الاثنين، 25 سبتمبر 2017

سأكتبكَ صغيرتي ؛ رذاذ حنظل على شفة سكر // للشاعر المبدعة / زكية محمد الحسن // المغرب

سأكتبك صغيرتي "رذاذحنظل على شفة سكر"
زكية محمد
أعلم أن ولادتي اول الخيبات
عين أمي ترعاني بفزع
وأبي رجل تبرأت منه حمير القبيلة
فاختار ان يحرث سهل الله محبة 
ويتجرع من عباده كؤوس الغدر
بين يديه نبت خبز لذيذ
جهل جيبه فرحة العيد
الأقمار لم تستكشفه بعد
جزيرة من التحدي والصبر
هكذا حدثني شاهد قبره
ليلة التهجير والغضب
تركت موطني 
عند تربته الأبية
باكية للغوث سعيت 
من يحميني شبح الذل
معلقة بين قهر الماضي 
وشؤم المستقبل
أم رؤوم أبعدوها هناك 
طالتها خسة نخاس 
اهربي صغيرتي 
ربما يحتضنك الفجر
وئدت صرختي
هرولت وراء نجاتي
في متاهة المخيمات تهت
بين أسلاك الخيبات سقطت
لن اعلن إفلاسي
أنياب اسد غاضب 
غرست في لحم جيف
ومايليق بنبل الملوك الحيف
لكنني من جور الذل اشتكيت
فعلت..اجل للمحظور التجأت
بقانون" الضرورة اصل المستباح"
الشيء واللاشيء سيان
لن اورث سكوت أمي وخنوع أبي
احمل في قلبي الصغير جناحين
ينبت ريشهما مع هطول الدموع
وتحريض الشموخ
كنسر ثائرسأحلق يوما
لن يردعني قيد ولا غل 
لن يمسني كهن تدخل إنساني
يسجن كرامتي
بين خطوط الطول والعرض
أرض الله موطني 
بالدم نقشها الاحرار 
وآمن بها الأبرار
قدر لي ان انسى ملامح وطني
طهر من نجاسة القيد 
سبية للحق اثور واتمرد
اعلم ان موتي ليس نهاية الخيبات
في زمن تستنسخ فيه المصائب والزلات.
لكنها حكاية شفاه حلوة صغيرة
عافت حنظل الهجر
فاحرقت سجون الأموات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق