الجمعة، 23 أغسطس 2019

حَـيَّرتْني أحْوالـُهُ // كُتبَ القصيد بمداد الشاعر // بشير عبد الماجد بشير // السودان

حَـيَّرتْني أحْوالـُهُ
********
لو يَـعودُ الزَّمانُ عـَادَ حَـناني
مِثْلما كان في قــديمِ الزَّمانِ
غيرَ أنَّ الزَّمانَ أفْرَغََ كأسي
و سَقاني من مُـرِّهِ ما سَـــقاني
و بَلاني بِحُبِّ مَن ليس جَـازٍ
عن غَـرامي وصَبْوتي وافتتاني
مَنْ يراني أذوبُ في نارِ وَجْدي
ثُـمَّ يَــبدو كأنَّهُ لا يــَرانـي
وسَـباني فلستُ أمْلِكُ إِلاَّ
أنْ أُقاسـي قُـيودَهُ و أُعــانـي
كلَّما قُلْتُ يا حَـبيبُ أَغِـثني
سَـدَّ أُذْنَيْهِ لاهـِياً بالــبَنـَانِ
لا يُبالي بما أُلاقـي ويَطـغَى
مُسْتَبِدَّاً يَصولُ في عُنْفُوانِ
غَـرَّهُ حُسْنُهُ البديعُ وحُـبِّي
فَهْوَ ماضٍ يَتيهُ طَـلقَ العِنانِ
يا فؤَادي وكنتَ قَبْلُ عَـزيزاً
كيفَ تـرضى بِذِلَّةٍ وهَوانِ
قِفْ تأَمَّـل حَـصادَ شَـوقِـكَ واثْـأرْ
للأحاسيسِ أُزْهِقَتْ والأمَاني
لا تَقُلْ لي أنا الـضَّعيفُ فإنِّي
ضِقْتُ ذَرْعاً بِقَلْبِ كُلِّ جَبَانِ
ما على المَرءِ لو يعيشُ بِقَلبٍ
هَـامِدِ النَّـبْضِ خامِدِ النِّيرانِِ
يَسْتوي عندَهُ الوِصالُ وصَـدٌّ
من حَبيبٍ مُـدلَّـلٍ ذي حِـرانِ
إنْ أراني بَوَارِقَ الوَصْلِ يوماً
فَهْيَ حَتْماً بَوادِرُ الـهِجرانِ
أو حَـبَاني بِعَطْفِهِ ذاتَ يَـومٍ
صـدَّ شَهْراً ومالَ للـحِرْمانِ
أو بدا راضِـياً أراهُ سَريعاً
تًعْتريهِ ملامِحُ الـغَضْـبانِ
حَيَّرتني أحوالُهُ لستُ أدري
كيفَ أبقَى بـقُرْبِهِ في أَمـانِ
بينما نحنُ في السَّماوات نََسْمو
فَجْأَةً نحنُ في الحَضيضِ نُعاني
مَنْ يَـرانـا يَظُنُّ أنَّ هَـوانا
لا يُـدَانيهِ في الغرام مُـدَاني
غيرَ أَنَّـا نَـذوقُ فيهِ عَـذاباً
ما لهُ في مَـرارَةِ الطَّعمِ ثـاني
يا حبيبي إذا هَـجَرْتُكَ عَـفْـوَاً
لا تـََلُمْني فَلَيٍَس في إمكاني
أَنْ أُلاقيكَ زاهِـداً في لِقائي
دونَ ذَنبٍ ودونَ أَيِّ بَـيانِ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ( ديوانها )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق