الاثنين، 11 فبراير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // حدائق الحرف .. تبكي غياب الفرات / كُتبَ النص بمداد الشاعرة : مرام عطا // سوريا

حدائقُ الحرفِ ٠٠٠ تبكي غيابَ الفراتِ 
______________________
دقَّتْ أجراسُ الوداعِ، لوَّحتْ نوارسهُ من بعيدٍ ، أنشدتْ لحنَ الفراقِ الآثمِ ، وسكبتْ لثغورِ الوردِ كؤوسَ الألم المرةَ على طاولةِ الصَّباحِ
مالرياحِ الغيابِ تعصفُ عاتيةً في حدائق النثرِ الزُّمرديةِ ؟ تتركها صحراءَ ، تنعي غيابَ العطرِ ، وارتحالِ الفراتِ ، فيذوي بصقيعها نبتُ خميلتي البهيُّ ، تصفرُّ وريقاتُ كلماتي النديَّةُ ، تطفرُ المعاني الجليلةُ على الدروبِ الخريفيةِ
أيّٰها الفراتُ النميرُ كيفَ عنِّي تغيبُ ؟! البنفسجُ المتكئ على أعتابِ قلبي ، يهاتفني كلَّ صباحٍ ، يسألني عن أغنيةٍ سوسنيَّة توقظُ عصافيرَ الشَّوقِ الغافية في عينيكَ
يسألُ عن شالٍ يعانقُ جيدَ سندبادكَ المسافرٍ لجزرٍ عذراءَ
يسألني عن قمرٍ من أنفاسهِ تخضرُّ الحروف
، و تتراقصُ الأبجديةُ ، فتنهمرُ قصائدَ عقيقٍ تحاكي بروعتها قصائدَ السَّحابِ
وأنت ياعشتاري الحزينة لا تدمعي ، تزيَّني بعقودِ الصبرِ وتبرَّجي بأقراطِ الأملِ ، لا تصدِّقي غيومَ النأيِ فهي لاتعدُّ بالمطرِ ، سأغتسلُ بدموعكِ النقيةِ ، وأهديك الكثيرَ من لآلئ السماحِ ، وأمسحُ جراحكِ بزيتِ الرضى
فتزولِ تجاعيدُ الأسى ، ويضحك لك الغدُ فكتحلين بميلِ الشَّمسِ ، و تشرقينَ بعدَ يأسٍ
____________
مرام عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق