وإن دارت الأيام
——————
أعددتُ مائدةً من مطرٍ مستباح
على جرفٍ هارٍ
لأبني حولَ وجعي
سوراً من رذاذٍ
ممزوجٍ برمالِ الأعماق ،
لم يكنْ في بالي أبداً
أنَّ للمطرِ أصلاً
يقاربُ معاصر الفراق ،
ولم تكنْ في حساباتي
أن للغيمةِ عجلاتٍ من ضباب
فوقها عربةُ رحيلٍ
تأخذُ العزيزَ منّا
نحو محطاتٍ تسكنها
ظلالُ الذكرى
أما الخفيفُ واضحٌ على سكةِ السماءِ .
يبرقُ الطيفُ بسرعةِ الضوء
على شوارعٍ مبلّلةٍ بنظراتِ الوجوهِ ،
الملامحُ تخططُ الفكرةَ
على مرايا الإرصفةِ
والخيالُ محسوبٌ لأصداءِ الدموع .
تحت مجهرِ التحليلِ والتوصيف
تبينَ هناك
قطرةُ لعوبٌ
وقطرةٌ مسكينةُ
وسيلٌ من جمرات
تجوبُ أوردةً لا حول لها ولا قوة
وتعمُّ على صفاءِ الأقدامِ والأفكار ،
بين الوجعِ والذكرى
صلةٌ معقودةٌ بالعروةِ الوثقى
لا يُزاحُ الحنينُ
وإن يعصف به
أعصارٌ يعقبهُ فيضان
شوقي في شعري
يثبّتُ الفصولَ
مهما مضت بي الأيام .
……………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٩- ٦-٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق