تَراتيلُ وَجَعٍ في مَذْبَحَةِ الرَغيف ..
................................................
................................................
للهِ دَرّ مَنْ وسِمَتْ سواعدُهم بمَجَلِ الغيرَةِ وكُفوفُهم بحنّاءِ الشَرفِ وهُمْ يشقّونَ صخورَ العُمر بفأسِ جراحهم يميطون عن طُرُقِ الوردِ أشواكَ التَعَبِ يملؤونَ صواني الفَرَحِ ياسَ حُبٍّ نَما من عَرَقِ جباههم وشموعاً أُوقدتْ من قَدْحِ خُطى أَقدامهم على شوارعِ الكدِّ وأَرصفةِ القهرِ وساحات البلاء وهُمْ يجدّونَ السيرَ ويحثّونَ الخُطى صبراً وكدحاً في مذبحةِ الرغيفِ أو يُصلبونَ على دكّةِ سوق العمل الكاسد ومساطبِ الانتظارِ القاسي لمعركةٍ أُخرى من معارك جهادهم الطويل في أزمنةِ الكدحِ وشحةِ الأرزاقِ والجلد تحتَ سياط المطالبِ بقامات حانيةٍ وسُحُناتٍ سمرٍ ووجوهٍ غُبْرٍ وشعور شعث حتى تجعدتْ وريقات أعمارهم وتقرحتْ أَجفانهم بانتظار مَنْ يأتي وربّما لا يأتي ليعودوا لمَنْ يتلهفُ لما يسدّ به الرمق ولمَنْ تشرئِبّ أعناقهم لأكياس محمولةٍ بارتعاشةِ سواعد خائرة خاليّ الوفاض إلاَّ من جرعةِ صبرٍ وثمالةِ كأسِ أرواح متعبةٍ لكنّها أدمنتِ السقاءَ من كفوفِ الجدبِ والعطاءَ من بطونِ السَغَبِ وهُمْ يدعونكم يا آلهة الطعام وسدنة بيت المال ، يا مَنْ تحتفلونَ بعيدهم وملء صدورهم غصص الجزعِ وشهقات الوجعِ أنْ تتركوهم وشأنهم ولا تضعوا العراقيلَ في طريقهم والعِصيّ في عجلات سيرهم ، وكذلكَ المخلصون معهم يستصرخونكم أنْ ( دَعْهُ يعمل دَعْهُ يمرّ ) كما هو دأبكم مع الظالمين بانتهاج سياسة ( دَعْهُ يفسد دَعْهُ يمرّ ) .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق