الخميس، 21 ديسمبر 2017

مسٌ من عِشق // للاديب الاستاذ : عبد الجبار الفياض // العراق

في اليوم العالمي للغة العربية
مسٌّ من عِشق

الحالمةُ أنتِ
بعودةِ سُندُبادِها المُثقَلِ بأنفاسِ بحرٍ 
مخبول . . .
لا يلتئمُ موجُهُ الصّاخبُ إلآ بألمِ نوتيٍّ يخزنُ مواويلَهُ لإيابِ يومٍ
يحملُهُ لدافئِ حُضن . . .
. . . . .
بَ . . صْ . . رَ . . تِ . . ي 
أقولُها 
كَبداً مقطعةً ليطولَ يومي في محطاتٍ
سلَختْ من العُمرِ صِباه . . .
أمُّ البروم
سوقُ الهنود 
ساعةُ السّورين
سينما الحَمراء 
تومانُ ومزمارُهُ السّحريّ . . . 
انفتلَ الزّمنُ سوطاّ 
يلْهبُ قفاي
يُفتتُ ما بقيَ مِنْ جَلَد 
صوراً 
ليستْ للبيْع ! 
. . . . . 
سمراءَ خليجِها 
أستودعتُكِ التي ما أنا إلآ بها . . . 
ما أستودَعَ بغدادَ قمرَهَ مُهاجر . . .
فحفظاً لِوديعةٍ 
في محرابِها واقفاً يسجدُ شعري . . .
. . . . .
ليستْ هي شبعادَ بقيثارتِها السّومريّة 
تعزفُ لحنَ الطّينِ الخالد . . .
لا عشتارَ
تهَبُ الخِصبَ لعقيمِ السّنابل . . .
سميرَ أميس في معروشاتِها المُعلّقةِ
تتنفّسُ غرورَها برئةِ الملوك . . . 
مانُكّرَ لها في لحظةٍ عَرش . . . 
نّها سومريّةٌ فقط !
عندّها ما عندَهُن 
ليسَ ما عندَها عندَهُن . . . 
. . . . .
مزاميرُ قَصَب 
تتَلوّنُ بأفواهِ الرِّعاء
بشائرَ عُرسٍ 
تحرسُهُ من الحورِ عَين . . . 
كيفَ لهُدهُدٍ ضالٍّ أنْ يُخبرَ عن حُسنٍ رأى ؟
أحمرُ ؟ 
كما وصفَهُ أعمى البصرة . . . 
أمْ أنّ أبيضَهُ جمّارُ برحيّةٍ 
غلَتْ على مُتيَّمِها
فاستهام ؟
رُبَما هوَ مِزنةٌ 
توحمتْها أرضٌ يباب . . .
. . . . . 
انتظرتُها بينَ شروقٍ يولد 
وغروبٍ يموت . . . 
رحلةً من غيرِ حقائب 
حنينَ مُرضعة . . . 
واهاً لقلبٍ بهِ ماكتمَ أبو الطّيّبِ ما بَراه . . .
ويحاً 
هريرة
لوما علمتِ 
كيفَ تتلاشى اللّحظاتُ في عيونٍ لم تودعْها عُيون ؟
لا طاقةَ لمشطورٍ بينَ حِلٍّ وترحال !
خيطٌ مِنْ نار . . . 
ما دها دقاتِ قلبهِ 
لولا أنْ رأى برهانَ ربِه ؟
. . . . .
يا أنتِ
يا آخرَ القصائد 
تدليتِ عنقوداً في نشيدِ الأنشاد 
سلافةً لم يقربْها فَم . . . 
مَنْ منّا ظَمَأُ ؟
أغلقَ شفتيْه 
باحَ بوالهةٍ 
تناهتْ نداءً صامتاً 
طريقاً إليها 
من غيرِ أنْ تُغلّقَ أبوابٌ 
يُجرّدَ على عتباتِها سيْف . . .
بوصلةُ العشقِ لا تُخطئ . . .
. . . . . 
زائرتي طيْفاً 
تعصرُهُ سحابةٌ في حانةِ المطر 
بلا كأسٍ 
أحتسيه . . . 
فأعودُ من حيثُ أتيْت 
رِمشاً 
علِقتْ . . . 
مرودُهُ هاروتُ وماروت !
أكانتْ أفاعي أوروك 
تنفثُ عِشقاً ؟ 
ربَما في سمِّها لداءِ معلولٍ دواء !
هذا ما وَرَدَ في سِفْرِ مَنْ أصابَهُ مَسٌّ مِنْ عِشْق . . .
. . . . .
أيْ 
ابنَ الملوّح 
ابنَ ذريْح 
دُمْتُما زَمَناً لا يُغلَق . . . 
كتاباً
ما بهِ إلآ هيَ بينَ دفتيْه . . .
لا لغيرِها يتَجلّى الشّعرُ على وصفٍ يقع . . .
لم يُبدعْهُ فيلسوفٌ فضاءً لمدينةٍ فاضلة . . .
النّقاءٌ
لا يُرسَم !
. . . . .
أيّها القيْسيان 
كيفَ عبرتُما إلى ضفةٍ بيضاء 
أساطينُ العرفانِ على بُعدٍ 
لَوَّوْا رؤوسَهم . . .
نزعَ الدّهرُ خُفَّه لسجدةِ الذّهول . . .
لعلَّها أجملُ بقعةٍ لم تدنسْها من سُفهاءِ التاريخِ قَدَم ! 
. . . . .
يا . . .
ويطوي الصّمتُ أرقَّ حروفٍ
لا أحسَبُ سواي يقولُها كذلك !
لتَحترقْ إلا ما أنتِ فيها . . .
ما ألقاهُ نيرونُ في أتونِ غرورِه . . . 
أوقدَهُ ملكٌ لحرقِ نبيّ . . .
ليستِ النّارُ بذاتِ لهبٍ فقط !
بقايا 
ليسَ لها أنْ تَغرفَ حياةً بعْد . . .
العراجينُ 
لا تلبسُ ثوبَها الذّهبيّ ثانيةً 
وتَرتَطب . . . 
. . . . . 
لا تحزَني 
دمعةٌ في خفاءِ الرّوح
تكفي . . . 
لا أَصْدَقَ من دمعٍ في رثاء . . .
انفخي في رمادي 
لعلّي أخرُجُ من فانوسٍ مسحورٍ
جنوناً من شعر
أكتُب . . . 
إياكِ للألفِ أعشق !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض 
ديسمبر /١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق