمٌ عظيم" و بكاه المر حينما زجر الأوطان : 4" لا تنصر وطناً يهزم الجياع".
سورية اليوم, فرنسا 1796م, لا فرق اختلفت الأسماء و الأزمان لكن تشابهت الآلام...
...
رتل سورة النسف على رأس الوثن
ليعود الوطن المخصي إلى منفى الوطن
...
قد هدني هذا الزمان و معصمي
معنى يترجم مفردات بكائي
سُرق الربيع و كل غصنٍ مورقٍ
عذاباتٌ تُساقُ من المآسي
ما زلت أشرب من دماء قصيدتي
و أصوغ حرفي من لهيب دمائي
أودعت فيها لوعتي و مواجعي
متجولٌ طيف الهموم بعالمي
و القيد يدمي و السجون توسعت
كم في الزمان معذبٌ و مشتتٌ
و لكم تبرأت من طهرها صلوات...
لا خير في وطنٍ بغير كرامةٍ
فالجهل خزيٌ و الخنوع ممات
و جعي يعذبني عليه فهل ترى
سأعيش أم سأموت بالحسرات
قد صدق من قال :
4" لا تنصر من الأوطان
وطناً يهزم الجوعان"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 : صفحة 10 من رواية البؤساء للعملاق الفرنسي فيكتور هوجو
2 : مفكر ديني عراقي, و مؤسس مشروع و مذهب الوجودية الإسلامية المتأثر بالوجودية الغربية و المبتعد عنها
3 : من كتابه : (جيندار)
4 : من كتابه : (لصوص الله : لإنقاذ اليوتوبيا الإسلامية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق