الاثنين، 4 فبراير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // كُتبَ النص بمداد د. عبد الوهاب الجبوري // العراق

رسالة الفتى منصور
تواريخنا الحزينة تحدثنا عن يمامات ثكلى ، ورنات خلخال يتمطّى فوق احزان القمر ، وضحكات تتساقط دون افواه .. في مكان ما من صحراء الزمن ، تقودنا البوصلات الى درب الفتن التي ربطوا حياتنا إلى شباكها .. في قلوبنا يستحم الخوف .. في سمائنا تطفح النجوم ، وأمنياتنا تغوص في بئر عميق ، يا لنا من مسافرين في غياهب الروح حيث الأجواء السديمية معفرة بالوجع الخافت في جروحنا ..
رائحة المقل السمراء تقودنا إلى واحة عذراء لم تطأوها احذية جنرال ذي عين من زجاج .. هناك يرقد جسد مسجى ، كفنه من سراب ، وقبره من ظمأ .. على شفتيه اليابستين قطرات من حنين تنتظر مرور القوافل القادمة ، وعلى مقربة منه صومعة هبط عليها الليل كمارد اتعبه السفر ، لكن فتاها مازال يمسك بالريح العقور ، وهي تحاول ان تهرب في ليل بارد .. غمغَمَ يا قلبي لا تجزع ، فذلك هو القدر ، قدري ان أبقي الليل منتظرا هدأة الشمس .. الريح ستصبح شبحاً وبابي سيكون قوياً صلداً ، وهذا اخر عهدي بالدفء الناعم !
عبدالوهاب الجبوري
٢ شباط ٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق