الأحد، 17 يونيو 2018

قراءة تحليلية عن ( ققج ) بعنوان ( أذعان ) للكاتب أكثم جهاد // بقلم باسم عبد الكريم الفضلي // العراق

قرا
ءة تحليلية عن ( ق.ق. ج.) بعنوان " اذعان " للكاتب " أكثم جهاد "
القصة 
****** 
(( بِرِفْقَةِ مِطْرَقتَِهِ، صَعَدَ المِنَصّةَ، زَمْجَرَ بِكُلّ ما أوتِيَ مِنْ صَخَبٍ، لامَسَهُ أثيرٌ خافِتٌ، طَأطَا بِقَلبِهِ، طَرَقَ رَأسَهُ بِالمِطرَقَةِ..مُعْتَذِراً عادَ بَيْنَ الصّفوفِ.))
قراءتي 
******
من اهم الخصائص الخطابية للـ ( ق ق ج ) كجنس ادبي حديث العهد في الادب العربي ، انها تطرح أسئلة كبيرة، وتعج بالقضايا الذهنية العويصة ، والإشكاليات الإنسانية الواقعية و الميتافيزيقية ذات الهم الوجودي والمعرفي والقيمي ، تعتمد بنيتها اللغوية الفنية ( التكثيف ) الدلالي والرمزية الايحائية ، ضمن سياق فكري منظم ( منطقية سببية ) لكي يتم ايصال فكرتها بلا ثغرات قد توقعها في ( الضبابية الفهمية ) ، ماقرأته جهد ابداعي استوفى معظم ادوات البناء الدلالي الموفق حيث :
حيث :
1 ـ الاشارات / مطرقة ، منصة ، زمجر : ذات دلالات ( سلطوية متعالية ) ، فهي من ( آليات/ ادوات ) الخطاب الفوقي الزعاماتي ( الزعامة بشتى معانيها ) الذي يوجهونه للجماهير ، وهي زعامة دكتاتورية متشبثة بالسلطة بدلالة ( برفقة مطرقته ) ، فالمطرقة ملازمة لذلك الزعيم ، حتى انها نُسِِبت اليه ( مطرقته ) ، والخطاب ظاهرة يتعارض مع باطنه ( زمجر / صخب )
مقاربته المعنوية / صوت منذر بالوعيد / ضجيج لامعنى مفهوم له
والاشارات بجمع دلالاتها =
زعامة محتكرة للسلطة + خطاب متعالٍ بلا معنى سوى بثِّ الخوف في المخاطَبين ( الجماهير )
لو انهى الكاتب قصته عند هذا الحد ، لكان ابدع غاية الابداع ، واوصل للقارئ ابلغ الرسائل عن حقيقة الزعامات الشمولية المتبجحة بالقوة ظاهرياً ، وهي خاوية في دواخلها ، لكن .... الكاتب خرج عن بنية دلالية محبوكة المعنى ، متطورة السيرورة بمنطقية سببية محكمة ، الى سياق دلالي مغاير افقد القصة روعة تلك الرسالة ، واوقع القارئ في ( ضبابية الفهم ) ، فما جاء في قوله ( لامَسَهُ أثيرٌ خافِتٌ )، يخرج عن المنطقية البنائية لفكرة القصة ، الى اللامنطقية فمن اين جاء ذلك ( الاثير ) وماسرّه الخطير الذي جعل رفيق المطرقة ، المزمجر بالوعيد ( طَأطَا بِقَلبِهِ، طَرَقَ رَأسَهُ بِالمِطرَقَةِ.). ، بل انه بكل بساطة
يتحول الى صفوف الجماهير معتذرا ( مُعْتَذِراً عادَ بَيْنَ الصّفوفِ.) وعتبة القصة ( اذعان ) التي اوحت للقارئ بأن هناك حدثاً جليلاً ، او ( آخر ما ) سيكون هو من يجعل ذلك الزعيم ( يذعن ) ، لم تكن ( اعني عتبة العنوان ) إلا مفتاحاً مضللاً للقارئ . ارجو ان يتسع صدر الكاتب لرأيي المتواضع .
ــــ باسم الفضلي ـ العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق