السبت، 30 أبريل 2016

ياقائد الروم / د. محمد القصاص / العراق

يا قائدَ الرُّوم 
قصيدة
بقلم – الدكتور الشاعر محمد القصاص
1
يا قائدَ الرُّومِ أنبيء خالدَ العَــــــرِبِ *** القومُ بعدكَ من حالٍ بهم عَجَـــــــبُ
بوهانُ بعدك قد هنَّا بلا سبـــــــبٍ *** لم يعرف الناسُ يا بوهانُ ما السَبَبُ؟
بل أصبحَ الذُّلُّ والتشريدُ ديدننــــــا *** تلك السُّيوفُ وخيلُ الحقِّ تَـرْتَعـــبُ
شذُّوا عن الحقِّ والإلحادُ منهجهُــم *** من منبعِ الذُّلِّ يا بوهانُ قد شربــــوا
مما ألاقي لا أشكو بلا سبـــــــــــبٍ *** فالقلبُ يُقهرُ والعينانِ تَنتَحِــــــــــبُ
يا للعروبةِ للمُحتلِّ مذ رَكَعَـــــــــتْ *** تأتي المصائبُ والإذلالُ والنُّـــــوَبُ
يا ابن الوليدِ فقمْ للنهرِ واسألَـــــــــــهُ *** قد لا يجيبُكَ يا مَسلولُ مُغتَصَـــبُ 
هل يعتبُ النَّهرُ والأَصْفادُ تُثْقِـلُــــهُ *** أم يشتكي الطيرُ والأمواهُ تَضطَرِبُ
يا ابنَ الوليدِ فإنَّ العُربَ من سَغَـبٍ *** في لُجَّةِ الذُُّّلِّ قد أوهَاهمُ السَّغَــبُ 
ويحُ العروبةِ من حكامها سئمـــتْ *** أما الشُّعوبُ فقد أوهاهُمُ التَّعَــبُ
يا ابن الوليدِ فجندُ اللهِ قد غُلبــــوا *** بعد الوقيعَةِ يا مَسلولُ بلْ سُلِـبُـــــوا
الخيلُ غارتْ وحتى اليومِ ما رَجَعَـتْ *** ولا الفوارسُ يا مسلولُ مذْ ذهبــوا
أبا عبيدَةَ إنَّ القومَ قد جَبُنُـــــــــــوا *** من جُندِ إبليسَ في خوفٍ وهتْ رُكبُ
يا ويحَ عَمرٍو إذا ما فـزَّ من كفـــــنٍ *** أما يَـزيـدُ إذا ما هزَّهُ الغُلُــــــــــــــبُ
حتى الفوارسُ من أجداثهم نَـسَلـوا *** قاموا إلى البعثِ إذ ينتابُهم غَضبُ
فلا القُصُورُ ولا الجَنَّـاتُ تُسعدهمْ *** ولا الملايينُ ما المطـلـــــوبُ والأربُ
يا للملوكِ من أعلوْا وسائدَهُــــــــمْ *** أما الشعوبُ فقد أضناهمُ التَعَـبُ
أمُّ المعَاركِ يا يَـرْمُوكِ قد نَسَجَــــتْ *** عَباءةَ النصرِ لليرموك تَنتـســــــبُ
عساكرُ الرُّومِ للأبطالِ إذ عَرَضُـوا *** في بطنِ عِشَّةَ واليرْمُوكُ يصْطَخِبُ
ما كان خالدُ يومَ الزَّحْفِ منشغلا *** في طيِّبِ العيشِ بل للزَّحْفِ يَرْتقِــبُ
يا أمَّ قيسٍ فهل قيسٌ له أمَـــــــــــــــلٌ *** أم أن قيسَاً كباقي العُـرب مرتعِـــــــبُ
أيدي العُروبةِ بالأصفادِ نازفــــــــةٌ *** من بعد عشَّةَ حتى اليومَ تـنتحـــــــبُ
أما فجُرحُكِ يا جَوْلانُ نازفـــــــــةٌ *** بل ينكأ الجُرْحَ يا جَوْلانُنا العَـتَــــــــبُ
من يبتغي العيشَ واليرموكُ يآســرهُ *** لأقذر الخلقِ يا يرموكُ يَنْتَســــــــــــبُ
لو طاب عيشٌ إلى الحكام يشغلهم *** لن يهنئوا الدهرَ والجَوْلانُ مُغْتَصــــبُ
يا أمَّةَ العُرْبِ هل ترضون في وهنٍ *** تستمرئوهُ ونورُ الحَقِّ يْحتجِــــــــــــبُ
البعضُ يحيونَ والأموالُ غايتُهــــــــمْ *** في مَرْتَعِ السُّوء فالآثامُ تُرتَكَــــــــــــبُ
حُكامُ للبذخِ والشَّيطانُ غايـتهُــــمْ *** أما الشُّعوبُ ففي أوطانهِمْ غُــــــرُبُ
لم يبقَ في العيشِ يا رباهُ من طمــــــعٍ *** حتى من العدلِ من شيءٍ لنا يهبــــوا
إن ماتَ عدلٌ أو الإحسانُ في وطنٍ *** حلََّّ العذابُ وأنتمْ .. أنتم السَّبَـبُ
من جانب الويلُ فالنيران موعدُكُـمْ *** يومَ النشورِ لا غازٌٌ ولا حَطَــــــــــــبُ 
لا تُمعنوا الظُّلمَ يا حكامُ ويلكـــــــــمُ *** قد يأتي اليومُ لا أصلٌ ولا نَســـــــبُ
فلا ظلامَ تظلُّ الدَّهْرَ عتمتُـــــــــــــهُ *** حتما سيُجلَى أمام النورِ ينْسَحِــبُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق