الأحد، 24 فبراير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // حول مداري // كُتبَ النص بمداد الشاعر : عبد الزهرة خالد // العراق

حول مداري
—————
نادرًا ما يميزُ اللّيلَ الأعمى
حتى يسمعنا نهمسُ بأذنِ النّسيمِ،
أواصلُ النّجماتِ الشّاحباتِ
بقليلٍ من زيتِ الضّياءِ
لتنزلَ ضفيرةُ السّمر
على خريرِ شطِّ العرب،
أوصيته قبلَ أن يموتَ الشّفق
غرقا بأن يبادرَ
بالتّحدثِ معهُ على مهلٍ
فهو لا يدركُ الحقيقةَ مع الحلم...
صفّفتُ جدائلَ مدينتي
ورتّبتها على أكتافِ النّجوم
لعلّ عربةَ اللّيالي
تجري مثلَ النّهارِ وراءَ المغيب
تجرُّ معها ودّي إلى الفجرِ الخجول.
من وطني …
بدأ المشوارُ
قدمٌ على الحزنِ
وقدمٌ على الأمل…
يا فاتنةَ الفصول
زرعتُ اسمكِ في بساتيني … مذ ولادتي
على هذا المنوال أنا
من حرثٍ إلى غيثٍ ...إلى موسمٍ
كأنّني أنضجُ كلّ ليلةٍ
ويقطفني النّومُ من عناقيدِ السّهر
يذكي بها النّبيذَ في الخوابي
ولا أحدٌ يمدحُ الأنين،
خذي ذرّةً من وجدي
اعرفي كيف هذيان الشوق
عندما تبحرُ به السّفن ..
من مسقطِ رأسي
أردتُ أن أخطَّ على الماءِ تنبّؤي
كي يخطو البصيرُ حولَ مداري
عندها يميز بين المركزِ والمحيط
لا يهمّني البعدُ بقدرِ القرب
الأمرُ سيّان
ترتبكُ الرّعشاتُ
فوقَ خطِ اللقاءِ
أنا مكابرٌ ولا ينحني قلمي
إلا على رعافِ الزّمن
عيشي كما أنا
كلّما يحضنني الوطن
وأنتِ راعيةُ القوافي وقتَ المحن.
—————
عبدالزهرة خالد
البصرة /١٧-٢-٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق