خاطرة : هالة القمر
بقلم : صالح هشام
هالة القمر! هالة نور ونار تحيط بها جيوش العتمة. بتوجس لا تجرؤ على الاقتراب منها ! فالعتمة تخشى النور كما تخشى عقارب الصحراء ماء !
هالة القمر تمسح جسد تاريخ مسجى فوق بساط اللانهاية بخرقة حقيقة ، تحكي..و تراقب ذلك السجال الأبدي بين تناقضات الكون حياة و موتا ! تسرد لنا عبر مختلف الأزمنة و الأمكنة والعصور جدلية لامتناهية ، لكن هل تتوخى هالة القمر تجردا و موضوعية في كل ما تسرده ؟ أم أنها أيضا أصابها فيروس تزوير قاتل ،حولها عاشقة تاريخ أبيض نظيف ،فتلهث مع اللاهثين وراء ( تاريخ /مهزلة ) آه عفوا (مزبلة ) اعذروني لا عظمة في لساني فقد زل !
تحكي لنا حكاية ليست حكاية خوارق وأساطير ، فقط حكاية عصب الحياة وديدن الوجود : حكاية صراع أبدي بين النور والظلام ! بين الخير والشر ! بين الأمس واليوم ! بين الحب والكراهية !بين التعاسة والشقاء ! بين وبين ! بين وبين ، إلى أن يرث الله الأرص ومن عليها !
تخبو وتومض هالة القمر : تحمر ، تتورد ، فتخجل من الحديث عن تاريخ عربي مفصل على مقاسات خاصة : كله نظيف ، لا عيب فيه ، من خطيئة قابيل إلى جرائم (تأبط شرا ) وقتله المائة شخص إلى جرائم قادة ملوثة أيديهم بدماء محتجين في ساحات الاعتصامات طلبا للخبز وشئ من كرامة مصادرة ، في كل عواصم العرب التي اجتاحتها رياح ربيع الغضب ، غضب ساطع آت...آت..آت لا محالة )
لكن هذه سحابة صيف عابرة، لا يمكن أن تؤثر على نظافة تاريخنا العربي ،والذي يجرؤ على تدنيسه باسم الحرية تتلمس قفاه سيوف الفاتحين ومقصلات العصور الوسطى ، وعهر السياسيين في غفلة من الضمير البشري الضامر أصلا !
هالة القمر تتجاوز تاريخنا ، نتنفس الصعداء ، نشرب نخب نظافتنا، نفتخر بتاريخنا لا مكان فيه للأوساخ ،نحن منزهون عن الأوساخ ، نحب من الثوب الأبيض النظيف فهو اللباس و الكفن والعمامة ، البياض في ثقافتنا العربية رمز للطهر وصفاء النفس ، فلماذا لا يكون تاريخنا أكثر بياضا من لباسنا ؟
أن يكون صفحة بيضاء ،خالية من خربشات دعاة الحرية والخبز والكرامة ، فنحن نصنع التاريخ في مفهومنا ، لكن على مقاسنا ، وليسجل تاريخهم تاريخنا ، فنحن خيرأمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر !
دارة القمر تضيء ، تلمع ، جمالا ، تربت بنورها على ظهر ذلك الجبل الملتصق بناصية الأرض كالقرادة أبد الدهر ،تتربع عليه من القمة إلى الحضيض ، و تمسح عنه غبن ظلامنا و من على وجهه وشا ح سواد تاريخنا الأسود ! يسري نو رها في تلافيف سماء تلتقي زرقتها بزرقة البحر ، زرقة اللانهاية ، و يستحوذ عليها سواد الليل !
يبتعد القمر عن الأرض شيئا فشبيئا يتجاوز قمة الجبل بسلام كما تجاوز حكايته عن تاريخنا العربي : هالته كآلهة الجمال تغار منها الشمس ،و تخط جمال الجمال على جمال أديم السماء الجميل ، فلتجمع هذه الجيمات والميمات ربما تعطينا جملة مفيدة مجمجمة أو جمجمة تتكسر عظيماتها تحث طقطقة الأحذية البراقة ، جملة مجمجمة ربما تنجينا من حر السؤال وتحجر الجواب على الشفاه ، ولنتمتع بذلك النور عند مقدم قمر كل ليلة من ليالينا الطويلة الحافلة بالحكايا ! عند اكتمال هالة القمر ! يخجل القمر، فتتوقف شهرزاد عن حكيها ، ورقبتها لم تسلم بعد من حد صارم قهر الإنسان لأخيه الإنسان ، ربما سنستمتع بما تحكيه له و لنا عنا وعن تاريخنا ! ربما تساعدنا حكاياها على تشكيل وعي جديد ، وبناء تفكير يليق بدقة المرحلة !
هالة القمر : تجلي جمال الحقيقة في كل شيء ! فويق الجبل بضع مسافات ، تكتمل الدارة :غانية غجرية حوراء تفك عقال الحصان المجنح، البجاسوس حصان الشعراء فترميهم إلى التهلكة ، وتضفي عليهم لباس الزندقة حينا والمروق عن الملة والدين حينا آخر ، فيحرقون ويشنقون وتتمنع القصيدة على الجلاد وتستعصي على الموت !
هالة القمر ترسم أشكالا وأحجاما يتغنى بها الشعراء ! يهيم بها العشاق، فيفسرها ويستفيض في تفسيرها العلماء ،يقدسها أجدادنا !ونقدسها من بعدهم وإن اختلفنا عنهم في التفاسير، و اتفقنا معهم على أنها : مبدعة ، خلاقة ، صريحة ، شجاعة ! هالة القمر ستحكي لنا التاريخ ، ستمسح على وجهه بخرقة الحقيقة ،فهنيئا مريئا لك ،إلمعي كما يحلو لك وأومضي كما تشائين ،غوصي في صغائرهم ودناياهم وعدي خطاياهم ، إلا تاريخنا اتركيه ، لا تمسيه ، فهو غني عن حكاياتك وليس في حاجة إلى وميضك ، يا هالة القمر :
فنحن قوم ألوف الكلب ، هزيل البعير ، لكن بعيرنا محمر كدجاجة ، في بضع أكياس من أرز صيني ممتاز ، لكنه لا يكفي إلا شخصا واحدا ، وما يتبقى منه أولى به حاوية القمامة !
هالة القمر ترسم جلجامش ثلثاه آلهة وثلثه بشر : وحش يصارع وحشا بحثا عن السطوة والسلطة والخلود ،صراع الوحوش، و أنكيدو مجرد هشيم يابس تحت حوافر الوحوش ! جلجامش يهزم خمبابا ، جلجامش يقتل خمبابا ! أنكيدو شاهد عيان ، لم يشارك في اقتراف الجريمة، بريء من القتل ،براءة الذئب من دم يوسف ، لكنه لبس لباس القتل قهرا ، كلام جلجامش هو الكبير فكان المسكين المقتول،
ومن يتجرأ على أن يخالف ما يراه ، يعتقده، يحسه أو يقوله جلجامش ! يموت أنكيدو ، يفشل جلجامش في تحقيق الخلود تهزمه حية رقطاء ، يتفشى العداء بين الزواحف والبشر ! يسن قانون فناء البشرية ،عبء جديد على كاهل التاريخ إلا النظيف منه !
هالة القمر تحكي لنا حكاية جدلية الحاكم والمحكوم القوي والضعيف ،الفيل والنملة ! بو فسيو والسبع : وقد علمونا صغارا: "لا تحتقر كيد الضعيف ربما تموت الأفاعي بسموم العقارب" ، وعندما بلغنا سن الرشد علمتنا الحياة أن" البقاء للأقوى" وليس للأصلح ومن كل ماعلمونا تبرأت هالة القمر : ان بوفسيو طائر أصغر من حبة التين تحدى الأسد واحتل عرصة كان يستظل بظلها ، فنشبت بينهما حرب ضروس ، بين ذات الحوافر والاظلاف ، ومختلف الحشرات من ناموس و بعوض ، ومازالت الحرب قائمة إلى يومنا هذا .وما زالت هذه الكائنات المجهرية تستبيح جسد ملك الغابة ، وتفتض بكارة هيبته !
هالة القمر تحكي لنا أن :نيرون أحرق شعبه ،آه عفوا أحرق مدينته لكن فيها شعبه ، روما يلفها اللهب ! تستغيث ، بمن ؟! لا احد يسمع صراخها ، يغتصبها نيرون ! ومن بمقدوره سماع صرخات ضحايا نيرون ! فالخوف يأخذ منهم السمع والبصر ، إنه نيرون ! لكن من هو نيرون ؟
طاغية لم يحسن اختيار شعبه ، اختار الشعب الخطأ ، اللعبة الخطأ فهو يستحق كل شعوب الأرض، فيسحق كل شعوب الأرض فشعبه لا يستحقه، فليحرق هذا الشعب ! يختار غيره فالشعوب كثيرة ، إنها كالأحذية ، و الأحذية لها مقاسات ! ونيرون لا يختار إلا المقاس الذي يليق بقدمه المقدسة ؟ قدمه التي تسحق شعبه كالبعوضة ! الشعب كله لا يساوي فردة حذاء نيرون ! يحب ان يتمتع بشعبه الجديد ويمارس السلطة والتسلط ! القديم يشوش عليه ، فلتحرق المدينة عامرة لا خالية ، فلتحرق وفيها شعبها !
الشعوب كلها مضغة شوينكوم مستورد ، يسحقها الفكان ! يتعبان من المضع والطرطقة فترمى في مزبلة التاريخ ! مزبلة ملأى بشعوب ، رفضها حكامها ! لم يستسغها ذوق حكامها ! شعوب تحكي عن مآسيها هالة القمر !
هالة القمر شاهدة على جميع جرائم البشر ، تحكي عن حمق نيرون و سطوة الحجاج وشره بوكاسا ، وجنون هتلر ،شاهدة عن أول جريمة يرتكبها إنسان في حق أخيه الإنسان ، منذ هابيل وقابيل إلى محرقة روما، إلى محرقات البشر في القرن الواحد والعشرين :
جدلية جلاد و مجلود !
قاتل ومقتول!
ظالم مظلوم !
جدلية ستظل تحكي عنها هالة القمر إلى الأبد !
بقلم الأستاذ :صالح هشام / المغرب
مخيم أمسا/ تطوان 4/8/2015
بقلم : صالح هشام
هالة القمر! هالة نور ونار تحيط بها جيوش العتمة. بتوجس لا تجرؤ على الاقتراب منها ! فالعتمة تخشى النور كما تخشى عقارب الصحراء ماء !
هالة القمر تمسح جسد تاريخ مسجى فوق بساط اللانهاية بخرقة حقيقة ، تحكي..و تراقب ذلك السجال الأبدي بين تناقضات الكون حياة و موتا ! تسرد لنا عبر مختلف الأزمنة و الأمكنة والعصور جدلية لامتناهية ، لكن هل تتوخى هالة القمر تجردا و موضوعية في كل ما تسرده ؟ أم أنها أيضا أصابها فيروس تزوير قاتل ،حولها عاشقة تاريخ أبيض نظيف ،فتلهث مع اللاهثين وراء ( تاريخ /مهزلة ) آه عفوا (مزبلة ) اعذروني لا عظمة في لساني فقد زل !
تحكي لنا حكاية ليست حكاية خوارق وأساطير ، فقط حكاية عصب الحياة وديدن الوجود : حكاية صراع أبدي بين النور والظلام ! بين الخير والشر ! بين الأمس واليوم ! بين الحب والكراهية !بين التعاسة والشقاء ! بين وبين ! بين وبين ، إلى أن يرث الله الأرص ومن عليها !
تخبو وتومض هالة القمر : تحمر ، تتورد ، فتخجل من الحديث عن تاريخ عربي مفصل على مقاسات خاصة : كله نظيف ، لا عيب فيه ، من خطيئة قابيل إلى جرائم (تأبط شرا ) وقتله المائة شخص إلى جرائم قادة ملوثة أيديهم بدماء محتجين في ساحات الاعتصامات طلبا للخبز وشئ من كرامة مصادرة ، في كل عواصم العرب التي اجتاحتها رياح ربيع الغضب ، غضب ساطع آت...آت..آت لا محالة )
لكن هذه سحابة صيف عابرة، لا يمكن أن تؤثر على نظافة تاريخنا العربي ،والذي يجرؤ على تدنيسه باسم الحرية تتلمس قفاه سيوف الفاتحين ومقصلات العصور الوسطى ، وعهر السياسيين في غفلة من الضمير البشري الضامر أصلا !
هالة القمر تتجاوز تاريخنا ، نتنفس الصعداء ، نشرب نخب نظافتنا، نفتخر بتاريخنا لا مكان فيه للأوساخ ،نحن منزهون عن الأوساخ ، نحب من الثوب الأبيض النظيف فهو اللباس و الكفن والعمامة ، البياض في ثقافتنا العربية رمز للطهر وصفاء النفس ، فلماذا لا يكون تاريخنا أكثر بياضا من لباسنا ؟
أن يكون صفحة بيضاء ،خالية من خربشات دعاة الحرية والخبز والكرامة ، فنحن نصنع التاريخ في مفهومنا ، لكن على مقاسنا ، وليسجل تاريخهم تاريخنا ، فنحن خيرأمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر !
دارة القمر تضيء ، تلمع ، جمالا ، تربت بنورها على ظهر ذلك الجبل الملتصق بناصية الأرض كالقرادة أبد الدهر ،تتربع عليه من القمة إلى الحضيض ، و تمسح عنه غبن ظلامنا و من على وجهه وشا ح سواد تاريخنا الأسود ! يسري نو رها في تلافيف سماء تلتقي زرقتها بزرقة البحر ، زرقة اللانهاية ، و يستحوذ عليها سواد الليل !
يبتعد القمر عن الأرض شيئا فشبيئا يتجاوز قمة الجبل بسلام كما تجاوز حكايته عن تاريخنا العربي : هالته كآلهة الجمال تغار منها الشمس ،و تخط جمال الجمال على جمال أديم السماء الجميل ، فلتجمع هذه الجيمات والميمات ربما تعطينا جملة مفيدة مجمجمة أو جمجمة تتكسر عظيماتها تحث طقطقة الأحذية البراقة ، جملة مجمجمة ربما تنجينا من حر السؤال وتحجر الجواب على الشفاه ، ولنتمتع بذلك النور عند مقدم قمر كل ليلة من ليالينا الطويلة الحافلة بالحكايا ! عند اكتمال هالة القمر ! يخجل القمر، فتتوقف شهرزاد عن حكيها ، ورقبتها لم تسلم بعد من حد صارم قهر الإنسان لأخيه الإنسان ، ربما سنستمتع بما تحكيه له و لنا عنا وعن تاريخنا ! ربما تساعدنا حكاياها على تشكيل وعي جديد ، وبناء تفكير يليق بدقة المرحلة !
هالة القمر : تجلي جمال الحقيقة في كل شيء ! فويق الجبل بضع مسافات ، تكتمل الدارة :غانية غجرية حوراء تفك عقال الحصان المجنح، البجاسوس حصان الشعراء فترميهم إلى التهلكة ، وتضفي عليهم لباس الزندقة حينا والمروق عن الملة والدين حينا آخر ، فيحرقون ويشنقون وتتمنع القصيدة على الجلاد وتستعصي على الموت !
هالة القمر ترسم أشكالا وأحجاما يتغنى بها الشعراء ! يهيم بها العشاق، فيفسرها ويستفيض في تفسيرها العلماء ،يقدسها أجدادنا !ونقدسها من بعدهم وإن اختلفنا عنهم في التفاسير، و اتفقنا معهم على أنها : مبدعة ، خلاقة ، صريحة ، شجاعة ! هالة القمر ستحكي لنا التاريخ ، ستمسح على وجهه بخرقة الحقيقة ،فهنيئا مريئا لك ،إلمعي كما يحلو لك وأومضي كما تشائين ،غوصي في صغائرهم ودناياهم وعدي خطاياهم ، إلا تاريخنا اتركيه ، لا تمسيه ، فهو غني عن حكاياتك وليس في حاجة إلى وميضك ، يا هالة القمر :
فنحن قوم ألوف الكلب ، هزيل البعير ، لكن بعيرنا محمر كدجاجة ، في بضع أكياس من أرز صيني ممتاز ، لكنه لا يكفي إلا شخصا واحدا ، وما يتبقى منه أولى به حاوية القمامة !
هالة القمر ترسم جلجامش ثلثاه آلهة وثلثه بشر : وحش يصارع وحشا بحثا عن السطوة والسلطة والخلود ،صراع الوحوش، و أنكيدو مجرد هشيم يابس تحت حوافر الوحوش ! جلجامش يهزم خمبابا ، جلجامش يقتل خمبابا ! أنكيدو شاهد عيان ، لم يشارك في اقتراف الجريمة، بريء من القتل ،براءة الذئب من دم يوسف ، لكنه لبس لباس القتل قهرا ، كلام جلجامش هو الكبير فكان المسكين المقتول،
ومن يتجرأ على أن يخالف ما يراه ، يعتقده، يحسه أو يقوله جلجامش ! يموت أنكيدو ، يفشل جلجامش في تحقيق الخلود تهزمه حية رقطاء ، يتفشى العداء بين الزواحف والبشر ! يسن قانون فناء البشرية ،عبء جديد على كاهل التاريخ إلا النظيف منه !
هالة القمر تحكي لنا حكاية جدلية الحاكم والمحكوم القوي والضعيف ،الفيل والنملة ! بو فسيو والسبع : وقد علمونا صغارا: "لا تحتقر كيد الضعيف ربما تموت الأفاعي بسموم العقارب" ، وعندما بلغنا سن الرشد علمتنا الحياة أن" البقاء للأقوى" وليس للأصلح ومن كل ماعلمونا تبرأت هالة القمر : ان بوفسيو طائر أصغر من حبة التين تحدى الأسد واحتل عرصة كان يستظل بظلها ، فنشبت بينهما حرب ضروس ، بين ذات الحوافر والاظلاف ، ومختلف الحشرات من ناموس و بعوض ، ومازالت الحرب قائمة إلى يومنا هذا .وما زالت هذه الكائنات المجهرية تستبيح جسد ملك الغابة ، وتفتض بكارة هيبته !
هالة القمر تحكي لنا أن :نيرون أحرق شعبه ،آه عفوا أحرق مدينته لكن فيها شعبه ، روما يلفها اللهب ! تستغيث ، بمن ؟! لا احد يسمع صراخها ، يغتصبها نيرون ! ومن بمقدوره سماع صرخات ضحايا نيرون ! فالخوف يأخذ منهم السمع والبصر ، إنه نيرون ! لكن من هو نيرون ؟
طاغية لم يحسن اختيار شعبه ، اختار الشعب الخطأ ، اللعبة الخطأ فهو يستحق كل شعوب الأرض، فيسحق كل شعوب الأرض فشعبه لا يستحقه، فليحرق هذا الشعب ! يختار غيره فالشعوب كثيرة ، إنها كالأحذية ، و الأحذية لها مقاسات ! ونيرون لا يختار إلا المقاس الذي يليق بقدمه المقدسة ؟ قدمه التي تسحق شعبه كالبعوضة ! الشعب كله لا يساوي فردة حذاء نيرون ! يحب ان يتمتع بشعبه الجديد ويمارس السلطة والتسلط ! القديم يشوش عليه ، فلتحرق المدينة عامرة لا خالية ، فلتحرق وفيها شعبها !
الشعوب كلها مضغة شوينكوم مستورد ، يسحقها الفكان ! يتعبان من المضع والطرطقة فترمى في مزبلة التاريخ ! مزبلة ملأى بشعوب ، رفضها حكامها ! لم يستسغها ذوق حكامها ! شعوب تحكي عن مآسيها هالة القمر !
هالة القمر شاهدة على جميع جرائم البشر ، تحكي عن حمق نيرون و سطوة الحجاج وشره بوكاسا ، وجنون هتلر ،شاهدة عن أول جريمة يرتكبها إنسان في حق أخيه الإنسان ، منذ هابيل وقابيل إلى محرقة روما، إلى محرقات البشر في القرن الواحد والعشرين :
جدلية جلاد و مجلود !
قاتل ومقتول!
ظالم مظلوم !
جدلية ستظل تحكي عنها هالة القمر إلى الأبد !
بقلم الأستاذ :صالح هشام / المغرب
مخيم أمسا/ تطوان 4/8/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق