الخميس، 7 ديسمبر 2017

مسوخ // للاديب الاستاذ : عبد الجبار الفياض // العراق

مسوخ
أيُّكُم 
ينبجسُ ماءً من حجرِ الصّمت ؟
ليخطَّ الطّيرُ بجناحهِ قصيدةَ حياة . . .
أيُّكمْ 
يعانقُ الشّمسَ قامةً لبذار ؟
ليرقصَ الحصادُ بكرفنالِ سنابلِه . . .
أيُّكم 
يغزلُ يومَهُ ثوباً من خيوطِ يُتْم 
فرَحَاً لدمعِ عيْن ؟
أيُّكم . . . ؟ 
إنْ عجزتُم 
فغادروا . . .
لا شئَ وراءَكم 
سِوى لا شئ . . .
لستُم ممنْ ينالُكُم من أرضٍ عققْتُم شراب . . . 
لا أسفَ على ما فقدَ في دربهِ حُنيْن !
. . . . . 
السّنابلُ الفارغةُ 
لا تُطعمُ أفواهاً 
يَبيتُ فيها الهواءُ بارداً . . . 
لا عطشَ 
ترويهِ دلاءٌ مثقوبة . . .
متى بكتْ غيومُ القيْظِ على جنازةِ يومٍ محموم ؟
تساقطَ رطبٌ
وما فارَ قِدْرٌ للبُهلول . . .
. . . . .
استَبَقوا عُراةً
حيثُ دراهمُ مبثوثةٌ على بساطِ إنحناء . . . 
حقائبُ حُبلى من سِفاح . . .
ليلٌ ثمِلٌ
بما يعصرُهُ لصوص 
تراكمَ في بطونِهم شحمُ ليالٍ سِمان . . . 
ارجعوا 
مع ريحٍ سوداء 
قذَفتْكم من رَحِمٍ موْبوء 
بأسماءٍ غيرِ ما كانَ لها من أب . . . 
. . . . . 
صَبْرٌ 
اصفرَّ لهُ وجهُ الأرض . . .
خرْقٌ 
على أيّامِه يتّسع . . .
ما جنتْه على أهلِها براقِش . . . 
عينُ مكّيٍّ 
أعارَها لفيلٍ حَبشيّ . . . 
عيّارون
تبحثون عن أُبرةٍ في بيادرِ قَش 
وبعيرٌ في عيونِكم 
يمرقُ مُحمّلاً بما حواهُ حاوٍ . . .
ما خطبُكم 
أيُّها النَّقاء ؟ 
تغسلون عُهرَكم بعُهر !! 
. . . . .
ليسَ لكم بعدَ الآن أنْ تقرأوا مطالعَ النّجوم 
لتأتوا بفِرْيةٍ 
على قبحِها 
أفرغَ العطّارُ عُصارةَ دهرِه . . . 
لتعيدَ لكم هزّةَ رؤوسٍ خاوية
صاحبتْ عبّادَ الشّمس . . . 
تصفيقاً 
يخبُزُ أرغفةً مُحترقةً من هواء . . . 
الجّروحُ 
لا تُداوى بزَبدٍ من بحر 
حروفٍ شاحبةٍ من واعظ . . .
يلعقُ يديهِ قبلَ أنْ تمتدَّ لقصعةٍ من ثريد !
. . . . .
مازالَ ابنُ فرناس يحلمُ مرّةً أُخرى 
بشراءِ قطعةٍ من السّماء 
سلةٍ من نجومِها . . .
أنَّ الثُّريا غزلتْ لهُ طاقيّةَ إخفاء . . . 
فرحتُم 
تجمعون الشّمعَ من عرقِ العتّالين . . .
تسلبونَ الرّغيفَ من شفاهِ تنّورٍ 
حُرّمْتِ النّارُ على قلبهِ . . .
وبصمتُم على بيضاءَ بحبرٍ أحمر !
. . . . . 
منبرُكم تلقاءَ قبلتِكم 
وإنْ كانَ ظهرُهُ للنّاس 
صوتاً مشروخاً ثلاثيَ الأبعاد
دهاناً لكالحِ غَد
يسرقُ السّمعَ
لكنَّهُ
لا يدخُلُه . . .
يتلاشى تحتَ أحذيةِ انتظار قاتم . . .
. . . . .
الجّزءُ يشي بكلِّه . . . 
هذهِ يدُ علي بابا
عينُ أبي رُغال
قَدَمُ السّامريّ
سيفُ الحَجّاج 
هذا ثوبُ يهوذا . . . 
شَتاتٌ 
تكوّرَ مِسخاً 
تمسِّدُ يدا أبي لَهَبٍ قفاه . . .
أمامَهُ 
تنبعجُ لعنةُ الفراعنة . . .
أيشربُ سقراطُ السّمَ نيابةً عن زمنِه ؟
. . . . .
أنتم هذا 
جماجمُ 
أكلَ نصفَها صدأُ الخوْف . . .
تعرفُكم أرقامٌ مُغتصَبَةٌ 
على مَرأى نهارٍ مهزوم . . .
صفقاتٌ 
تُختَمُ على جلْدِ المُلتصقينَ بجذورِ الطّينِ 
مُزيّنةً بأسماءِ اللهِ الحُسنى . . .
مواخيرُ 
رُصّعتْ أبوابُها بفوّهاتٍ صامتة . . . 
أنوارٌ مريضة 
لا أرضَ حرام 
قطوفٌ دانيةٌ لكُلِّ فَم . . . 
لاشئَ يُفسدُ على ابن آوى خلوتَه !
. . . . .
بينَكم وبينَ آلِ الطّينِ متاريسُ 
ما تحتَ الخَرَسِ 
لغةٌ شُلّتْ 
برزخٌ
لا تعبرُهُ عيونُ الزّرقاء . . . 
أتيْتُم بما لم يأتِ بهِ أهلُ سدوم . . .
كيفَ لمثلِكم ألآ يكونَ ورَماً يُفرى ؟ 
أيكتبُ ماركيزُ عن عُزلةٍ جَديدة ؟
. . . . .
لاتَ حينَ هُروب 
هل أنْبَأكُم الهُدهُدُ 
أنَّ امرأةً في فرساي 
أطعمتِ الموْتَ آخرَ كعكةٍ مَلكيّة ؟
فتَدلَتْ !
أنَّ رجلاً من ثقيف 
ما سيوفٌ دمَه سَفَكتْ
تحتَ سنابِكِ خيولٍ بلا أرجُل 
مات . . .
لا خوفَ 
لتَقرَّ عيْنٌ فاقدةٌ لوطنٍ هي فيه . . . 
من غيرِ أجراسٍ تُقرَع . . .
ما صدئَ من أسماءٍ خُنثى . . .
من غيرِ حصانٍ خشبيّ . . .
صُبحٌ آتٍ في جيوبِ الصّغار !!
. . . . .
عبد الجبار الفيّاض 
اكتوبر / ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق