الاثنين، 25 سبتمبر 2017

وأد مختلف // للشاعر الاستاذ // هاشم لمراني // المغرب

ــــــــــــــــــ
وأد مختلف
ـــــــــــــــــ
أبدأ بالقول الساخن كالمعتاد ..
وقروح الزمن دوائر حمراء..
كأضواء منع المرور. 
أبدأ بالحكايات الشرقية..
بألف ليلة وليلة .
لأنني يا معبودتي أجتر أحلام كيليوباترة .
أنفخ في مزامير الزمن الغابر ..
نفخة .. فنفخة .
يأتيني الحلم ناصعا ..
أفقد في ذاتي حكمتي ..
لأفيض وديانا عبثية .
أفقد سر الوصية .
في عينيك تموت تراتيلي الحزينة ...
قبل شفق العشية.
في صدرك تدفن العنقاء بهولها... 
تدفن القضية .
كيف ولى عشق المقدمات الغزلية ؟
كيف ابتلعت ذاتي ..
دواوين شعر تجمع الحب العذري، والإباحية ؟
كيف جفت حنجرتي ..
والكأس في يدي ملأى..
وأوتار زرياب تسبي القلوب المهمومة ..
المحمومة ؟
حين دثرت فيك الموت لأول مرة ..
وزرعت بين ضلوعك نصحي ..
كنت قطعة شمع تقبل كل الأشكال.
تقذف النار قبل أن يحرق ثوب زفافها ..
وتغني أغنية الرفض بصوت مخنوق.
كنت الرسم الذي لا يفهم ..
خليط من اللون الأزرق، والأحمر، والأصفر..
تعبير المحتجين على الليالي الراقصات ..
النساء العاريات.
وحين تنتفي فيك النضارة ..
ويصبح جلدك ثوبا لكل الفصول ..
يأتي ّعزرائيلّ مصحوبا بنغمات مزمار هندي وعصى 
ليحاسبك ..
ليعاقبك..
فيرهن أثوابك مقابل أن ترقصي رقصة عارية 
أن تجعلي للموتى آذانا صاغية ..
لأن الذين يحضرون زفاف عزرائيل فقط ينظرون.
لا يسمعون .. 
لا يتكلمون.. 
ويغيب الحلم عن ذاكرتي عندما أراك ..
يغيب نصحي . 
أغمض عيني على سوط وبطن منتفخ..
أفتحها على جنين يصرخ .
أسمع البكاء..البكاء..البكاء...
فأغرق في بحر الدموع./
(من أأرشيف 1978)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق