الأحد، 17 يونيو 2018

سيدي المسؤول // بقلم رعد دواي الطائي // العراق

سيدي المسؤول : 
من الصحيح أن تطلب من المواطن ممارسة دوره في الترشيد بصرف المياه وعدم تبذيرها. ولكن سيدي الاصح من ذلك أن توقف هدر الماء الذي ما زال يذهب الى شط العرب من دون فائدة .
سيدي ما صرف على المشاريع الوهمية، وعلى ارصفة الشوارع _ نفس الشوارع _ وعلى أمتيازاتكم ورواتبكم وسفراتكم وسهراتكم وسرقاتكم _التي لاترضي الرب ولا العبد_ كان يكفي أن يخرجنا الان من الورطة التي وضعتمونا فيها. كانت تكفي أن تبني مشاريع لخزن الماء واقامة سدود، سدود كانت ستساهم في حل معضلة قضية فلسطين_ أسف اقصد الكهرباء_ بل وتجعل أرض الرافدين أسم على مسمى، بل كان من الممكن ان نعود كما كنا من قبل؛ دولة زراعية تصدر الحنطة والشعير والخضروات والتمر الى العالم. لقد أصبحنا أرض المستوردين بفضلكم.
سيدي المسؤول أتقوا الله فينا، نحن فقراء العراق، ضحايا الحكومات المتعاقبة التي حكمت بلد الخيرات، الخيرات التي تنعمت بها كل تلك الحكومات ومن يدور في فلكها، من مسؤولين وبرلمانيين واولادهم وأقربائهم.
سيدي لقد قدمنا كل الواجبات التي علينا، الا يكفيك دمائنا التي حمت أرض العراق وحمت قبل ذلك عروشكم وامتيازاتكم، الا يكفي ما قدمته الثكالى والارامل والايتام، الا يكفي ما تحمله الفقير من العوز والحرمان من حقوقه من ثروات بلاده، والتي تتنعمون بها وكأنها أرث او ملك لكم واحزابكم وعيالكم . اليس من حقنا بعد ذلك ان نحصل على حقوقنا؟ حقوقنا ليست اموال ولا أراضي فقط_ نحلم بها _ حقوقنا أن يحاسب وبشدة كل مسؤول قصر في واجباته، واوصلنا الى ما نحن فيه الان .
سيدي المسؤول : أوقفوا هدر ( المال ) قبل الماء، وحاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا غيركم . وتذكر سيدي أنك راعي ومسؤول أمام الله عن رعيتك .
بقلم : رعد دواي الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق