السبت، 16 ديسمبر 2017

الوضع القانوني لمدينة القدس // خلاصة الرأي : للباحث الدكتور : عبد الوهاب محمد الجبوري // العراق

الوضع القانوني لمدينة القدس
خلاصة الراي : سيادة الارض الفلسطينية هي الاساس
الباحث الدكتور : عبدالوهاب محمد الجبوري 
عن الوضع القانوني لمدينة القدس نشر العديد من الكتب والدراسات والمقالات لتدخلنا في دوامات يريد لنا الغرب واسرائيل ان نتيه فيها لتحقيق هدفهم بتزييف الحفائق التاريخية وتضليلنا ، ومن ثم ادخالنا في دوامة نقاشات عقيمة تزيد من خلافاتنا وتعمق جروحنا فضلا عن نواياهم بتحقيق هدف خبيث اخر هو ابعادنا عن قضيتنا الاساسية وهي تحرير فلسطين كي ننشغل بامور جانبية لا مصلحة لنا اليوم في طرحها ، بقدر ما تخدم الاهداف الصهيونية لهذا اؤكد في بداية حديثي ان جوهر الموضوع هو سيادة الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس وان لا قدس بلا اقصى .. 
وفق هذا الطرح اشير لحدث اخر مهم في تاريخنا واعني نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل وهي فكرة قديمة تعود إلى عام 1950 والعالم كلة يعرف ذلك، فقط كانت تنتظر الرئيس الأمريكي المناسب والظرف المناسب لتجسيدها. وقد اطلعت على ما كتبه الاستاذ نور الدين قلالة في هذا المجال واعجبني حديثه والذي يقول فيه :
لم يبذل الرئيس الأمريكي مجهودا كبيرا لإعلانه هذا، لأنه لم يكن بحاجة إلى دعم محلي أو دولي لنقل سفارة بلاده من مكان لآخر. وتنفيذا لوعده الانتخابي الذي يفتخر به دائما، وشعوره النرجسي بأنه رئيس مختلف عن كل الذين سبقوه أو الذين سيأتون بعده . فقد اقدم ترامب على هذه الخطوة بتأييد من الجمهوريين والديموقراطيين، وبمباركة سابقة من الكونغرس الأمريكي تعود إلى سنة 1995،ودعم أوروبي لا يحتاج إلى دليل حتى وإن أظهر عكس ذلك ،ويقين ملفت بأن العرب والمسلمين لن يقوون على مجابهته أو صده أو الضغط عليه للتراجع عن قراره، لأن هذا العالم المريض فقد كل أوراق الضغط التي كان يملكها: النفط والمال والمقاطعة والجيوش..والكرامة أيضا. ولما كانت القدس عاصمة دولة فلسطين كما ورد في وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر سنة 1988، فان قرار ترامب الاخير يسعى الى : 
1. اعتراف الولايات المتحدة رسميا بأن القدس والمسجد الأقصى ملك لليهود ولا حق للمسلمين فيهما!
2. الاعتراف بكل القدس الشرقية والغربية كعاصمة لإسرائيل ،
3.تدمير عملية السلام نهائيا لأن فلسطين بلا قدس ليس لها معنى، وقد يعطي هذا القرار لنتنياهو الفرصة بيهودية الدولة الفلسطينية.
4. تغيير مسار القضية الفلسطينية تماما لدرجة أنها قد تصبح قضية بلا هوية.
5. الحاق اضرار اقتصادية بالشعب الفلسطيني تتعلق أساسا بالمنشآت الموجودة في المدينة والتي ستؤول بطبيعة الحال إلى اسرائيل التي قد تعرض على الفلسطينيين تعويضات مالية.
وفي سياق الحديث اقترب اكثر من فكرتنا حول الموضوع ، فمن الناحية الدينية والتاريخية فان فقدان القدس و المسجد الأقصى يعني الكثير للعرب والمسلمين، فضلا ان نبي الله يعقوب (عليه السلام) بنى هذا المسجد في تلك المدينة، وأن نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) أمّ الأنبياء السابقين في الصلاة مما يؤكد على وحدة الرسالة والوحي الإلهي. 
وهناك ، كما يقول قلالة ، عدة أسباب قد لا يعرفها كثيرون ، عن أهمية هذه المدينة وهذا المسجد:
– القدس وصفها الله تعالى في القرآن بأنها مباركة ومقدسة : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) (الاسراء : 1) و ( يا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) ( المائدة :21 ) .
– القدس فيها المسجد الأقصى الذي تعادل الصلاة فيه مائتين وخمسين صلاة .
– الدجال لا يدخلها (وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس).
– الدجال يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في ( لد )قرب بيت المقدس كما في الحديث الشريف: ( يقتل ابن مريم الدجال بباب لد ) رواه مسلم.
– الأقصى قبلة المسلمين الأولى حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس 16أو17 شهراً .. رواه البخاري ومسلم.
– الأقصى مهبط الوحي وموطن الأنبياء.
– الأقصى من المساجد التي تشد الرحال إليه.كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى).
– بناء يعقوب عليه السلام للمسجد الأقصى لا يعني أن اليهود أحق بالمسجد من المسلمين حيث إن يعقوب كان موحداً .
– ليس لليهود حصة في القدس، لأن الأرض وإن سكنوها من قبل فإنها قد صارت للمسلمين من وجهين :
– أنّ اليهود كفروا ولم يعودوا على دين المؤمنين من بني إسرائيل ممن تابعوا وناصروا موسى وعيسى عليهما السلام .
– أننا نحن العرب أحقّ بها منهم ،لأن الأرض تاريخا وجغرافية ودينا وحضارة ارض عربية اقيم فيها ، منذ ان دخلها فاتحا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حكم الله لأن الله خلق الأرض وخلق الناس ليعبدوا الله عليها ويقيموا فيها دين الله وشرعه وحكمه ، قال تعالى : ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) ( الأعراف :128 ).
ان موضوع عروبة القدس وسيادتها العربية وايا كانت تسمياتها ، لا خلاف عليه وانبه الكتاب والباحثين والمفكرين والمؤرخين بان لا ينشغلوا بغير هذا التوجه ولا نتيه في طروحات اخرى تبعدنا عن تمسكنا بحقنا التاريخي والجغرافي والحضاري والديني لقدسنا العربية .
المرفقات
النص الكامل للعهدة العمرية
حضر والي القدس بعد الأرطبون من القدس إلى الجابية (وكان يُدعَى: العَوَّام)، واتفقا على صلح القدس، وكتب عمر بن الخطاب (العهدة العمرية)، التي حفظها التاريخ، وأجمع عليها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا نصها:
( بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحيمِ، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان -وإيلياء هي القدس- أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرَهون على دينهم، ولا يُضَارّ أحدٌ منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود, (نعم أيها المسلمون، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود, كان هذا طلب أهل القدس أنفسهم؛ لأنهم كانوا يكرهون اليهود بشدة -وكان اليهود يذبحون أسرى النصارى عند الفرس- حتى إنه في رواية أخرى للمعاهدة (ولو مرَّ بها يهوديٌّ، لا يبيت فيها ليلة) لأنهم كانوا يعادون اليهود عداءً حقيقيًّا), وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرِجُوا منها الروم، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصُلُبَهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم، ومن أقام منهم فعليه مثل ما على أهل إيلياء، ومن شاء أن يسير مع الروم، سار مع الروم وهو آمن، ومن شاء أن يرجع إلى أهله، رجع إلى أهله، وهو آمن، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية، شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان وكُتِبَ وحُضِرَ سنة خمس عشرة ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق