الأربعاء، 27 أبريل 2016

كوطن / الاستاذ بلعوام مصطفى /

كوطن...
----
١-
-----
لو تدري كم عاشقت الأيام أصابعي 
لا تلوي على سخط
ولا تبحث عن عطر يموت في أول شهقة نعاس
لو تدري كم حفرت الشمس شرايين حروف
وظلت هاربة 
ترتمي في كل بحر
تغازل كل قمر
وتجري وراء كل عشق جليل
لو تدري كيف سرق النار لغتي
وتركني أسابق الريح
ألفف قوافي الرماد
أعدو ورائي أعد كل شعر جميل
وأحرق أصابعي 
على أنقاض شهد حرف عليل
لو تدري كيف جاءني طيفي كي أعتقل عقال قلبي وأتركه
يتنفس ما تبقى من النشيد
لو تدري كم هو الزمن غدار
وغدّار هو القصيد 
لو تدري أن حرفي لا عضم له
كلساني فى القلب طليق
لا يعيد ما أخرجه الحريق
لو تدري..
آه لو تدري
-----
٢-
-----
وأتذكر خفاقاتي الثكلى 
تصب عمرا على عمر
تحرن على باب الحرف
وتحلق بعيدا مني ثملى
أتذكر..
نظرة سفر
غمزة قمر 
قبلة قدر
كانوا للقلب ساجدين..
وكنت بين حقيبتين
أكتب جنوني، أحمي نيزكي من الصعود
تسقطني المسافات
وتذكرني الصفعات
بذيل الوقت وحمى الوجع بين هفوتين..
-----
٣-
-----
تماما..
كما مطر الصيف يقارع صهد الفراغ
يجر بحرا..يسقي عمرا
ويترك الأصابع تتشقق على الصخر
تسرق سراً
تكتب جَهْرًا
عرق حروف صدأت من رطوبة الفجر
وخيال وطن يبحث عن بحر بسيط
لحلم بلا قافية
ولجسد يتحلل من سراب سليط..
تماما.. 
كما الحقائب الملتصقة بظل يد
يبني سجرا..يزف قهرا
ويترك الرحيل على أبواب المطار 
يختلس حفنة هواء
يخبيء قطعة سماء
لشوق تدلت عناقيده على وجه الصدى
ولحنين جفت مواسمه على جبين المدى
تماما..
كما أحملني في ويحي
تمزقني آهاتي 
تضحك مرآتي
لك صب الخارج من قداس النسيان
لك مسافات رجع الحلم
ولي نار الداخل الى صدري الولهان
وعيون تفر من النوم..
أنا أعرف من أكون 
وأعرف
كيف تأتي أطياف السكون
وتسكن شهادة 
أحرقتها شموع ميلاد 
فضاعت في وجع ميعاد
لاشيء لي غير هذا العمر
ودخان قهوة تبحث عن صباح آخر
ودقائق تحتسيني
كما أحتسي زلات أمل قد هاجَر..
أيهذا النورس الهارب إلى الحزن 
تمهل!
ودعني أراني أتلاشى حيث أكون 
بطيئا 
كوطن سبا مثواه الأخير 
لا أريد أرضا 
ولا قبرا يعزف على جناحي الكسير.
/-
بلعوام مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق