الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

تشعرين / للشاعر الاستاذ : عبد الزهرة خالد // العراق

تشعرين
--------
تزحفين في حياتي 
زحفاً 
كالشمسِ نحو الغروبِ
تأخذينَ كلّ شيءٍ..
تهربين 
وتختفي أشعاري 
خلفكِ 
كأنكِ أكبرُ كوكبٍ من ضوءٍ
أو هالةٍ من ظلامٍ 
في سماءِ عمري الخامسةِ والستين
تأتين قبلَ الفجرِ بقليلٍ 
ترنيمةَ الصلاحِ 
أو تهجدَ كاهنٍ 
يغفو في صومعةِ الأملِ 
تطرقين 
جوفَ الناقوسِ
لتتجمهرَ حولكِ أشواقُ القلبِ
ألتفُ حولكِ كخيوطِ الحريرِ
تزهدين 
ثمنَ النبضِ المعتق
بخوابي الاضلاعِ
في قبو المعاصي
كأنكِ إمرأةُ نوحٍ
تسخرين من سفينةِ الغرقِ المحتّم 
وتنجين لوحدكِ 
لا عاصمَ ولا معصوم 
من حبّكِ الباقي 
كالمذهبِ حينما يغطي الدينَ 
في تفاصيلِ شريعتي 
كتبتها الألواحُ 
في عالمِ الذّرِ وقبل معرفةِ الحنينِ
تزحفين
مثل الزّمن 
من أولِ هرولةٍ لعقربِ الوقتِ الحزين 
الى اللفةِ الأولى والأخيرة 
هي من صنعِ ذلك الزحفِ الأمين 
نحوي 
أنا المقصودُ
قبل أن تشقَ العصا 
هيجانَ بحرِ العبورِ
إلى عسكرةِ التضادِ
وحشودِ الاتفاقِ 
على أنكِ المنتصرةُ الوحيدة 
في كوّنٍ كادَ أن يزولَ 
الى ساعةٍ رمليةٍ بسيطة 
تنسكبُ على ماعونٍ مسطّحٍ 
لتنزلي 
من أركانِ المنضدةِ 
تدّبين بين أناملي 
لأنّي المسكينُ الغارقُ بين أبجديةٍ فاحتْ
من قناطيرِ الشعرِ 
لأنٰك تقرئينِ ولا تدركين 
أني أنا هنا أكتبُ
من حيث تشعرين أو لا تشعرين ٠٠ 
---------
عبدالزهرة خالد
البصرة ١٧-٩-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق