الخميس، 16 مايو 2019

كندىً /ــ في يومِ قيظٍ أتيتِ ..!! // كُتبَ النص بمداد الشاعر // جاسم آل حمد الجياشي // العراق

كندىً /ــ في يومِ قيظٍ أتيتِ ..!!
*
أعشقُكَِ ..
بكلَ ملامحي الرملية 
المتحركة /ــ..! كلَ 
براكيني..
ينابيعي..
غفوتي..
صحوي..
وـــ وـــ وـــ!
انتمائي ..!
لِطينُكِ الغَرِيَ
رائحتهُ..
تُسكِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرُني
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــااااااه
كم /ــ تَصهرني فيـــــــــــــــــــــــــــــــكِ
وجعاً طيباً..!
فتُصبِحي لي
وطناً ...!
أسكُنكِ /ــ فتسكُنيني ..!

الزمن بين الثابت والمتحول، في نص الشاعر " قيس المولى " // بقلم الناقد الاستاذ // حُسين الساعدي // العراق

الزمن بين الثابت والمتحول، في نص الشاعر "قيس مجيد المولى".
بقلم/ حسين عجيل الساعدي
الزمن الثابت من السنين
سرعان مايُلقى في سلة المهملات ،
والزمن المتحول لايسد إيجار البيت
ولا متطلبات العيد القادم ،
المأوى دائماً تفسدهُ أحلامُ اليقظةِ
التي تراني
أضعُ البيضَ المقلي
فوقَ جداول اللوغارتيمات
فأنسى إسميَ ومرحلتي الدراسية
والطريقَ الى باب الجامعة ،
*******************
ربما أنجح هذه السّنة
بعد مضي ثلاث سنوات من الرسوب
ماذنب التي تجلس في القاعة بجانبي
قبلَ أن تسألَ الأستاذَ
تضعُ رموشها الصناعيةَ
في ملزمة علم النفس
وتغمزُ لي
بالأسودِ والأبيض
****************
في حفل التخرج
حين داعبت الريحُ أشجارَ قسم التاريخ
يا أنتِ...
المصطبةُ لم تشهد صحبتنا منذ عام
لنؤجل كلَّ ذلك
وننام نوم القوارض
بين الرحلات الرطبة والبالية
ولاضير في الممرات الممتلئة بــ آهات العشاق
***********************
الآن
من الممكن
أن أستعيض عن الطبيعة بــ إمرأة
ليست تلك التي تقف في محطة الباصات
ولأجلها يتأخر الموظفون عن دوامهم الرسمي
ولا تلك البائعة المكتنزة المؤخرة
بل التي تأتي طواعية الى سريري
وحين أقبلها
ترد عليّ بعشرات ،
************************
بعدَ أيامٍ
نتخرج ،
نتخرج ونتفرق عمالاً
في مطاعم( أبو ناظم أو مطاعم قدوري )
أو سواق أجرة عند مالك سيارات
باعة ماء في كراج النهضة
أو حتى ماسحي أحذية
أو حاملي صناديق في سوق الشورجة
أو دوارة لجمع السكراب
نتخرج
ومعنا الحتمية التاريخية
التي أسقطت نابليون بونابرت
الحتمية التاريخية التي أطاحت بعرش النمساوية الجميلة
ماري أنطوانيت ،
وأطاحت بنا
غرباء
لابيوت
ولا أولاد ،
أن أول ما أثار أنتباهنا في نص الشاعر/الإنسان/المتأمل "قيس مجيد المولى" هو الزمن في مقولات (الثابت والمتحول) الذي ضمنها في ديباجة نصه، كأجراء معرفي في وصف هذه المقولات القائمة على أساس الفكر الذي يعتمد على النص، فالقارىء لفصول هذا النص، يلاحظ بأن أغلب معالم مشاهداته، تعتمد الزمن كمصدر ومرجعية، تجعله يقترب من حدود فلسفة (الزمن)، فنراه يكتب حكاية كبرى، هي حكاية رحلة الثبات والتحول، ولكن بتأويل قابل للتكيف مع أشتراطات الواقع، وصور نداءات التحول، فـ(الزمن مقولة مركزية في كل خطاب سردي إذ ان الحدث او الفعل الحكائي يرتبط بالضرورة بعامل الزمن)، "سعيد جبار، الخبر في السرد العربي، بحث في الثوابت والمتغيرات، ص١١٩"، أضافة الى (بعده الفيزيائي الرابع للمكان)، حسب النظرية النسبية الخاصة، إلا أنه في وضع يصعب على إيجاد تعريفاً وافياً له، مما أحدث أشكالية في مفهومه، فهناك زمن (فيزيائي) وزمن (نفسي) وزمن (تخيلي). والشاعر "قيس مجيد المولى" قد أحاط بهذه الأبعاد الزمانية عندما توغل في رحاب المكان في أكثر من حكاية يكون فيها الزمن هو الثابت والمتحول في آن واحد.
(الزمن الثابت من السنين
سرعان مايُلقى في سلة المهملات ،
والزمن المتحول لايسد إيجار البيت
ولا متطلبات العيد القادم، )
هنا مكمن الزمن (النفسي) الذي يكون الأنطلاقة في توسع الفعل السردي عند عتبة (باب الجامعة).
(فأنسى إسميَ ومرحلتي الدراسية
والطريقَ الى باب الجامعة)
قد نجد صعوبة في الولوج الى مكامن الأشتغال على (الثابت والمتحول)، وهذه الصعوبة تكمن في الموضوع نفسه الذي يحمل طابعاً فلسفياً خالصاً. دعونا نفكر في محتويات النص الزمنية التي تبدو مكوناً مادياً ثابتاً لأنها محصورة بفترة زمنية محدودة. والمتحول من (أحلامُ اليقظةِ) و (جداول اللوغارتيمات) الى (عمالاً في مطاعم/ سواق أجرة/باعة ماء/ماسحي أحذية/حاملي صناديق/دوارة)، هذه العبثية التي أنتجتها (مصطبة قسم التاريخ) و (الحتمية التاريخية) التي أطاحة "نابليون بونابرت" وعرش "ماري أنطوانيت"كذلك أطاحة بـ (أحلامُ اليقظةِ)، كل هذا نتاج زمن نفسي متحول (متغير)، اما الزمن التخيلي هو (الثابت) النائم (نوم القوارض) في المتخيلة لا يفارقها:
(الآن
من الممكن
أن أستعيض عن الطبيعة بــ إمرأة
ليست تلك التي تقف في محطة الباصات
ولأجلها يتأخر الموظفون عن دوامهم الرسمي
ولا تلك البائعة المكتنزة المؤخرة
بل التي تأتي طواعية الى سريري
وحين أقبلها
ترد عليّ بعشرات).

قِطاف // كُتبَ النص بمداد الشاعر // أحمد بياض // المغرب



قطاف****
قطاف
على لحن الشوق:
جرعة انتفاضة
أديم
ينتر البقاء
بين مخالب القيظ
وأريج الحنين.
يا زائر الشمس:
ناولني
ثوب أرضي
على وزرة الشعاع؛
ناولني
جفاف زيتونة؛
فخد اناملي
سواقي....
واقرع
أبواب الطرق
التائهة
لأعود
إلى مشارف الأغصان......
ذ بياض أحمد المغرب

بارقة الأمل // كُتبَ النص بمداد الشاعر // عباس حسين العبودي // العراق

(((بارقة الأمل)))
في لحظة تهاوت جميع احلامي
وتحطمت جميع الاشياء امامي
وتوالت الهموم علي كالسهام 
وبدى العجز واضحا على كاهلي بقعودي والقيام 
وبانت بوادر الخسارة لاعلن إنهزامي
وحانت لحظات الوداع فألقيت على الدنيا تحيتي وسلامي
وآسودت الاشياء كلها فبدت غارقة بحالك الظلام
ومن جوف العتمة بانت بارقة الامل لتنير طريقي
معلنة ديمومة الحياة وان الركب مايزال مهيأ لانضوائي وآنضمامي
حينها ادركت ان ساعة النجاة تبقى ماثلة ولها وجودها رغم اليأس على الدوام
ويتعين علي مراعاتها وأعيرها دائما جزء من سعيي و أهتمامي
ويجب ان لا تغيب هذه اللحظة عني بصمتي او كلامي
لأني بنسيانها وتجاهلها احطم كل مابنيته واعيد للحياة جميع المآسي وأسقامي..
..عباس حسين العبودي.. العراق..
11/5/2019...

الهارفون // كُتبَ النص بمداد الشاعر // د. مجيد محسن الدخيلي // العراق

الهارفون
يهفهفُ
فوق جبينِ الارضِ
هذا البارقُ
رغمَ صروفَ العهر ِ
وسلاطينِ السحتِ
ِملوكُ العارِ
إِن القدرَاغلالٌ
يحطمُها فيضُ الغضبِ
فيطلقُ غلمانُ الذل ِ
سيقانُ الرعبِ
ويطيشُ على الاعقاب ِ
رجيعُ الليلاتِ
المتخمةِ بجوعِ صغارٍ باغتَهم
عصفُ اليتمِ
فظلَ العشُ
يتدلى في افقِ التيه ِ
مدنٌ تزفُ الغدرَ
وتهتفُ للموتِ
واحرار الألياتِ
المفتونين
برشقِ الجلدِ
يخورون علی حجرِ
التعب..
ولهاثٍ يغمرُ وجَه الدربِ
وتلك السفن تعب البحر َ
وتحمل علبَ الموتِ
تنغض بطلع الشيطان
وتطيش به ريح الشرِ
وهذا حجر ُالقهرِ
يتأرجحُ في الرأس
وفي مدنِ الجدبِ
اسواقُ البؤسِ
تبيع الدم َ
ويدورُ النخاسون
بحبلِ المسدِ
من يشري جيدَ
الطاغوتِ
ورمادٍ النارِ
تعطنه الجداتُ
في ليلٍ تختلطُ به الاشياء
لا هيبة في سحناتِ
المخصيين
ولا سقفٌ تغمرهُ البركاتُ
وينمو بين خطاي
الخطبُ
تلفظني الطرقات
لذتُ ببابك
وحين دلفت ُ
كان نسيمُ الألفةَ
يهفهف في أعماقِ القلب ِ
وغلالاتِ النور ِ
فراشاتٌ
تدور بين ثغور النجمِ
وفي باحات الصديقين
تدفقَ وهجُ المجد

وحي // كُتبَ النص بمداد الشاعر // نصيف الشمري // العراق

وحي
..
لِضفَّتَيكَ همسٌ
من رقرقةِ الماء
وحيُ عذوبة
...
وحيُّ لقاءُ الموجِ
شاطئٌ
فرِحَتْ بهِ النوارس
نشوةً
....
التنزه
بين السطور
وحيُ لفكرة
...
نصيف الشمري
العراق

هذا المساء // كُُتبَ النص بمداد الشاعرة :: خديجة الشقوري // المغرب

هذا المساء 
سالملم أغراضي وكل حاجياتي 
وما تبعثر من أحلامي 
وشظايا امنيات تناثرت هنا وهناك 
وبقايا عطر انسكب ذات فرحة 
بين ثنايا الفؤاد
ضمخ اريجه مسار نبض
حلق بي عاليا الى قبة السماء
بازميل الحب رسمت على جدار القمر
أعذب الكلمات
ورتلت في مناجاته اعذب الألحان
رقصت على إيقاعها بخطى غجرية
تتقن لغة الشد والجذب
بين دف وصاجات سحرية
لتكتمل على صفحة الهوى
سمفونية عشق تتحدى المدى ...
والزمان
هذا المساء ....
سألملم بقايا نبضي
المتعثر بين دروب السراب
وأخرس دقات وقعه
وأُلجم صداه بثنايا الفؤاد
وسيل نزيف خيباته المنساب
دمعا لا ينضب
سأدسه بركن قصي من ذاكرتي
وارحل بعيدا
عَل المسافات تطفئ لهيبه
وتغرقه بعمق النسيان

ومضاتــــــــ // كُتبت بمداد الشاعر د . المفرجي الحسيني // العراق

ومـــضـــاتـــــــــ
---------------------------
الليل
--------------------1
زحف الليل
كشعر فتاة غجرية منثور
غطى مصابيح النهار
*********
الــتــواصــل
------------------2
تعلمت لغات عديدة
ونظم الشعر
لعلي من غربتي
أتواصل مع قريتي
**********
صــبــر
--------------------3
نملة تحمل حبة قمح،
من بيدر
اكتسى حزنا
**********
زمـــان مـــتجمد
------------------------4
جرس الكنيسة
يحمل زمانه المتجمد
رناته تعلن عن نفسها
**********
الـــيأس والـــرحيل
------------------------------5
ناداني الفرات
لقد غرسوا معاولهم،
على جفنيّ
يأسوا ارتحلوا
**********
مـــرســـاة
--------------------6
عيونك شواطئ
نرسو عندها
**********
----------------------------
د.المفرجي الحسيني
ومضات
العراق/بغداد

11/5/2019

أشواقٌ صائمةُ // كُتبَ النص بمداد الشاعر // علاء الدليمي // العراق

أشواقٌ صائمةُ
عندما تفيضُ الأشواقُ تغتسلُ الروحُ بمعانقةِ طيفكِ ، لهيبُ الظمأُ المستعرُ داخل حجرةَ النبضِ لا يُروى إلا بأوكسجينِ ثغركِ يحررُ قلبهُ بقبلةٍ للإنعاشِ ، دونَ غبارٍ كثيفٍ يسري في الروحِ ك سيجارةٍ في نهارِ الصومِ أختلفَ في أمرها الفقهاء ولكنَّ قلبي أفتى بجوازِ رشفِ أنفاسكِ مادامت بقصدِ إنقاذ نفسٌ من الهلاكِ ، لا يهمُ ما قالهُ المتشددونَ عن الأثمِ فخدكِ السمحُ كُفارةٌ والصومُ عن النظرِ لبديعِ خلقِ اللهِ لا شكٌ من أكثر المحرماتِ .
علاء الدليمي

لقمةٌ طائرة // كُتبَ النص بمداد الشاعر:: محمد علي الشعار // سوريا

لقمةٌ طائرة
ما بينَ جفنينِ أحﻻمٌ و إبدارُ
و شُرفتي من بديعِ الصمتِ أفكارُ
نزفانِ في مِعصمي الخافي و خافقتي
و أحرُفي في قميصِ الجرحِ أزرارُ
و طُفتُ فوقَ شراعِ الموتِ فاتحةً
لما اكتشفتُ بأنَّ البحرَ غدّارُ
فتحتُ للطيرِ باباً لم يَطرْ أبداً
جنحٌ كسيرُ المنى يبكي و مِنقارُ
يا دمعةً سقطت من عرشِ خالقِها
من بعضِها البحرُ أو من كلِّها النارُ
هذا الشروقُ على الآﻻمِ مولدُه
و ذا الغروبُ إلى اﻵﻻمِ أسفارُ
تَبيتُ في مَعجنِ الخبازِ قاهرتي
أقوى على شمِّها طيباً و أنهارُ
و ألبسُ الجوعَ ثوباً لستُ أخلعُه
و لي على زقزقاتِ البطنِ زِنّارُ
هناك فوقَ أعالي الوهمِ سنبلُنا
و جَدَّ في بيدرِ اﻷحزانِ نثّارُ
ﻻ ينتهي الفقرُ ﻻ تفنى أضالعُه
لعلَّهُ قبلَ اسرافيلَ *زمّارُ
إذا تجلّى لربِّ السيفِ في رَجلٍ
قضى عليه عليٌ و انطفا الثارُ
يرقى الغنيُّ بظهرِ الخيلِ من بطرٍ
و الزاحفونَ بخصرِ اﻷرضِ كفارُ
و لُقمتي كُرةٌ ما كان يُمسكُها
في ضربةِ الحظِّ هدّافٌ و *گوﻻرُ
كالقطِّ في جِيدهِ من نحسهِ جرسٌ
ما إنْ يثبْ لحظاتٍ يختفِ الفارُ
خالي العﻻئمِ من دُهنٍ و من دَسمٍ
و ليسَ في هَبرتي نابٌ و أظفارُ
و كلبُ جاريَ خيرٌ منه يُطعمُني
للهِ في خلقهِ شأنٌ و أسرارُ
و زيَّنت شاربيه السودَ مكرمةٌ
و أنجسُ الذيلِ في شِقيهما غارُ
يختالُ وِردينِ خَلخاﻻً و أسورةً
في كلِّ غانيةٍ ليﻻً له بارُ
كم ينفخُ القِرشُ في عليائهِ سُحباً
و ماجَ في كفِّه الميمونِ إعصارُ
يمرُّ فيَّ عزيزَ النفسِ مرتفعاً
كما تَمرُّ بآهِ الرملِ أمطارُ
كم دلَّلتني خيوطُ العنكبوتِ هوىً
و هَدْهَدت فُرُشي هدْبٌ و أوتارُ
أنامُ في علبةِ الكبريتِ مُنزلِقاً
و في خيالِ الكرى قصرٌ و أنهارُ
أرى العداوةَ ﻻ أدري لها سبباً
و دِرهمُ البُغضِ بالمسكينِ دينارُ
مسالمُ الناسِ لم يسلمْ و آثمُه
تحيَّتي في صباحِ الخيرِ يا جارُ
أسيرُ في الدربِ مَقلوباً على عَقِبٍ
كأنني في صدى اﻷقدامِ مِنظارُ
هذي مﻻحمُ أُمّي خيرُ وارثِها
ابنٌ على قضمِ قرنِ الريحِ جبّارُ
في مكتبِ الشِّبعِ أضيافٌ و نادِلةٌ
و مقعدٌ ساندُ الظهرينِ دوّارُ .
محمد علي الشعار
٦-١١-٢٠١٧

سمفونية اللقاءِ // كُتبَ النص بمداد الشاعرة :: مرام عطية // سوريا

سمفونية اللقاءِ 
_____________
على قارعةِ الغيابِ أتسمَّرُ ، أستجدي أوكسجينَ الأملِ لئلَّا يغادرني الأمانُ ، أمنحهُ باقةً من زهورِ الماضي وحفنةً من أغاني الكنارِ في يومٍ ربيعي ، أسقيهِ كؤوسَ البرتقالِ التي يعشقها ، بلا جدوى تلاحقني الخيبةُ ، تلوحُ لي وجوهُ أحبتي في قطارِ الغربةِ ، أصلبُ على خشبةِ الوداعِ بلا إثمٍ ، تقفزُ الوحشةُ داخلي من هضبةٍ إلى أخرى ومن سهلٍ إلى وادٍ كأرنبٍ يغريهِ جزَرُ الدهشةِ ، أهشها بعصا يقيني ، فتهربُ قليلا ثم تعودُ لتركضَ بين غاباتِ صدري الخضراء ، أحملُ رحيقَ الصباحِ كأضمومةِ وردٍ لحبيبٍ ، فيركلني النهارُ على رصيفِ المتاهةِ ، تأكلُ دهشتي أعينُ المارةِ ، وتدهسني عرباتُ الليلِ .
على جمرِ النهى ينضجُ خبزُ شقائي ، بناتُ ضلوعي عذراواتٌ قصمتْ أفئدتهن فؤوس النأي ، يداي تلوحانِ لآخر طائرةٍ تقلُ حمائمَ بيضَ لبلادِ العم توم ، ثلاثةُ أقمارٍ ترحلُ عنِّي، وعيناي تسافران من محطةٍ لأخرى بحثاً عن تذكرةٍ سفرٍ تعيد لي حلمي المفقودَ .
في آخرِ النهارِ تهدبُ غيومُ اللهفةِ ، تنسكبُ على يبابٍ عريضٍ فتضحكُ الحدائقُ المهملةُ ،ويزهرُ اللوزِ بعد سني قحطٍ
ياللجمالِ !! أشكرك إلهي ، نورٌ يبزغُ في ليلِ أحزاني يشقُّ ظلامَ روحي ، و قصيدةٌ في قعرِ فنجاني تهزُّ نخلتي فتساقط رطبَ الحبورِ ، وتعزفُ سمفونيةَ اللقاءِ .
_________
مرام عطية

تحيّة المساء لك يا " عطر " ... // كُتبَ النص بمداد الشاعرة :: روضة البو سليمي // تونس



تحيّة المساء لك يا " عطر " ...
-------------♡ -------------------♡----------------------------
قلّي بربّك الذي لا تأخذه سنة و لا نوم!!!
كيف لي أن أنام ...؟!
و أنا أتوسّد كومة أشواقي ؟!!
كيف لي بالسّكينة ؟!
و أنا أفترش البرد ...
و اتقلّب على ناري و نيراني؟!!!
أتظنّ يا قرّة العين؟!
أن أهدأ قيد لذّة ؟!
و أنا اتدثّر ببُرد آنتظاري؟!!!
قلّي بربّك القدير ...
مالك الملك
وخالق الخلق و الأكوان!!
هل لمسكين مكبّل بسلاسل النّوى
أن يمشي في اي حال ؟!
قلّي بربّك ؟!
متى ترقّ الوحشة على هالك
حتّى يوحى إليها
أن عفّي على من لا حول له ولا قوة
فإنّ العفو من شيم العظام
------------------------------/وضة..تونس --------

السبت، 11 مايو 2019

لا موت للكلمات // كُتبَ النص بمداد الشاعر :: هاشم لمراني // المغرب

لا موت للكلمات
**************
كهارب من الموت والموت يتبعه
يدق الأبواب خلف الأبواب على عجل
كأنه يدق على أنصية الشوارع والحيطان
يستجدي عرافات الحي بأصناف القبل
يصاحب بائعي البخور وودع الهوى
مقلبات الكف وقارئات الفنجان
يسقي جذور الكلام برحيق دمع المدام
وحين لا يسعفه سقي الروح
ولا ينعان يخضور خضرالسيقان
يترجى القصيد من ضياء بدر التمام
عساه يقرئه ألف سلام في غياب السلام
هومعراج من أرض البوار ويابس السنبلات
من انسداد أفق الكيل ومن هزال البقرات
فالجب يعلي راية براءة كونه قاتلا
والممات يدرك أن لا ممات إلا بعد الممات
هي هوامش العمر حين تفتح المسالك والحجرات
حين تغدو ربيعا لكل الفصول وخضر السنبلات
فلا خوف من موت قادم آجلا أو عاجلا
والقلب لايزال يقتات على رحيق الكلمات
****************
م . هاشم لمراني ( فاس/ المغرب) 3 مايو2019

إلى صامتة // كُتبَ النص بمداد الشاعر :: سليمان أحمد العوجي // سوريا

إلى صامتة
----------------------------
على سندسِ المساء
يسيلُ كحلٌ وماء
أنا المنفيُ بكِ إلى بلادٍ فطمتها الشمس... 
على نقطةٍ في أخرِ السطرِ أقمتِ لي عرشاً
من سكوت..
تضيعُ مني مفاتيحُ الغواية...
ويؤرقني صريرُ بابِ العمر....
أسند ظهري على جدارِ
الحيرةِ المتصدع...
تمرُ رياحُ الأسى على عرائشِ الصدر...
تهلوسُ عناقيدُ الحروف
بنبيذِ الضجر
حتى تُعَنِّسُ الآهُ في جوفِ القصب...
ياحاديَ الصمتِ على قيثارةِ الشفاه
فُكَ وثاقَ اليباس....
رجماً بسكونكِ:
غيمُ عينيكِ يعاندُ ساعةَ الصفر.....
صامتةٌ إنْ فتحتْ شرنقةَ الكلام
ملأتْ سلالَ الرواةِ بأرغفةِ الحكايا...
رجماً بسكونكِ:
أشمُ رائحةَ الخريف
وأقرأُ وشمَ اليأسِ
على ساعدِ التنهدِ
تهاجرُ أسرابُ عمري
وأصيرُ صفراً في حيادِ السكون.....
هاربٌ أنا من عِظاتِ اللون الواحد
وأنتِ تشنقين فضولي بحبلِ السؤال....
رجماً بسكونكِ:
تتوهُ حملانُ أسئلتي الوديعة في غابةِ الحيرة..
وتفتكُ بها ضواري أجوبتكِ الكاسرة...
ترمينَ بي في جبِ التجاهلِ
حيثُ لاذئابَ ولاسيارة
خرائطُ الرجوعِ
بفمِ حيتان الوقت
أحزنُ لغيمةِ اشتياقي
كلما ضربتْ موعداً مع الخصبِ تخلفَ قطارُ الريح.....
أحزنَ ل( أكيتو) تنهره الفصول ليتسول ببابِ اليباب....
تكلمي... تكلمي...
مني كثيرٌ من السماء
ومنكِ قليلٌ من القمر
يزرفُ نبيذَ الفضةِ في أكوابِ قصائدي الكفيفة
تكلمي... تكلمي..
مني ذاكرةُ الجرحِ
ومنكِ تعسفُ الملحِ
منكِ الفتيلُ ومني البارود
كي لاأتلاشى في حزنكِ
كنقطةِ حبرٍ في سفرِ ماء
وأمشي في جنازةِ وعدٍ
ماتَ بحمى التسويف
أيتها الصامتة:
لادفءَ لي بالعيشِ المستعار...
فكم بقي لكِ من الحزن.
بقلمي:
سليمان أحمد العوجي.

يهْنيكِ يا نفْسي // كُتبَ القصيد بمداد الشاعر :: ضمد كاظم وسمي // العراق

يهْنيكِ يا نفْسي
*
نَفَحَتْكِ هُمْسُ نَسائمِ الأزْهارِ
كالطّيبِ في قارورةِ الْعطّارِ
*
رمضانُ شهْرُ اللهِ مِنْ أسْرارهِ
عطْرُ الجِنانِ يَضوعُ في الْأسْحارِ
*
مَنْ راقهُ روضُ المنى في عَسْجدٍ
إنّي أُنضّدُ في الهدى أشْعاري
*
كمْ فيضِ نورِهمُ على نفْسي طَغى
كالشّمْسِ في إشْعاعِها المدرارِ
*
وعَلى الهي بالأمورِ توكّلتْ
وتلَتْ مِنَ الْقرآن والآثارِ
*
واسْتَشْفعَتْ بالمُصْطفى والمرْتضى
وتمَسّكتْ بالآلِ والأبْرارِ
*
يُهْنيكِ يا نفْسي الّتي أرْجو بها
ممّا أتتْ أحْمي بذاكَ ذماري
*
في توبةٍ مهْديّةٍ لمْ تكْتمِلْ
إلاّ بِحبّ الخمْسةِ الأطْهارِ
*
أهْلُ الكساءِ وسادةٌ آياتُهمْ
قدْ سُطّرتْ بأناملِ الأنْوارِ
*
ثقْلانِ قرْآنٌ تليْهِ عِتْرَةٌ
كالْغيثِ في إطْفائهِ للنّارِ
*
ولأَسْرجَنّ الشّمْعَ مِنْ أنْوارِهمْ
عِنْدَ اهْتداءِ النّاسِ بالْكرّارِ
*
طابَ النّميرُ فلمْ يَذقْ مِنْ مائِهِ
مِنْ ناصبٍ فاقَ الهوى بالْعارِ
*
ضمد كاظم الوسمي

ذلكَ الصمت ..! // كُتبَ النص بمداد الشاعرة :: خديجة الشقوري // المغرب

في تحد صارخ لكل الأبعاد ...
واتساع مداها في الأفق 
أقْتحِم صمت عالمك 
المسكون بكل سحر و ألق 
أُنْطِقُ ذلك الصمت 
الذي يتفجر روعةً
حد الهوس ...
أغازل فيه لحظات مرت
في غفلة من قسوة البعد
أداعب همسات
سرت بيننا وما انقطعت
أردد ترانيمها ...
استلذ صدى وقعها
نغما يبهج الفؤاد
وينعش نبضه

مُشرّدة // كُتبَ النص بمداد الشاعر :: فراس المصطفى // سوريا

مُشرّدة
/ فراس المصطفى / سورية
.............................
أضاعها الوطن..
ما بين مخالب التشرُّد
وبراثن العذاب الباردة..
وسنينٍ سالبة..
ضُرِبَت..
بَصَقَ في كرامتها..
فكُسِرَت ساقها..
وأُعطيت أثواب عرسها
على مصاطب الرّقيق..
ثمّ طُرِدَت حافية..
في ليلةٍ مُثلجةٍ.. باردة..
فرائصُ سعيها تجمَّدتْ..
وزهوُ العمر أشلاء..
بلا كرامةٍ أضحى..
بلا حقوق امرأة..
وعلى الطريق سقطتْ..
مُضرَّجةً بالدماء.. مُرمَّلة..
بريئةً.. مُدلّلة..
في حضن الضّياع.. وهَذْي حُمَّى..
يُلاعبُها النّسيمُ الزّمهرير..
ورماديّة اقتراف.. وقهر..
ومظلوميّة لها
بانتْ على شفاه الدّهر..
بلا لسان.. مُمزّقة..
مفهومةً.. لا مُبهمة..
أنّ النساء هُناك.. بلا رداء..
مُحطّمة..
وعلى الطريق.. هُناك..
لا كُنْهَ إلا الحُزن على زماننا..
فنساؤنا.. بلا قلادة الفَخَار..
موؤدةٌ.. وبلا دثار..
منزوعة الكرامة..
مُشرّدة..

..............................

حوار وجداني // كُتبَ النص بمداد الشاعر :: جواد البصري // العراق

*حوار وجداني *
في ..!
المقعد الأخير
من باص الحياة
أراك ممدداً...
تأخذُ قيلولة
كفاك شروداً وضياع
حبات التين
من فرط غيضها
على غير موعدها
في الهجير
استوت!!
تعال نتصافح
في غفلة الخوار
كأنك مع ضيفٍ
غائبٍ في حوار
ونلملم أشلاء الأحلام
المنهكة..
في بحرها المستضام
على بساطٍ من يقين
عزاءونا...
أننا في مركب
من طين!
جواد البصري 📝

بيروت حبيبتي // كُتبَ النص بمداد الشاعر د. وليد عيسى موسى // العراق


بيروت حبيبتي..
..........................................................
بيروت يابيروت يابيروت
لك في الحشى حي يعيش ..
وفي المها شوق لطلة فتنة قد ابعدتها لعنة قد اشعلت فيَّ احتظار

.
ايام تمرر دون طعم دون لون ..
من دون مسك تطبب الروح به ..
والقلب دونك تدره كمدا يموت ..
وتستقم انواء قلبي التي اجردت وغدت قفار.
ليل نهار اصططلي الشوق الجمور ..
ولا من فكاك بعدك و لا من خيار
اهواك ثم اهواك ثم اهواك ثم ..
فما بي حي مطلق ولا يموت
لئن انشغلت لحظة تحفف فؤادي سكرة الاجل الكتوم
لا من سعوف دربي يمرر ولا انتي لها من خفوت
والعرق تاجج لهفة عند حكوت
بيروت لحن فؤادي الذي لم تعزف له المعازف قبلي ..
ولا بعدي من شاعر به قد اتى عسل الحروف .
بيروت يا مليكة الحب والعشق الصموت
لي في رحابك يسكن الحب الاثير .. .
الا مرة في خاطره ردا يجود .
انا في انتظار محرق لايخفت له من لهب
ولا لحظة له من سكوت
( 2 )
................................................
طاب المسا ..
بيروت حلمي الفرد ..
وطير قلبي الغرد
اوصيك بما اودع ..القلب هواه الوقد
فترفقي بمن ورد ديارك
ومن الحنان فاسقه حتى قيام الابد .
فان شهدته يؤلم فلا تجزعي ولا تحزني ..
فذا من صروف قاسيات مدها
حينا يطب لها من ظروف
واحاين كظلمة الليل الفحوم الاسود .
( 3 )
بيروت
...............................
بيروت ..
انت في الفؤاد مليكة
والقلب اخلص من وزير موله
ونبضه الحراس والحاشية
(4 )
...................................
الاتطلقي عفوا يحلني آهة
يفكك اساررغبة مجنونة
حيث المقام الذي تطب به نفسي ..
وروحي .
لقيا الحبيب ..
والعشق كاس راوية .
( 5 )
...........................................
بيروت انت الغالية
وانت انت السامية ..
من ايها من قدر ولك المكانة العالية
لانك الاجمل من كل حسن قد خلق..
ومن يطال فتنة تاج عل راس كل طاغية .
....................................................
د. وليد عيسى موسى / 5 / 2019

وداع // كُتبَ النص بمداد الشاعر :: عبد الستار العلي // العراق

وداع
سقتني الود ليلي في صباها
فاضحى القلب مغرا في هواها
فصادت في لحاظ مشرقات
وسهم ناصل ترمي شفاها
فسبحان الذي اعطاك سحرا
تصيد به ايا راها
اردت الوصل منها حيث قالت
فما من ماجن يوصل لقاها
سئمت الوصل والافكار غرثى
وتطحن مذ نات عني رحاها
واخفي ما يبين الوجد مني
وناري لاهب يغضي لظاها
فيا ليلي اعاتب اين ليلى
وربع لاعبت فيه رباها
وايام وصحب لاهيات
خليط ربرب جؤر وشاها
تسير طرائقا في كل واد
بفيض غادق تهطل سماها
رعاك الله ايام خوالي
اليك القلب يرنوا مشتهاها

الجمعة، 10 مايو 2019

حفنةُ يباسٍ // كُتبَ القصيد بمداد الشاعر :: مصطفى الحاج حسين // سوريا

*حفنـةُ يبـاسٍ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
بيـاضُ الـورقِ يرتشفُ من دمعتي
صمتَ احتراقي
ويغوصُ في فضاءِ وحدتي
يبحثُ عن شواطئِ ناري
لِأكتبَ على ياقةِ دهشتِهِ
كلماتٍ من رحيقٍ
وأنا أمضغُ عُمري
مثلَ عاصفةٍ تائهةٍ عَنِ الهواءِ
وانتشرتْ في أصقاعِ حَنجَرتي
لا.. لَنْ أبرحَ فاجعةَ السّرابِ
سأظلُ قربَ ظِلّي
أضمّدُ حائطَ الوقتِ
تُمسِكني لغتي مِنْ رُسغِ الجُرحِ
تقرأُ أسطرَ غربتيَ القاتمةِ
وأنا أشعلُ قامتي ليراني الانتظارُ
وأحفِرُ في صدري أخاديدَ الدّروبِ
سأُطلُّ على لهفةِ الأفقِ
لأكتُبَ عندَ زاويةِ الشَّغفِ
تلكَ آهةُ العُشْبِ
النّابتِ في حقولِ هزيمتي
أنا ذبيحُ الرّيحِ
التي اقتلعتْ بسمتي
وشرَّدتْ أمواجي
وصيّرتْ غيومي حفنـةَ يبـاس .
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول

لاموت للكلمات // كُتبَ النص بمداد الشاعر :: هاشم لمراني // العراق

لا موت للكلمات
**************
كهارب من الموت والموت يتبعه
يدق الأبواب خلف الأبواب على عجل
كأنه يدق على أنصية الشوارع والحيطان
يستجدي عرافات الحي بأصناف القبل
يصاحب بائعي البخور وودع الهوى
مقلبات الكف وقارئات الفنجان
يسقي جذور الكلام برحيق دمع المدام
وحين لا يسعفه سقي الروح
ولا ينعان يخضور خضرالسيقان
يترجى القصيد من ضياء بدر التمام
عساه يقرئه ألف سلام في غياب السلام
هومعراج من أرض البوار ويابس السنبلات
من انسداد أفق الكيل ومن هزال البقرات
فالجب يعلي راية براءة كونه قاتلا
والممات يدرك أن لا ممات إلا بعد الممات
هي هوامش العمر حين تفتح المسالك والحجرات
حين تغدو ربيعا لكل الفصول وخضر السنبلات
فلا خوف من موت قادم آجلا أو عاجلا
والقلب لايزال يقتات على رحيق الكلمات
****************
م . هاشم لمراني ( فاس/ المغرب) 3 مايو2019

في مرفأي // كُتبَ النص بمداد الشاعر :: فراس المصطفى // سوريا

في مرفأي غفت الخطوب 
في دفتري 
في خاطري 
في ذكرياتي 
كل ألامي تقلبها محطات الهروب
وتشيخ كل الامنيات
تقول أعطبها الذهول
سوط وجلاد وسجان
واحزان تطول
ومخاض في كل الفيافي والصحاري
والحقول
عشتار نامت تشتكي ذل الغروب
ويتيمها اكلت محاسنه الأزقة والدروب
وعفافها بين الخديعة والماذن باكيا قسرا يجوب
وتلثمت كل الجراح
قهر تطل على البطاح
ومنازل الربان يحثوها البغاء
ويصير مرقدها ومؤاها الذنوب
في مرفأي غفت الخطوب

هل نحتاج الى ناقد الناقد والخروج من التداولية ؟ // كُتبَ المقال بمداد الاستاذ :: سيد محمد الياسري // العراق

هل نحتاج الى ناقد الناقد والخروج من التداولية ؟
بقلم سيدمحمدالياسري 
حين يكون النقد معيارا للنصوص ، او بحد ذاته من يخلق معيارية لتميز الذوق ، والحاسة ، او ينوب عنها ، يتحتم على النص ان يرضخ له ، وان الكثير من الكتاب يعدلون ذلك النص ، ترتيبا مع الناقد ، بل يظل التداول قائما عليه ، يمكن ان تكون تلك (( التداولية )) هي البقاء الاصلح للتاريخ برمته ، ربما تأخذ بعض الدراسات طريق آخر في مناقشة التداولية الا انها في النهاية تجد نفسها في منعطف يعود الى المعطوف عليه : الناقد .
الناقد هو من وضع التداولية ، ويمكن ان تكون التداولية في كل شيء ، الادب ، التاريخ ، الجغرافية ، العلوم ، الاحاديث ، علم الرجال ، السياسة ... الخ ، ويمكن ان يكون الناقد الحاكم ، او السياسي او الراوي ، او المنقح ، او صفة من هذا او ذاك ولو تصفحت كتابا قديما عن علم الرجال لوجدت السيرة كلها عبارة عن استنساخ للكاتب الأول ، الذي ثبت ونقد ان كان نقده قدحا ام مدحا ، ذكرا او تاريخا فيبقى الأصل نص واحد اخذ ينتقل بعناوين الكتب وهذه المعلومة هي نفس العملة التي تتداول بين الناس ليشتري بها خضارا او ذهبا .
مشكلة التداولية انها ثابتة ، وقد عبر عنها في علم الاجتماع ( ثاية ) كما تسميها العشائر التي هي جزء من التداولية للاعراف والمواريث والتقاليد والفلكلور والشعر الشعبي ... الخ ، بينما تعتبر مقدسة بعلم الرجال والاحاديث ، وهي فوق المساس بالادب حتى أي خروج عن مفهوم الفهم او خصائص الفهم ليس لك الحق التصرف فيه ، ولعل فلسفة تطور الذات هي عبارة عن تداولية وثورة ضد التداولية ، بتعبير آخر هي القدرة على الصراع ، كي يبقى البحث قائما ، أي انها لو لم تخلق التداولية تلك الذاتية ليمكن ان نقول ان العلوم لم تتحرك ولاسيما الكلامية منها .
قد حدثت محاولات كثيرة لنقد التداول ، الا انها بقيت اثار فردية وان حظيت في العصر الحديث من اهتمام بالغ ، الا انها ظلت تعتمد على اطار الصراع ، ولعل ابن جني ، وابن سيدة ، والبلطيوسي ، والجرجاني ( عبدالقادر ) وغيرهم من الادباء ، حاولوا ان يضعوا تفسيرا الى ما نقلته التداولية ، وفي بعض التفسيرات هي عبارة عن محاولة جادة في الخروج عن الثوابت النقدية ، كما هي محاولة الجرجاني في لغة البراغيث في تفسير الواو في كتاب المقتصد ، ومحاولات البلطيوسي في نقده للزجّاج في كتابه الجمل ، وكتفسير النحوي للقرآن او كتابته لماذا كتبت تاء مبسوطة وهي بالاصل مربوطة ، فيجدون الأسباب لهذه من خلال التداول ثم يضعون تفسيرا لها ، لكن مما يثير ان (يتلوا) فعل مضارع فيه الف التفريق ! لماذا ؟ لم تكن ثمة جواب مقنع ... وغيره من الكتب التي أعطت تفسيرات ومن خلال التفسيرات أعطت منحنى اخر بعيدا عن التداول الذي اشتهرت به الكتب حين يحدد مفردات خاطئة ويضع لها مسارا جديدا وجديا .
فلسفة النقد في حدودها : لا حدود إيجاد اعمق نقطة يتوصل اليها الناقد في النص ، بينما اليوم تختنق تلك الفلسفة بالحدود حين نجد الناقد عبارة عن تداولية ، وربما لان اكثر النقاد الان اكاديمين لايرون الا بوضع بحوث واطروحات من اجل الشهادة لذا نرى الاطروحات تشبه بعضها البعض وان اختلفت بتلك العناوين الرنانة ، وهذا مايطفوا للسطح ولا سيما بالتطبيقات والبحوث التي تهتم بالاستبانة ، وبالنصوص التي ياخذها طالب البحث يحرص ان تكون فيها التداولية واضحة ، وهو من دون التداولية نراه لايستطيع ان يكتب شيءً – نستثني المبدعين – لانهم كسابقيهم انفراد في التفسير ويحاولون ان يصنعوا جديدا ، وهؤلاء على عدد .
من المؤسف ان الناقد حين يطرح مفهوما ، لايوجد له فكرة ناقد الناقد او موضع نقاش ، او تأييد ، الا باطار التداولية ، لذا تكون ردة فعل المقابلين له ، لم نجده هنا ، او انه لايوجد له مصدرا على ذلك ، وبهذا تكون فكرة الإنتاج الجديد والخروج من اطار فهم الناقد القديم ، لاتنجح ابدا في الأكاديمية ، وذلك لان الخطوط العريضة في هيكلية الاكاديمية تتبنى التداولية بصورة مباشرة ، ولايمكن ان يجازف الطالب بشهادته كي يثبت للجنة المناقشة – هذا اذا وافق المشرف على ذلك – على صحة هدفه وقد ترفض رسالته ويصبح تعبه في مهب الرياح تذره في وديان الماضي والنسيان .
المثقف اليوم يبحث عن ناقد الناقد ، او الناظر ، يمكن ان ينظر للنقد ويعود به الى المسار الصحيح ، في كل شيء ، كنص ادبي ، او عمل سياسي ، او عرف اجتماعي ، فالناظر موجه الى تلك التداولية التي يجب ان تكون في محك السؤال : هل هي على صح ام خطأ ؟ كما ان القرار يحتاج له تفسير من دون الاسناد الى التداولية فترهقه ، ويمكن ان يكون النقد غير قادرا على الحياة بعبارة انه لايمكن ان يسند اليه ويكون مصدرا يتداوله الجميع .او يكون شرطا من شروط الصحيح .
حاجتنا الى ناقد الناقد قد يغير المسارات السياسية التي باتت تضيق افقها بالتداول فلان حكم وفلان لم يحكم بالصورة نفسها ، والمقارنة الجائرة التي لاتعطي الا نقيضا آخر من الفشل ، كمقارنة السابق باللاحق وكلاهما مملوءان أخطاء وجريمة ، فهي لاتخص فقط الادب والنصوص ، بل تخص كل المفردات التي تحيطنا ، ومن أهمها السياسة والدين الذي بدت به التداولية افضح من كل المفردات الأخرى ، بل انها استنساخ ، كما نرى ان اكثر الكتب الدينية هي عبارة عن استنساخ تدور على تداول واحد في مفهوم ومجرد خروج العناوين من التداولية .
الصحافة كذلك تعاني من التداولية ، ولعل ابرز الصحف واقدمها هي عبارة عن تداولية في موضوعاتها حتى ان قبول النص ورفضه يتحتم لا على فكرة الناقد الناقد او الناظر الجديد ، بل على ان توضيح تجاوز ما هو متعارف من شروط النقد ووضع معيارية الصحافة ، ولهذا نجد ان المبدعين يتنقلون بين الصحف حين يخرق ذلك النظام ولا يعترف بالناقد الناقد .
لاشيء جديد في تنظير العربية الا المحور ذاته ، هذه هي الحقيقة في العلوم العربية ، وعندما تدخل مكتبة ضخمة ، ستجد التداولية ليس في الجدران فقط ، بل في الباعة ، في الشارع ، في المطبعة في التعامل .
عندما حدث المتنبي نفسه ان الاعمى ينظر لادبه والاصم يسمعه ، كان يريد ان يخرج من هذا الاطار كما يحاول بعض الشعراء الان ، الا ان المشكلة ان التداوالية خنقت المتنبي على كثرت دارسيه ، والان أي مجهود واحاسيس وأفكار يخرجها أي شاعر يختنق أيضا ، لان جميع النقاد يبحثون عن المشرط الذي شرح جسد المتنبي ليشرح جسد ، الشاعر الجديد ، ولهذا نرى ان الشاعر والقاص والروائي ، لايرى ان الناقد وصل الى احاسيسه او فسرهها من خلال نصه ، وهنا تبرز الحاجة لمعرفة الناظر ثم المحلل ، وعليه يجب ان نسأل : الناقد القديم الذي اصبح مشرطه واجبا ومصدرا كيف وصل للمعنى بالذوق ام الدراسة ؟ واي تكون الإجابة لابد من ان الجواب هو من استحدث المشرط ، فلماذا لايكون مشرطا جديدا للنصوص الان على الأقل الحديثة منها 

وجع عميق ... // كُتبَ النص بمداد الشاعر :: أدهام نمر حريز // العراق

وجع عميق ...
......../أدهام نمر حريز.
بين أضلاعي ألم
يسكن نبضاتي بهدوء
يحصد سنابل سنيني الخضراء
يقدمها قرابين على مذبح الألم
عتمة ليلها تخنق أنفاسي
تصارع أوهامها أوجاعي المتعبة
في كل يوم أطارد شبح الحياة
أمام مرآة مكسورة غاب عنها ضوء القمر
أتحسس ملامح وجهي الحزين
حلمي صغير يريد أن يكبر
وردة أسقيها في كل صباح
وزقزقة عصافير ملونة
هربت من قفصها قبل قليل
بعد أول رصاصة لفظها الهواء
فارسي أفلت اللجام
بعد أن أحتضنه الموت
قدمي لأتحمل رأسي
أنا فزاعة راقصها الهواء
ثيابي كفن أنوثتي الضائعة
نهدي مهد انتظار ليلة
الموعد فيها لن يتحقق
....../أدهام نمر حريز_بغداد 2019/5/1

عجبت // كُتبَ القصيد بمداد الشاعر :: عدنان الحسيني // العراق

((عجبت ))
عجبت لمن ينسى الموت تيهانا
وهو لم ينس على الارض أنسانا
***
نراه كل يوم قابضا" منا حبيبا
نبكيه ونقيم على الفقد احزانا
***
تسير النعوش في الشوارع مكللة
باﻷزر ويواري الابدان بالترب دفانا
***
ولا تأمن للدهر إذا جاءك مبتسما"
فياما تحت جنحه الموت ابكانا
***
وعد للرحيل في كل ثانية
وتزود لدرب الرحيل تقوى" وايمانا
***
واغتنم شهرا" اذا هل هلاله
به تنزل القرآن هدى وفرقانا
***
تنل رضا الله بصيام وقيام
ورتل به قبيل غروب الشمس قرآنا
***
واطعم فقيرا تعفف عن سؤلة
واكسي اذا ماحل العيد عريانا
***
ذاك شهر رمضان ان كنت جاهله
فأ ياك إياك تضيع بلهو رمضانا
***
فياربي تقبل منا صيام نهاره
وأجرنا ولا تخيب فيه مسعانا
***
ذا اني ياربي فيه اليك أبتهل
والى رؤياك قبل الماء ظمآنا
بقلم عدنان الحسيني
2019/5/7م
نهار يوم الثلاثاء الساعة 3:49
2/رمضان المبارك / 1440هجرية
/العراق / بابل