الاثنين، 5 أغسطس 2019

النظر من ثقب الباب // كُتبَ النص بمداد الشاعر / د المفرجي الحسيني // العراق

الـــنظر مــن ثقب الـــباب
------------------------------------
.. يزحف.. يتقلب على نفسه، نحو الباب باب غرفته الموصد، كان يحرك كل أطراف جسمه ثم يتمدد على ظهره، يتوقف يتنفس نفساً عميقاً يزفر كل آلامه كل أوجاعه، مع زفير الهواء الساخن من فمه، جبينه المتفصد عرقاً، أمال رأسه إلى يمينه ينظر إلى الوراء، .. الوراء الذي بات يقترب منه.. لكن يبتعد، باب الغرفة لا زال مغلقاً، غيَّرَ من طريقة حركته
بدأ يمسك بلاط الأرض، يزحف كما إن البلاط يمده بقوة، بلغ من العمر عتّياً، بات جسمه مثل قارب صيد مهجور، هو يزحف ويجدف بيديه
ينظر إلى قدميه بُتِرَتا، إثر انفجار لغم عندما كان يقود قطيع أغنامه
يزحف نحو الباب ليرى من الثقب عالمه الذي يعيشه، يطيل النظر من نافذة الغرفة، مسنداً ذراعيه على حافة الشباك، ينظر إلى الخلاء الواسع أمامه، وإلى الأعشاب والأزهار البرية ،التي تنمو بامتداد بصره بكل الألوان، يزحف نحو النافذة وبينه وبين النافذة سريره الخشبي
يزحف نحو النافذة ويفكر في الباب والسرير والنافذة، الباب مغلق وأصبح السرير متكأه، يزحف ينظر خلفه يحس بالاختناق، يتذكر أخاه الراقد تحت شجرة كبيرة في فناء القرية البعيد، وأمه أيضاً سكنت تحت هذه الشجرة، منذ زمن طويل وأباه قبلها، يزحف بكل ما يوجد به من قوة
بيديه يريد أن يرتاح جسمه يتعبه، سحب وسادته وضعها تحت قدمه المقطوعة، مسك السرير ضغط عليه بقوة وسحب جسمه نحو السرير، جسمه أشبه بكيس إسمنت، اعتلى السرير واقترب نحو النافذة
واسعة بما يكفي للنظر إلى القرية، تنفس بعمق وكأنه يريد أن يسحب جميع هواء الغرفة.
**********
د.المفرجي الحسيني
النظر من ثقب الباب
العراق/بغداد
25/7/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق