الجمعة، 29 أبريل 2016

ملف خاص/عن الاديب المبدع / حميد الساعدي / العراق






الشاعر في سطور
-------------------------
ـ حميد الساعدي
ـ مواليد بغداد / العراق 1965
ـ حاصل على بكالوريوس آداب في التاريخ من كلية الآداب بجامعة بغداد .
ـ بدأ الكتابة الشعرية عام 1980 .
ـ نشر قصائده في الكثير من الصحف والمجلات العراقية والعربية .
ـ عضو في الرابطة العربية للآداب والثقافة .
- عضو في مؤسسة تجديد الأدبية.
ـ أعماله المنشورة :
ـ أرقٌ يدق الباب / مجموعة شعرية / بغداد ـ 2016
ـ بوح أدرد / مجموعة شعرية مشاركة مع مجموعة من الشعراء العراقيين والعرب 2015 .
ـ حاصل على وسام الإبداع من مجموعة الرصيف الثقافي
- وسام الإبداع من مجموعة حديث الياسمين الأدبية.
والكثير من شهادات التقديروالتميُّز.
ـ يواصل الكتابة والنشر في الكثير من الصحف والمجلات الورقية والمواقع الألكترونية و عضو في الكثير من المجموعات الأدبية
ـ كتب عن قصائده الكثير من الدارسين للأدب . نصوص مختارة
----------------------
تسرقُني مني
-------------------

يبهرني هذا الإغواء

وفي عينيكَ اُطاردُ وهماً

لا يلبث أن يتحركَ ملء فراغي ،

الصورةُ تبقى رهن مداراتي ،

أصواتٌ أسمعها ،

لكن من يسمعُ صوتي ،

لا تفتح أبداً بوابة وجدي ،

كي أسقيكَ حنيناً يوجعني ،

من خللِ الريح ،

صرخاتي تشبهني ،

من يشبَهُكَ الآن ،

وكل الرفقة حزموا ورد حقائبهم

وابتكروا لليّل وعوداً ،

أنتَ الأرق الآتي برحيق أماني ،

تسرقني مني بقتامةِ ليّل ،

وتدسُّ خيالاً يطعنُ نوبات أنيني ،

لغزاً مسموم الفكرة ،

طبعُ خيالٍ في عتمةِ حائط ،

لا تُدرك عبر مرايا السحر

بأنكَ موؤدَ النظرةِ ،

مسروق الفطرةِ ،

تتلظى برياح الهجرِ

وتومضُ من إحساس القسوة ،

شرعنة النُدرةِ ،

في فقدِ مرامٍ لا توقظه الرغبات ،

تسرقني مني ،

يا لِصَّاً أحببتَ جنوني .

وجهك ِ
-----------
وجهك ِ الذي طالما ارتكب الغواية
لم يكن يدري انه رفيق الصعاليك
على تقاسيمه انغرست نظراتهم طويلا ً
لا تنقذهم منه إلا حسرات التمني
الأمواج التي رسمتها العيون
شعاع من السعادة
لحضور لم يألف إلا نفسه
حين تربكين الصباح
بقدمين لا تعرفان الصهيل.

مُراودَةْ
------------------------

أُحاولُ منكِ دنواً
فأوغلُ
في اللحظة المشتهاة
أعزفُ
عن نَكئ جرحٍ ألَّمَ بروحي
تيقنتُ أني الى فكرةٍ في المجاز
أعللُ
خيبات قلبي الكثيرة
وأركبُ موجة وَهمٍ
تطاردني في متاه السنين
سأركنُ للصمت
حين أروم إجترار الذهول
وأغلق بوابة القلب
حين تهبُ الأماني
فلا فكرة للمراكبِ تسري
ولا من اليه
أبوحُ بِسِرّي
تساميتُ من وجَعٍ
في الكهولة
أبقى على شفةٍ مُطبقة
وفي القلبِ
صوت إرتعاش تكَسَّرَ
في خفقةٍ لا تهادن
ومهما آرتشفتُ
من المُرّ
أبقى أُغني
لجُرحٍ أطَلَّ
تكَوَّرَ في قبضةِ المُنتهى .

أبجديةُ عشق
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المساءات ُ
مالها موحشة ؟
والصباحات ُ
أغنية للغياب ...
ماله القلب
أرخى العنان
والدروب ازدحمت
بالتمني
أيّ أحجية
كانت الريح توصلها
في تشظي السؤال
بأرصفة ٍواجمةْ
ولي منك ِكل قراءة عشقٍ
وكل مواقيت أدهَشْتُها بالحروف
تُحبين أن أرتمي
في غيابة ليلٍ
ويا لاغترابي
إذا حَلَّ ليل بدون إرتجال
وظلَّ على فسحة الوقت
ظِلُ السؤال
أريدُكِ
أعرفُ أني أريد المُحال
وإن طريقي إليكِ خيال
وبي وجعٌ من بقايا حديث ٍ
تمرد في لحظة ٍلا تُقال
ببوحٍ يُسابقُ خطو الغريب
وصفحة وجد
تريدُ إكتمال .

تساقط
-----------   
لن يدنو أحدٌ بعد ألآن
من تقريظِ المواجع
فالمُدونات كُثر
والقُراءُ انتبهوا
ما زالت الفُسحةُ واسعة
بين الحلم وألأمنية
والبكاءون يجارون الصبوات
لليل الذي يهبط من سكونه
على سبيل التعزية
ليست إلا وريقاتٍ غضّة
تحفظُ اسماءَنا
من يدري بالمكتوب على ورق الصُدفةِ
غير الريح . لا شيء في إفقي
-----------------------
لا شيء غَيرَ الريحْ
كُوني وَردَةً
تَبكي الخَنادِقُ
في ثيابِ المَيّتينْ
لا شيء غَيرَ الريح
كوني شمعَةً
مضغَتْ جَدائِلها
وغابَتْ من سنينْ
لا شيءَ
غَيرَ طُفولَةِ ألأحزان
والزَمَن المُضَمخِ بألأنين .

إنكفاء ْ
ـــــــــــــــ
لا مناصَ مِن أنْ أكون
إلأ أنا ......
شَجَرَةٌ عَتيقة ْ
بجوَارِ حائطٍ مُتَهَالكٍ
تَتَقَشّرُ يَومياً
لِتَنكفيءَ
عِندَ المَساء .

رقيم الأحلام
......................
الأحلامُ التي تركتها ورائي كانت غيضاً من فيض رغباتٍ قاحلةٍ ،تُدلجُ حيناً وتضيء حيناً آخر ، حسب الإمكان الذي يتمترس بعنادٍ قاتلٍ ، تحمله صبوة روح تفقه افتراءات عصرها الموجع ، من تلاوين الرغبات وشقة الوجد ، والصور المبتكرة للزهور الغائمة العطر والمورقة الدهشة ،بافتراسها المهووسين بقيثارة آلهةِ الصبر التي ضربت أطنابها عميقاً ،سومريةَ الهوى ومسمارية البوح ، إنشاداً وترانيم لمعابدَ مورقة ٍبالحنين ، وقيثارة تصدح عالياً ، تبث الخليقة في أول الوجد احلامها المسترخية ، تطارد أول عات ٍ تمطّى ليسلبَ إرث الحياة ، وتموز من أولِ الدهرِ أرجوزة خصبٍ على هذه الأرض ،عانق أحزاننا السومرية في قلب عشتار موسم خصب ٍ ، أيا من تردد في عشق أبنائه ، يستكين الهوى بإضمامة زهرٍ ، وكلي سهوم إطارد ظلي متى ما وجدت احتراقاً بأرضي ، أُرَمِّلُ وقتي وأمسح عن جبهتي العاديات ، أشد احترافي لقبلة عشقي لكي أوقظ النهر من غفوة الغافلين ، لعل القبيلة تهدي السيوف سواعد لا تعرف الإنكسار.

أبناء الشمس
----------------
للمواسم خصبها المتباعد . للطيور انطلاقاتها في سماء الموَّدة . للرايات خفقتها العالية . وهذه البلاد . فيها الكثير لنا . ليست أول ريح . ولا آخر حزن في قواميسنا المتغلغلة بالقهر . ينهض ُ الدم .  تنهض ُ الإمنيات الحزينة . المواقيت مرهونة بالغياب . والحضور ألمطرز بالتيه . قد يبدو الألم مشكاة نور . والصرخات تلافيف بهجة . أيها الهائم بأساطيرك الناصعة .  حين توقد نيران حريتك فوق رواسي الفجيعة . لابد من أن تعود الى ينبوعك الصافي .  وتمتشق حسام الصبر .

سراب الأمنيات
----------------------

الكلمات التي أنتظرها
لم تأتِ بعد
كما انتظارك
الذوبان في شهقة ِ الوقت
أغنية ضاربة للسواد
المساء ُ الذي يحل بيننا
يتلمس ُ طريقه بصعوبة
يتكئ على أعصاب متراخية
كما ضرير وعصاه
الرفوف التي وضعنا عليها الأماني
داهمها الغبار
والموسيقى
تخبو بألحانها المنحنية
بمشقة الذكرى
لا نعلل للوقت دورته
ولا للهواجس كيف انطوت
بالوداع الأليم
نرمم ماتبقى
من الوجد
كي لا تفلت اللحظة من التداعي
كلما فكرت بكلام يقال
عن العشق
تنتعش من سرابها الأمنية
وكأني لست ابن خمسين
أصُفها وهماً على وهم
وأحاول ترتيب أيامها
بمرورها المفاجئ
كما الماء الذي يتسرب من بين الأصابع
أو كموجة مهاجرة
غادرت الشواطئ الوادعة
لتلقي نفسها بلجة البحر
هو بعض إحتضار
يطل من شرفة ٍشاهقة
في مساء ٍ حزين .

خِداع
----------
تعالَ نَثرثرُ معاً
عن شمسٍ النهارات
وهي تضيع
عن الليالي التي نطرزها بالوحشة
والقصائد وهي تنمو
كأجِنَةٍ عابثة
في رحمِ السكون
عن تباريح الأشواق
وأرصفة الغياب
نثرثرُ ماشاء لنا وقتنا
نبتدعُ أفكاراً
تليقُ بعجوزين
يغمران الليل بالقبل
وصدمات الملامسة اللاهية
يبتكران قصصاً
عن زمن كان لهما وحدهما
ويتشاجران لأتفه الأسباب
تعال نُثرثر ببلاهة الصبيان
وهم يتنابزون بالألقاب
تلك التي تنم عن الخيبة
في الأيام التي جاوزت الرجاء
ندور حول أمنية سادرة في الغي
بأن نلغي حسابات الزمن
بثرثرةٍ لا تخلو من الخديعة .

وَطَن
--------------
 سماؤكَ
من تراتيلٍ
ومن لهبٍ
على الأبوابِ
يأسرنا
اراضيكَ أشتهاءٌ
في تلهفها
تسابيحٌ
لما كُنا
 نفتشُ فيهِ
عن اسم ٍ
وعن صفة ٍ
وعن ميقات ِ عودتنا
الى غدنا
ففيكَ نباركُ الانهار
نلهثُ من خطايانا
ونصرخُ
صرخةَ الأشجار
من عبء ٍ تقمصنا :
أعد أيامنا ألأولى
أعِد وجهاً
تَلٌقَفَهُ
 رصيفَ الحلم وألأَشعار ْ
كي نمضي ألى غَدِنا
ونعلنُ :
أنكَ المنفي
 في دمنا
وأنٌ هجوعَكَ القسري ٌ
مرفأ ُ
ما يوافينا من الكلمات ْ
قيثار ٌ،
تمادى
 في سباتِ الارض ِ
والحَيٌواتْ
فيك َ تحدٌقُ الاشجار
كلٌ ُشُجيرة ٍ وتر ٌ
وأنتَ تحركُ ألأوتار .

دروب
------------

الدروب التي احتضنت الخطوات
تتساءل عن جدوى
أن يمشي المرء كحد السيف
فتلك البلوى
تحتار حروفي فيك
ومابين الجبر
وبين التفويض
أختار السلوى.

فتوح وهمية
ـــــــــــــــــــــــ
ماذا يُريد القلب
من هذا الرماد ؟
ووقتُهُ وَرَقٌ تَلظَّى
في الدُجى
رَحَلَت عن القلب الشموس
وأَيَّدَتْ روح الخرافةَْ
طُلسماً يهتاجُ
من أبوابِ حَيٍّ أقفَلَ الكلمات
في جَمَراتِ فيهِ
وألجَمَ الشَفَةَ النعاس
تَبعثَرَ الشفقُ الأليف
عن التواءِ الفكر
في ساحاتهِ الغرقى
وأثلَجَ حَرَّهُ
يا مَوت :
ماذا كُنت تبغي
من قصورِ الشعر
كي تَهِبَ الحياة
لوارف الأشجار
سيفٌ من غرور الأمس
قاموسُ اخضرار
في ردى الأمواج
وهي تُكرر الصلوات
في منفى الأحبةِ
وهو يهجعُ في الظهيرةِ
قد قالَ بابٌ أخرَسٌ :
إنَّ المداخلَ أُقفِلتْ
عن تمتمات الهمس ِ
وارتَحَلَتْ غَمامة
ترتدي آهاتها
بهديل ضحكتها يمامة
يا أيها الجبلُ :
سَرقتَ الوقت
كي تُهدي لنا
طامورةً قَزَحيَّةً
من نَسجِ طلسمها نؤوب
الى مجاهيل الخرافةِ
نلتقي بالشعر
في ألقِ الزنابقِ
ننحَتُ الكلمات
كي نبقى على قيد الحياة
تدورُ موسيقى
على أنغامها
هَدَرَ الرصاص
لكي يُعَلِّقَ في المتاهَةِ
صورةً وَهميةً
من وحي زخرفها
تشظى حلمها
وعلى معانيها أفاقت أغنيات
تئِنُ أوراق الصنوبر
في هسيس القلم السطحي
حَطَّ الطير
في الفلوات
كي يمضي
الى غَدهِ المُبَجَّل
يرفعُ التيجان
من رأسٍ
ليلقي الرأسَ من وَجَعٍ
ومن أرَقٍ
على حبلِ النعاس .


الجزء الثالث
الجزء الاول لم يصل

فيض
-------------

مَنْ قال َ

أنك َ موئل الرغبات

والعبث البريء

وصوت هذا القفر

والقصص المطرزة اشتهاء ً

ذاب َ فيها الياسمين

مَن ْ أوجز َ الأشجار

أن تحنو عليك

وإنت َ نبض الفجر

تمتهن الخديعة

توقد البحر ارتعاشا ً

حين تأتيك َ الحقائب

غَصَّة ً ومسافرين.

لا بحر يحملني إليك

ولا مسافات الهروب

تطوق ُ الأحداق

كي تدنو إليك

يا قلب :

مالك َ

كلما فاضت رؤاي

أشحت َ عن وهج ِ العيون

فتلك َ أغنيتي

شفاهي

لست ُ منها

إن أبَت ْ

 أن لا تبادلك َ الشجون.

الدراسات
****************
الدراسة التي كتبها الأستاذ عباس باني المالكي :
**************************************
أزمة الذات في وجودية الأنتماء للوطن
نص( وطن ) للشاعر حميد الساعدي
وطن
**************
سماؤكَ
من تراتيلٍ
ومن لهبٍ
على الأبوابِ
يأسرنا
اراضيكَ أشتهاءٌ
في تلهفها
تسابيحٌ
لما كُنا
نفتشُ فيهِ
عن اسم ٍ
وعن صفة ٍ
وعن ميقات ِ عودتنا
الى غدنا
ففيكَ نباركُ الانهار
نلهثُ من خطايانا
ونصرخُ
صرخةَ الأشجار
من عبء ٍ تقمصنا :
أعد أيامنا ألأولى
أعِد وجهاً
تَلٌقَفَهُ
رصيفَ الحلم وألأَشعار ْ
كي نمضي ألى غَدِنا
ونعلنُ :
أنكَ المنفي
في دمنا
وأنٌ هج
وعَكَ القسري ٌ
مرفأ ُ
ما يوافينا من الكلمات ْ
قيثار ٌ،
تمادى
في سباتِ الارض ِ
والحَيٌواتْ
فيك َ تحدٌقُ الاشجار
كلٌ ُشُجيرة ٍ وتر ٌ
وأنتَ تحركُ ألأوتار .
أن تحقيق البعد الدلالي من خلال المعنى الكامن داخل النص يؤدي الى تحقيق التداعي الرؤيوي داخل فكرة النص و التي يريد أن الشاعر أن يوصلها من خلال طرح رؤياه كأزمة تستنهض الذات بكل رموزها الموحية الى الصراعات الداخلية لهذه الذات أتجاه الوطن حيث نلاحظ هنا أستطاع الشاعر حميد الساعدي في نصه ( الوطن ) أن يبني جملة التراكمية التي تنمو وفق هذا البعد ليشمل كل المسميات التي يراها في الوطن والشاعر هنا كون الجملة الشعرية ذات البعد العمودي لكي يضع للوطن أعلى قيمة داخله حيث بدأ (سماؤكَ /من تراتيلٍ /ومن لهبٍ /على الأبوابِ / يأسرنا ) وهذا ما يؤكد أن الشاعر يعيش أزمته الداخلية أتجاه الوطن , رغم أتساع سماء الوطن لكنها تتحول الى تراتيل من لهب على الأبواب , أي ان الحياة في الوطن رغم أنها تمثل المساحة الواسعة داخل ذاته ،هي في نفس الوقت تضيق عليه وتتحول الى لهب أي أن الحياة بقدر أتساعها هي ضيقة بسبب ما يعيش الوطن من هذا اللهيب ويستمر الشاعر يبين المساحات الأخرى التي يراها وفق رؤياه التصورية أتجاه الوطن , فبعد أن ضاقت علية السماء تحول الى الأرض ( اراضيكَ أشتهاءٌ /في تلهفها /تسابيحٌ /لما كُنا /نفتشُ فيهِ /عن اسم ٍ /وعن صفة ٍ /وعن ميقات ِ عودتنا /الى غدنا ) ويستمر الشاعر بالتعبير عن أزمته الحقيقة في ما يعيشه الوطن رغم أن أرضه أشتهاء لكنها لم توفر له الحياة التي ينشدها فهو لم يعد يؤمن أن غدا يأتي وقد حقق ما يريد في وطنة لأن كل شيء لا يجده في غده أي أن الشاعر بقدر ما يعطي الوطن المساحة الكبيرة في الحياة لكنه لا يجد ما تبحث عنه داخل هذا الوطن ، وهذا ما شكل أزمته الفعلية أتجاه ما يتمنى في ذاته من الوطن (ففيكَ نباركُ الانهار /نلهثُ من خطايانا /ونصرخُ /صرخةَ الأشجار /من عبء ٍ تقمصنا : /أعد أيامنا ألأولى /أعِد وجهاً /تَلٌقَفَهُ /رصيفَ الحلم وألأَشعار ْ /كي نمضي ألى غَدِنا ) رغم ما يراه في الوطن من أنفتاح على الحياة بكل رمزها من السماء الى الأرض والأنهار لكنها لا تلبي ما يريد أن يراه في غده أي أن أزمته هي حالة الياس مع هذا يحاول الشاعر أن يمزج ما بين ذاته والمسميات الرمزية في الوطن ، أي يخلق حالة التجاذب الوجودي في الفكرة الرؤيوية في ذاتيه الرؤيا لدية أي أن النص عند الشاعر هي فعل تراكمي ولكن ليس كمي بقدر ما هو تراكم معنوي يشير من خلاله الدلالة التي يسعى لتثبيتها في فكرته التأويلة للمدلول الذي يريد أن يصل إليه والذي هو الوطن لكن الأزمة الحقيقة هي داخل ذاته المتشعبة في تناظرها الوجداني مع متطلبات الذات الوجودية ، أي أن الأزمة تنمو داخله من أنعكاس رمز الوطن الى داخل فهمه الحياتي التي تكون فكرته الأنتمائية نحو الحياة والوطن ، لهذا يتحول كل شيء عنده الى منفى داخل ذاته قبل أن يكون داخل الوطن رغم أن الشاعر حميد ثبتها بالمنفى داخل الوطن (ونعلنُ : /أنكَ المنفي /في دمنا /وأنٌ هجوعَكَ القسري ٌ /مرفأ ُ /ما يوافينا من الكلمات ْ /قيثار ٌ، /تمادى /في سباتِ الارض ِ /والحَيٌواتْ
فيك َ تحدٌقُ الاشجار /كلٌ ُشُجيرة ٍ وتر ٌ /وأنتَ تحركُ ألأوتار . ) كما أنه رغم حالة اليأس التي يراها في ذاته من خلال الوطن أستطاع يجد الأنفكاك من الأزمة ، ويحاول أن يجد الجمال في الأشجار ، أي أنه عاد التصالح مع ذاته من خلال الوطن ، فالأزمة ليس تشكل حضور دائم داخله بل هي موقته ، وكما قلت سابقا بقدر ما هي أزمة وطن لكنها قبل كل شيء أزمة ذاته ، والشاعر أستطاع أن يكون نص هرمي في تركيب المعنى وفق أنساق الذات في لحظة أنتمائها الوجودي متحسسه لكل ما هو يحيط بها من مدراك شعورية معنوية . جنون البوح ..... في ..... ملحمة الفتوح "

دراسة نقدية لنص ( فتوح وهمية ) للشاعر العراقي المُبدع والمُتألق حميد الساعدي

بقلم / مالك جابر الحميداوي

فتوح وهمية
ـــــــــــــــــــــــ
ماذا يُريد القلب
من هذا الرماد ؟
ووقتُهُ وَرَقٌ تَلظَّى
في الدُجى
رَحَلَت عن القلب الشموس
وأَيَّدَتْ روح الخرافةَْ
طُلسماً يهتاجُ
من أبوابِ حَيٍّ أقفَلَ الكلمات
في جَمَراتِ فيهِ
وألجَمَ الشَفَةَ النعاس
تَبعثَرَ الشفقُ الأليف
عن التواءِ الفكر
في ساحاتهِ الغرقى
وأثلَجَ حَرَّهُ
يا مَوت :
ماذا كُنت تبغي
من قصورِ الشعر
كي تَهِبَ الحياة
لوارف الأشجار
سيفٌ من غرور الأمس
قاموسُ اخضرار
في ردى الأمواج
وهي تُكرر الصلوات
في منفى الأحبةِ
وهو يهجعُ في الظهيرةِ
قد قالَ بابٌ أخرَسٌ :
إنَّ المداخلَ أُقفِلتْ
عن تمتمات الهمسِ
وارتَحَلَتْ غَمامة
ترتدي آهاتها
بهديل ضحكتها يمامة
يا أيها الجبلُ :
سَرقتَ الوقت
كي تُهدي لنا
طامورةً قَزَحيَّةً
من نَسجِ طلسمها نؤوب
الى مجاهيل الخرافةِ
نلتقي بالشعر
في ألقِ الزنابقِ
ننحَتُ الكلمات
كي نبقى على قيد الحياة
تدورُ موسيقى
على أنغامها
هَدَرَ الرصاص
لكي يُعَلِّقَ في المتاهَةِ
صورةً وَهميةً
من وحي زخرفها
تشظى حلمها
وعلى معانيها أفاقت أغنيات
تئِنُ أوراق الصنوبر
في هسيس القلم السطحي
حَطَّ الطير
في الفلوات
كي يمضي
الى غَدهِ المُبَجَّل
يرفعُ التيجان
من رأسٍ
ليلقي الرأسَ من وَجَعٍ
ومن أرَقٍ
على حبلِ النعاس

أن للعنوان بصمة خاصة في نفسية القارئ يُحدد من خلالها مدى أهوال وتبعيات النص حيث يدرك
تفاعله وإنسجامه مع مُعطيات الحدث التصادمي
الذي حلَّ عليه قبل الدخول للعتبة التي تليها ،
فيبدأ بالتحليل الموضوعي والدلالي لفهم مغزى
هذا التكثف العميق عن طريق تحريك البُنية العقلية بوسع ما يكون حتى ترتقي للمستوى المطلوب وهذا ما أكد عليه بحث الناقدة (بخولة بن الدين) حول فهم عناوين النصوص حيث تقول " العنوان هو المفتاح الضروري لسبر أغوار النص ، والتعمق في شعابه التائهة ، والسفر في دهاليزه الممتدة . كما أنه الأداة التي بها يتحقق أتساق النص وأنسجامه وبها تبرز مقروئية النص ، وتنكشف مقاصده المباشرة وغير المباشرة . وبالتالي ، فالنص هو العنوان والعنوان هو النص" وهنا وضعنا الشاعر حميد الساعدي تحت طاولة البحث الطويل عن الفتوح الوهمية التي يقصدها وهل نراها بالعين المجردة أم أنها مُختفية في أواصر القلب لا يتحسسها إلا من أمتطى صهوت خياله كي ينطلق بحثا عن مواطنِ الجمال بعدما ينصهر حد الإحتراق في متن النص
والدهشة ترقص رقصتها المعتادة في كل حرف يحرك الحواس ويجذبُها إليه .

ماذا يُريد القلب
من هذا الرماد ؟
ووقتُهُ وَرَقٌ تَلظَّى
في الدُجى
رَحَلَت عن القلب الشموس
وأَيَّدَتْ روح الخرافةَْ
طُلسماً يهتاجُ
من أبوابِ حَيٍّ أقفَلَ الكلمات
في جَمَراتِ فيهِ
وألجَمَ الشَفَةَ النعاس
تَبعثَرَ الشفقُ الأليف
عن التواءِ الفكر
في ساحاتهِ الغرقى
وأثلَجَ حَرَّهُ

سؤال كبير يطرحه قلب الشاعر حين أصبح رمادا
مُتبعثرا في أحشائه حيث يبحث عن تلك الدالة المفقودة التي يتصورها كلّ شمس الراقدة في مكنونات القلب حتى تبين له أنها من الأوهام التي بثت بريق الأمل وأصبحت أنيسا للروح المُلهمة والمُهيمةُ لذلك الحبيب الذي شغل مساحةً واسعةً من التأمل المُتكرر مع كلّ شروق للشمس . تفيض قريحة الشاعر حميد الساعدي
بطلاسم الحروف التي شرعة أبوابها نحو مدن التأويل والتفكيك للمتلقي ليعرف ما يجوب في مخيلة الشاعر عندما يحبس بعض الكلمات التي تؤدي دورا فعالا ينتج عنها وضوحا مُتباينا في مكونات النص فَيزجه في متاهات عمله الأدبي  ليواصل البحث والتنقيب
عن جواهرِ ودرر ذلك البوح الذي هو أشبه بطردا
تحملهُ نسمات الصباح ويشتاق القلب أن ينحته على جدرانه .

يا مَوت :
ماذا كُنت تبغي
من قصورِ الشعر
كي تَهِبَ الحياة
لوارف الأشجار
سيفٌ من غرور الأمس
قاموسُ اخضرار
في ردى الأمواج
وهي تُكرر الصلوات
في منفى الأحبةِ
وهو يهجعُ في الظهيرةِ
قد قالَ بابٌ أخرَسٌ :
إنَّ المداخلَ أُقفِلتْ
عن تمتمات الهمسِ
وارتَحَلَتْ غَمامة
ترتدي آهاتها
بهديل ضحكتها يمامة

ولو لاحظنا وتأملنا جيدا هذا التدفق الشعرية المنهمر لصلينا
ألف ركعة في حضرة الشعرِ ،( يا موت ) يبتدء الشاعر بالنداءِ مُخاطبا من يحتضر الشعر في حضرتهِ إنه الموت الذي يجتاح تلك الأشجار السامقة من الشعراء الذين يتصارعون مع جنون الأبجدية حين تتوق النفوس إلى ورود البغية من مناهلها وترويضها لنتال رضا المُتلقي . يستمر بوح الشاعر نحو إطلالة المُناجاة لمن نال درجة الكمال كما يعتقد وهو ينوق لأطعام حرفا لا يزال
يمتشق سيف الغرور وأبوابه مغلقة حتى يقد قميص الحرف ويفتحه على مصرعيه حتى لا يفقده ويظل في دوامةٍ لا يوجد سبيل للخروج منها إلا التضرع في حضرةِ الإلهام .

يا أيها الجبلُ :
سَرقتَ الوقت
كي تُهدي لنا
طامورةً قَزَحيَّةً
من نَسجِ طلسمها نؤوب
الى مجاهيل الخرافةِ
نلتقي بالشعر
في ألقِ الزنابقِ
ننحَتُ الكلمات
كي نبقى على قيد الحياة
تدورُ موسيقى
على أنغامها
هَدَرَ الرصاص
لكي يُعَلِّقَ في المتاهَةِ
صورةً وَهميةً
من وحي زخرفها
تشظى حلمها
وعلى معانيها أفاقت أغنيات
تئِنُ أوراق الصنوبر
في هسيس القلم السطحي
حَطَّ الطير
في الفلوات
كي يمضي
الى غَدهِ المُبَجَّل
يرفعُ التيجان
من رأسٍ
ليلقي الرأسَ من وَجَعٍ
ومن أرَقٍ
على حبلِ النعاس

هنا النداء واضحٌ وضوح الشمس يقصد بهِ ذلك الجبل الذي قفزَ ففزةً طويلةً من غيرِ أن يمر حتى بسفوحه ولا بتلك الجداول التي تسكنها حوريات الحرف ذلك الحرف الذي يداعب الروح ويرقص القلب فرحا حتى وإن ملأ حد التخمة بالألمِ لأنه قطعة مُتقطعة من الحياةِ ، وجاءَ بفرسانِ الطلاسم يشوبها غبار نقشَ على ذاكرةِ الحرف آثارهُ ولم يصل للقارئ غير جعجعة وصخب كلمات لا تمت الشعر بصلة ويظل المتلقي يطاردها من غير كلل حتى يعرف ماذا يختبأ وراء كواليسها التي باتت خارج البُية العقلية التي يصعب تقبلها كمادة أدبية . بعدها يعرج الشاعر حميد الساعدي إلى لقاء الشعر الحقيقي الذي ينبع من تلك القلوبهنا النداء واضحٌ وضوح الشمس يقصد بهِ ذلك الجبل الذي قفزَ ففزةً طويلةً من غيرِ أن يمر حتى بسفوحه ولا بتلك الجداول التي تسكنها حوريات الحرف ذلك الحرف الذي يداعب الروح ويرقص القلب فرحا حتى وإن ملأ حد التخمة بالألمِ لأنه قطعة مُتقطعة من الحياةِ ، وجاءَ بفرسانِ الطلاسم يشوبها غبار نقشَ على ذاكرةِ الحرف آثارهُ ولم يصل للقارئ غير جعجعة وصخب كلمات لا تمت الشعر بصلة ويظل المتلقي يطاردها من غير كلل حتى يعرف ماذا يختبأ وراء كواليسها التي باتت خارج البُية العقلية التي يصعب تقبلها كمادة أدبية . بعدها يعرج الشاعر حميد الساعدي إلى لقاء الشعر الحقيقي الذي ينبع من تلك القلوب البيضاء الناصعة كبياض الثلج وهو بذلك يعني رواد المتنبي وبالخصوص (قيصرية حنش ) الذين ينحتون على قلب الحياة
حروفهم المُتوجة بالنور . وبعد هذا الكم الهائل من الصور المُتوهجة التي أطلق العنان لها شاعرنا يبدأ بعزف موسيقى فَريدةً من نوعِها يطرزها عملقة الفكرة الموحية بدلالة لكلِّ قلم لا يعرف أينَ يحط رحاله وأرض الشعر يشوبها الجمال .

شاعرنا الكبير حميد الساعدي لكَ من القلب
تحية ومن الروح سلام وأنتَ تُحلق بنا نحو فضاءات الإبداع .

.........................مالك جابر الحميداوي

........................ 13 / 4 / 2016

الأستاذ رجب الشيخ يكتب عن حميد الساعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر حميد الساعدي .......شاعر يكتب بأسلوب جميل ويعتمد على ديناميكية مختلفة في القصيدة النثرية معتمداً على بلاغتة وجمال حرفه وحرفته في صنع المفردة المميزة ..وهذا لم يأتِ من فراغ ...فشاعريته لها جذور من بيئته الريفية والقروية وارتباطه الوثيق مع المدينة وعالمها المضيء.......معتمداً على رسم الفكرة ووحدة الموضوع .......فنحن حين نقرأ له نصاً تشعر بجمال الصورة وادراك المعنى دون استطراد ....... يعتمد على ترابط المعنى بشكلية وبنيوية عالية الجودة وسباكة اللوحة من حيث المضمون بخطوط تحمل وعياً اكاديميا ورمزيا يرتقي للعالمية ..... ان للشاعر صفة أخرى بإختيار المفردة اللغوية وصياغة الجملة بشكل يدهش المتلقي حين يشرع بقراءة النص ........أما فنيته فهي كتلٌ من التفوق الجمالي بصور مكثفة بالإقحام بموضوعية المعنى العميق..... مدرك تماماً ان كتابته للشعر هي قضية ملازمة لاستعارته المطلقة بتراكيب بسيطة ومباشرة في بعض النصوص المعاصرة حرصا منه لتقديم صورة تقليدية تحوي صوراً جمالية بأطار حديث .....ويعتمد على الصورة الذهنية المخزونة في الذاكره .........فيؤسس فضاءً واسعاً من العواطف والاخيلة المقترنة ببواطن العقل البشريقراءة في أرق يدق الباب للشاعر حميد الساعدي هذا اليوم في الدستور 23/4/2016

_ قراءة في أرق يدق الباب _                *مهند صلاح

( إلى أبي في عالمه البعيد , لتقر عينيه بما كتبت بما كتبت و الى كل من زرع فكرة أينعت و أثمرت بكلماتي و الى كل أصدقائي و أحبتي الذين يواصلون متابعتي و دعمي ) .. هكذا كان إهداء الشاعر حميد الساعدي في بداية مجموعته الشعرية الموسومة ( أرق يدق الباب ) و الصادرة عن دار المتن للطباعة و النشر , و التي حملت بين طياتها نصوصا كان لابد من التوقف عندها و الاشارة اليها .. خصوصا اذا ما عرفنا بأن المجموعة قد تنوعت و تلونت من حيث الشكل و المضمون .. ففي نص ( تعريف ) :
الآن ..
وقت ناحل
و تجرد عن كل شيء ,
تعريف شيء ما
كما مسك المياه الهادرة
بين الأصابع
ترتيب شيء ما
كما فوضى الطبيعة
و هي تصرخ بالفراغ ..
كانت هذه السطور من المتن الشعري لهذا النص هي أقل سطوعا إذا ما تفحصنا النصوص الأخرى التي سارعت نحو هاجس التجديد و التحديث في الثيمة و اللغة , فقد إتسمت أغلب نصوص المجموعة بإنزياح مستقر الى حد ما جعلها تنبئ شيئا فشيئا عن لزوجة في اللغة التي اعتمدها الشاعر الساعدي .. ففي نصوص مثل ( بقايا عطر – الصمت و الإسئلة – أغنية لموت القرنفل – خرائط الاغتراب – أبجدية عشق – ظل – سراب الأمنيات ) و نصوص أخرى سبقتها حاول من خلالها اقتناص ذائقة المتلقي بشكل ذكي ليفتح أمامه نوافذ يلج من خلالها لحدثية النص الشعري و التعايش معه و شده نحو مناطق تحرك داخل مجسات القراءة لديه طعم التواصل و الاستمرار .. كما في نص (عراف الفصول اليائسة ) :
ملاك ..
لم ترتسم الا رؤاك على عيوني
لم يسكن القلب الأسير سوى هواك
الموج داعب مقلتيك
و فر من تعب اليك
و تصمت الكلمات دوني
أواه يا من تسكن الأحداق
علمني الطريق الى جنوني
النور طوح بي بعيدا
و الحب يقتلني بعيدا ...
هذا و قد تراوحت أغلب نصوص المجموعة بين المفاهيم الانسانية للحياة و النواتج الفكرية التي تترتب عليها , و التي يحاول الشاعر من خلالها أن يقوم بتدعيم ثيمة النص الرئيسية .. في أمكنة عدة تشتغل كاميرا خفية تحاول أن تبرمج ما يتوافر من التقاطات تتمحور ضمن الخليط المجتمعي لتبدأ لمسات الشاعر المبدعة بتحويلها الى نصوص تكتنز بالشعرية .. و من أجمل ما يميز هذه المجموعة هي الفسيفساء التي رسمها ( الناص ) فهو ينتقل من شكل شعري لاخر ليثبت بأن شعرية الحدث لا تتخذ قالبا واحدا .. كما حصل لديه في انتقاله من قصيدة النثر كشكل الى اشكال أخرى لنفس القصيدة , بالاضافة الى التعدد الواضح في ثيمات النصوص و الطريقة البارعة التي استخدمها للتوحد مع الثيمة الرئيسية التي تتبخر منها رائحة البلاد الزكية .. ففي نص ( خرائط الإغتراب ) :
و أعود فيك مكللا بالزهر , بالكلم المموسق ,
ضاعت بقايا من تراتيل توارثها الغمام ,
و شهقة في أول الدرب الصقيل ,
و سفر آلهة توارثت المجاعة ,
من هنا أهب السماء سكونها ,
و أتوج الكلمات عرشا
و مضيت مأسورا أبعثر نشوتي في الدرب
مجبولا بوافر لعنة زرعت على عينيك رمشا
و يتواصل هذا التنقل من مساحة لاخرى ليأخذ أبعادا و أنماطا جديدة .. فها هو يحن الى مدنه الاولى و يصنف رملها تارة و يقبله تارة أخرى , و هذا يبدو واضحا في نصوص ( جسور على الذاكرة – علامة حياة – حب ساري المفعول – رحيل – اشلاء غبار – موعد – تعليقة – عناقيد الخريف ) .. ففي نص ( حب ساري المفعول ) يقول :
غرباء حين نلتقي
أنا الجنوبي
في كف الريح
ألم ما تناثر من الشغف
لأبثه دفعة واحدة ..
ليس مني التقلب في الحب
يقيني علامة راسخة
و خيوط التعلق
ترسم شارة الوله ..
أما في نصوص ( خيوط – احتمالات – لعينيك قدسية ذاك المساء – صعود – كناية لصحراء الزمان ) فقد تنوعت اشتغالات الشاعر بين المعالجات الشعرية لذروة الحدث و عمليات الطرح و الاجابة للاسئلة الفكرية .. حيث يأتي في جزء من نص ( لعينيك قدسية ذاك المساء ) :
على وتر متعب لهواها
باعدتني سني الحيارى
و صرت أسير صباحك
يا صاحبي
و صرت أسير مسائك
لك الان
كل القصائد
سحرا و عطرا ..

هذا و تجب الاشارة بأن هذه المجموعة هي من النتاجات الشعرية التي مزقت نسيج الحرب و الدمار لتخرج لنا فتكون من ثمار الحياة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق