اندلاق الكروش~~~~~قصة قصيرة
بقلم الأستاذ~صالح هشام / المغرب
تندلق كرشك ،رخوة مترهلة ،تكاد تلامس ركبتيك، تحجب ما تحت حزامك : خنفساء تدح كرة فضلات حوانية ! خطواتك ثقيلة : واحدة من الإسمنت ،وأخرى في الإسفلت ! ضحكة سخرية مكتومة :يغوص ظفر أمي في فخذي : خلق الله لا عيب فيه يا قليل الأدب ! أصرخ ، أتأوه ! يندلق فكك السفلي نحو صدرك : تمساح يأخذ حمام شمس ! تضحك ضحكة صفراء تمسح بها إهانتك ! تقذفني نظراتك المخيفة في سعير جهنم ! أعيد ترتيب أوراقي لتفادي مواجهتك !
تمسح صفوف المقاعد الخلفية بتوجس ! راحتك هناك في: الخلف ! يتحاشاك زملاؤك ، و أنت تتحاشى كتلة اللحم تلك : رغم ذلك تتفوق عليه في اندلاق الكروش ! تسمعهم يقولون : كر ش مندلقة عقل مخبول ! تمسح خيبتك بتلابيب المعلم : يدح أمامه كرة اكثر اندلاقا من كرشك ! قبضتك فولادية قوية بليدة لا ترحم ! فقط عصا المعلم المليئة بالنتوءات تحد من سطوتك ! خنزيران بريان موحلان ،مقيتان!
تكرهه و يكرهك : تبادل مجاني لمشاعر سخيفة !
سرواله فضفاض واسع : يلفظ يوما تبانا صغيرا قرب السبورة ! ثمانون عينا ، تخرج مندهشة من محاجرها ! تسري همسات خفيفة في القسم وتتسرب عبر الصفوف، و من الباب إلى خارج القاعة : قطرة زيت في قماش أبيض ! ربما إنه تبان ابنه الذي لم يحول بعد ! ربما يرتدى سراويله مباشرة من سلة الغسيل ! تقهقه ببلادة ،لم تكن تعرف أنك تبوس فم الأفعى ! تركل دبابير مخه في تجويفها ! تحمر عيناه ، يتفل نار قلب جهنم ! يراقص عصاه ! يصوب نحوك رأسها :
- التخين ، المستكرش، البليد ، الحقير ،الخنزير ،قم إلى السبورة !
تحس بالبلل يتسرب ساخنا منك و يستقر في قاع مداسك ! تشرنق يرقة مخيخك ! أما مخك ففوقه طبقة سميكة من الصدإ ! معطل تماما منذ زمن : نصف فكرة ،ربع جملة ، يخونك التركيب ! يقع لك انحباس لغوي ثم شلل دماغي تام ! يخضب المعلم بنانك ، يقلم منه الأظافر : ترقص رقصة الأفعى من الألم !
-قل : v يا بليد ، عض على شفتك السفلى، و اترك لسانك يركل في عمق حنكك الى السقف ! أ فهمت يا خنزير البرك الضحلة ؟!
ترتعد فرائصك ويزداد منك خروج البلل ويثقل عليك مداسك فتقول :
-في..fi ........fi........fi!
يثور في وجهك ،يعالجك بلطمة قوية، ثم ركلة على مؤخرتك ،فيعانقك الفراغ !
-اقول لك :-..ve...ve... وتقول.. fi..fi...يا ابن ال............. !
يوحي له شيطانه بخطة جهنمية، وإن تكن نتائجها خطيرة العواقب :
-فمك ضيق يامتسخ !سأوسعه بعض الشيء لتقول: ve.. عوض fi !
يدخل أصبعيه في فمك ويجر بكل قوة ، يمزقه من الجانبين ! تصيبك نوبة ألم ممزوجة بالقاني ! تتسرب كالجرد من شق الباب ، وتصده خلفك بكل قوة وتطلق ساقيك للريح ، تستنجد بأمك :
-أمي !! وا حادة !! و امي !! وا حادة !!
وتختفي عن أنظارنا ،المعلم بدا في وضع لا يحسد عليه، ربما تسرب منه البلل هو أيضا . ألم يقولوا : (كيف تدين تدان ) ؟! يعرف ثورة أمك "حادة " إنها بركان يقذف نارا ! لذلك يلقبونها : "تسونامي" الحومة ! فثورتها تأتي على الأخضر واليابس،! فقد تجاوز الخط الأحمر !
يشبك قبضتيه خلفه ! ذهابا...إيابا...ذهابا .ايابا ،من زاوية إلى أخرى ، لا يستقر على حال ! تسونامي قادم لا محالة ! من بعيد تلوح أمك "حادة " تترنح وتتهادى : شبح مركب جانح في قلب عاصفة ليلية !
يزداد قلق المعلم ، تتدحرج حبيبات العرق الباردة من جبينه الدسم ! يكسر كبرياؤه أمامنا ! دون تحية أو سلام ،هجمة بتراء :
- هذا الولد مزقت فمه ! ما باله ؟ ماذا فعل ؟
بارتباك واضح ، يربط حزام سرواله بإمعان ، خفنا أن يكون فعلها :
-يا سيدتي لم ينطق v عوضها ينطق fi !
- إذن مشكلة نطق تعالجها بعاهة ، يا ابن الكلب، يا ابن الشوارع؟!
عضلات لسانه ترتخي ،يلصق عينيه بالأرض ! حادة " تسونامي " تتناول قنينة زجاج كانت فوق مكتبه وتهوي بها على أم رأسه بضربة قوية ،يفقد توازنه يكاد يسقط !يغوص في بركة من الدماء أمام أعيننا!
تقذف بك خارج قاعة الدرس، و تترك المعلم يتأوه ويتألم !
-ملعونة هذه المدرسة ، أبوك سيعلمك يا ولدي ، و تدفعك أمامها! وتختفي من مقاعد الدراسة نهائيا ! كنت تبحث عن سبب مقنع لتغرب بوجهك عن ذلك المجرم ! ويبقي مكانك شاغرا منذ ذلك اليوم !
أبوك ثعلب ماكر ، كانوا يشكون في ولائه للمقاومة ،يقولون : كان يتاجر في أحرار البلاد ويبيعهم لقوات الاحتلال بدريهمات قليلة ! هم علموه سياسة الانبطاح ! وسياسة النفاق ! لذلك كان غير مرغوب فيه في حومتنا ! كان يردد على مسامعك دائما :
- وأنت تسلم ،انبطح حتى تلامس بطنك الأرض ! لاترفع رأسك حتى يأذن لك الكبير بالقيام ! الانبطاح واجب الصغير تجاه الكبير شريطة أن يكون ممزوجا بتقبيل ظاهر وراحة اليد ! الصغير/صغير والكبير/كبير!
لم ترضع الانبطاح من (ضرع )أمك ، تلك الروح الهائمة في ملكوت الدروب تقتات على أعراض الناس! تعلمته من أب ماكر ،وأم (بقرة طواحة، عوادة ) لا تصلح إلا لفراشها المعطر بالتوابل وروائح الثوم وحتى بروائح براز أخيك الصغير !
أنا اختلف عنك : أمي تلذغني كالأفعى عندما أسخر منك وتعلمني أن لا عيب في خلق الله! أمك لم تكن تهتم لحالك وأنت في القماط : تبكي فتعالجك بمصة أو مصتين على عجل من ثديها المترهل كحبة فلفل مشوية وتتفرغ لافتراس الناس ! لذلك كنت تعضها من حين لآخر وتشدها من شعرها المنفوش كعش الغراب !
أبي يقول لي دائما :
-يا ولدي إن الأشجار تموت واقفة ،وكل بني آدم أبناء تسعة !
أما أبوك فكان يقول لك :
-الانبطاح دليل على الاحترام : (الصطل صطل ، والقب قب )!
لهذا كنت أجلد واقفا وكنت تجلد منبطحا ! كنت أخترق هامته بنظرات التحدي ،وكنت تقبل حذاءه وتبلله بلعابك ! فتجرأ عليك ومزق فمك !
ما أشبه اليوم بالبارحة ! ها أنت اليوم تنبطح أمام أسيادك ! وحتى أمام تلك الحشود من السذج ! تبتلع كذبك ، تتلو عليهم خطبة الدجل السياسي ! فمك الممزق أصبح أكثر مرونة ليلوك أحرف التعفن السياسي ! تطمح إلى أن تعبد الطريق لجيوبهم ! سرعان ما تشعر باستيقاظ الطفل الواعي في دواخلهم ! تتسلل من بينهم ، تطلق ساقيك للريح ، يبتلعك مقعد جلدي وثير ، تدوس بقوة على البنزين ،تترك وراءك غيمة ترابية ضخمة أشبه بالعاصفة الرملية ، تندهش حشود الناس ، تتبادل نظرات الحيرة !
أمسح حبيبات عرقي ساخرا :
-دنيا عوجة سايقها جربوع ! أمك أخرجتك من المدرسة ! فسرقت أرزاق الناس باسم السياسة ! وطوماس أديسون لفظته المدرسة فتلقفته أمه فانار البشرية جمعاء ! يا للمفارقة !
بقلم الاستاذ~صالح هشام /المغرب
*الرباط / المغرب~الاحد ٢٩|١١|٢٠١٥
بقلم الأستاذ~صالح هشام / المغرب
تندلق كرشك ،رخوة مترهلة ،تكاد تلامس ركبتيك، تحجب ما تحت حزامك : خنفساء تدح كرة فضلات حوانية ! خطواتك ثقيلة : واحدة من الإسمنت ،وأخرى في الإسفلت ! ضحكة سخرية مكتومة :يغوص ظفر أمي في فخذي : خلق الله لا عيب فيه يا قليل الأدب ! أصرخ ، أتأوه ! يندلق فكك السفلي نحو صدرك : تمساح يأخذ حمام شمس ! تضحك ضحكة صفراء تمسح بها إهانتك ! تقذفني نظراتك المخيفة في سعير جهنم ! أعيد ترتيب أوراقي لتفادي مواجهتك !
تمسح صفوف المقاعد الخلفية بتوجس ! راحتك هناك في: الخلف ! يتحاشاك زملاؤك ، و أنت تتحاشى كتلة اللحم تلك : رغم ذلك تتفوق عليه في اندلاق الكروش ! تسمعهم يقولون : كر ش مندلقة عقل مخبول ! تمسح خيبتك بتلابيب المعلم : يدح أمامه كرة اكثر اندلاقا من كرشك ! قبضتك فولادية قوية بليدة لا ترحم ! فقط عصا المعلم المليئة بالنتوءات تحد من سطوتك ! خنزيران بريان موحلان ،مقيتان!
تكرهه و يكرهك : تبادل مجاني لمشاعر سخيفة !
سرواله فضفاض واسع : يلفظ يوما تبانا صغيرا قرب السبورة ! ثمانون عينا ، تخرج مندهشة من محاجرها ! تسري همسات خفيفة في القسم وتتسرب عبر الصفوف، و من الباب إلى خارج القاعة : قطرة زيت في قماش أبيض ! ربما إنه تبان ابنه الذي لم يحول بعد ! ربما يرتدى سراويله مباشرة من سلة الغسيل ! تقهقه ببلادة ،لم تكن تعرف أنك تبوس فم الأفعى ! تركل دبابير مخه في تجويفها ! تحمر عيناه ، يتفل نار قلب جهنم ! يراقص عصاه ! يصوب نحوك رأسها :
- التخين ، المستكرش، البليد ، الحقير ،الخنزير ،قم إلى السبورة !
تحس بالبلل يتسرب ساخنا منك و يستقر في قاع مداسك ! تشرنق يرقة مخيخك ! أما مخك ففوقه طبقة سميكة من الصدإ ! معطل تماما منذ زمن : نصف فكرة ،ربع جملة ، يخونك التركيب ! يقع لك انحباس لغوي ثم شلل دماغي تام ! يخضب المعلم بنانك ، يقلم منه الأظافر : ترقص رقصة الأفعى من الألم !
-قل : v يا بليد ، عض على شفتك السفلى، و اترك لسانك يركل في عمق حنكك الى السقف ! أ فهمت يا خنزير البرك الضحلة ؟!
ترتعد فرائصك ويزداد منك خروج البلل ويثقل عليك مداسك فتقول :
-في..fi ........fi........fi!
يثور في وجهك ،يعالجك بلطمة قوية، ثم ركلة على مؤخرتك ،فيعانقك الفراغ !
-اقول لك :-..ve...ve... وتقول.. fi..fi...يا ابن ال............. !
يوحي له شيطانه بخطة جهنمية، وإن تكن نتائجها خطيرة العواقب :
-فمك ضيق يامتسخ !سأوسعه بعض الشيء لتقول: ve.. عوض fi !
يدخل أصبعيه في فمك ويجر بكل قوة ، يمزقه من الجانبين ! تصيبك نوبة ألم ممزوجة بالقاني ! تتسرب كالجرد من شق الباب ، وتصده خلفك بكل قوة وتطلق ساقيك للريح ، تستنجد بأمك :
-أمي !! وا حادة !! و امي !! وا حادة !!
وتختفي عن أنظارنا ،المعلم بدا في وضع لا يحسد عليه، ربما تسرب منه البلل هو أيضا . ألم يقولوا : (كيف تدين تدان ) ؟! يعرف ثورة أمك "حادة " إنها بركان يقذف نارا ! لذلك يلقبونها : "تسونامي" الحومة ! فثورتها تأتي على الأخضر واليابس،! فقد تجاوز الخط الأحمر !
يشبك قبضتيه خلفه ! ذهابا...إيابا...ذهابا .ايابا ،من زاوية إلى أخرى ، لا يستقر على حال ! تسونامي قادم لا محالة ! من بعيد تلوح أمك "حادة " تترنح وتتهادى : شبح مركب جانح في قلب عاصفة ليلية !
يزداد قلق المعلم ، تتدحرج حبيبات العرق الباردة من جبينه الدسم ! يكسر كبرياؤه أمامنا ! دون تحية أو سلام ،هجمة بتراء :
- هذا الولد مزقت فمه ! ما باله ؟ ماذا فعل ؟
بارتباك واضح ، يربط حزام سرواله بإمعان ، خفنا أن يكون فعلها :
-يا سيدتي لم ينطق v عوضها ينطق fi !
- إذن مشكلة نطق تعالجها بعاهة ، يا ابن الكلب، يا ابن الشوارع؟!
عضلات لسانه ترتخي ،يلصق عينيه بالأرض ! حادة " تسونامي " تتناول قنينة زجاج كانت فوق مكتبه وتهوي بها على أم رأسه بضربة قوية ،يفقد توازنه يكاد يسقط !يغوص في بركة من الدماء أمام أعيننا!
تقذف بك خارج قاعة الدرس، و تترك المعلم يتأوه ويتألم !
-ملعونة هذه المدرسة ، أبوك سيعلمك يا ولدي ، و تدفعك أمامها! وتختفي من مقاعد الدراسة نهائيا ! كنت تبحث عن سبب مقنع لتغرب بوجهك عن ذلك المجرم ! ويبقي مكانك شاغرا منذ ذلك اليوم !
أبوك ثعلب ماكر ، كانوا يشكون في ولائه للمقاومة ،يقولون : كان يتاجر في أحرار البلاد ويبيعهم لقوات الاحتلال بدريهمات قليلة ! هم علموه سياسة الانبطاح ! وسياسة النفاق ! لذلك كان غير مرغوب فيه في حومتنا ! كان يردد على مسامعك دائما :
- وأنت تسلم ،انبطح حتى تلامس بطنك الأرض ! لاترفع رأسك حتى يأذن لك الكبير بالقيام ! الانبطاح واجب الصغير تجاه الكبير شريطة أن يكون ممزوجا بتقبيل ظاهر وراحة اليد ! الصغير/صغير والكبير/كبير!
لم ترضع الانبطاح من (ضرع )أمك ، تلك الروح الهائمة في ملكوت الدروب تقتات على أعراض الناس! تعلمته من أب ماكر ،وأم (بقرة طواحة، عوادة ) لا تصلح إلا لفراشها المعطر بالتوابل وروائح الثوم وحتى بروائح براز أخيك الصغير !
أنا اختلف عنك : أمي تلذغني كالأفعى عندما أسخر منك وتعلمني أن لا عيب في خلق الله! أمك لم تكن تهتم لحالك وأنت في القماط : تبكي فتعالجك بمصة أو مصتين على عجل من ثديها المترهل كحبة فلفل مشوية وتتفرغ لافتراس الناس ! لذلك كنت تعضها من حين لآخر وتشدها من شعرها المنفوش كعش الغراب !
أبي يقول لي دائما :
-يا ولدي إن الأشجار تموت واقفة ،وكل بني آدم أبناء تسعة !
أما أبوك فكان يقول لك :
-الانبطاح دليل على الاحترام : (الصطل صطل ، والقب قب )!
لهذا كنت أجلد واقفا وكنت تجلد منبطحا ! كنت أخترق هامته بنظرات التحدي ،وكنت تقبل حذاءه وتبلله بلعابك ! فتجرأ عليك ومزق فمك !
ما أشبه اليوم بالبارحة ! ها أنت اليوم تنبطح أمام أسيادك ! وحتى أمام تلك الحشود من السذج ! تبتلع كذبك ، تتلو عليهم خطبة الدجل السياسي ! فمك الممزق أصبح أكثر مرونة ليلوك أحرف التعفن السياسي ! تطمح إلى أن تعبد الطريق لجيوبهم ! سرعان ما تشعر باستيقاظ الطفل الواعي في دواخلهم ! تتسلل من بينهم ، تطلق ساقيك للريح ، يبتلعك مقعد جلدي وثير ، تدوس بقوة على البنزين ،تترك وراءك غيمة ترابية ضخمة أشبه بالعاصفة الرملية ، تندهش حشود الناس ، تتبادل نظرات الحيرة !
أمسح حبيبات عرقي ساخرا :
-دنيا عوجة سايقها جربوع ! أمك أخرجتك من المدرسة ! فسرقت أرزاق الناس باسم السياسة ! وطوماس أديسون لفظته المدرسة فتلقفته أمه فانار البشرية جمعاء ! يا للمفارقة !
بقلم الاستاذ~صالح هشام /المغرب
*الرباط / المغرب~الاحد ٢٩|١١|٢٠١٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق