الثلاثاء، 28 أبريل 2020

المصعد // ق. ق . بقلم الكاتب : عبد الحسين الشيخ علي // العراق



المصعد
/ قصة قصيرة / الكاتب عبد الحسين الشيخ علي
قرر أن يذهب ليزور أخاه الذي لم يره منذ خمس عشرون عاما وعلم بأنه يعمل في احد الدوائر الحكومية ودع أهله ولملم بعض أشيائه على وجه السرعة إلى كراج السيارات وتمنى لحظتها أن يركب طائرة حتى يصل بأسرع وقت فالشوق مثل لهيب مستعر في صدره مثل لهب الشمس على رمضاء عفرها الظمأ لطول فراق الغيث .
ركب السيارة وفي رأسه ألف أمنية وسؤال وعتاب على نفسه وأخيه وهو يندب السنين الماضيات وحشرجة في صدره تنضح إلى عينيه وهو مطرق الرأس يحدث نفسه بحزن عميق وهو غير مصدق بأنه سيلتقي أخاه بعد كل تلك السنين
انتهى به المطاف إلى حيث الدائرة التي يعمل فيها أخيه اتجه إلى استعلامات الدائرة وسال الموظف عن أخيه ؟
سأله الموظف عن اسمه فأعطاه الاسم فقال له الموظف إن محل عمله في الطابق السادس في الغرفة الفلانية , شكر الموظف واتجه إلى المصعد فوجده عاطلا وأثناء ذلك مرت موظفة بالقرب منه فأوقفها بعد أن سلم عليها قال لها " كيف لي أن اصعد إلى الطابق السادس والمصعد عاطل فأجابته انه دائما يعطل ولكن لو أردت فهذا السلم واصعد أليه , ارتعدت أوصاله لأنه يعلم بأنه لا يستطيع فقدماه لا تحملانه وقلبه الضعيف لا يقوى على الاستمرار , رجع إلى موظف الاستعلامات واخبره بالأمر فقال له الموظف سأتصل بأخيك لعله ينزل إليك ففاضت عيناه بالحزن والفرح في أن واحد وهو غير مصدق .
اتصل موظف الاستعلامات بأحد الموظفين العاملين مع أخيه في نفس الغرفة فقال له انه نائم نوما عميقا ولا أظنه يستيقظ فتعجب موظف الاستعلامات وأعطى الهاتف لأخيه المنتظر فتكلم مع الموظف فأجابه بنفس الجواب فزادت حيرته وأخذت الدموع تنساب على خديه فلما رآه موظف الاستعلامات على هذه الحال رق قلبه عليه وأخذه إلى جانب وقال له " هنالك مصعد خاص لا يستعمله إلا المدراء سأرشدك إليه ففرح الرجل فرحا شديدا واتجه إلى حيث أرشده إلى المصعد لكنه كان يجب عليه أن يصعد سلما قبل أن يصل إلى المصعد الكهربائي ؟ عمل بكل جهده في صعود السلم إلى ان وصل إليه , ولج إلى داخل غرفة المصعد وكانت هنالك أزرار مرقمة حسب الطابق ضغط بإصبعه على رقم ستة ارتفع المصعد ثم هبط والأرقام بدأت تتناوب وحدها بالضغط على نفسها كان يدا غيبية لا يراها تضغط عليها فحينا يرتفع المصعد وتارة أخرى يهبط ثم وجد نفسه في الطابق الأرضي من حيث بدا وفتح الباب وإذا بعدة موظفين يرتدون ملابس أنيقة قد دخلوا معه ومن ضمنهم نساء وبعد أن أغلق باب المصعد بادر احد الموظفين بضغط الأزرار كل حسب وجهته فأشار الرجل للموظف بأنه يريد الطابق السادس فضغط عليه واخذ المصعد يرتفع رويدا رويدا وفجأة ازدادت سرعتة ليرتفع خارج البناية إلى الأعلى بسرعة أرهبت النساء وبدأن بالصراخ وفي تلك اللحظة ظهرت نافذة من احد جوانب المصعد وإذا به يرى انه كأنه في السماء فارتعب ثم هوى المصعد إلى الأسفل بكل سرعته وظن انه الفراق وضاق صدره وفز من منامه فوجد نفسه انه كان يحلم وان أخاه قد توفاه الأجل منذ خمس وعشرون عاما .
نهض من فراشه وهو محزون ذهب ليغسل وجهه فاختلط الماء بدموعه وهو يردد لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون وقال " حتى في الحلم لم التقيك يبن أمي وأبي رحمك الله ............................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق