الأربعاء، 27 أبريل 2016

شفاه تغني حزنا / الاستاذ عامر الساعدي / العراق

شفاهٌ تُغني حزنا
::::::::::::::::::::
راحلٌ في الضبابِ ، أُشيرُ بسبابةِ إلى الشمس ، نحو أجنةُ أطفالٍ بلا ملامح تندلقُ من الغيومِ قد أصيبت بحمى ، من أجل العودةِ إلى فضاءٍ لهم فيه زهو الطواوويس (1) عندهُ مفاتيح الغيبِ لا يملكها إلا هو ، خطواتٌ تتقدم ، لكنها هاربةً في الجدبِ ، خائفةٌ من مواجهةِ الصراحة في وجوهِ الحقيقةِ ، وجهان غاصباً ومغتصب ، الفجر في البدايات ، لكن سيبدو وجهاً مريباً ،فكيف نرى في العتمةِ وجه حبيباً أفراح شيوخٍ لمْ أحفادهم احلامهم ، يسيلُ دمي نافرا بين أحجارِ هذي الكهوف ، تقرصني دبابير وحشيةَ الهئيةِ ، تشعُ نجوما على الأرضِ ، أن شاء حلمي هانذا أراهم يتغنون كالجواسيسِ ، ويهتفون على موائدهمِ بعرقِ الفقراء ، في انتظارِ طائر السعد ينشدُ نشيدا حزيناً ، إما أن أفيض أحتاجا ، عليّ أن أكشف عري اليابسة ، أو أنهي جوعهم لابد من قذفِ قنابل في افواههم حتى يشبعوا ، أو أصيرُ الارامل ألى مسارحِ العرض اليومي كي يعرضن سوادهن ، أو كلما أشتاق لرؤيةِ التوابيت غارقة بالموتِ أرمي في الجب واحدا من أخوتي ، كي أطرد الحزن عليّ أن أقيم هدنة بين الترابِ والنار والهواء ، من أجلِ أن تورقُ الأزهار بفرحةٍ لعيشَ عليها الفراشُ ، وبفرحةٍ كالأطفالِ أقطف واحدة واهديها لضريحِ أمي ، صراخ الضوء خالد ، حتى وإن أتى خاطفا ،الجبروت ظلمة لا ترحل إلا أمام قوة الشمس ،التي أشير إليها في شفاهِ الشعر لوطني..
اللوحة للرسام العراقي....خالد الشيباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق