الأربعاء، 27 أبريل 2016

السؤال بلا علامة / سرد شعري / للاستاذ باسم الفضلي / العراق

{ السؤال ُ .. بلا علامة ؟ }
( سرد شعري )
بااااااااااااااااردةٌ وجوهُ القَمَر ، حينما تُقبَّلُ خدودَ خطواتي ، لذا ........... ، سأرقُ عكَّازَ مَن يبيعُني ، عَرَقاً مغشوشاً ، فهو يعرفُ الدربَ ، الى مخادعِ صحوتي ، ـ الإجابات معروفة ..!! ، لكنني سأجتهدُ أن أُثيرَ سؤالاً يتيماً : ماذا ينتجُ عن الجلدِ المسلوخ ..؟؟ ، أأأأأأأأأووه اعلم ؛ رصيفٌ بلا شارع ، أو صفعةٌ تزغرد ..!! ، على قَفا الصُّراخ ، غير المسجَلِ في قوائمِ النخّاس ، الضَفافُ بعيدةُ اللُّجَجِ ، تكتسي بالثَّلج .. ، بالثَّلج ، وتبكي ، مِن فَرْطِ وحدتِها ، فقد هاجرَ المجدافُ ، الابيضُ الوتر ، ولمْ يُمنحْ إقامةً ، سألبسُ نصفَ وعدٍ ، / ممَ ؟؟ ، و ... ( لاتقاطعْ شرياني مجدداً ) أتخطّى حدودَ ألغُبار ، وارسمُ .... متاهةً تهديني لي ، فصارياتُ الفيافي ، ترتفعُ من كلَّ منبر ، ولا... تسمحُ لرياحِ 
لغيرِ مُقَبَّلي النرد ، بالتقرَّبِ ، من .... أجفاني، يقولونَ النورسَ لايحطُّ على اليابسة ، لعلَّهُ يتذكَّرُني ........ !! 
/ باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراق

سونار / الاستاذ ميثاق الحلفي / العراق

سونار
هَلْ جرَّبتَ الرقصَ مثلي بلا ساقينِ،وأعَرتَ حذاءَكَ لحارسِ المقبرة،وأنْ يَئنَ في كوخكِ العجينُ وأزدحمتَ مع إخوتكَ على الرغيف، وفي جيبكَ الخلفي بطاقةُ يانصيبٍ خاسرةٍ،أنْ تتحدَثَ بصوتٍ مُتقطِعٍ كي لا توقظَ الفلاحَ،أنْ تسقِطَ على نهدِ النهرِ مغشياً… لا تعبء لضجيجِ المرافئ، أنْ تنامَ على سريرٍ رَطبٍ كالتبغِ وتبكي بحرارةٍ إذا ما غَرَّدَ على شُرفتِكَ عصفور.. وأنْ تشتهيَ إصبعاً من الموزِ ذاتَ حُلمٍ، أنْ تكونَ طويلَ القامةِ بذراعينِ قصيرينِ تأكلُ القصيدةَ والتُراب. أنْ لايَهمُكَ إحتراق بيادق رقعةِ البرلمانات ولا بقذفِ الباروكاتِ وعِلب المكياجِ خارجَ مسارحِ الرذيلة، ولا بالعمشِ الذي غَطّى حُقبَ التأريخِ.. 
أمّا أنا لَمْ أكترثْ لأنَّ سبابتي آخذةٌبالطولِ عن سائرِ أصابعي… لأنَّ الإبهامَ قد خَذَلَني كثيراً

اندلاق الكروش / قصة قصيرة / الاستاذ صالح هشام / الرباط المغرب

اندلاق الكروش~~~~~قصة قصيرة 
بقلم الأستاذ~صالح هشام / المغرب 
تندلق كرشك ،رخوة مترهلة ،تكاد تلامس ركبتيك، تحجب ما تحت حزامك : خنفساء تدح كرة فضلات حوانية ! خطواتك ثقيلة : واحدة من الإسمنت ،وأخرى في الإسفلت ! ضحكة سخرية مكتومة :يغوص ظفر أمي في فخذي : خلق الله لا عيب فيه يا قليل الأدب ! أصرخ ، أتأوه ! يندلق فكك السفلي نحو صدرك : تمساح يأخذ حمام شمس ! تضحك ضحكة صفراء تمسح بها إهانتك ! تقذفني نظراتك المخيفة في سعير جهنم ! أعيد ترتيب أوراقي لتفادي مواجهتك !
تمسح صفوف المقاعد الخلفية بتوجس ! راحتك هناك في: الخلف ! يتحاشاك زملاؤك ، و أنت تتحاشى كتلة اللحم تلك : رغم ذلك تتفوق عليه في اندلاق الكروش ! تسمعهم يقولون : كر ش مندلقة عقل مخبول ! تمسح خيبتك بتلابيب المعلم : يدح أمامه كرة اكثر اندلاقا من كرشك ! قبضتك فولادية قوية بليدة لا ترحم ! فقط عصا المعلم المليئة بالنتوءات تحد من سطوتك ! خنزيران بريان موحلان ،مقيتان! 
تكرهه و يكرهك : تبادل مجاني لمشاعر سخيفة !
سرواله فضفاض واسع : يلفظ يوما تبانا صغيرا قرب السبورة ! ثمانون عينا ، تخرج مندهشة من محاجرها ! تسري همسات خفيفة في القسم وتتسرب عبر الصفوف، و من الباب إلى خارج القاعة : قطرة زيت في قماش أبيض ! ربما إنه تبان ابنه الذي لم يحول بعد ! ربما يرتدى سراويله مباشرة من سلة الغسيل ! تقهقه ببلادة ،لم تكن تعرف أنك تبوس فم الأفعى ! تركل دبابير مخه في تجويفها ! تحمر عيناه ، يتفل نار قلب جهنم ! يراقص عصاه ! يصوب نحوك رأسها :
- التخين ، المستكرش، البليد ، الحقير ،الخنزير ،قم إلى السبورة ! 
تحس بالبلل يتسرب ساخنا منك و يستقر في قاع مداسك ! تشرنق يرقة مخيخك ! أما مخك ففوقه طبقة سميكة من الصدإ ! معطل تماما منذ زمن : نصف فكرة ،ربع جملة ، يخونك التركيب ! يقع لك انحباس لغوي ثم شلل دماغي تام ! يخضب المعلم بنانك ، يقلم منه الأظافر : ترقص رقصة الأفعى من الألم !
-قل : v يا بليد ، عض على شفتك السفلى، و اترك لسانك يركل في عمق حنكك الى السقف ! أ فهمت يا خنزير البرك الضحلة ؟!
ترتعد فرائصك ويزداد منك خروج البلل ويثقل عليك مداسك فتقول :
-في..fi ........fi........fi!
يثور في وجهك ،يعالجك بلطمة قوية، ثم ركلة على مؤخرتك ،فيعانقك الفراغ !
-اقول لك :-..ve...ve... وتقول.. fi..fi...يا ابن ال............. !
يوحي له شيطانه بخطة جهنمية، وإن تكن نتائجها خطيرة العواقب : 
-فمك ضيق يامتسخ !سأوسعه بعض الشيء لتقول: ve.. عوض fi !
يدخل أصبعيه في فمك ويجر بكل قوة ، يمزقه من الجانبين ! تصيبك نوبة ألم ممزوجة بالقاني ! تتسرب كالجرد من شق الباب ، وتصده خلفك بكل قوة وتطلق ساقيك للريح ، تستنجد بأمك :
-أمي !! وا حادة !! و امي !! وا حادة !!
وتختفي عن أنظارنا ،المعلم بدا في وضع لا يحسد عليه، ربما تسرب منه البلل هو أيضا . ألم يقولوا : (كيف تدين تدان ) ؟! يعرف ثورة أمك "حادة " إنها بركان يقذف نارا ! لذلك يلقبونها : "تسونامي" الحومة ! فثورتها تأتي على الأخضر واليابس،! فقد تجاوز الخط الأحمر ! 
يشبك قبضتيه خلفه ! ذهابا...إيابا...ذهابا .ايابا ،من زاوية إلى أخرى ، لا يستقر على حال ! تسونامي قادم لا محالة ! من بعيد تلوح أمك "حادة " تترنح وتتهادى : شبح مركب جانح في قلب عاصفة ليلية !
يزداد قلق المعلم ، تتدحرج حبيبات العرق الباردة من جبينه الدسم ! يكسر كبرياؤه أمامنا ! دون تحية أو سلام ،هجمة بتراء : 
- هذا الولد مزقت فمه ! ما باله ؟ ماذا فعل ؟
بارتباك واضح ، يربط حزام سرواله بإمعان ، خفنا أن يكون فعلها :
-يا سيدتي لم ينطق v عوضها ينطق fi !
- إذن مشكلة نطق تعالجها بعاهة ، يا ابن الكلب، يا ابن الشوارع؟!
عضلات لسانه ترتخي ،يلصق عينيه بالأرض ! حادة " تسونامي " تتناول قنينة زجاج كانت فوق مكتبه وتهوي بها على أم رأسه بضربة قوية ،يفقد توازنه يكاد يسقط !يغوص في بركة من الدماء أمام أعيننا!
تقذف بك خارج قاعة الدرس، و تترك المعلم يتأوه ويتألم !
-ملعونة هذه المدرسة ، أبوك سيعلمك يا ولدي ، و تدفعك أمامها! وتختفي من مقاعد الدراسة نهائيا ! كنت تبحث عن سبب مقنع لتغرب بوجهك عن ذلك المجرم ! ويبقي مكانك شاغرا منذ ذلك اليوم ! 
أبوك ثعلب ماكر ، كانوا يشكون في ولائه للمقاومة ،يقولون : كان يتاجر في أحرار البلاد ويبيعهم لقوات الاحتلال بدريهمات قليلة ! هم علموه سياسة الانبطاح ! وسياسة النفاق ! لذلك كان غير مرغوب فيه في حومتنا ! كان يردد على مسامعك دائما : 
- وأنت تسلم ،انبطح حتى تلامس بطنك الأرض ! لاترفع رأسك حتى يأذن لك الكبير بالقيام ! الانبطاح واجب الصغير تجاه الكبير شريطة أن يكون ممزوجا بتقبيل ظاهر وراحة اليد ! الصغير/صغير والكبير/كبير!
لم ترضع الانبطاح من (ضرع )أمك ، تلك الروح الهائمة في ملكوت الدروب تقتات على أعراض الناس! تعلمته من أب ماكر ،وأم (بقرة طواحة، عوادة ) لا تصلح إلا لفراشها المعطر بالتوابل وروائح الثوم وحتى بروائح براز أخيك الصغير ! 
أنا اختلف عنك : أمي تلذغني كالأفعى عندما أسخر منك وتعلمني أن لا عيب في خلق الله! أمك لم تكن تهتم لحالك وأنت في القماط : تبكي فتعالجك بمصة أو مصتين على عجل من ثديها المترهل كحبة فلفل مشوية وتتفرغ لافتراس الناس ! لذلك كنت تعضها من حين لآخر وتشدها من شعرها المنفوش كعش الغراب !
أبي يقول لي دائما :
-يا ولدي إن الأشجار تموت واقفة ،وكل بني آدم أبناء تسعة !
أما أبوك فكان يقول لك :
-الانبطاح دليل على الاحترام : (الصطل صطل ، والقب قب )!
لهذا كنت أجلد واقفا وكنت تجلد منبطحا ! كنت أخترق هامته بنظرات التحدي ،وكنت تقبل حذاءه وتبلله بلعابك ! فتجرأ عليك ومزق فمك !
ما أشبه اليوم بالبارحة ! ها أنت اليوم تنبطح أمام أسيادك ! وحتى أمام تلك الحشود من السذج ! تبتلع كذبك ، تتلو عليهم خطبة الدجل السياسي ! فمك الممزق أصبح أكثر مرونة ليلوك أحرف التعفن السياسي ! تطمح إلى أن تعبد الطريق لجيوبهم ! سرعان ما تشعر باستيقاظ الطفل الواعي في دواخلهم ! تتسلل من بينهم ، تطلق ساقيك للريح ، يبتلعك مقعد جلدي وثير ، تدوس بقوة على البنزين ،تترك وراءك غيمة ترابية ضخمة أشبه بالعاصفة الرملية ، تندهش حشود الناس ، تتبادل نظرات الحيرة !
أمسح حبيبات عرقي ساخرا :
-دنيا عوجة سايقها جربوع ! أمك أخرجتك من المدرسة ! فسرقت أرزاق الناس باسم السياسة ! وطوماس أديسون لفظته المدرسة فتلقفته أمه فانار البشرية جمعاء ! يا للمفارقة !
بقلم الاستاذ~صالح هشام /المغرب 
*الرباط / المغرب~الاحد ٢٩|١١|٢٠١٥

جدارية وطن / للاستاذ فراس جمعة العمشاني / العراق

( جدارية وطن )
غراب واقف على مأذنة الصمت 
ينعق قبيل الفجر
طبول تتعرى 
افواه تلهث 
الاحتضار
بنادق تسابق الرصاصات
قرى مثقوبة الرداء 
تضاريسها اطلال
أشجار مطمورة تحت ظلال
الدماء 
براثن مسمومة الأطراف 
شوهت الأعراق
اقزام بقرت الخاصرات
عربات تجر قبلات السلام
سهم اصاب عين الحياة
باتت بعين واحدة
ضحكات كاذبة 
تتغزل بدخان الحطام
المرايا تتكسر خلف القضبان
النوارس هجرت الفرات 
اجتاحها اليأس والضياع
ذئاب نهشت بلدتي 
غضب الرب 
الشمس تبتعد عن الارض 
الثمار انتزعت بهرجها
تنتظر عزف ناي
اختفت ملامحه 
تقتفي اثره المرصع بالرماد
النجوم تتسكع في 
شوارع ضمأت ضوء القمر
عتمة لم تغادر المساء 
عطبٌ ملأ رئة الحياة
تختنق كل لحظة
تبحث عن هواء
23/4/2016

حين غفلة / للاستاذ نبيل الشرع / العراق

قَصيدةٌ حِينَ غَفلة / بقلم نبيل طالب علي الشرع / العراق 
.....................
تَورَطت زُنودُ الحِشمَة
بِخُرافاتِ الأَتِكاء ...
لا دُروبَ نَقية تَستَجِيب
هيَِ المَداثرُ الجائعةُ تَأكل ..
النورَ على مائدةِ الوَحي
سَتَنتقمُ القَصائدُ منِي ...
إِن لَم أَصحُو من غَفلةِ الوَحدة
أَيِنَ صَوتُكِ حَتى أَغتَسلَ بِشَرَفه
أَسفٌ ... يا أَمِيرَتِي ... أَغفَري لِي
حَينَ تَقرأَيِن كبرِيائيَ ... تَرَفقي
فَأَنتِ أَلهةُ الجَواب ...أَحتاجُ صَفَعة
من كَفِ الشَوق ... فَوقَ مَقام النَرجس
حَيِيِني ... حَتى لا تَسرقُني مِنك ...
عُروقُ الشَيب .... 
.....................
نبيل الشرع / 2016

غزل / الاستاذ حسين عنون / العراق

غزل
اتوارى 
خلف كلماتي 
يتلبسني خجلي 
لكي اكتب 
اني عاشق 
لكل حروفك 
وانا اسطر قصائدي 
وكأني ارتلها في اذنيك 
وامسح عليها عشقي 
اتشعرين اني اكتب لعينيك 
وأنت تقرئين 
ارتجاف شفتي 
وضجيج الأفكار في رأسي 
اتوسل بها 
أن تشرح خوالجي 
وسحابة عشق ابنيها 
لعلها تمطر لي
حبا 
ليبلل نبضي 
عندما 
امتلك الحلم
حسين عنون السطاني

زمن اخر ...ونشيد / للاستاذ رجب الشيخ / العراق

زمنٌ آخر...ونشيد
رجب الشيخ
.....
شتاءً غادرَ سطحَ دارِنا
ضوء الشمس 
يلامس جدران البوح
ينفد عبر جلد 
اخيلة 
النهايات ..
ضوء مختلف 
يعمي بصيرتنا 
أضغاث أحلام 
قصص تطفو فوق
سطح واقعنا ...
واقعنا المتمرد 
صفحات هزيمة
الذات ...
أصوات لا تمر 
عبر قصباتنا الهوائية..
نحن (مفخخوون) 
تحت نير ذواتنا
(الذات القلقة ) و(الذات الانوية)
أقنعة البهرجة 
وقبعات الخيبة...
مخالب الخوف
رؤوس القرار واهنةجدا
أقلام بلون الدم الرخيص 
في أسواق
النخاسة ..
قريش أودعت الأمانة
رسالة هند ...
بداية الشؤوم ..
مشوار آخر بصبغة آخرى ...
قطعةقماش تنام على أدمغة قابيل.......
هابيل أنذر نفسه ....
رسالة من رسالات الله ...
لنا..لهم ..
الا نحن غافلين....
رياحٌ تعتريها 
صلابةُ السيرِ 
أقدامٍ عرجاءْ
شمسٌ ما عادَ دفئها 
ينفعُ الارضَ
لاحاجة للدورانِ...
أنا فلك جديد
جحافلُ جياعِ ..... 
أشجارٌ عاريةٌ 
تنزعُ جلدها 
أوراقٌ تعاني 
دورتِها المملة
أغصانٌ أحسبها أذرعة مشلولة 
لا تقس مسافة الحرب ... 
جرحى ..ترقد ضفاف نهر متيبس....
تماثيل الفزّاعةِ ....
بستانُ أبي
حربٌ تتنفسُ 
كراهيةَ الموتِ ....
زمنٍ أتي ....
نهرٌ غادرَ جرفهُ 
ينتابهُ عطشَ المسافاتِ 
جرفٌ ألتصقَ بصاحبهِ... 
رحلةَ موتٍ
ماءٌ أصبحَ شحيحاً 
يشتهي الماءَ
أسماكٌ غادرَتْ النهر....َ 
تفرُ بجلدِها 
تلوذُ بين زوايا الطينِ المبللِ 
علها تكابرُ 
لرحلةٍ أخرى.
نخلتُنا غادرتْ حلمها ..
قررت الوقوفَ
جذورِها واهنةِ...
مرارةُ ضياعِ ....
والناسُ جياع ....
راعٍ لايعزفُ أغنيةَ 
قطيعِ ....
مزمارهُ الذي غادرَ البوحَ 
خلفَ وجعِ القصبِ
مجارفٌ ، و معاولٌ ، و مناجلٌ صدأتْ
محراثُ جدي 
ما عادَ ينفعُنا .
بندقية وبعض طلقات 
تقتلُ الجياعَ ..... 
واحدا تلو أخر ..
طلقاتُ الرحمةِ 
رؤوسٍ خاويةْ 
أعدتْ للموتِ
وأخرى لقتلِ الحمائمِ 
..
موتٌ أصبحَ 
قابَ قوسين أو أدنى 
بكفنٍ واحدٍ 
يلفُ العشرات 
بلحدٍ يشبهُ نهرَنا القديمِ 
مقبرةُ الغرقى 
لاتسعُ كل هذا العدد ...
كي تغادر عالمنا السفلي
أو تشتهي النوم 
خلفَ مدنٍ بعيدة
رهج أسود يغطي 
ملامح الكون
لايمازح الريح ...
يقلع ما تبقى 
من أحلام صبيتنا 
تواريخنا....طمرت ...
عقال أبي
بيرق جدي..
رقيم الطين ..
أمي السومرية باعت 
(جرغدها)
ما عاد (الديرم) (والمسك) يلزمها
وأخي الأكبر ...
غادر أشيائه 
وصلى صلاة الإستسقاء 
لعطش أخر..
وأنا لازالت أحلم وأكتب ..
أكتب
قصائدي بدمي ..
لازال شرياني 
يشاركني
رحلة الكتابة ...أتفوه بكلمات
بكر ....
مثلما كنت أنتظر
وليدي البكر ..
يوم ولادته
لأرى قطعة تشبهني
شاي أمي... 
علمني حب بلدي
وعلمني الفصاحة ...
لغتي العربية...
قصيدتي الأولى
ديوان الأول ...
مثلما كان والدي
ينتظر ولادتي ...
وأنا في شهري
السابع...وعلمني فقط..موطني
موطني..

كوطن / الاستاذ بلعوام مصطفى /

كوطن...
----
١-
-----
لو تدري كم عاشقت الأيام أصابعي 
لا تلوي على سخط
ولا تبحث عن عطر يموت في أول شهقة نعاس
لو تدري كم حفرت الشمس شرايين حروف
وظلت هاربة 
ترتمي في كل بحر
تغازل كل قمر
وتجري وراء كل عشق جليل
لو تدري كيف سرق النار لغتي
وتركني أسابق الريح
ألفف قوافي الرماد
أعدو ورائي أعد كل شعر جميل
وأحرق أصابعي 
على أنقاض شهد حرف عليل
لو تدري كيف جاءني طيفي كي أعتقل عقال قلبي وأتركه
يتنفس ما تبقى من النشيد
لو تدري كم هو الزمن غدار
وغدّار هو القصيد 
لو تدري أن حرفي لا عضم له
كلساني فى القلب طليق
لا يعيد ما أخرجه الحريق
لو تدري..
آه لو تدري
-----
٢-
-----
وأتذكر خفاقاتي الثكلى 
تصب عمرا على عمر
تحرن على باب الحرف
وتحلق بعيدا مني ثملى
أتذكر..
نظرة سفر
غمزة قمر 
قبلة قدر
كانوا للقلب ساجدين..
وكنت بين حقيبتين
أكتب جنوني، أحمي نيزكي من الصعود
تسقطني المسافات
وتذكرني الصفعات
بذيل الوقت وحمى الوجع بين هفوتين..
-----
٣-
-----
تماما..
كما مطر الصيف يقارع صهد الفراغ
يجر بحرا..يسقي عمرا
ويترك الأصابع تتشقق على الصخر
تسرق سراً
تكتب جَهْرًا
عرق حروف صدأت من رطوبة الفجر
وخيال وطن يبحث عن بحر بسيط
لحلم بلا قافية
ولجسد يتحلل من سراب سليط..
تماما.. 
كما الحقائب الملتصقة بظل يد
يبني سجرا..يزف قهرا
ويترك الرحيل على أبواب المطار 
يختلس حفنة هواء
يخبيء قطعة سماء
لشوق تدلت عناقيده على وجه الصدى
ولحنين جفت مواسمه على جبين المدى
تماما..
كما أحملني في ويحي
تمزقني آهاتي 
تضحك مرآتي
لك صب الخارج من قداس النسيان
لك مسافات رجع الحلم
ولي نار الداخل الى صدري الولهان
وعيون تفر من النوم..
أنا أعرف من أكون 
وأعرف
كيف تأتي أطياف السكون
وتسكن شهادة 
أحرقتها شموع ميلاد 
فضاعت في وجع ميعاد
لاشيء لي غير هذا العمر
ودخان قهوة تبحث عن صباح آخر
ودقائق تحتسيني
كما أحتسي زلات أمل قد هاجَر..
أيهذا النورس الهارب إلى الحزن 
تمهل!
ودعني أراني أتلاشى حيث أكون 
بطيئا 
كوطن سبا مثواه الأخير 
لا أريد أرضا 
ولا قبرا يعزف على جناحي الكسير.
/-
بلعوام مصطفى

حرب / قصة قصيرة / بقلم الاستاذ كامل الجباري / العراق

حرب
كان سجن الوحدة العسكريةعبارة عن غرفة طينية ضيقة ، وان كانت طويلة نوعا ما ، لتتسع لعدد اكبر من الموقوفين . لقد كنا في حالة الحركات الفعلية ، كما يقال في المصطلح العسكري في حالة الحرب . نظرت من خلال الكوة الصغيرة الوحيدة لكي اهرب من نظرات زميلي الوحيد الذي يشاركني السجن ، الرجل البدين بلونه اﻻبيض المشرب بحمرة فائقة تشي بان دماء العالم قد تكدست فيه . ـ ابو ناجح يربع عكال .. كان هذا مطلع قصيدة ساخرة كتبتها لمﻻطفة ( ابو ناجح ) الذي ينحدر من مدينة جنوبية وادعة هي ( السماوة )يشيع فيها ارتداء العقال الصغير الذي كان يتباهى به دائما … 
ـ ولبست اليشماغ وعليه الربع عكال وخرجت 
تحدث كثيرا وبفخر عن اوﻻده التسعة وأمهاتهم اﻻثنتين .. كنا نقضي ايام السجن المملة بالحديث عن كثير من اﻻمور لتمضية الوقت . تحدث عنهم كثيرا وخصوصا عن ( اخر العنقود ) كما سمى ابنه اﻻخير ، واﻻشياء التي سيشتريها له عندما يخرج من السجن.. كثير من اﻷحلام والقرارات .. لن اهرب من الجيش مرة اخرى ،لقد حكم باﻻعدام وبقي فترة طويلة بانتظار تنفيذ الحكم حتى جاء قرار العفو عن الهاربين ، وارسلوا الى وحداتهم اﻻصلية .
ـ لقد اخذوا حمزة الى المحكمة للنطق بأعفائه من الحكم ، لماذا لم يأخذوني معه ؟ 
يا رب ، مالذي اقوله له .. لم افهم حكمة من اصدر قرار العفو مستثنيا ، احكام اﻻعدام ، غير نزعته السادية لرؤية الدماء ! أيام وابلغوه باﻻستعداد لترحيله الى المحكمة ، لم يبلغوه انه سيعدم ، فالجميع يعرف ذلك اﻻ هو . لقد كانت اطول ليلة في حياتي واصعبها . كيف ستعيش مع رجل تعرف انه سيموت غدا فيما انت تحاول اقناعه بأنه سيعفى عنه ؟ ! كنت اتلعثم في اﻻجابة على اسئلته 
ـ الله كريم .. مو حمزه اخذوه وعفو عنه … 
ـ والله انا مو مرتاح .. اعتقد راح يعدموني ..
طلب مني ابراءه الذمة وانا في اشد الحاﻻت سوءا .. ـ شلقضيه خويه وحد الله
في الصباح جلس مبكرا ونشطا وطلب السماح له بان يغتسل .. لقد اكل في ذلك اليوم بشراهة . ودعني وانا ارقبه بحزن وبألم وصورة الدماء تتدفق من فتحات الرصاص في جسده تشعرني بالغثيان . قال حارس السجن : انها الحرب يا صديقي … نعم انها الحرب .. تمتمت وانا احاول طرد صورة الدماء المتدفقة من جسد ( ابو ناجح ) بدون جدوى

أعترافات ابن جلا / للاستاذ عبد الجبار الفياض / العراق

اعترافاتُ ابن جلا
دمٌ 
يُغادرُ الوريد
رأسٌ 
يُغادرُ البدن
قبرٌ 
يُعلًّق في الهواء
قبورٌ مفتوحة
لا تدري متى تُغلق ؟ 
تتنفسُ برئةِ زمنٍ 
يحرسهُ خوفٌ بارد . . . 
إلى أين تذهبُ أين ؟ 
. . . . . 
حياةٌ 
مشدودةٌ بضفيرةِ دمّ
لا ظلَّ لشجرةٍ 
غرسَها الله !
سيفٌ 
يتحدثُ بلغةِ اهلِ الجنّة
يخطبُ في أهلِ النّار
بضحكةٍ تخرجُ لحداً . . . 
ولو تلاهُ
ندمٌ
توبةٌ 
خوف
ما أذنتُ لنفسي يوماً 
أنْ تأسَف !
. . . . . 
أطباقٌ 
بمقطوعاتٍ مُلطّخةٍ بأحمرَ
يصرخُ مُختنقاً
لا يُذكرُ زمنُها إلآ بلعنٍ ملعون . . . 
يرسمُ ايقونةَ التّحتِ الذي ينبغي الآ يكون 
في حضرةِ سلطانٍ 
تفقأُ عينيْهِ اللّذة . . . 
عيونُ الظّلامِ 
لا يمسحُها منديلُ الفجر . . . 
وراءَ البابِ
قابعون
لهم نصفُ ما يحلمون زبداً !
. . . . . 
تقوّس ظهرُ الأرض
موتٌ 
حياةٌ بلونِ الموت . . . 
قطعانٌ بلا أفواه
تفقدُ اسماءَها
يختمُها مجهولٌ تحتَ حوافرِ الخيول
يشربُها رملٌ
تبعثرُها ريحٌ
ترقصُ بثيابٍ لا تسترُ عورة . . .
. . . . . 
لجوجٌ
حقودٌ
حسود
جِلدةُ وجهي
لا أستثني أيَّهن !
لم أتجبّرْ بقوّتي
بلْ بضَعفِهم
أيقظتُهم بسيفي 
فناموا تحتَه !
. . . . . 
أنا الذي لا يتجزّأ 
تجزّأت
أمامَ اسماء
سكيْنة
غزالة
هنْد !!
ما مسحتُ دَمَاً عن سيف 
بلْ يمسحُها دمٌ آخر
ما تلجْلجَ لساني عن امتطاء شواردِ الكَلِم
ما تداركتُ بعد مضيّ . . . 
علّمتُ القرانَ
وما علمتُ 
أنّ المرأةَ حربٌ منتصرة . . . 
تُسقطُ أميراً
صنعَ من الرّمالِ أسرجةً لخيْله
ومنَ الرّيحِ أحذيةً للجُند . . . 
ما حسبَ أنّ امراةً 
تُرجعُهُ كُليباً 
صبيّاُ 
يعلًقُ بذيلِ امّهِ 
بخشبةِ 
وسيفٍ من قصب !!
. . . 
عبد الجبار الفياض
نيسان / 2016
1_ اسماء بنت ابي بكر .
2_ سكينة بنت الحسين .
3_ غزالة الأزرقية الخارجية .
4_ هند بنت المهلب ابن ابي صفرة .

شعر / الاستاذ خليل زقوت / فلسطين

ألا ياليل.. متى
تنجلي.؟...
بفجر ..وما هو عنك
بأمثل..
حلكة سوادك لا أرى
فيها قمري
ألا ايها الليل 
عسعس..!!!!
واتركني مع فجر
جديد.... اتنفس!!
خليل

همسة / الشاعرة جيان رضا / العراق

همسة ...
جئت اليك لانثر حبي في ارضك
كما انثر حروفي على الورق
فحروفي قد تلونت بالوان الشوق اليك
كما تلونت عروقي بحبك ...

خبايا / للاستاذة حنان مصطفى / ...

(خبايا )
حزين هذا المساء
كفستاني الاحمر المعلق
على مشجب الاهمال
و الشمعة القابعة
عند ركن النافذة
منذ اشهر بلا فتيل.
مساء صامت يتقلب
على وسائد من الرتابة
يلهو مغمض العينين
متحديا ذاكرة الاتقان
يرسم القادم بملامح الامس
محرج هذا المساء
حد الغثيان بخطى
ذات التنورة القصيرة
تتسكع فى اوردتك
بمرتبة جارية
و انت تلف لها بقايا
من فتات الظل ساخرا
فتظنك تبتسم لها
لا عليها
مساء..صفيق
يسرق منك عمرا
و يترك على وسادتك الخالية
عند رحيله
أثر وردة و بعضا من الارباك.
حنان مصطفى
ملاحظة: الصورة لتمثال فى قرطبة يجسد حب ولادة بنت المستكفي و ابن زيدون و قد كتب عليه بعض الابيات لولادة .