الأربعاء، 27 أبريل 2016

زمن اخر ...ونشيد / للاستاذ رجب الشيخ / العراق

زمنٌ آخر...ونشيد
رجب الشيخ
.....
شتاءً غادرَ سطحَ دارِنا
ضوء الشمس 
يلامس جدران البوح
ينفد عبر جلد 
اخيلة 
النهايات ..
ضوء مختلف 
يعمي بصيرتنا 
أضغاث أحلام 
قصص تطفو فوق
سطح واقعنا ...
واقعنا المتمرد 
صفحات هزيمة
الذات ...
أصوات لا تمر 
عبر قصباتنا الهوائية..
نحن (مفخخوون) 
تحت نير ذواتنا
(الذات القلقة ) و(الذات الانوية)
أقنعة البهرجة 
وقبعات الخيبة...
مخالب الخوف
رؤوس القرار واهنةجدا
أقلام بلون الدم الرخيص 
في أسواق
النخاسة ..
قريش أودعت الأمانة
رسالة هند ...
بداية الشؤوم ..
مشوار آخر بصبغة آخرى ...
قطعةقماش تنام على أدمغة قابيل.......
هابيل أنذر نفسه ....
رسالة من رسالات الله ...
لنا..لهم ..
الا نحن غافلين....
رياحٌ تعتريها 
صلابةُ السيرِ 
أقدامٍ عرجاءْ
شمسٌ ما عادَ دفئها 
ينفعُ الارضَ
لاحاجة للدورانِ...
أنا فلك جديد
جحافلُ جياعِ ..... 
أشجارٌ عاريةٌ 
تنزعُ جلدها 
أوراقٌ تعاني 
دورتِها المملة
أغصانٌ أحسبها أذرعة مشلولة 
لا تقس مسافة الحرب ... 
جرحى ..ترقد ضفاف نهر متيبس....
تماثيل الفزّاعةِ ....
بستانُ أبي
حربٌ تتنفسُ 
كراهيةَ الموتِ ....
زمنٍ أتي ....
نهرٌ غادرَ جرفهُ 
ينتابهُ عطشَ المسافاتِ 
جرفٌ ألتصقَ بصاحبهِ... 
رحلةَ موتٍ
ماءٌ أصبحَ شحيحاً 
يشتهي الماءَ
أسماكٌ غادرَتْ النهر....َ 
تفرُ بجلدِها 
تلوذُ بين زوايا الطينِ المبللِ 
علها تكابرُ 
لرحلةٍ أخرى.
نخلتُنا غادرتْ حلمها ..
قررت الوقوفَ
جذورِها واهنةِ...
مرارةُ ضياعِ ....
والناسُ جياع ....
راعٍ لايعزفُ أغنيةَ 
قطيعِ ....
مزمارهُ الذي غادرَ البوحَ 
خلفَ وجعِ القصبِ
مجارفٌ ، و معاولٌ ، و مناجلٌ صدأتْ
محراثُ جدي 
ما عادَ ينفعُنا .
بندقية وبعض طلقات 
تقتلُ الجياعَ ..... 
واحدا تلو أخر ..
طلقاتُ الرحمةِ 
رؤوسٍ خاويةْ 
أعدتْ للموتِ
وأخرى لقتلِ الحمائمِ 
..
موتٌ أصبحَ 
قابَ قوسين أو أدنى 
بكفنٍ واحدٍ 
يلفُ العشرات 
بلحدٍ يشبهُ نهرَنا القديمِ 
مقبرةُ الغرقى 
لاتسعُ كل هذا العدد ...
كي تغادر عالمنا السفلي
أو تشتهي النوم 
خلفَ مدنٍ بعيدة
رهج أسود يغطي 
ملامح الكون
لايمازح الريح ...
يقلع ما تبقى 
من أحلام صبيتنا 
تواريخنا....طمرت ...
عقال أبي
بيرق جدي..
رقيم الطين ..
أمي السومرية باعت 
(جرغدها)
ما عاد (الديرم) (والمسك) يلزمها
وأخي الأكبر ...
غادر أشيائه 
وصلى صلاة الإستسقاء 
لعطش أخر..
وأنا لازالت أحلم وأكتب ..
أكتب
قصائدي بدمي ..
لازال شرياني 
يشاركني
رحلة الكتابة ...أتفوه بكلمات
بكر ....
مثلما كنت أنتظر
وليدي البكر ..
يوم ولادته
لأرى قطعة تشبهني
شاي أمي... 
علمني حب بلدي
وعلمني الفصاحة ...
لغتي العربية...
قصيدتي الأولى
ديوان الأول ...
مثلما كان والدي
ينتظر ولادتي ...
وأنا في شهري
السابع...وعلمني فقط..موطني
موطني..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق