الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

هديتي إلى أطفال اليمن // السد سيقام غداً // للشاعرة المبدعة // فاطمة محمود سعد الله // تونس

هديّتي إلى أطفالِ اليمن
السّدُّ...سيُقامُ غدًا..
رَغْم الدّمَارِ..
المَمْهُورِ بالحِقْدِ والعارِ..
رغْم النارِ ..
وضَراوةِ القِتالْ..
فالسّدُّ
في "مأربَ" يُطَاوِلُ الجِبالْ..
رَاسخُ الجذور
في تربةِ الحضارة
رَغم القنابلِ..
وجهالةِ الأراذل..
وعواصفِ الشّرورْ..
فاليَمَنُ السعيدُ 
كان ظليلاً..ومازالْ..
يغْذُو السماء صفاءً..
ويسْقي الأرْضَ بِسوَاعِدِ الرّجالْ
....2...الطفْلُ في اليمن 
يرْفُضُ البكاء
لا ذُلَّ يَعْرِفُ ولا اِنْحِنَاءَ..
الطفْلُ في اليَمَن.. 
يَقْهرُ الدموع
والرَّأْسُ شامخٌ ..مرفوع..
وشمْسُ الحُبّ
والسّلْم،تمْلأ الضلوع
والقلْبُ يحْلُمُ بالدّفْء
والأمْنِ..
في الرّبوع..
الطفْلُ في اليمن..
عَيْناهُ تُعانقانِ النّجْمَ والقمرْ
رغْم القذائفِ والحرائقِ
و"ضَرَاوَةُ" البشرْ
أيّها الوحوشُ..دمّروا المنازل
اقتلوا العباد..
حرّقوا البلاد والأجساد
فالطُّفولةُ،
في اليمن السعيد..قَدَرُها البقاء
والصّبْرَ ..والنضالَ
والكبْرياءْ..
ستَهْزِجُ بألف لسانٍ ولسانْ
عربيّةً ..أصيلةً
فصيحةَ البيان
وفي كلّ الأماكن ..
ستزرعُ الشجرْ
مُثْمِرًا..بالحُبِّ والأمْنِ
ولا خوْفَ ولا حَذرْ
ستجوبُ السّلْمُ كلَّ المدائن
....3...
بَلْقيسُ ..تتْلُو تراتيلَ الحِفْظِ
والفلاح..
تكتُبُ التعاويذَ ليْلاً..مساءً
وكلَّ صباحْ
تَقِي الطفولةَ حرّ الحَرْب
والحرائقْ..
تحْمِي الأمومةَ من كلِّ زَنِيمٍ 
مَارِقْ..
وزنوبيا ..هناكَ تشْحذُ هممَ الرّجالْ
تذلّلُ المصاعبَ والمكائدَ
وتهزِمُ المحال..
ومن خُيُوطِ الفجْرِ ،تصْنعُ 
الدروعْ
مسرودةً من نورٍ وعبيرٍ 
وشمُوعْ..
...4...
الطفلُ في اليمن سيعرفُ السرور
والابتسامْ
ورغْم المِحنْ..
سيزْرعُ الأفْراحَ زنابقَ بيضًا
وقصائدَ خُضْراً..
وسنابلْ..
والسدُّ سيحضنُ الأمطار والنّماء
والأرضُ سترتدي حلّةَ زفافها الخضراء
فاطمة سعدالله/ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق