السبت، 23 أبريل 2016

جدار اليباب / للاستاذ حميد الساعدي / العراق

جدار اليباب
ـــــــــــــــــــــــــ
لا وقتَ عندي
لكي أتسلقَ هذا الجدار
وأعبر فيهِ نشيداً
تَكَوَر من ظمأٍ قاتلٍ
لغُصنٍ تشبثَ بالأرضِ
حتى الممات
أَمُدُّ لتأريخ هذي الفصول
ربيعاً أَطَلَّ
بمرثيةٍ تتشظى
بكل اتجاه
لأعلنَ توبة قلبي الذي مزقَتهُ الخناجرُ
أصعَدُ للمنبرِ المستباح
أحطمُ أوثان هذي القبيلة
تهوي القصائدُ
تهوي النساء
تحومُ الفراشات
حول ذبالة شمع التردد
أنتَ الأخير :
تقول القصائدُ
وميراثي الآن
كل الذي قد تبقى
من الفتية الراحلين
محضُ التذكر
والطيش
والنزق الحلو
أفي الأفق محضُ اخضرار ؟
أفي الأفق محض سكونٍ
وعرس ٍ لِدار ْ
ماذا فعلنا ?
نواجه هذا اليباب
وماذا فعلنا
لكي نتأقلم َ
وفق الحضور 
ووفق َ الغياب ؟
دربي :
متاهة عمري المكلوم
أمنيتي :
سراب الوقت والتكوين
في الموجِ التقينا :
راكضٌ
في الركض يلهو 
جالسٌ
في مجلس الأمراء
يلعب
أدنيتُ خطوي منكَ
وانتفضَتْ يداي
تدورُ فيَّ زوابعٌ
وأنا بلا توقيع
أرسمُ
في لظاي إشارةً
وهويةً :
لا توقظ الطفل المُعَذَّب
فالدربُ مَحنيٌ
وضوء الشارع المسلوب 
أقرب
في الشوارعِ أغنيات
حَطّت على جمرِ المتيَّم
هلآ
سفحتَ على وجوه العابرين 
رذاذ موت
تأتيكَ قافلتي البعيدة
دونَ صوت
وأنا أغني في نهايات القصيدةِ
وَلّ ِعَنّي ....
أيها المتعطش الملهوف 
للذكرى
ودعني في نهاري 
كي أُغني
لمواكبِ الساهين
والمتحيرينَ
لمواكبٍ تترى
من الموتِ الرخيص
جمرٌ أنا
ألهمتُ فيكَ الضوء
والسحر البهيّ
ومضيتُ أمشي
للقصيدةِ متعباً
أرَّختُ يومي بالعناء
ونذرتُ صوتي للبكاء
لا تقل لي :
إنَّ ماقلت ُ
غناء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق