الأحد، 19 أبريل 2020

وثبة أخيرة لذئب // سرد بقلم // طارق الصاوي خلف // مصر

وثبة أخيرة لذئب
1
وثب على السور العالى، تسرب بين اشجار الحديقة، تسلل لقصر الفحل، جاس بين حجراته، عقر نعجته و تولى هازئا نحو الصحراء.
2
حمل الفحل صندوقا كدسه بمنجزات المدينة يستعين بها فى مهمته، توغل بمركبته فى محيطه المستباح متوعدا فصيلة الذئاب.
3
غزت وجدانه فى عتمة ليله أشباحا من حكايات جدته، شتتها بشد أجزاء البندقية.
4
علته الشمس، تدحرج لسفح الجبل ليستفئ بظل سدرة و يسبح فى نهر الوسن.
5
حوصر بمدق بين جبلين كادا يطبقا علي عظامه، سحب جسده من بينهما مثخنا بالخدوش، مضى غير آبه يتتبع روثا ظنه لغريمه.
6
تقلب فى منامته، سكن كفه على فراء ناعم، استراح لملمس الراقد فى ظله حتى مسته مخالبه، انتفض، لاذ بسلاحه، ركض الأرنب مخلفا حسرة بامعائه.
7
حنت مفاصله المتيبسة لأيام الكسل، اطل بالمنظار على وادى السباع، أطلق كلبه مقدمة للهجوم، ثارت زوابع رملية افقدته الهدف.
8
اصابه التجوال بهزال و سقم، نصب خيمته كمينا فوق تبة حاكمة تحتها نبع ماء، مثبتا أصبعه على الزناد منتظرا عدوه الظمأن.
9
غازلته صورتها ليلة تمام القمر، أطرق ، تشكلت ملامحها على التربة الجيرية، مسحها بنعله جالدا ذاته بحنق: لماذا صمتت و الذيب رابض فى الحظيرة؟!.
10
حرمته الصحراء من تناول اسرارها، اخفت عليه أثرا لعدو يقتفيه، تشابهت عليه عين غزالة نوى قنصها بالأثيرة من نسائه، عزم على الثأر فى الصبح القريب.
11
جلب زمهرير الشتاء لأنفه ريح كائن يتربص به، انتشى فرس شوقه رامحا خلف وميض رغبته فى الخلاص.
12
لاحت قبة قصره على البعد، رقص قلبه فرحا بمغادرة التيه، نثر عقله حججا يبرر لنفسه رجوعه خائبا، هب كلبه يهرول نابحا، سابق ظله ليأكل كبد ذئب سكن فى غيبته حماه.
طارق الصاوى خل
ف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق