الاثنين، 5 أغسطس 2019

وَحْـــــدَة // كُتبَ القصيد بمداد الشاعر / بشير عبد الماجد بشير // السودان

وَحْـــــدَة
*****
وَحْـدي وليلِي وصَـمْتي ..
والـصَّباحُ أسَــىً لا أشْـتهيهِ ..
ومـا لي فيهِ سُـلـوانُ
وقد ظَـمِئْتُ إلى الأحْداق يَرشُـفُها
من خَـمْرِ بَابِلَ طرفي وهْوَ نَـشْوانُ
خَـمْرَ البريـقِ الَّتي مازالَ يَحجُـبُها
عن كلِّ مُـلتَهِبِ الأحشاء وَسْـنَـانُ
يَـرنُـو بِعَيْنَيْهِ والأهْـدابُ وارِفَــةٌ
يا لَلظِّـلالِ لـها يشْـتَـاقُ ظَـمْـآنُ
وقد تَذَكَّرْتُ لَـيلاً كان يُـؤْنِسُنـي
فيهِ الـجَمالُ وبَـدْرُ اللّيـل غَـيْرانُ
والكونُ يُصغي لأنْـغامٍ تُــرَدِّدُهـا
مِـنَّا القلوبُ وصَوتُ النَّبْضِ مِـرْنانُ
وللمشاعِـــرِ إيــقــاعٌ ودَنْــدَنَــةٌ
وللعواطِــفِ إســرارٌ وإعــلانُ
وللأحاسيسِ وَقْـــدٌ في جــوانِـحِـنا
كأَنَّ كلَّ فُـــؤادٍ فـيـهِ بُــرْكانُ
والحبُّ يَـمرَحُ والأنْــــداءُ تغـمُرُهُ
والـشِّعْرُ كالغَيثِ يَـهْمِي وهْوَ هَـتَّـانُ
والآنَ هَـا أنا وَحْــدي لا تُسـامِـرُني
إلاَّ الـشُّـجـونُ وآهَــاتٌ وأحــزانُ
والصَّمتُ يَصْخَـبُ مَـزْهُـواً ينادِمُني
بئْسَ الـنَّديـمُ تَـراءَى فـيهِ ثُـعْـبـانُ
يَــفـحُّ يَـنــْفُــثُ سُـــمَّاً كم أُكابِــدُهُ
وإنْ تَـضَجَّرْتُ يَـبْـدو منهُ طُـغْـيـانُ
يا ليلُ حَـسْبُكَ .. ما أبْـقَيْتَ من أمَــلٍ
وكلُّ بَــرْقٍ بَـــدا لي فـيكَ خَـــوَّانُ
متى يَـعودُ حَـبيبٌ أنْتَ تَـعـرِفُـهُ
وكنتَ ثالِـثَنا والـنَّـجـمُ يَـقْـظَـانُ
يا لَـيْلُ حَسْبيَ ما لاقَـيْتُ من عَـنَـتٍ
قد ضـِقتُ ذَرْعَـاً فَهَـلْ لي منكَ مِعْوانُ
وهَـلْ أراكَ قَـصيراً تَـكْتسي ألــقَــاً
من الـبـَهـاءِ وعُـــمْــري فيكَ جَـذْلانُ
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من دوان ( أشتاتٌ مجتمعات )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق